المعابر العشوائية.. مصيدة الموت
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
«القضبان تتلون بالأحمر، لا تبتئس لحالها فنزيف الدماء عليها لا ينقطع، والأشلاء تتناثر هنا وهناك وإن كان القدر رحيماً بك فكفى بجثمانك شاهداً».. ذلك هو المشهد التى ترسمه «مزلقانات الموت» التى ستعبر بك سريعاً إلى الآخرة.
حوادث المزلقانات العشوائية عرض مستمر تحصد الأرواح يوماً تلو آخر، وتفقد الأسر عائلها، وتُحدث كوارث تدمى القلوب وتخلف مآسى تشوه البيوت، ولا يزال الإهمال يسطر عنوان كارثة ما تلاها تالٍ ولا سمعها سامع إلا وانتظر دوره فى طابور ضحايا «حوادث القطارات».
تختلف مسببات الكارثة، فتارة تكون ناتجة عن رعونة سائق يقتحم المزلقان، وتارة أخرى نتيجة غياب العامل المختص، وقد تكون بسبب عدم وجود مزلقان إلكترونى إلى آخره، أو معابر غير شرعية دشنها الأهالى غير آبهين بكم روحًا ستحصد وكم مصاباً ستُعوقه إصابته.. تعددت الأسباب والموت واحد، ولا تزال الكارثة قائمة، والسؤال متى يتوقف نزيف الدماء على القضبان؟
أشمون الرمان.. معابر غير آمنة لسائقى السيارات والمارة
الدقهلية- أسامة الجارية:
سادت حالة من الغضب المواطنين بقرية أشمون الرمان التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية والقرى المجاورة والعزب التابعة لها نتيجة تهالك محطة القطار بما ينذر بوقوع كارثة يومية، وحالات الوفاة التى ترصدها محاضر الشرطة وتنتهى بمعاينة النيابة والتصريح بالدفن، حيث شهدت محطة قطار القرية حالة من التهالك الشديد وغياباً للرقابة على المزلقانات.
حوادث متكررة وأرواح تزهق.. هذه حياة أهالى القرى والعزب الذين يستيقظون على كارثة قد يختلف فيها الزمان، ولكن تبقى التفاصيل واحدة تسيل فيها دماء الأبرياء على قضبان السكك الحديدية التى تضطرهم الظروف لعبورها، ما جعل الأهالى يعيشون فى حالة من الترقب والقلق خشية وقوع حادث قطار فى أى لحظة.
وفشل المسئولون على مدار أعوام طويلة فى حل مشاكل تلك المزلقانات وأصبح لزاماً على المواطنين انتظار الكارثة المقبلة.
وأكد أهالى قرية أشمون الرمان، أن القرية لديها 3 مزلقانات تخترق الكتلة السكنية تعانى من عجز كامل فى الإمكانيات الفنية اللازمة لحماية الأرواح، لافتين إلى أن البوابات إن وجدت فهى بدائية وأغلبها يربط بواسطة سلسلة حديدية أو حبل، وبعضها لا يوجد به إشارة مرور، وكثير من الصافرات التى تحذر من اقتراب القطار إلى «المزلقان» معطلة وغالباً ما يكون الاعتماد على العامل الموجود وقدرته على تنظيم الحركة.
وطالبوا بإنشاء جسور وأنفاق لمنع تقاطعات السيارات مع خطوط القطارات، لأن عامل «المزلقان» وحده لا يستطيع السيطرة على عشرات السيارات ومئات الأهالى، متسائلين: «إلى متى ستظل مزلقانات الموت تحصد الأرواح؟».
من جانبه أكد المستشار خاطر إبراهيم من أهالى القرية، أن إنشاء المزلقانات سببه الأساسى توفير معابر آمنة لسائقى السيارات والمارة، إلا أنها فى الفترة الأخيرة تحولت إلى كابوس مرعب لمن يحاول استخدامها، لافتاً إلى أن القرية تعانى الحوادث المتكررة للقطارات بسبب بعض الأخطاء الفردية من العمال الذين يتركون الطريق مفتوح أمام المارة، ليلاً ونهاراً أثناء عبور القطار، وما ترتب على ذلك من فقدان القرية لعدد من شبابها الذين لقوا حتفهم أثناء مرورهم من المزلقانات حال عودتهم من عملهم ليلاً، وخاصة أن المزلقانات الثلاثة تخترق الكتلة السكنية للقرية.
وأضاف أن هيئة سكك حديد مصر قامت بتطوير عدد كبير من المزلقانات، ولم يكن لقريتنا نصيب من هذا التطور الذى سوف يحمى الشباب والأطفال من الهلاك الذى يلاحقهم أثناء عبور الطريق.
وطالب محمد المستجير أحد مواطنى القرية بسرعة تحويل المزلقانات إلى مزلقانات إلكترونية حيث لا تحتاج إلى عمال نظراً لتزويدها ببوابات وأسوار حديدية لضمان عدم اختراقها إضافة إلى وجود إشارات ضوئية وصافرات إنذار وتابع يجب على هيئة السكة الحديد والأجهزة التنفيذية بالمحافظة تشديد الرقابة على المزلقانات وشن حملات مستمرة عليها لمنع الأسواق العشوائية التى تقام عليها حفاظاً على أرواح المواطنين.
ويضيف إبراهيم المندوه من أهل القرية أن هيئة السكة الحديد والأجهزة التنفيذية بالمحافظة مسئولة عن حوادث القطارات حيث يخلو المزلقان من الحواجز الحديدية ويكتفون بوضع سلسلة يسهل تخطيها فى ظل عدم التزام من أصحاب السيارات والتوكتوك ما يجعل حياة المواطنين فى خطر بسبب مرور القطارات بجانبهم دون أى تأمين.
ويشير الهادى خاطر- أحد الأهالى- إلى أن المزلقان بحاجة إلى إعادة هيكلة من جديد لأنها تهالكت بسبب عدم صيانتها منذ إنشائها فضلاً عن إقامتها بمنطقة سكنية تكتظ بالمواطنين، وأضاف أن أخطر شىء فى هذا الموضوع أن مزلقانات القطار تقع فى وسط القرية وطوال اليوم لا يخلو من الطلبة العائدين من مدارسهم ودروسهم ولا من الفلاحين الذاهبين والعائدين من وإلى حقولهم.
أهالى فاقوس فريسة المعابر اليدوية
الشرقية- ياسر مطرى:
فى ظل عشوائية مصائد الموت غير القانونية، التى تحصد العديد من الأرواح سنوياً، تكثر المطالبات فى محافظة الشرقية بضرورة تحويل مزلقانات السكة الحديدية من العمل اليدوى والعشوائى إلى النظام الإلكترونى، وتقليل الاعتماد على العنصر البشرى بشكل كبير، وسد جميع الفتحات غير الشرعية «معابر الموت» على قضبان السكة الحديد.
يقول إسماعيل النجار، مركز فاقوس، إن مشكلة وجود المزلقانات العشوائية التى ما زالت تعمل بالنظام اليدوى، كثيراً ما تتسبب فى وقوع حوادث ترجع لأخطاء من العنصر البشرى وهو عامل المزلقان، وذلك من التأخر فى إغلاق المزلقان رغم مرور القطار عليه، أو بسبب تسرع سائقى المركبات فى محاولة المرور قبل إغلاقه، وهو ما يتسبب فى حوادث عدة، منها الحادثة التى وقعت تفصيلها فى شهر يوليو من عام 2016، بسبب اصطدام قطار بسيارة أجرة، أثناء عبورها مزلقان السكة الحديد بناحية قرية أكياد بمركز فاقوس، وكانت تقل أفراد أسرة كاملة، ما تسبب فى وفاة 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين بينهم 3 أطفال.
يشير محمود عامر، طالب من الصالحية القديمة، إلى أن مراكز ومدن شمال الشرقية؛ ما زالت تعانى حتى اللحظة من وجود مزلقانات يدوية قديمة وفتحات عشوائية أو ما يعرف «مصائد الموت»، والتى تتسبب فى حصد العديد من الأرواح البريئة، ومنها حادث اصطدام قطار بسيارة ميكروبات بخط «أبو كبير- فاقوس- الصالحية» الذى وقع تفاصيله فى شهر سبتمبر من عام 2022، وكان يقل نحو 14 راكباً، أثناء عبورها قضبان السكك الحديدية من طريق غير مخصص لعبور السيارات أمام قرية أكياد البحرية بمركز فاقوس، وأسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 10 آخرين بإصابات متفرقة بالجسم.
ولفت حسين البدوى إلى أن حوادث المزلقانات والفتحات العشوائية، لم تتحمل هيئة السكك الحديدية وحدها المسؤولية كاملة، وإنما تشاركها المسئولية؛ المحليات ومراكز المدن، نتيجة عدم الاهتمام بتوفير بدائل أو وسائل أمان لعبور حرم السكك الحديدية، فيلجأ المواطنين إلى العبور من الفتحات القريبة من منازلهم أو أراضيهم الزراعية للعبور منها، فضلاً عن قيام البعض بكسر سور السكك الحديدية وعمل فتحات وممرات عشوائية مميتة، التى تتسبب فى إزهاق أرواح الكثير منهم.
وذكر محمد عبدالرازق أن مدينة فاقوس بها أربعة مزلقانات؛ الأول مزلقان الهاويس، والثانى مزلقان السوق وهو من المزلقانات التى شهدت العديد من الحوادث التى أودت بحياة المواطنين نظراً للزحام بسبب تكدس الباعة الجائلين على جانبى المزلقان ودخول القطار القادم من الصالحية القديمة إلى فاقوس بسرعة.
وأوضح أن المزلقان الثالث هو المزلقان المغلق، الذى تم إغلاقه من قبل الجهات المعنية لقربه من المحطة، حرصاً على حياة المواطنين، إلا أنه تم كسر سور حرم السكك الحديدية، وعمل فتحات صغيرة فى الخرسانات من قبل البعض للمرور من خلالها، دون النظر لقدوم القطارات، الأمر الذى يُعرض حياتهم للخطر، فضلاً عن وجود مزلقان الرابع وهو مزلقان الصحافة، الذى يقع وسط المدينة يشهد تكدساً مرورياً كبيراً على مدار اليوم، سواء أثناء مرور القطار أو بسبب السلوك السيئ لأصحاب التكاتك ممن يقومون بالسير عكس الاتجاه.
ويطالب جودة عزام بضرورة التنسيق والتعاون بين مسئولى هيئة السكك الحديدية ومسئولى المحليات وكل الجهات المعنية المختصة، بضرورة العمل على تأمين حركة سير انتظام القطارات، بجانب توفير عوامل السلامة والأمان للمركبات والمواطنين المارة، وذلك بعمل كبارى علوية أو إنفاق من تحت خط قضبان القطارات، مع سرعة العمل بالنظام الإلكترونى فى جميع المزلقانات، بدلاً من النظام اليدوى، لتقليل الحوادث والارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لراكبى القطار، مع تطوير الأعمال الخاصة بالكهرباء منها الأجراس، والأنوار، وبوابات ونظم تحكم.
مزلقانات كفرالشيخ «فرشة» للباعة الجائلين
كفرالشيخ- ممدوح البانوبى:
رغم التطوير الذى تشهده مزلقانات السكة الحديد بمحافظة كفر الشيخ، إلا أنها تعانى الإهمال نتيجة إقامة الأسواق العشوائية المتحركة، وانتشار الباعة الجائلين على السكة الحديد ما ينذر بوقوع كارثة، بسبب حجب الرؤية عن المارة تماماً.
وتحول عدد من مزلقانات المحافظة، إلى أسواق للباعة الجائلين ومصائد للموت، أما عن المعابر التى توجد على امتداد الخط الطوالى لمحافظة كفر الشيخ، فتم تنفيذ الإغلاق إلا لعدد بسيط من تلك المعابر المواجهة لبعض القرى.
وتشهد تلك الخطوط المترامية بمراكز ومدن المحافظة انتشار العشرات من المعابر العشوائية، التى قام الأهالى بإنشائها، سواء لعبور السيارات والمشاة، بسبب التباعد بين المزلقانات الرسمية.
تقول رحاب لطفى موظفة إن المزلقان «الوسطانى» فى مدينة كفر الشيخ عاصمة المحافظة، يشكل خطراً شديداً على حياة المواطنين كونه ملاصقاً للطريق العام ووجود السوق اليومى والأسبوعى، وتعتبر هذه المنطقة وسط مدينة كفر الشيخ من المناطق ذات الكثافة السكانية.
أضافت أن المزلقان يفصل المنطقة إلى منطقتين ويعانى أهالى المنطقة من وجود هذا المزلقان بشكله الحالى الذى يعتبر خطراً على أرواح المواطنين أثناء العبور، وعلى السيارات التى تعبر المزلقان بشكل دائم، وأنه فى بعض الأحيان لا يوجد عسكرى مرور لتنظيم ومنع السيارات أثناء عبور القطار، مطالبة بضرورة تطوير المزلقان والاهتمام به، حيث تمثل المزلقانات الموجودة فى مدينة دسوق خطورة كبيرة لعملها بذات الطريقة البدائية.
يقول عبدالناصر محمد من دسوق إن مزلقان «البدالة» ومزلقان «عتريس» يتوسطان منطقتين شعبيتين ويحتلهما الباعة، داعياً الأهالى لتركيب بوابات إلكترونية على شريط السكة الحديد وإزالة جميع الإشغالات.
وأوضح حسن أحمد الإمام من بيلا أن فتح وإغلاق المزلقانات فى مدينة بيلا يتم التعامل معه عن طريق سلسلة حديدية مع العامل التى تسمح بمرور من يريد من مواطنين ودراجات بخارية وتكاتك وخصوصاً أن المزلقانات غير مغلقة من الناحيتين.
وقالت نسمة رفيق إنه رغم تطوير مزلقان الإنشاء والتعمير وأيضاً الوسطانى إلا أنها تفتقد إلى اشتراطات الأمان، وتجسد ذلك فى تحول إلى سوق يومى بالإضافة إلى مزلقان السلخانة.
وطالبت المسئولين بإنشاء نفق أو كوبرى علوى خصوصاً فى منطقة المزلقان الوسطانى كما شددت على إزالة الباعة الجائلين.
وأشارت «رفيق» إلى وقوع مزلقان السلخانة فى منطقة شعبية ويمثل خطورة كبيرة على حياة المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصيدة الموت
إقرأ أيضاً:
الدكتور محمد عبد السلام: التصدي للفتاوى العشوائية ضرورة لإعلاء قيم العقل والفكر
أكد مدير الجلسة الدكتور محمد عبد السلام أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس، أنه ليس هناك شك من أن التصدي للفتاوى العشوائية درب من دروب إعلاء قيم العقل والفكر وترسيخ مفهوم العلاقة العضوية بين الفتوى وبناء الإنسان، وهي المعالم التي يؤكد عليها دائما المفتي الدكتور نظير محمد عياد منذ تعيينه مفتيًا للجمهورية في أغسطس الماضي، فمن المعلوم أن الإفتاء صناعة تحتاج بعد التحصيل الشرعي إلى تدريب وتأهيل، لتخريج كوادر إفتائية قادرة على الإلمام والالتزام بمراحل صناعة الفتوى.
المفتي العام بالبوسنة والهرسك: الأمن الفكري ضرورة ملحة في مواجهة التطرف الديني وزير الأوقاف: المفتي الراصد الأول لمخاطر المجتمع التي تهدد الأمن الفكريوأضاف الدكتور محمد أن "مؤشر الفتوى" يعمل منذ تدشينه على رصد الفتاوى المجتمعية التي تعمل على بناء الإنسان والمجتمع، وكذلك تحليل الفتاوى المتطرفة التي تقوض من بناء الإنسان والمجتمع، فنحن أمام أداة بحثية وتحليلية مهمة للوقوف على الواقع الإفتائي، وهذا المؤشر يتعاظم دوره، حيث يقوم على أدوات ومرجعيات تحليلية دقيقة، وهنا تأتي أهمية تفعيل التغذية الراجعة بصورة دورية لإمداد المؤشر بأحدث الآراء والبيانات والمعلومات لأخذها في الاعتبار في الدراسات والتحليلات المستقبلية.
أكد الإعلامي الأستاذ حمدي رزق أن ما يدور في الفضاء الإلكتروني ليس عشوائيًّا بل هو مخطط وممنهج، فكل فتوى موجودة عبر ذلك الفضاء الرقمي مقصودة، وفيما يخص وضع تشريع للمتصدرين للفتوى، فهو يخص المؤسسة الدينية وليس خارجها، فليس كل خطيب منبر أو واعظ يجوز له الفتوى، وإصدار ما يقرب من مليون و600 ألف فتوى العام الماضي يعكس وجود أزمة تديين الحياة المجتمعية، فيجب أن تتمتع الفتوى بالجلال الديني والهيبة.
وأضاف: سيكون للفتاوى المعتمدة على فكرة الوطن تأثيرات كبيرة خلال الفترة القادمة، ويمكن استغلالها من قِبل بعض الجماعات، فيجب أن يكون الجميع على أهبة الاستعداد لمواجهة ذلك الأمر.
أشار الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إلى أن البداية مبشّرة بأن يكون هناك ندوة تبدأ بتحليل علمي؛ فهذا يمثل نقلة نوعية في إدارة الحوارات المبنية على أسس علمية رصينة.
ولفت إلى أن بعض المفتين والوعّاظ يفقدون مهارات التواصل مع الجمهور مما يجعل البعض يتجهون نحو الشق الآخر ربما لبساطته وإبداعه في عرض الفتوى، واستخدامه لغة تناسب الشريحة المستقبلة له، فعلينا أن نعيد النظر في وسائل جذب الجمهور للمنصات الرسمية.
وتساءل مقترحًا: لماذا لا يكون هناك حملة تسويقية عنوانها: "للفتوى الصحيحة أهلها" أو "للفتوى الصحيحة مكانها"، ونضع خلالها مصادر الفتاوى الرسمية الصحيحة بشرط أن يتمتع من يجيب على التساؤلات بمهارات وسائل التأثير والجذب.
لفت الدكتور وليد رشاد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إلى مواصلة العمل بشكل تتبعي من قِبل المؤشر وفريق العمل وإصدار الأبحاث والدراسات في كل المستجدات المتعلقة بالواقع الإفتائي.
وأضاف أن هناك إشكالية ترتبط بالفتوى وعلاقتها بالأجيال، فدعاة السوشيال ميديا تمكنوا من حصد ملايين المتابعين لقدرتهم على الوصول لعقلية واهتمامات الشباب والأجيال الجديدة.
وفيما يتعلق بالشائعات في الفتاوى، قال إن كثيرًا من الناس ممن يفتون عبر السوشيال ميديا يكون هدفهم تسليع الفتوى والكسب المادي دون النظر إلى طبيعة الفتوى أو الآثار المترتبة عليها؛ فالخطر الذي يهدد العالم الآن يدور حول التصارع التكنولوجي والمعلومات المضللة والخاطئة.
واقترح في نهاية كلمته تجميع المؤثرين عبر السوشيال ميديا داخل دار الإفتاء وإعادة تأهيلهم من جديد وتوجيه أفكارهم بطريقة صحيحة.
وقالت الدكتور إلهام شاهين الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات وأستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إننا نتفق مع الجميع أن الأمر ليس وليد اليوم أو اللحظة وليس عشوائيًّا بل مخطط وممنهج، فيجب أن نكون على قدر هذه المسئولية وهذا التحدي، ففكرة تكميم الأفواه وإصدار تشريعات وقوانين تعد من سبيل الأحلام، فإذا طبقناه داخل مصر لم نتمكن من تطبيقه على من هم خارج مصر، ولكن المهم هو دورنا كمؤسسات إفتائية رسمية.
واقترحت شاهين تدشين دار الإفتاء والأزهر الشريف لمنصة إلكترونية باسم "صحة فتوى" تبين زيف وكذب بعض الفتاوى المغلوطة وتحذير المواطنين منها، وعمل ورش عمل للإعلاميين المعنيين بالملف الديني وتدريبهم وتأهيلهم على أهمية التأكد من مصادر الفتوى الصحيحة قبل نشرها للجمهور.