لجريدة عمان:
2024-09-23@21:25:25 GMT

دعم دخل الأسرة .. أمان واستقرار أسري

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

تعد الأسرة اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات، ومحركًا فاعلًا لأفراده، وساعدًا متينًا لتقويته وصلابته أمام المؤثرات والمتغيرات التي تحيط به. ولما كان الإنسان هو المورد الذي لا ينضب للمجتمعات، كونه العامل الرئيس الذي تستقيم عليه جميع العلاقات بين مفردات الحياة ومكوناتها وثرواتها ومواردها، بات من الضروري استمرار تقوية الأسرة ماديًا واجتماعيًا؛ لتواصل نهجها المأمول والمتوقع في التصدي لكافة التهديدات التي تحيط بالمجتمع وتهدد استقراره، وتشق وحدته، وتشتت أفكاره، وتضرب قيمه، وتربك مبادئه.

ولاستمرار ضمان تماسك أفراد المجتمع، وإبعاد المخاطر التي تهدد ترابطه وتضعف أفكاره وآراءه وتشتت توجهاته، لا بُدّ من تقديم الدعم المتواصل على المستويين التوعوي والمادي للأسرة، لتظل هي الحاضنة لأفرادها وتعالج مشكلاتها المادية، وتنشغل عن الأفكار الضالة التي تدفعها لتبني وجهات نظر وردود فعل سلبية بهدف الحصول على ما يغطي نفقاتها واحتياجاتها. وإن كان الأفراد لا يسعون إلى الإضرار بالمجتمع ككل، إلا أن التفكير في الجوانب المادية كثيرًا، يدفع البشر تلقائيًا إلى تبني آراء غير متزنة فكريًا ولا يكتنفها العقل والمنطق، بسبب التركيز الكبير على الجانب التكميلي في الحياة وليس الجانب التكويني القيمي الذي فُطر عليه الإنسان. فالأسرة بمكوناتها لا يمكن أن تتكامل ماديًا بين عناصرها دون وجود مصلحة بينهم، وهي حقيقة تتبناها العلوم الاجتماعية على أقل تقدير، إذ تحتضن هذه العلوم بين نظرياتها وفلسفاتها أن العلاقات الإنسانية تقوم على القيم والمصالح لعلاقتها التشابكية، فلا القيم يمكن الاستغناء عنها في ظل وجود المصالح في العلاقات، ولا المصالح يمكن الاستغناء عنها في ظل وجود القيم في العلاقات ذاتها، وفي حال تراجع مستوى العلاقات بين القيم والمصالح؛ فإن هناك خطورة بالغة يترتب عليها تفوق المصالح على القيم؛ لأن الفرد مفطور على القيم أكثر من المصالح، مما يهدد أمنه واستقراره.

في سلطنة عُمان، تحظى الأسرة بدعم كبير على كافة المستويات، خاصة بعد إقرار منفعة دعم دخل الأسرة ضمن منظومة الحماية الاجتماعية، وأصبح لهذا الكيان المجتمعي أمان واستقرار مادي واجتماعي ساعد على تلبية متطلبات احتياجاتها اليومية، وحمى أفراد الأسرة من تهديد تماسكها وتعرضها للمشكلات الاجتماعية مثل الطلاق، والسرقة، وانحراف السلوكيات، والأفكار الضالة، وإيذاء الآخرين، فالأسرة في سلطنة عُمان محور اهتمام الحكومة، لتبقى كيانًا قويًا يواجه التحديات والمخاطر المجتمعية بحزم وقوة في حال وجود إرادة أسرية فاعلة.

وبفضل الله، وبالقيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- أصبح للأسرة دخل يمثل قوة مالية للحفاظ عليها، ويعينها على ترتيب أولوياتها وخططها لتحديد نفقاتها من الاحتياجات اليومية. ويبقى الدور الآن على المعنيين بدراسة واقع الأسر بعد صرف منفعة دعم دخل الأسرة ومدى قدرتها على الوفاء بمتطلباتها اليومية واحتياجاتها الضرورية، عبر إعادة تفعيل المرصد الاجتماعي في مركز البحث العلمي سابقًا؛ بهدف معرفة أثر المنفعة على رفاهية الأسرة في سلطنة عُمان. من المهم أيضًا أن يتم دراسة السلوك الأسري في نفقاتها الشهرية، بهدف الوقوف على بعض السلوكيات الخاطئة التي تعيق الأسرة ماديًا واجتماعيًا من ممارسة حياتها اليومية جيدًا، مع إمكانية توجيه سلوكياتهم نحو الاختيارات الصحية التي تعالج التحديات المالية التي يتعرضون لها نتيجة اختيارات خاطئة، ويتم ذلك بالتعاون مع وحدة الاقتصاد السلوكي بوزارة الاقتصاد.

لقد كان لمنظومة الحماية الاجتماعية التي أرساها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- دورٌ كبير في حماية الأسرة العُمانية من تأثيرات القرارات المالية التي اتخذتها الحكومة خلال السنوات الماضية للتعامل مع التحديات المالية والاقتصادية التي تأثرت بها سلطنة عُمان.

إن دعم دخل الأسرة في سلطنة عُمان أخذ منحى إيجابيًا ومتطورًا خلال السنوات القليلة الماضية بفضل التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه-، عبر استحداث منفعة لدعم دخل الأسرة ضمن منظومة الحماية الاجتماعية ومنافع أخرى داعمة لدخل الأسرة، مثل منفعتي كبار السن والطفولة، التي ساعدت كثيرًا في ديمومة الدعم المالي للأسرة، فالاهتمام لم يقتصر على البرامج التوعوية والإرشادية للأسرة، وإنما بات لهذا الكيان الاجتماعي دخل مستقل يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية المحيطة، فالأسرة الكيان المجتمعي المهم، أصبح يمثل اهتمامًا محوريًا لمتخذي القرار للنهوض به وبأفراده، وتلبية متطلباته الأساسية والضرورية ليبقى كيانًا قويًا صلبًا أمام التحديات، خاصة المالية، مما ساعد على تخصيص مبالغ كبيرة لمنفعة دعم دخل الأسرة في الميزانية العامة للدولة بقيمة 72 مليون ريال عُماني، بفضل التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الموقر الخميس الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دعم دخل الأسرة الأسرة فی

إقرأ أيضاً:

50 مليون ريال لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل.. و72 مليونًا لتمويل "منفعة دعم الأسرة"

جلالته يُعبِّر عن الارتياح لانخفاض حجم الدين العام جهود تعزيز الثقة بالاقتصاد

◄ جلالته يؤكد: ملف التشغيل من أهم الأولويات الوطنية.. والمبادرات تسهم في إيجاد فرص عمل أكثر للمواطنين

مجلس الوزراء يُقر تخصيص 40 مليون ريال لتسريع بناء مدارس جديدة

◄ إقرار البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة

◄ إشادة سامية بجهود استقطاب السياح إلى ظفار ونجاح موسم الخريف

◄ جلالته يؤكد أهمية تطوير آليات قياس مستوى الرضا لدى المستفيدين من الخدمات الحكومية

◄ توجيهات سامية بإنشاء منصة إلكترونية لتلقي الشكاوى والمقترحات

◄ تأكيد أهمية تحصين المجتمع وتنشئة الأبناء على المبادئ السمحة لتجنب الأفكار الضالة

◄ جلالته يُشيد بجهود الأجهزة العسكرية والأمنية في التعاطي مع الحوادث التيتحاول المساس بالأمن

 

 

صلالة- العُمانية

 

تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فترأس اجتماع مجلس الوزراء الموقر بقصر المعمورة العامر بصلالة، يوم الخميس الماضي.

وقد استهل جلالته- أبقاه الله- الاجتماع بالتوجه إلى الله- سبحانه وتعالى- بالحمد والثناء على وافر نعمه وجزيل عطاياه لهذا البلد العزيز وأبنائه الأوفياء، سائلًا الله العلي القدير أن يمن على عُمان وأبنائها الكرام وكافة المقيمين فيها بمزيد من الخير والبركات وبموفور الصحة والاطمئنان.. إنه قرٌيب مجيب الدعوات.

ثم تفضل جلالته باستعراض عدد من الموضوعات.. ففي ظل استمرار تحسن الأداء المالي لسلطنة عُمان خلال الفترة الماضية.. عبر جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- عن الارتياح- ولله الحمد- لانخفاض حجم الدين العام وللنتائج الإيجابية المتحققة التي تسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد المحلي وإيجاد بيئة جاذبة تساعد على تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وبعد أن اطلع مجلس الوزراء على الموقف التنفيذي لملف التشغيل، أكد المجلس على أن ملف التشغيل من أهم الأولويات الوطنية، وأن المبادرات التي أقرتها الحكومة مؤخرًا ستسهم- بإذن الله- في إيجاد فرص عمل أكثر للمواطنين، ولأجل الدفع بتلك المبادرات؛ أقر مجلس الوزراء تخصيص مبلغ إضافي وقدره 50 مليون ريال عُماني لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل في القطاع الخاص، إضافة إلى المبالغ المحصلة بنسبة 1.2% من قيمة فواتير مشتريات كل من قطاع النفط والغاز والوحدات الحكومية والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني، بحيث تقوم الجهات المختصة بوضع إجراءات واشتراطات واضحة لضمان استدامة الفرص التي سوف يتم توفيرها.

وفي إطار الاهتمام السامي بالجوانب الاجتماعية والتعليمية.. أشاد جلالته بجهود الجهات المعنية لمتابعة الأحوال المعيشية للمواطنين، موجهًا جلالته- أيده الله- الجهات المعنية بتخصيص مبلغ وقدره 72 مليون ريال عُماني ضمن الميزانية العامة للدولة، وذلك؛ لتمويل برنامج "منفعة دعم الأسرة" ضمن منافع صندوق الحماية الاجتماعية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا.

كما توجه جلالته- أيده الله- بالتهنئة لأبنائه الطلبة والطالبات مع بدء العام الدراسي والجامعي الجديد، سائلًا الله عز وجل أن يكون عامًا حافلًا بالجد والاجتهاد، مثنيًا جلالته على الجهود التي يبذلها المعلمون والمعلمات والأكاديميون والأكاديميات للاستعداد للعام الجديد، الذين يعول عليهم الكثير في بناء جيل متسلح بالمعرفة والعلم، ومتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.

وفي ظل تزايد الكثافة الطلابية في بعض المحافظات التي تشهد زيادة سكانية مطردة؛ أقر مجلس الوزراء تخصيص مبلغ إضافي وقدره 40 مليون ريال عُماني ضمن الخطة الخمسية الحالية لتسريع بناء مدارس جديدة.

وبهدف رفع ترتيب سلطنة عُمان في مؤشر جاهزية الحكومات في الذكاء الاصطناعي من خلال تبني وتوطين التقنيات والتشريعات المتعلقة به، ولتعزيز إنتاجية القطاعات الاقتصادية والتنموية وزيادة عدد شركات التقنية الناشئة المتخصصة في تطوير الحلول المحلية في هذا المجال؛ أقر مجلس الوزراء البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، وتنفيذ مشاريعه ومبادراته.

وفي ضوء ما أشارت إليه التقارير حول ارتفاع عدد زوار خريف ظفار إلى مليون زائر حتى نهاية أغسطس الماضي، أشاد جلالته- أيده الله- بالجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والفعاليات والبرامج الموجهة لاستقطاب السياح إلى محافظة ظفار، الأمر الذي ساعد في إنجاح موسم الخريف لهذا العام، مشيرًا جلالته إلى أهمية استمرار دراسة تطلعات السائح وتطوير الفعاليات والخدمات المقدمة بما يضمن زيادة أعدادهم خلال المواسم القادمة.

وبعد أن أشاد- أبقاه الله- بأداء المؤسسات الحكومية وجهودها لمعالجة الملفات التي تشكل أولويات وطنية لتحسين الخدمات التي تقدمها؛ أكد- أعزه الله- أهمية تطوير آليات قياس مستوى الرضا لدى المستفيدين من الخدمات الحكومية والجوانب المتصلة بتبسيط الإجراءات، بما يسهم في تجويد الخدمات المقدمة وتحسين انطباعات المستفيدين من تلك الخدمات.. موجهًا جلالته مجلس الوزراء والجهات المعنية بتدشين منصة إلكترونية مخصصة لتلقي الشكاوى والمقترحات في المؤسسات الحكومية خلال العام القادم.

وفي ظل صلابة اللحمة المجتمعية والانسجام والتآلف الذي عرف به المجتمع العُماني طوال التاريخ، واستنادًا على القيم العُمانية العريقة التي ترفض كافة أشكال التشدد والتعصب والتحزب، فقد أكد مجلس الوزراء على أهمية تحصين المجتمع من مختلف الجوانب، وتعزيز دور الأسرة لتقوم بتنشئة أبنائها على المبادئ السمحة واجتناب الأفكار الضالة والتأثر بها، مشيدًا جلالته- في هذا السياق- بجهود منتسبي مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية، وكفاءتهم في التعاطي مع الحوادث التي تحاول المساس بالأمن، موجهًا- أبقاه الله- كافة أجهزة الدولة بأن تكون يقظة لمتابعة هذه الظواهر والتصدي لها أولًا بأول.

وفي إطار استعراض القضايا الإقليمية والدولية، تطرق جلالته- أعزه الله- إلى العلاقات الثنائية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدًا حرص سلطنة عُمان وسعيها المتواصل للتعاون مع كافة الدول بما يعود بالخير والنفع على الجميع.

وفي ختام الاجتماع، تفضل جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- بالتطرق إلى عدد من الجوانب التي تهم الوطن والمواطنين، وأسدى توجيهاته بمواصلة كافة مؤسسات الدولة تجويد الأعمال المنوطة بها وتهيئة الظروف الملائمة للارتقاء بمستوى الأداء على كافة الأصعدة.. راجيًا جلالته للجميع دوام السداد والتوفيق لما فيه الخير والنماء لهذا الوطن العزيز وأبنائه الأوفياء.

مقالات مشابهة

  • نصائح للأسرة في التعامل مع «المثلية».. ما التصرف المناسب؟
  • "الزواج الناجح" ندوة بالمركز الأفريقي لصحة المرأة بالإسكندرية
  • بين الشماتة الخسيسة والمقاومة الشرسة.. حرب القيم تُحسم في الميدان
  • تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع
  • الذهب في أمان: استقرار الأسعار في مصر اليوم 22 سبتمبر 2024
  • 50 مليون ريال لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل.. و72 مليونًا لتمويل "منفعة دعم الأسرة"
  • الأسرة والمسؤولية التربوية.. من وحي التوجيهات السامية
  • أمان تتعاون مع الجود لتجهيز شنط المدارس
  • «التحالف الوطني» يوزع شنط وأدوات مدرسية في المحافظات