البوابة نيوز:
2025-02-22@08:34:29 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "أكاليل الباذنجان"

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد فحص وتمحيص ودراسة غير متعمقة، يمكن القول إنه من أكثر الفئات التي تعيش في بحبوحة وراحة ورغد في مجتمعنا القاسي: العلماء والعوالم، والعلماء هنا هم من يُطلق عليهم رجال دين، لا ينتجون سوى "كلام وبس" أما العوالم فهم من يقومون بعملية الترفيه التي يتسبب فيها الواقع الصعب، والتي لا يغيرها "الكلام" ويخفف عنها "المرح" وهم بذلك يقدمون خدمة جليلة لجعل الحياة "تُطاق" أما الذي يغير الواقع بالفعل فهو "العلم" العلم يصنع المستحيل ويغير شكل الحياة والأيام.

في الأسبوع الماضي، حقدنا بكل دمائنا وخلجات قلوبنا على العدو التاريخي وهو يستخدم أدوات علمية لينتصر ويسيطر، وياليت هذا الحقد يتحول إلى غيرة حقيقية تخرجنا من قبور العصور الوسطى وتمزق قيود تكبل أحلامنا وتهزم أيامنا ومستقبلنا، فإذا كان "العلم لا يُكيل بالباذنجان" كما يقول عادل إمام في مسرحيته الشهيرة، فإننا غرقنا في الباذنجان وتكللت حياتنا بالسواد ولونت بالظلام، وهذا الباذنجان له علامات بارزة وبصمات محفورة في أرواحنا، وإذا تأملنا أكليله اللامع فوق رؤوسنا، لوجدنا:

العلامة الأولى: إنتاج الكلام بغزارة. تجد الصفوف الأولى محفوظة دائمًا للمتكلم الخطيب الواعظ، فتجد خط إنتاج "الهري" لاينقطع  من  الإفتاء في كل "الأشياء" للدعاء على كل “الأعداء”، ولا جديد في الأشياء ولا هزيمة للأعداء، فندخل الحرب بمنطق "الطبلة والربابة" كما قال وصدق “نزار قباني”، في حين أن أسلحة الأعداء "علم" يكسرنا ويعجزنا، فنهرُب للكلام عن "الحلال والحرام" والوعظ عن الأثر المميت لكلمات أغنية شيرين  ومسميات أكلات محل حلويات!

العلامة الثانية: يتباهي أكليل الباذنجان فوق الرأس بكرامات ومعجزات أولياء وقديسين ودروايش، وبحث عن غيب نهرب به من واقعنا المرير، هذه البيئة الخرافية تقتل مجتمع العلم والعقلانية في مقتل. فالجري وراء الخرافة المكرمة يعمي العيون عن رؤية معجزات العلم الحقيقية، فمثلًا، إذا كنا ما زلنا نتشبث بقصص أولياء وقديسين كانوا يطيرون "يركبون السحاب"، فالعلم حول هذا إلى طائرة تسبق الصوت وتسابق السحاب بالفعل، وليست لخدمة فرد واحد بل ملايين البشر. وإذا كنا نتعجب من أصحاب الكرامة "الذين عدوا البحر وما تبلوش"، فالعلم قدم لنا "الغواصات" والذي يدخلها "لا يتبل".

 وإذا كان البحث مستمرًا مع كل نفس عن "دجلا" يعرف الغيب ويشير إلى المستقبل، نجد العلم يضع قواعد الخطط الاستراتيجية ويستخدم الذكاء الاصطناعي، إننا نفتقد بيئة المجتمع العلمي لغرس عقولنا في آبار الخرافة لقرون طويلة، ورغم احتلالنا الاستهلاكي بأدوات علمية لا نستغني عنها، مثل "الموبايل"، إلا أننا نستخدمه لتعميق وخدمة خرافاتنا دون أن نهتم بفلسفة عمله أو فهم كيف يعمل وللأسف، لا نرى ضرورة في ذلك فالريموت كنترول في أيدينا ينقلنا بين مئات الفضائيات، لا يوجد بينها قناة علمية واحدة فالعلم الذي سخر الله علماء ليجعلوا حياتنا أفضل، أخذنا منه مزيدًا من الجهل لأننا لا ندرك فلسفته ولم نساهم في صنعه أو إنتاجه فقط نستلقي على ظهورنا ونستقبل المنتج، وندعي على "الكافر" الذي ابتكره.

العلامة الثالثة: في هذا الأكليل الأسود هو التغني بالماضي. كانت لنا حضارة عظيمة ونملك الإعجاز العلمي الكامن، فماذا نحن فاعلون؟ نكتفي بتضليل العلم الزائف الذي يناسب بيئة الخرافة. فلماذا لم نعجز من يعجزونا بهذا الإعجاز العلمي الذي يصلون هم إليه قبلنا بمئات السنين؟ نفرح بتضليل أنفسنا ونبرر بذلك تخلفنا، وننبهر ونفتح أفواهنا وأعيينا على آخرها ونحن نجد الأقوياء بعلمهم يمحوننا بالوجود بضغطة "زر" في ريموت كنترول يبعد آلاف الأميال. ونضغط نحن على "زر" مشابه لنرى قناة "المولد".

 

إفيه قبل الوداع

يا حضرة الناظر، أنت عارف إنت بتطلب مني إيه! أنت بتطلب مني ألحق ناس سابقانا بـ 100 سنة ضوئية، ولا مش واخد بالك؟ وبعدين، أجيالكم دي كانت فين؟ كانت فين والفرق ده عمال يوسع، ولا سايبنا إحنا نضيقه؟ بعد ما بقى في وسع المجرة الكونية، لحد ما وصلنا للمنظر الي حضرتك شايفه ده، ولا إنتوا مش مدركين أنكم مسلمينا الراية عاملة كده، عايزها بقدرة قادر نرفعها وتبقى كده يا سلام؟ يا أستاذ، إنتوا مسلمينا ليهم بدون ملابس داخلية، مسلمينا ملط، ملط يا حضرت الناظر يا بتاع التاريخ!

فيلم ليلة سقوط بغداد (2005)

على بعد 100 سنة ضوئية وأقرب من حبل الوريد

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: افيه

إقرأ أيضاً:

بالفيديو| 5 قوافل مساعدات إماراتية تصل إلى قطاع غزة

غزة / وام
عبرت 5 قوافل محملة بمساعدات إنسانية إماراتية متنوعة، خلال هذا الأسبوع، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصرية، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لدعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين خلال الظروف الراهنة وضمن «عملية الفارس الشهم 3» الإنسانية.
وتتألف القوافل من 73 شاحنة تحمل على متنها أكثر من 1184.9 طن من المساعدات الإنسانية تتضمن، المواد الغذائية، وخيم إيواء، والاحتياجات الضرورية الأخرى.
ويصل بذلك عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع، ضمن عملية “الفارس الشهم 3”، إلى 180 قافلة تتألف من 3440 شاحنة، وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق ضمن «عملية الفارس الشهم 3» الإنسانية إلى اليوم، أكثر من 37309 أطنان، ساهمت لحد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
وتسعى عملية “الفارس الشهم 3”، إلى تقديم المساعدات لكافة الفئات المتضررة في قطاع غزة، من منطلق حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تكثيف الجهود الإغاثية وتعزيز العمل الإنساني للأشقاء الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • كلية الحقوق تنظم ندوة علمية حول العدالة الجنائية التفاوضية
  • «فقه الصيام».. دورات علمية موسعة لتأهيل الأئمة قبل رمضان
  • فعاليات علمية وإبداعية في ملتقى منح الثقافي
  • تغذية سليمة في رمضان.. نصائح علمية للطلاب والمراهقين من قومي البحوث
  • بالفيديو| 5 قوافل مساعدات إماراتية تصل إلى قطاع غزة
  • 5 قوافل مساعدات إماراتية تصل إلى قطاع غزة
  • الكآبة والليل.. دراسة علمية تفك شفرة العلاقة الغامضة
  • التعامل مع الحروق ضمن ندوة علمية في مشفى دمشق
  • طريقة عمل الفتوش التركي
  • «الفارس الشهم 3» تواصل توزيع المساعدات في غزة