يمانيون:
2024-11-12@20:30:35 GMT

ثورة خُلِّدت في الذاكرة

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

ثورة خُلِّدت في الذاكرة

خديجـة المرّي

شعبٌ عاش لِسنواتٍ عِجاف مُعاناةً من جميع الأوضاع، يحكمه طواغيت وحكام الأمريكان، فأتت ثورةٌ يُغاثُ منها النصر العظيم ويُعصر منها الفتح الكبير؛ ليني جيشًا قويًّا، يقوده قائد حكيم، ليعيش شامخًا عزيزًا أبيًّا لا يذل ولا يستكين.

عندما تعود بِنا الذاكرة لِنستذكر ما حدث في السنوات الماضية نجد الفارق كبير جِـدًّا وأكبر ممّا نتوقع ونتصور، فما بعد ثورة21من سبتمبر ليس كما قبلها؛ حَيثُ كان اليمن يعيش آنذاك تحت الوصاية الأمريكيّة، والتدخُلات الأجنبية، والمخطّطات الصهيونية، والمؤامرات البريطانية، والترصُّدات الشيطانيّة، وكان يُعاني أَيْـضاً من جور السلطات الظالمة، والانتهاك والسرقة لنهب ثرواته ومُمتلكاته الخَاصَّة، فقد عمل الأعداء بكل وسائلهم الخبيثة لتجويع هذا الشعب، وطمس مفاهيمه ومناهجه الدينية وقيمه ومبادئه الأخلاقية؛ ظنًّا منهم بأنهم سيسيطرون على هذا الشعب ويعملوا على تمزيقه وإذلاله وهيمنته وإضعافه والوصول بِهِ إلى أسوأ حالاته، ولكنها خابت مساعيهم وخابت ظنونهم ومكرهم: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ»

فانطلقت ثورة الأحرار، بمنهجية القرآن، وروحية الإيمان، من شعب الأنصار، يقودها علمٌ حيدري من الأطهار، يتصدى لكل الأشرار، ويحطم جيوش الكفار، وهذا فضل من القوي العزيز الجبار؛ إن اليمن أصبح دولةً عُظمى تمتلك أسلحة ردعٌ كُبرى، وتمتلك إرادَة وعزيمةً أقوى، تمتلك طائراتٌ مُسيَّرة، وتُصنع أسلحةً مُطورة، وأصبحت هي رغم الظروف الصعبة والمعوقات هي الدولة المصنعة للصواريخ البالستية بعيدة المدى، متطورة على أرقى مستوى، تحمي البلد وسيادته من العِداء وتصل إلى عمق الكيان الصهيوني، وهذا إن دل على شيء فَــإنَّما يدلُ على ثمار من انتجته ثورة 21من سبتمبر الخالدة والمجيدة التي هزمت الصهاينة، وقهرت جموع الشرك والجبابرة، باعترافاتٍ منهم خاسرة.

فعاش اليمن بفضل هذه الثورة المباركة العزّة والكرامة والحرية، واستطاع مواجهة عدوانٍ غاشم بكل جحافله وجيوشه الهازلة وأسقط كُـلّ الأنظمة الفاسدة محقّقا إنجازاتٍ عظيمة وشامخًا في أعالي القمة بكل إخلاص ووفاءٍ وهمه، مُتحَرّكا صادعًا بصوت الحق من واقع المسؤولية بعزمٍ ومصداقية.

ولولا هذه الثورة ما كانت اليمن هي السباقة في الحفاظ صيانة المقدسات الدينية ونصرة القضية الفلسطينية، لولا هذه الثورة وقائدها العظيم لما صمد شعبنا وتحدى حصارٌ خانق وأفشل مخطّط ماكر، فهي ثورة هدفها الأسمى: تغير أوضاع الشعب إلى المستوى الأرقى، هدفُها إقامة جيش مُتسلح بسلاح الإيمان، مؤمنٍ بقضاياه العادلة وأهدافه السامية، ويمضِ على منهجية واحدة.

فبفضل هذه الثورة انذهل العالم من إصرار هذا الشعب وقوته، انذهل العالم من تطوره وقدراته، انذهل العالم من معجزاته، انذهل العالم من بطولاته، انذهل العالم من شجاعته، انذهل العالم من منظوماته الصاروخية، وتفوقه في القدرات العسكرية، فهذه الثورة حقًا كانت لتعزيز القيم الإنسانية، كانت رافدًا بكل ما تعنيه الكلمة، مُحبطةً لمشروع الأقلمة مسقطة لجميع الأنظمة.

إن هذه الثورة إن صح التعبير لم تأتِ من فراغ؛ إنما أتت من واقعٍ سادت فيه المُعاناة والأوجاع، اتت لتُحيي شعبنا من جديد، أتت لإنقاذ المُستضعفين، أتت لتُعيد لليمن مكانته الحقيقية وامجاده التاريخية، اتت لِتخرج الشعب من العبودية إلى الحرية، لِتُخرجه من الذلة إلى العزّة، لِتُخرجه من الضعف إلى القوّة، اتت لتُعيد لليمن سيادته وحريته واستقلاله.

لقد انتصرت فعلًا هذه الثورة التي كانت كابوسًا مُرعبًا لكل الأعداء، وخصها الله بقائدٍ يملك إصرار مالك الاشتر بِه أكرمنا ونصرنا على أعدائنا.

إنها ثورة خُلِّدت في الذاكرة، ثورة سطرت المواقف الخالدة، ثورة على تغير الشعوب قادرة، ثورة هزت عروش المُستكبرين، ثورة حملت هم الأُمَّــة والدين، ونكّست رأس أمريكا و”إسرائيل” وعملائهم المُطبعين، ثورة التف الشعب حولها، والله بنصره أيدها، ويصعب على الأعداء تغيرها؛ لأَنَّها مُستوحاة من مبادئ الإسلام، مدافعةً عن كرامة الإنسان، مُحقّقةً لهُ كُـلّ الآمال والأحلام.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه الثورة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: نظام خامنئي يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل

وجه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، رسالة مباشرة للإيرانيين قائلا" إن نظام المرشد علي خامنئي يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل.

نتنياهو: لا نريد الحرب مع إيران فضيحة التسريبات الأمنية تهز حكومة نتنياهو وتثير جدلاً سياسيًا في إسرائيل


وبحسب"سكاي نيوز عربية"، أضاف في رسالة مصورة نشرها على حسابه في منصة "إكس": "لهذا السبب يمضون الكثير من الوقت وينفقون الكثير من المال في محاولة لسحق آمالكم وكبح أحلامكم حسنا، أقول لكم: لا تدعوا أحلامكم تموت، المرأة، الحياة، الحرية.
وقال نتنياهو: "لا تفقدوا الأمل، واعلموا أن إسرائيل وآخرين في العالم الحر يقفون إلى جانبكم".
وتصاعدت حدة التوترات بين إسرائيل وإيران عقب هجوم 7 أكتوبر إلى حد وصل لتبادل الضربات، مما جعل المنطقة تقف على صفيح ساخن.

وينتظر العالم وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وسط آمال بأن يتمكن من وضع حد لتلك التوترات ويعيد الاستقرار نسبيا إلى الشرق الاوسط

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: نظام خامنئي يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل
  • حكايات كفاح الفن فى مواجهة الاحتلال ثورة 1919 بشرت بعهد جديد فى المسرح والموسيقى والغناء
  • دروس عيد الجهاد
  • هيئة المساحة الجيولوجية بالحديدة تدشن حملة تبرع لإغاثة نازحي الشعب اللبناني
  • ماذا لو كانت “إسرائيل” داخل أراضي الولايات المتحدة؟!
  • حسام حسن: هدفنا تأهل مصر لكأس العالم وإسعاد الشعب المصري
  • الشعب الفلسطيني خُدع في كل مرة يترك السلاح.. هذا ما قاله عرفات خلال الثورة (شاهد)
  • أكلات تقوي الذاكرة وتساعد في الحماية من مرض الزهايمر
  • «طرق تقوية الذاكرة فى التغلب على قلق الامتحانات» ندوة تثقيفية بالزقازيق
  • ثورة شباب السودان المتجددة – من أجل حرية حقيقية وديمقراطية وطنية