خديجـة المرّي
شعبٌ عاش لِسنواتٍ عِجاف مُعاناةً من جميع الأوضاع، يحكمه طواغيت وحكام الأمريكان، فأتت ثورةٌ يُغاثُ منها النصر العظيم ويُعصر منها الفتح الكبير؛ ليني جيشًا قويًّا، يقوده قائد حكيم، ليعيش شامخًا عزيزًا أبيًّا لا يذل ولا يستكين.
عندما تعود بِنا الذاكرة لِنستذكر ما حدث في السنوات الماضية نجد الفارق كبير جِـدًّا وأكبر ممّا نتوقع ونتصور، فما بعد ثورة21من سبتمبر ليس كما قبلها؛ حَيثُ كان اليمن يعيش آنذاك تحت الوصاية الأمريكيّة، والتدخُلات الأجنبية، والمخطّطات الصهيونية، والمؤامرات البريطانية، والترصُّدات الشيطانيّة، وكان يُعاني أَيْـضاً من جور السلطات الظالمة، والانتهاك والسرقة لنهب ثرواته ومُمتلكاته الخَاصَّة، فقد عمل الأعداء بكل وسائلهم الخبيثة لتجويع هذا الشعب، وطمس مفاهيمه ومناهجه الدينية وقيمه ومبادئه الأخلاقية؛ ظنًّا منهم بأنهم سيسيطرون على هذا الشعب ويعملوا على تمزيقه وإذلاله وهيمنته وإضعافه والوصول بِهِ إلى أسوأ حالاته، ولكنها خابت مساعيهم وخابت ظنونهم ومكرهم: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ»
فانطلقت ثورة الأحرار، بمنهجية القرآن، وروحية الإيمان، من شعب الأنصار، يقودها علمٌ حيدري من الأطهار، يتصدى لكل الأشرار، ويحطم جيوش الكفار، وهذا فضل من القوي العزيز الجبار؛ إن اليمن أصبح دولةً عُظمى تمتلك أسلحة ردعٌ كُبرى، وتمتلك إرادَة وعزيمةً أقوى، تمتلك طائراتٌ مُسيَّرة، وتُصنع أسلحةً مُطورة، وأصبحت هي رغم الظروف الصعبة والمعوقات هي الدولة المصنعة للصواريخ البالستية بعيدة المدى، متطورة على أرقى مستوى، تحمي البلد وسيادته من العِداء وتصل إلى عمق الكيان الصهيوني، وهذا إن دل على شيء فَــإنَّما يدلُ على ثمار من انتجته ثورة 21من سبتمبر الخالدة والمجيدة التي هزمت الصهاينة، وقهرت جموع الشرك والجبابرة، باعترافاتٍ منهم خاسرة.
فعاش اليمن بفضل هذه الثورة المباركة العزّة والكرامة والحرية، واستطاع مواجهة عدوانٍ غاشم بكل جحافله وجيوشه الهازلة وأسقط كُـلّ الأنظمة الفاسدة محقّقا إنجازاتٍ عظيمة وشامخًا في أعالي القمة بكل إخلاص ووفاءٍ وهمه، مُتحَرّكا صادعًا بصوت الحق من واقع المسؤولية بعزمٍ ومصداقية.
ولولا هذه الثورة ما كانت اليمن هي السباقة في الحفاظ صيانة المقدسات الدينية ونصرة القضية الفلسطينية، لولا هذه الثورة وقائدها العظيم لما صمد شعبنا وتحدى حصارٌ خانق وأفشل مخطّط ماكر، فهي ثورة هدفها الأسمى: تغير أوضاع الشعب إلى المستوى الأرقى، هدفُها إقامة جيش مُتسلح بسلاح الإيمان، مؤمنٍ بقضاياه العادلة وأهدافه السامية، ويمضِ على منهجية واحدة.
فبفضل هذه الثورة انذهل العالم من إصرار هذا الشعب وقوته، انذهل العالم من تطوره وقدراته، انذهل العالم من معجزاته، انذهل العالم من بطولاته، انذهل العالم من شجاعته، انذهل العالم من منظوماته الصاروخية، وتفوقه في القدرات العسكرية، فهذه الثورة حقًا كانت لتعزيز القيم الإنسانية، كانت رافدًا بكل ما تعنيه الكلمة، مُحبطةً لمشروع الأقلمة مسقطة لجميع الأنظمة.
إن هذه الثورة إن صح التعبير لم تأتِ من فراغ؛ إنما أتت من واقعٍ سادت فيه المُعاناة والأوجاع، اتت لتُحيي شعبنا من جديد، أتت لإنقاذ المُستضعفين، أتت لتُعيد لليمن مكانته الحقيقية وامجاده التاريخية، اتت لِتخرج الشعب من العبودية إلى الحرية، لِتُخرجه من الذلة إلى العزّة، لِتُخرجه من الضعف إلى القوّة، اتت لتُعيد لليمن سيادته وحريته واستقلاله.
لقد انتصرت فعلًا هذه الثورة التي كانت كابوسًا مُرعبًا لكل الأعداء، وخصها الله بقائدٍ يملك إصرار مالك الاشتر بِه أكرمنا ونصرنا على أعدائنا.
إنها ثورة خُلِّدت في الذاكرة، ثورة سطرت المواقف الخالدة، ثورة على تغير الشعوب قادرة، ثورة هزت عروش المُستكبرين، ثورة حملت هم الأُمَّــة والدين، ونكّست رأس أمريكا و”إسرائيل” وعملائهم المُطبعين، ثورة التف الشعب حولها، والله بنصره أيدها، ويصعب على الأعداء تغيرها؛ لأَنَّها مُستوحاة من مبادئ الإسلام، مدافعةً عن كرامة الإنسان، مُحقّقةً لهُ كُـلّ الآمال والأحلام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه الثورة
إقرأ أيضاً:
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء تحذر الأمريكي والإسرائيلي من أي عدوان أو تهجير للشعب الفلسطيني
الثورة نت/
وجهت الحشود المليونية بالعاصمة صنعاء اليوم، في مسيرة “على الوعد مع غزة.. ضد التهجير وضد كل المؤامرات”، رسالة تحذير للأمريكي والإسرائيلي من أي عدوان أو تهجير للشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وأعلنت الحشود المليونية، للعالم أجمع الاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية مهما كانت التحديات.
وحذرت المجرم ترامب من الاقدام على تنفيذ مخططه العدواني بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، أو العدوان عليه.
وأكدت أن الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة على أهبة الاستعداد والجاهزية لتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لردع العدو الأمريكي والصهيوني، انتصاراً للشعب الفلسطيني.
ودعت الحشود المليونية، الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية إلى الخروج من حالة الصمت واتخاذ موقف جاد برفض مخطط ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني.. معتبرة أي تماهي مع هذا المخطط خيانة للأمة والشعوب والمقدسات الإسلامية.
وأكدت أن المخططات الصهيونية والأمريكية لن تقتصر على غزة بل تمثل تهديدا للأمن القومي العربي والإسلامي، ما يتطلب من الشعوب والأنظمة تحمل المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية في التصدي لكل المؤامرات التي تستهدف أمنهم وبلدانهم.
وأعلنت الحشود المليونية تفويضها المطلق لقائد الثورة في اتخاذ كل القرارات والخيارات المناسبة لإفشال المخططات الأمريكية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ورددت هتافات (الشعب على الله توكل، لا تهجير سوى للمحتل)، (لو قبل العالم لن نقبل.. لاتهجير سوى للمحتل)، (الجيش اليمني يتشوق.. أن تنكث عهدك يا أحمق)، (أمريكا الشيطان الأكبر.. شر دائم لا يتغير)، (من يمن الحكمة تحذير.. سندك دعاة التهجير)، (لترامب المجرم والكافر..مشروعك وقرارك خاسر)، (موقف قائدنا الحكيم.. يا ترامب لك الجحيم)، (الشعب اليمن حاضر.. في وجه ترامب الكافر)”.
وجددت الحشود المليونية التأكيد على استمرار الموقف اليمني الثابت والمبدئي في نصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وفي المسيرة وجه وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي رسالة القوات المسلحة اليمنية لقائد الثورة قال فيها” من ميدان السبعين ومن وسط الحشود المليونية نقول لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عهدا بأننا في القوات المسلحة اليمنية جاهزون لتنفيذ توجيهاتك باستهداف العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتنفيذ الضربات العسكرية الموجعة للأعداء نصرة لإخواننا في غزة ومواجهة التهجير فامضي بنا على بركة الله”.
وأكد بيان صادر عن المسيرة المليونية أنه واستجابة لله تعالى، ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله، وللسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، وتلبية لدعوة الإخوة في المقاومة الفلسطينية، ورفضاً قاطعاً لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ولجريمة القرن، خرج الشعب اليمني اليوم جهاداً في سبيل الله، واستعداداً لمواجهة الطغاة المجرمين.
ووجه البيان رسالة تحذير للعدو الإسرائيلي والأمريكي من مغبة الإقدام على تنفيذ مخطط التهجير الذي أعلنه المجرم الطاغية الكافر ترامب.
وأضاف” نؤكد الثبات على الموقف والوعد الذي قطعناه للشعب الفلسطيني على لسان قائدنا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بأننا معهم وإلى جانبهم في مواجهة كل المؤامرات والتحديات مهما كان حجمها ولن نتركهم، أو نتخلى عنهم، مهما كانت كلفة ذلك، متوكلين على الله ومعتمدين عليه وواثقين بوعده”.
وخاطب البيان المجرم الطاغية ترامب ” إن تصريحاتك العنجهية لم تزدنا إلا يقيناً ومعرفةً بحقيقة أمريكا المجرمة، ولم تزدنا إلا ثقة بالخيار الذي اخترناه وهو الجهاد في سبيل الله، والمواجهة لغطرسة أمريكا وإسرائيل، وإن ذلك لمن أعظم نعم الله علينا، ومن تجليات الحكمة والإيمان التي وصفنا بها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأضاف “فنحن بإذن الله مع الأحرار من أبناء أمتنا سنكون الجحيم الذي سيحرقكم وينسف كل مخططاتكم ومؤامراتكم كما نُسفت من قبل بفضل الله، رغم ارتكابكم أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق شعوب أمتنا العربية والإسلامية”.
وخاطب البيان الدول العربية عموماً والدول المحيطة بفلسطين خصوصاً قائلا ” إن مخطط التهجير الأمريكي الصهيوني الذي هو جزء من مشروع “إسرائيل الكبرى” ويستهدفكم قبل غيركم، يواجه اليوم بالرفض والاستهجان من معظم دول العالم، فإن رفضتموه فقد دفعتم عن أنفسكم الشر، وإن انخرطتم فيه فستكونون أمام جريمة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، وفي مواجهة مع شعوب أمتكم، وحينها لن تنفعكم لا أمريكا ولا إسرائيل، وستكونون أخسر الخاسرين في الدنيا والآخرة”.