البوابة نيوز:
2025-05-01@16:47:51 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "أكاليل الباذنجان"

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد فحص وتمحيص ودراسة غير متعمقة، يمكن القول إنه من أكثر الفئات التي تعيش في بحبوحة وراحة ورغد في مجتمعنا القاسي: العلماء والعوالم، والعلماء هنا هم من يُطلق عليهم رجال دين، لا ينتجون سوى "كلام وبس" أما العوالم فهم من يقومون بعملية الترفيه التي يتسبب فيها الواقع الصعب، والتي لا يغيرها "الكلام" ويخفف عنها "المرح" وهم بذلك يقدمون خدمة جليلة لجعل الحياة "تُطاق" أما الذي يغير الواقع بالفعل فهو "العلم" العلم يصنع المستحيل ويغير شكل الحياة والأيام.

في الأسبوع الماضي، حقدنا بكل دمائنا وخلجات قلوبنا على العدو التاريخي وهو يستخدم أدوات علمية لينتصر ويسيطر، وياليت هذا الحقد يتحول إلى غيرة حقيقية تخرجنا من قبور العصور الوسطى وتمزق قيود تكبل أحلامنا وتهزم أيامنا ومستقبلنا، فإذا كان "العلم لا يُكيل بالباذنجان" كما يقول عادل إمام في مسرحيته الشهيرة، فإننا غرقنا في الباذنجان وتكللت حياتنا بالسواد ولونت بالظلام، وهذا الباذنجان له علامات بارزة وبصمات محفورة في أرواحنا، وإذا تأملنا أكليله اللامع فوق رؤوسنا، لوجدنا:

العلامة الأولى: إنتاج الكلام بغزارة. تجد الصفوف الأولى محفوظة دائمًا للمتكلم الخطيب الواعظ، فتجد خط إنتاج "الهري" لاينقطع  من  الإفتاء في كل "الأشياء" للدعاء على كل “الأعداء”، ولا جديد في الأشياء ولا هزيمة للأعداء، فندخل الحرب بمنطق "الطبلة والربابة" كما قال وصدق “نزار قباني”، في حين أن أسلحة الأعداء "علم" يكسرنا ويعجزنا، فنهرُب للكلام عن "الحلال والحرام" والوعظ عن الأثر المميت لكلمات أغنية شيرين  ومسميات أكلات محل حلويات!

العلامة الثانية: يتباهي أكليل الباذنجان فوق الرأس بكرامات ومعجزات أولياء وقديسين ودروايش، وبحث عن غيب نهرب به من واقعنا المرير، هذه البيئة الخرافية تقتل مجتمع العلم والعقلانية في مقتل. فالجري وراء الخرافة المكرمة يعمي العيون عن رؤية معجزات العلم الحقيقية، فمثلًا، إذا كنا ما زلنا نتشبث بقصص أولياء وقديسين كانوا يطيرون "يركبون السحاب"، فالعلم حول هذا إلى طائرة تسبق الصوت وتسابق السحاب بالفعل، وليست لخدمة فرد واحد بل ملايين البشر. وإذا كنا نتعجب من أصحاب الكرامة "الذين عدوا البحر وما تبلوش"، فالعلم قدم لنا "الغواصات" والذي يدخلها "لا يتبل".

 وإذا كان البحث مستمرًا مع كل نفس عن "دجلا" يعرف الغيب ويشير إلى المستقبل، نجد العلم يضع قواعد الخطط الاستراتيجية ويستخدم الذكاء الاصطناعي، إننا نفتقد بيئة المجتمع العلمي لغرس عقولنا في آبار الخرافة لقرون طويلة، ورغم احتلالنا الاستهلاكي بأدوات علمية لا نستغني عنها، مثل "الموبايل"، إلا أننا نستخدمه لتعميق وخدمة خرافاتنا دون أن نهتم بفلسفة عمله أو فهم كيف يعمل وللأسف، لا نرى ضرورة في ذلك فالريموت كنترول في أيدينا ينقلنا بين مئات الفضائيات، لا يوجد بينها قناة علمية واحدة فالعلم الذي سخر الله علماء ليجعلوا حياتنا أفضل، أخذنا منه مزيدًا من الجهل لأننا لا ندرك فلسفته ولم نساهم في صنعه أو إنتاجه فقط نستلقي على ظهورنا ونستقبل المنتج، وندعي على "الكافر" الذي ابتكره.

العلامة الثالثة: في هذا الأكليل الأسود هو التغني بالماضي. كانت لنا حضارة عظيمة ونملك الإعجاز العلمي الكامن، فماذا نحن فاعلون؟ نكتفي بتضليل العلم الزائف الذي يناسب بيئة الخرافة. فلماذا لم نعجز من يعجزونا بهذا الإعجاز العلمي الذي يصلون هم إليه قبلنا بمئات السنين؟ نفرح بتضليل أنفسنا ونبرر بذلك تخلفنا، وننبهر ونفتح أفواهنا وأعيينا على آخرها ونحن نجد الأقوياء بعلمهم يمحوننا بالوجود بضغطة "زر" في ريموت كنترول يبعد آلاف الأميال. ونضغط نحن على "زر" مشابه لنرى قناة "المولد".

 

إفيه قبل الوداع

يا حضرة الناظر، أنت عارف إنت بتطلب مني إيه! أنت بتطلب مني ألحق ناس سابقانا بـ 100 سنة ضوئية، ولا مش واخد بالك؟ وبعدين، أجيالكم دي كانت فين؟ كانت فين والفرق ده عمال يوسع، ولا سايبنا إحنا نضيقه؟ بعد ما بقى في وسع المجرة الكونية، لحد ما وصلنا للمنظر الي حضرتك شايفه ده، ولا إنتوا مش مدركين أنكم مسلمينا الراية عاملة كده، عايزها بقدرة قادر نرفعها وتبقى كده يا سلام؟ يا أستاذ، إنتوا مسلمينا ليهم بدون ملابس داخلية، مسلمينا ملط، ملط يا حضرت الناظر يا بتاع التاريخ!

فيلم ليلة سقوط بغداد (2005)

على بعد 100 سنة ضوئية وأقرب من حبل الوريد

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: افيه

إقرأ أيضاً:

“الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم”.. محاضرة في جامعة حمص

حمص-سانا

نظمت جامعة حمص اليوم محاضرة للدكتور سامر رحال مسؤول المنطقة الوسطى في الجمعية الألمانية السورية للأبحاث بعنوان “الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم” في كليّة الهندسة المدنيّة بالجامعة، بحضور أعضاء الهيئة التدريسية والتعليمية والباحثين وطلاب الدراسات العليا.

وتحدّث الدّكتور رحال خلال المحاضرة عن نشاط المؤسسة السّورية الألمانية في البحث العلمي، وآلية تقديم خدماتها للطلاب في البلدين من خلال تنسيق عملية التبادل الطّلابي بين الجامعات السورية والألمانية، إضافة إلى العمل على مذكرة تفاهم مع الجامعات السورية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتحسين جودة التعليم.

وفي تصريح لمراسلة سانا بيّن مسؤول المنطقة الوسطى في المؤسسة الألمانية السورية للأبحاث أهمية أن يكون الباحث العلمي في سوريا مطلعاً على آخر الأبحاث العلمية في ألمانيا وأوروبا، وضرورة نقل التجربة الألمانية إلى سوريا عن طريق ورشات العمل المشتركة والدّورية.

وبين أن المؤسسة تأخذ على عاتقها المبادرة بإطلاق عدة مشاريع منها إعادة تأهيل المكتبات الحكومية، وتنسيق التبادل العلمي والثقافي بين الجامعات السورية والألمانية عن طريق الباحثين السوريين والألمان.

بدوره لفت عميد الكلية التطبيقية بجامعة حمص الدّكتور فادي التركاوي إلى أهمية الاطلاع على تجارب البحث العلمي في الدول المتقدمة والمشاركة فيها، وفتح فرص وآفاق للباحثين في جامعاتنا، منوهاً بالجهود الحثيثة التي يبذلها الأطباء السوريون المغتربون خلال هذه الفترة لدعم الجامعات السورية والأبحاث العلمية فيها.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • «فرسان شرطة أبوظبي» بطل «الإمارات لقفز الحواجز»
  • رهف عياد تناشد العلم من غزة / فيديو
  • سابقة علمية.. رصد فجر كوني جديد قرب نظامنا الشمسي
  • جماعات صهيونية تدعو لاقتحامات ورفع للعلم في الأقصى
  • “الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم”.. محاضرة في جامعة حمص
  • قدميها مع الأكلات.. طريقة عمل بابا غنوج بخطوات سهلة في البيت
  • بذكرى النكبة.. إغراق القدس بأعلام إسرائيل ومستوطنون يتوعدون الأقصى
  • «الفارس الشهم 3» تدعم نازحي غزة لمواجهة شبح الجوع
  • موضوع خطبة الجمعة القادم لوزارة الأوقاف.. «ونغرس فيأكل من بعدنا»
  • الإمارات تدعم العائلات النازحة في مركز الإيواء بغزة