مأزق إسرائيل في استدراج حزب الله لحرب شاملة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تبدو صورة الحرب الشاملة في منطقة الشرق الأوسط الآن أكثر وضوحا مما كانت عليه منذ نحو عام حين شنت إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة ردا على «طوفان الأقصى».. تجاوزت الهجمات المتبادلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله قواعد الاشتباك التي بقيت غالبة بين الطرفين منذ حرب 2006، لكن الأمر ما زال في بدايته.. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أمس: «من الآن وصاعدا ستغير إسرائيل قواعد اللعبة»، فإسرائيل تملك الكثير من أوراق اللعبة لأسباب كثيرة ليس آخرها أنها لا تلعب في المنطقة وحدها ولكنها تحظى بدعم غربي واسع، ولا شك أنها خلال الأيام الماضية قد وجهت ضربات قاسية لحزب الله سواء عبر اغتيال مجموعة من كبار قادته أم عبر ما عرف بتفجيرات «البيجر» وبرقيات الاتصالات، لكن هذه الأوراق تبدو مزدوجة، ويمكن أن تعطي حزب الله قوة جديدة، وتدفع به إلى الأمام أكثر مما تعتقد إسرائيل نفسها.
إن أصعب ما في مثل هذا المشهد أن يشعر أحد طرفي الصراع -أي صراع كان- أنه مضطر إلى استخدام كل أوراقه أو استخدام ورقته الأخيرة، وهذا ما يحدث عند حزب الله الآن.. إنه مضطر اضطرارا وجوديا إلى استخدام كل أوراقه؛ فلدى حزب الله الكثير من الأوراق التي ستوجع إسرائيل وجعا طويلا وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن حزب الله في موضع من يدافع عن قضيته/ فكرته وهذا هدف أول وأصيل لكل فصائل المقاومة، أمّا المحتل فإنه جاء ليبحث لنفسه عن مستقر ومكان جميل وآمن يعيش فيه حلمه/ وهمه، وإذا ما تحول ذلك الحلم إلى جحيم كما يمكن أن يبدو المشهد فلا شيء يجبره على البقاء طويلا!
وإسرائيل، أو هو نتنياهو تحديدا، على خطأ كبير جدا، وإستراتيجي، حينما اعتقد أنه شلّ قدرات حزب الله وقيدها عبر تنفيذ عمليات الاغتيال، وأن الأمر قد حان لتوجيه ضربة قاضية على حزب الله يمكن بعدها أن يعود سكان شمال إسرائيل إلى بلداتهم. وموطن الخطأ أن نتنياهو يجعل خيارات حزب الله محدودة، ويدفعه دفعا بعد صبر طويل لاستخدام ترسانته الصاروخية المدمرة التي يمكن أن تمطر تل أبيب في أي لحظة بعيدا عن كل قواعد الاشتباك التي توافق عليها الطرفان من قرابة 18 سنة مضت.
لذلك لا يبدو نتنياهو منذ اليوم الأول قادرا على المسير في طريق تحقيق هدفه الإستراتيجي المتمثل في عودة «مواطنيه» للشمال، بل إن ما سيحدث هو حرب شاملة قد تجتاح منطقة الشرق الأوسط وتدخل فيها مجبرة دول أخرى حاولت أن تتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل.. كما أن نتنياهو يدفع المئات بل الآلاف إلى العودة إلى العمليات الاستشهادية وعمليات الدهس وإشعال عشرات الجبهات.. وهذا طبيعي جدا عندما يشعر الجميع أنهم أمام لحظة وجودية خياراتها محدودة جدا.
يمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ، تقدر بـ 150 ألف صاروخ، كما أنه يملك خبرة عسكرية تفوق غيره من فصائل المقاومة رغم الثغرات التي ظهرت في أنظمته الأمنية خلال الأشهر الماضية وهذا يجعل معركة إسرائيل ضد الحزب أكثر تعقيدا.
إن تحذيرات الأمم المتحدة من «عواقب لا يمكن التنبؤ بها» تعكس مدى هشاشة الوضع الإقليمي، حيث إن أي حرب واسعة النطاق قد تؤدي إلى انهيار الاستقرار في المنطقة بأسرها.. وفي ظل هذا الوضع لا يبدو أمام فصائل المقاومة إلا تَمَثُّل المثل العربي: «إذا أرادها خصمك فلتُرِدْهَا!».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
“تايمز أوف إسرائيل”: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
#سواليف
قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو يغادر اليوم #الولايات_المتحدة متوجها إلى #إسرائيل بعد #زيارة_مخيبة_للآمال لواشنطن.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو من قاعدة أندروز الجوية قرب #واشنطن العاصمة متوجها إلى إسرائيل الساعة 12 ظهرا، وفقا لمكتبه.
ووفق الصحيفة، سيعود نتنياهو بعد زيارة مخيبة للآمال إلى البيت الأبيض، رفض خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الإسرائيلية، وأعلن عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.
مقالات ذات صلة مدعوون للتعيين / أسماء 2025/04/08وكان نتنياهو أعرب عن دعمه الحذر للدبلوماسية تجاه إيران، لكنه شدد على ضرورة منع إيران من امتلاك القنبلة، في حين أعلن ترامب عن اجتماع رفيع المستوى يوم السبت.
وفي الوقت نفسه، حذر #ترامب من أنه “إذا لم تنجح المحادثات.. فسيكون يوما سيئا للغاية على إيران”.
وفي حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، عقب لقائه نتنياهو قال ترامب إن المحادثات بدأت وستستمر يوم السبت.
وقال ترامب: “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. ستعقد يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”.
وبدا نتنياهو، الذي سافر بشكل غير متوقع من بودابست إلى واشنطن العاصمة بدعوة من ترامب، مؤيدا بحذر لمبادرة ترامب.
بدوره قال نتنياهو إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على القضاء بشكل كامل على البرنامج النووي الإيراني، فإن ذلك سيكون “شيئا جيدا”، ولكن لا بد من وقفه بطريقة أو بأخرى.
وأضاف نتنياهو: “نحن متحدون في هدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية”. وقال: “إذا أمكن تحقيق ذلك دبلوماسيا، وبشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فأعتقد أن ذلك سيكون أمرا جيدا”.
وأكد نتنياهو: “لكن مهما حدث، علينا التأكد من عدم امتلاك إيران أسلحة نووية”.
من جهة أخرى، رفض ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية البالغة 17% التي فرضها على إسرائيل يوم الاثنين.
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان سيلغيها: “حسنا، نحن نتحدث عن تجارة جديدة كليا – ربما لا”.
وكانت إسرائيل تأمل في تجنب مرسوم ترامب الشامل الأسبوع الماضي بفرض رسوم على الواردات العالمية. وبدلا من ذلك، فرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 17% على الرغم من رفع جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات الأمريكية في محاولة في اللحظة الأخيرة لتجنبها.
وقال ترامب، بينما كان نتنياهو يستمع بجانبه إلى الانتقادات الضمنية: “لا تنسوا، نحن نساعد إسرائيل كثيرا. نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويا، وهذا مبلغ كبير”.
نمنح إسرائيل مليارات الدولارات سنويا. مليارات. إنها من أعلى المبالغ التي نمنحها لأي دولة. نمنح دولا كثيرة أموالا، لن تصدقوا ذلك.
وقال: “نعتني جيدا بأصدقائنا، ولا نهتم بأعدائنا”.
بدوره، قال نتنياهو في تصريحاته المعدة مسبقا إن إسرائيل ستزيل جميع الحواجز التجارية مع الولايات المتحدة.
وأضاف: “يمكن لإسرائيل أن تشكل نموذجا يحتذى به للدول الأخرى التي تسعى إلى أن تحذو حذوها”.
وأكد نتنياهو تعاطفه مع موقف ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وأنه من دعاة التجارة الحرة، لكن “التجارة الحرة يجب أن تكون تجارة عادلة”، وفق تعبيره.