مسؤولية مشتركة.. الأمن والمجتمع
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
منصور البكالي
المسؤولية الأمنية لأي شعب من الشعوب ليست نتاج أجهزتها ومؤسّستها الأمنية فحسب، بل يدخل فيها التعاون المجتمعي كركيزة أَسَاسية، وحجر زاوية، ومنطلق لاستكمال أي عمل أمني كتب له النجاح.
وخلال سنوات العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا تحطمت وفشلت حزم كبيرة من المخطّطات والمؤامرات العدائية المستهدفة للجبهة الأمنية، بفضل الشراكة المجتمعية والتعاون الطوعي من قبل كُـلّ الأحرار في شعبنا اليمني، كبار أَو صغار نساء ورجال، من بادروا في التبليغ عن شخصيات أَو تحَرّكات مشبوهة هنا أَو هناك، وكانت أعينهم ترصد وهواتفهم وأقلامهم تبلغ، وتتواصل بالأرقام الخَاصَّة بأجهزة الأمن ورجالها المعروفين، وأولياء الأمور، وعقال الحارات الأوفياء، والشخصيات المجتمعية، والمؤثرة.
هذه الجهود لمس الشعب اليمني أثرها وكانت إحدى ركائز عوامل الصمود في مواجهة العدوان، والصخرة الصلبة التي تحطمت آماله ومخطّطاته عليها.
وكما كانت مؤامرات الأعداء فيما مضى، فهي خلال هذه المرحلة التي بادر شعبنا اليمني وقيادته وجيشه للوقوف مع إخوتنا في قطاع غزة وتسخير كُـلّ الإمْكَانيات لنصرتهم، يحاول العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وأدواتهم مضاعفة الجهود لاستهداف الجبهة الأمنية، وتنفيذ مؤامرات خبيثة هنا أَو هناك بالتعاون مع بعض خلاياه النائمة أَو العناصر العائدة إلى المحافظات الحرة، من المناطق والمحافظات المحتلّة، والتي كانت تعمل منذ بدء العدوان لتنفيذ مخطّطات الغزاة والمحتلّين، وفشلت كما فشل العدوّ.
هنا كُـلّ أبناء شعبنا اليمني يدركون خطورة المرحلة وتكثيف جهود العدوّ وأدواته للنيل من الموقف العظيم والمشرف لشعبنا اليمني الذي دخل التاريخ، كما يدركون مضاعفة المسؤولية عليهم في التبليغ والتعاون مع الأجهزة الأمنية، ورصد أي تحَرّكات أَو شخصيات وعناصر ومجموعات عادت إلى حضن الوطن ليس كمواطنين صالحين بل لمحاولة إعادة المكر والمؤامرات، والتعاون مع العدوّ الإسرائيلي الذي فشل في البحر منذ عام، رغم تحالفه الدولي وغاراته غير المؤثرة، فلجأ لإعادة تحريك كروته المحروقة القديمة وتوظيفها لنشر الفوضى والقلاقل ورفع المعلومات والإحداثيات.
وأخيراً: أشكر كُـلّ الأحرار المتعاونين مع الأجهزة الأمنية والمبادرين السباقين منهم على وجه الخصوص، كما أرحب بكل يمني عاد إلى أهله وشعبه وأرضه ليكون مواطناً صالحاً، واحذره من أي تحَرّك مشبوه، وليعلم أنه تحت أعين الجميع.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
في ندوة مشتركة بالفيوم.. "النيل للإعلام" و"التعليم" يتصدّيان لحروب الشائعات دفاعًا عن الأمن القومي
نظّم مركز النيل للإعلام بمحافظة الفيوم، التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، ندوة موسعة تحت عنوان "حروب الشائعات وأثرها على الأمن القومي"، وذلك صباح اليوم الأربعاء، بمسرح المديرية، ضمن فعاليات الحملة التوعوية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي برئاسة الدكتور أحمد يحيى لتعزيز الحوار مع الشباب وترسيخ قيم الانتماء الوطني.
شهدت الندوة حضورًا رفيع المستوى تقدمه الدكتور خالد قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، والدكتور عرفة صبري، نائب رئيس جامعة الفيوم، واللواء أسامة أبو الليل، مساعد مدير أمن الفيوم السابق، إلى جانب ممثلين عن المستشار العسكري للمحافظة، وقيادات تعليمية وتنفيذية بارزة، إضافة إلى عدد كبير من المعلمين والطلاب من مختلف الإدارات التعليمية.
الوعي الوطني.. في مواجهة حروب الجيل الرابع
افتتح اللقاء بالسلام الوطني، أعقبه تقديم من الأستاذة حنان حمدي، مديرة البرامج بمركز النيل، التي أكدت على أهمية تعزيز الحوار مع الشباب في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات متسارعة، مشيرة إلى أن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة في التنمية والبناء، ما يستدعي ترسيخ الانتماء الوطني، وتحصين العقول من الشائعات الهدّامة.
من جانبه، أوضح الأستاذ محمد هاشم، مدير مركز النيل، أن هذه الندوة تأتي في إطار جهود الهيئة العامة للاستعلامات لدعم التواصل المجتمعي، وتشجيع المشاركة الإيجابية، مشددًا على أهمية مواجهة الشائعات كإحدى أخطر أدوات حروب الجيل الرابع.
التعليم.. خط الدفاع الأول
وأكد الدكتور خالد قبيصي، وكيل وزارة التعليم، أن التعليم يمثل الحصن الأول لبناء الوعي وتعزيز الانتماء، مشيرًا إلى ضرورة تحرّي الدقة وعدم الانسياق خلف الأخبار الزائفة، وضرورة الرجوع إلى المصادر الرسمية. كما شدد على أهمية دور المعلم في تشكيل وعي الأجيال الناشئة.
وفي السياق ذاته، تحدث الدكتور عرفة صبري عن أهمية دور التعليم الجامعي وما قبل الجامعي في بناء الإنسان، مؤكدًا أن الشباب هم عماد الأمة، داعيًا إلى استلهام روح الانتماء من ذكرى تحرير سيناء، وتعظيم التضحيات التي قدمها شهداء الوطن.
مواجهة الشائعات.. مسؤولية جماعية
اللواء أسامة أبو الليل شدد على أن الشائعات تمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي، وتُستخدم كأداة لتحريض المواطنين ضد مؤسسات الدولة، مطالبًا بضرورة نشر المعلومات الدقيقة من مصادر موثوقة. كما نوّه بأن وحدة الصف والتماسك المجتمعي هما الرد الأقوى على تلك التحديات.
وأكدت الأستاذة رشا يوسف، وكيلة مديرية التعليم، على أهمية التعاون بين التعليم والإعلام، مشيرة إلى أن بناء الوعي الوطني يبدأ من المدرسة، بينما دعت الأستاذة حنان بركات، مديرة وحدة التواصل ودعم المعلمين، إلى استمرار هذه اللقاءات التوعوية لتأهيل المعلمين وتثقيف الطلاب.
تحية للوطن.. وتوصيات ختامية
في ختام الندوة، وجهت الأستاذة شيماء الجاحد، مسؤول المتابعة بمركز النيل، الشكر لكافة المشاركين، مؤكدة على أهمية استمرار التعاون بين المؤسسات لترسيخ القيم الوطنية. كما وجه الحضور تحية للقوات المسلحة والشرطة، تقديرًا لدورهما في حماية الأمن الداخلي والخارجي.
واختتم العميد محمد الرفاعي اللقاء بكلمة أشاد فيها بوحدة الشعب المصري، داعيًا إلى ضرورة وجود منصات رسمية لرصد الشائعات والرد عليها سريعًا، لنشر الحقائق وتعزيز الثقة بين الدولة والمواطن.
جاءت الندوة كمبادرة قوية لفتح حوار مجتمعي حول سبل حماية الأمن القومي، في وقت تتكاثر فيه التحديات على المستويين المحلي والدولي، مؤكدين أن وعي المواطن هو السلاح الأول في معركة بقاء الوطن.