يمانيون:
2024-09-23@22:24:27 GMT

ثورة خُلِّدت في الذاكرة

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

ثورة خُلِّدت في الذاكرة

خديجـة المرّي

شعبٌ عاش لِسنواتٍ عِجاف مُعاناةً من جميع الأوضاع، يحكمه طواغيت وحكام الأمريكان، فأتت ثورةٌ يُغاثُ منها النصر العظيم ويُعصر منها الفتح الكبير؛ ليني جيشًا قويًّا، يقوده قائد حكيم، ليعيش شامخًا عزيزًا أبيًّا لا يذل ولا يستكين.

عندما تعود بِنا الذاكرة لِنستذكر ما حدث في السنوات الماضية نجد الفارق كبير جِـدًّا وأكبر ممّا نتوقع ونتصور، فما بعد ثورة21من سبتمبر ليس كما قبلها؛ حَيثُ كان اليمن يعيش آنذاك تحت الوصاية الأمريكيّة، والتدخُلات الأجنبية، والمخطّطات الصهيونية، والمؤامرات البريطانية، والترصُّدات الشيطانيّة، وكان يُعاني أَيْـضاً من جور السلطات الظالمة، والانتهاك والسرقة لنهب ثرواته ومُمتلكاته الخَاصَّة، فقد عمل الأعداء بكل وسائلهم الخبيثة لتجويع هذا الشعب، وطمس مفاهيمه ومناهجه الدينية وقيمه ومبادئه الأخلاقية؛ ظنًّا منهم بأنهم سيسيطرون على هذا الشعب ويعملوا على تمزيقه وإذلاله وهيمنته وإضعافه والوصول بِهِ إلى أسوأ حالاته، ولكنها خابت مساعيهم وخابت ظنونهم ومكرهم: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ»

فانطلقت ثورة الأحرار، بمنهجية القرآن، وروحية الإيمان، من شعب الأنصار، يقودها علمٌ حيدري من الأطهار، يتصدى لكل الأشرار، ويحطم جيوش الكفار، وهذا فضل من القوي العزيز الجبار؛ إن اليمن أصبح دولةً عُظمى تمتلك أسلحة ردعٌ كُبرى، وتمتلك إرادَة وعزيمةً أقوى، تمتلك طائراتٌ مُسيَّرة، وتُصنع أسلحةً مُطورة، وأصبحت هي رغم الظروف الصعبة والمعوقات هي الدولة المصنعة للصواريخ البالستية بعيدة المدى، متطورة على أرقى مستوى، تحمي البلد وسيادته من العِداء وتصل إلى عمق الكيان الصهيوني، وهذا إن دل على شيء فَــإنَّما يدلُ على ثمار من انتجته ثورة 21من سبتمبر الخالدة والمجيدة التي هزمت الصهاينة، وقهرت جموع الشرك والجبابرة، باعترافاتٍ منهم خاسرة.

فعاش اليمن بفضل هذه الثورة المباركة العزّة والكرامة والحرية، واستطاع مواجهة عدوانٍ غاشم بكل جحافله وجيوشه الهازلة وأسقط كُـلّ الأنظمة الفاسدة محقّقا إنجازاتٍ عظيمة وشامخًا في أعالي القمة بكل إخلاص ووفاءٍ وهمه، مُتحَرّكا صادعًا بصوت الحق من واقع المسؤولية بعزمٍ ومصداقية.

ولولا هذه الثورة ما كانت اليمن هي السباقة في الحفاظ صيانة المقدسات الدينية ونصرة القضية الفلسطينية، لولا هذه الثورة وقائدها العظيم لما صمد شعبنا وتحدى حصارٌ خانق وأفشل مخطّط ماكر، فهي ثورة هدفها الأسمى: تغير أوضاع الشعب إلى المستوى الأرقى، هدفُها إقامة جيش مُتسلح بسلاح الإيمان، مؤمنٍ بقضاياه العادلة وأهدافه السامية، ويمضِ على منهجية واحدة.

فبفضل هذه الثورة انذهل العالم من إصرار هذا الشعب وقوته، انذهل العالم من تطوره وقدراته، انذهل العالم من معجزاته، انذهل العالم من بطولاته، انذهل العالم من شجاعته، انذهل العالم من منظوماته الصاروخية، وتفوقه في القدرات العسكرية، فهذه الثورة حقًا كانت لتعزيز القيم الإنسانية، كانت رافدًا بكل ما تعنيه الكلمة، مُحبطةً لمشروع الأقلمة مسقطة لجميع الأنظمة.

إن هذه الثورة إن صح التعبير لم تأتِ من فراغ؛ إنما أتت من واقعٍ سادت فيه المُعاناة والأوجاع، اتت لتُحيي شعبنا من جديد، أتت لإنقاذ المُستضعفين، أتت لتُعيد لليمن مكانته الحقيقية وامجاده التاريخية، اتت لِتخرج الشعب من العبودية إلى الحرية، لِتُخرجه من الذلة إلى العزّة، لِتُخرجه من الضعف إلى القوّة، اتت لتُعيد لليمن سيادته وحريته واستقلاله.

لقد انتصرت فعلًا هذه الثورة التي كانت كابوسًا مُرعبًا لكل الأعداء، وخصها الله بقائدٍ يملك إصرار مالك الاشتر بِه أكرمنا ونصرنا على أعدائنا.

إنها ثورة خُلِّدت في الذاكرة، ثورة سطرت المواقف الخالدة، ثورة على تغير الشعوب قادرة، ثورة هزت عروش المُستكبرين، ثورة حملت هم الأُمَّــة والدين، ونكّست رأس أمريكا و”إسرائيل” وعملائهم المُطبعين، ثورة التف الشعب حولها، والله بنصره أيدها، ويصعب على الأعداء تغيرها؛ لأَنَّها مُستوحاة من مبادئ الإسلام، مدافعةً عن كرامة الإنسان، مُحقّقةً لهُ كُـلّ الآمال والأحلام.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه الثورة

إقرأ أيضاً:

21 سبتمبر تمضي بخُطَىً ثابتة

يمانيون| بقلم – محمد صالح حاتم|

تعد ثورة الـ21 من سبتمبر من أنجح الثورات العربية، إن لم تكن أنجحها على الإطلاق؛ لأَنَّها ثورة شعبيّة، خطط لها أبناء الشعب، وهم من قادوها، ودعموها، وأهدافها معروفة، صاغها أبناء الشعب بدمائهم الذي لا زال ينزف حتى الساعة، هذه الثورة رغم معارضتها داخليًّا من بعض القوى المرتهنة للخارج، وهي من فقدت مصالحها، بل إن ثورة 21 سبتمبر قامت ضدهم، ولتخليص اليمن من سطوتهم وجبروتهم، وعارضها دول العالم.

عندما نتساءل لماذا لم تلق هذه الثورة تأييداً وترحيباً بها من قبل المجتمع الدولي؟

لأنها ثورة شعبيّة، لها أهداف تحرّرية، ولم يخطط لها من قبل السفارات الخارجية، ولم تدعمها المخابرات العالمية، ولأنها ثورة توعوية تستهدف خلق وعي بما يجري، وما تسعى إليه دول الاستكبار العالمي.

وكذلك أن هذه الثورة لديها قيادة واحدة ومنهج واحد وهو القرآن الكريم الذي تصاغ منه أهدافها، فهي تسير وفق رؤية قرآنية، وهذا مغاير لجميع الثورات التي شهدها العالم والتي كانت تقليداً للثورات الغربية ومنها الثورة الفرنسية، والتي تعد ثورات تخضع لنظريات بشرية تهدف إلى الابتعاد عن التعاليم الدينية بشكل عام.

ثورة الـ21 من سبتمبر نراها اليوم بعد عشر سنوات من انطلاقتها تسير بخطى ثابتة، نحو الحرية والاستقلال، ليس في اليمن وحسب؛ ولكن في المنطقة بأكملها، وما نشاهده اليوم من تغيير في معادلة القوى، وتغير في ميزان التحكم والسيطرة الأمريكية بالعالم، وبداية فقدانها لحكم القطب الواحد، وانتصار معركة طوفان الأقصى، ومشاركة القوات المسلحة اليمنية في الدفاع عن أبناء غزة، وإغلاق باب المندب والبحر الأحمر أمام السفن الأمريكية والإسرائيلية، تعد إحدى ثمار هذه الثورة.

إن ثورة الـ21 من سبتمبر رغم وقوف العالم ضدها وتأمره عليها في بداية أيامها وشن عدوان عسكري ضدها شارك فيه أكثر من 18 دولة، والتي لا زالت هذه الحرب مُستمرّة حتى اليوم، تؤكّـد أنها ماضية، ولن تتوقف حتى تتحقّق كامل أهدافها، ومنها التغيير والبناء والتنمية، والذي بدأ مع إعلان تشكيل حكومة التغيير والبناء، وكذلك ما تشهده اليمن من تطور كبير في تصنيع مختلف الأسلحة العسكرية بمختلف أصنافها البرية والبحرية والجوية، وهي التي ستسهم في تتحرّر اليمن الأرض والإنسان وبقية الشعوب العربية والإسلامية المرتهنة للقوى الاستعمارية.

مقالات مشابهة

  • الارياني: ثورة ٢٦ سبتمبر ليست مجرد ذكرى
  • ثورةُ 21 سبتمبر استعادةُ الهُــوِيَّة اليمنية
  • وزير الإعلام: ثورة الـ 21 من سبتمبر كانت لحظة مفصلية في تأريخ الشعب اليمني
  • ثورة ال21 سبتمبر ..عظمة شعب وعنفوان قائد
  • 21 سبتمبر تمضي بخُطَىً ثابتة
  • ثورة الـ21 من سبتمبر .. شُعلةٌ أحرقت مشاريعَ الخارج
  • ثورة 21 سبتمبر المجيدة كانت ضرورة حتمية ولم تكن ترفاً
  • قائد الثورة: ثورة 21 سبتمبر راسخة مهما كانت المؤامرات والحروب والاستهداف
  • قائد الثورة: ثورة 21 سبتمبر راسخة مهما كانت المؤامرات