السفير الروسي بالقاهرة في حواره لـ"البوابة نيوز": اندلاع حرب عالمية أمر وارد.. والحديث عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية ادعاءات غبية وأكاذيب
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق جيورجى بوريسينكو سفير جمهورية روسيا الاتحادية فى حوار الساعة مع “البوابة نيوز”:
النظام الأوكرانى عنصرى.. ويروج لأفكار هتلر النازية والحديث عن تدخل روسى فى الانتخابات الأمريكية ادعاءات غبية وأكاذيب
حل السفير جيورجى بوريسينكو سفير جمهورية روسيا الاتحادية ضيفًا عزيزًا على صالون «البوابة»، فى حوار شامل أجاب فيه عن العديد من القضايا السياسية والدولية والعلاقات بين روسيا ومصر ودور البلدين وجهودهما فى السعى نحو نزع فتيل الحرب المشتعلة فى العديد من مناطق العالم.
كان فى استقبال ضيف الصالون داليا عبدالرحيم رئيس تحرير جريدة وموقع البوابة نيوز والدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصصة فى الشئون الروسية، والكاتب خالد عبدالرحيم نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة والعضو المنتدب، وأبوالحسين غنوم رئيس القسم الدبلوماسى والمترجم أيمن منتصر، واستمر اللقاء نحو ساعتين تقربيا حيث أجاب سعادة السفير عن جميع الأسئلة المطروحة عليه، وكان هذا الحوار.
سعادة السفير دعنا فى البداية نسأل عن آخر التطورات العسكرية فى مدينة كورسك الروسية؟
- إن ما يحدث فى مدينة كورسك الروسية من قبل القوات الأوكرانية أمر غير مقبول، ويُظهر مدى الوحشية والاستعداد للقيام بعمليات إرهابية ضد موسكو، والقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب دخلوا بعمق ١٢ كيلو مترا داخل الأراضى الروسية بعرض ٤٠ كيلو مترا.
واستولت القوات الأوكرانية على المناطق السكنية فى كورسك ونفذت عمليات وحشية ضد السكان، وأخلت القوات الروسية بعض المناطق السكنية التى احتلت من قبل القوات الأوكرانية فى شهر أغسطس، وروسيا لا تقوم بأى عمليات عسكرية كبرى فى كورسك للحفاظ على حياة المدنيين فى المناطق السكنية، وتقوم موسكو بالضغط على الجنود الأوكرانيين بطريقة هادئة، لإخلائهم من المناطق السكنية.
التطورات العسكرية تدفعنا للسؤال عن إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
- قامت روسيا بإعداد عمليات استفتاء فى المناطق التى سيطرت عليها فى أوكرانيا، وضمت هذه الأراضى لروسيا الاتحادية، وبذلك تعتبر هذه المناطق روسية مثلها مثل منطقة كورسك، وتعمل روسيا حاليًا على تحرير جميع الأراضى الروسية من المسلحين الأوكرانيين، وإبعادهم عن المناطق الروسية بعمق كبير، حتى لا يكونوا قادرين على ضرب الأراضى الروسية.
ولا شك أن إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة أمر وارد، وأوكرانيا تحصل على أسلحة من الغرب، ولهذا يُعتبر الغرب فى حالة نزاع مع موسكو.
ما شروط موسكو لوقف الحرب على أوكرانيا؟
- أوكرانيا تريد الحصول على تصريح من الغرب بضرب العمق الروسى بأسلحة بعيدة المدى التى حصلت عليها من الغرب، وهذا يوضح أن الغرب يُحارب روسيا بشكل مباشر، والجيش الأوكرانى بمفرده لا يستطيع استخدام الأسلحة بعيدة المدى دون الاستعانة بالغرب، خاصة أن المعلومات الاستخباراتية لتوجيه هذه الأسلحة لضرب العمق الروسى لا يمكن أن تحصل عليها كييف إلا بمساعدة الغرب، وفى حال استخدام هذه الأسلحة فهذا يعنى أن الغرب شارك فى الحرب ضد روسيا بشكل مباشر من خلال الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.
وأوضح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين جميع شروط موسكو لوقف العمليات العسكرية فى كييف، ومن هذه الشروط الخروح من الأراضى الروسية بالكامل، والأراضى الروسية لا تشمل فقط كورسك، ولكن الأراضى التى ضُمت لموسكو حديثًا بعد الاستفتاء الذى نظم مؤخرًا.
كيف نتوصل إلى سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا؟
- أوكرانيا يجب أن تكون دولة مُحايدة فى العلاقات مع موسكو لوقف الحرب على كييف، وهذا يتحقق من خلال نزع التسليح من الأسلحة الثقيلة، وبعيدة المدى التى من الممكن أن تضرب الداخل الروسي.
إن نظام التعليم فى أوكرانيا يحمل أخطارا عنصرية ضد روسيا، مع العلم أن كييف كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، وحاربت مع السوفيت ضد النازيين، ونظام التعليم فى كييف يُعلم الأطفال الفكر النازي، ويمدح أدولف هتلر، ويحث على قتل الروس، ليس هذا فقط، بل يمنع تعليم اللغة الروسية فى المدارس.
وقدمت روسيا ٥ عروض خلال ١٠ سنوات لأوكرانيا والدول التى تُساند كييف، وكانت هناك مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما لعدم مساعدة الانقلاب فى كييف، ورغم ذلك دعمت أمريكا العنصريين الأوكران فى الانقلاب الذى حدث فى هذا الوقت، وبعد هذا الانقلاب رفضت جزيرة القرم أن تكون جزءًا من الأراضى الأوكرانية، وانضمت إلى روسيا، خاصة أن العنصريين الأوكران عندما وصلوا إلى السلطة تحدثوا عن منع استخدام أو التحدث باللغة الروسية.
هل لهذه الأسباب فقط اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية؟
- لقد طلبت الحكومة الروسية من الولايات المتحدة والناتو ضرورة عدم توسيع حدود الناتو قبل الحرب الروسية الأوكرانية، لضمان حماية الحدود الروسية، ولكن أمريكا رفضت هذا الأمر، وكانت نتيجة هذا الرفض ضم القرم والدونباس وبعض المناطق الأخرى إلى الأراضى الروسية، مع العلم أن موسكو كانت مستعدة لاستمرار هذه الأراضى تحت سيادة أوكرانيا، ولكن الوضع الآن اختلف، وتُحارب موسكو لتحرير هذه الأراضى من القوات الأوكرانية.
وتُشير الأمور إلى استمرار العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، واستمرار العملية العسكرية يتوقف بالدرجة الأولى على قرار الغرب، لأن كييف لا يُمكنها أن تستمر فى الحرب دون الدعم الغربى الذى يُريد من كييف القتال حتى آخر أوكراني، ويستخدم حلف الناتو أوكرانيا كأداة لمحاربة موسكو، والناتو على استعداد للتضحية بكامل الشعب الأوكرانى فى الحرب الروسية الأوكرانية بهدف إضعاف موسكو.
ما تعليقك على اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية لروسيا بالتدخل فى الانتخابات؟
- إن الولايات المتحدة الأمريكية تتهم روسيا بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية منذ عام ٢٠١٦، وهذا الأمر حدث من خلال مجموعة هيلارى كلينتون الانتخابية للإضرار بدونالد ترامب فى العملية الانتخابية، وهذه الأكاذيب مستمرة من قبل الديمقراطيين خلال هذه الفترة، ولا يوجد دليل واحد على هذه الاتهامات أو الأكاذيب أو التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.
وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن روسيا تتدخل فى الانتخابات الأمريكية، لأنها تقوم بهذا الأمر فى الكثير من الدول، ولهذا لديها القناعة بإمكانية أن تقوم موسكو بنفس هذا الأمر، والمواطن البسيط يعلم بأن هذه الادعاءات الغبية مجرد أكاذيب من الإدارة الأمريكية، وإذا افترضنا أننا تدخلنا فى الانتخابات الأمريكية فهذا أمر نفتخر به.
هل هناك أى جهود روسية ملموسة لتهدئة الصراع وتحقيق السلام بين الأطراف المعنية؟
-إن روسيا على استعداد للتعامل مع أى رئيس أمريكى سيتم انتخابه خلال الفترة المقبلة، ودونالد ترامب عندما كان رئيسًا صرح بأنه سيقوم بإصلاح العلاقات مع روسيا التى ضعفت فى عهد أوباما، ولكنه لم يستطع ذلك، والعلاقات مع أمريكا فى عهد ترامب كانت سيئة جدًا، وروسيا على قناعة بأن جميع الأهداف الروسية يجب أن تحدث من خلال القدرات الروسية الخاصة، سواء من خلال العمليات العسكرية أو أى عمليات أخرى من خلال التطور الاقتصادى أو أى أشياء أخرى.
لماذا لا تدعم روسيا الجهود المصرية والعربية فى إيقاف الحرب على قطاع غزة؟
-تدعم روسيا الجهود المصرية والعربية فى إيقاف الحرب على قطاع غزة والضفة العربية، ووزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف شدد على ضرورة وقف إراقة الدماء فى هذا الصراع، فروسيا من أوائل الدول فى مجلس الأمن التى تقدمت بمشروع قرار لوقف إطلاق النار فى غزة، ولكن هذا القرار عُطل من قبل الدول الغربية مثل أمريكا وفرنسا.
ما سبل تحقيق وقف الحرب فى غزة؟
-الدعم الأمريكى لدولة الاحتلال أمر واضح للجميع فى الحرب على قطاع غزة، وأمريكا قدمت بعض المبادرات لوقف الحرب، ولكن دون أى نتائج على أرض الواقع، وروسيا ستتعاون مع المجتمع الدولى للضغط على الجهات التى تدعم دولة الاحتلال فى الحرب على قطاع غزة، من خلال التعاون مع الدول العربية، وهذا ما تم الإعلان عنه خلال المنتدى الروسى مع الدول العربية فى المغرب، وأمريكا هى الدولة الوحيدة القادرة على وقف الحرب فى قطاع غزة، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد ذلك، والوضع يسوء بشكل مستمر، وما يؤكد ذلك ما حدث فى لبنان من انفجار أجهزة لاسلكية فى أيادى حامليها وداخل المنازل.
هل موسكو راضية عن تطور العلاقات المصرية الروسية ؟
-موسكو راضية عن تطوير العلاقات المصرية الروسية خلال الفترة الراهنة، والعلاقات كانت قوية جدًا فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وخلال الفترة الحالية نعود إلى نفس المستوى من العلاقات بين القاهرة وموسكو فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وستكون محطة الضبعة النووية التى تنفذها روسيا أحد أبرز أوجه التعاون المصرى الروسى بصورة مُماثلة لإنشاء السد العالى فى أسوان، والقدرة الكهربائية لمحطة الضبعة ستكون أضعاف ما ينتجه السد العالى فى أسوان.
وهناك مشاريع لروسيا فى القاهرة مثل مشروع المنطقة الروسية فى إقليم قناة السويس، والتأسيس للمنطقة الروسية فى قناة السويس لا يتم بشكل سريع، وننتظر أن ينظر البرلمان المصرى للاتفاقية المعنية بهذه المنطقة، وهناك ٥٠٠ شركة ومصنع روسى تتعامل بشكل تجارى مع مصر، كما أن التعاون الروسى المصرى واضح جدًا فى تطوير قدرات الجيش المصري.
كيف ترى العداء الأمريكى لبلادكم وسر مواقفها المعادية لروسيا الاتحادية؟
-أمريكا تُريد مواصلة التحكم فى العالم، وهذا واضح من دعهما أوكرانيا لمحاربة وإضعاف روسيا، لأن موسكو منافس للولايات المتحدة، والعالم لن يعود إلى سابق عهده خلال وجود الاتحاد السوفيتي، خاصة أن العالم خلال هذه الفترة يتحول إلى عالم متعدد الأقطاب، وهناك قوى ظهرت لديها تأثير قوى فى الكثير من المناطق مثل البرازيل والهند والصين، ومنظمة البريكس التى انضمت إليها مصر حديثًا مثال لشكل العالم مُتعدد الأقطاب، خاصة أن الدول المنضمة لهذه المنظمة إما دول إقليمية وإما دول لديها تأثير فعال على الساحة العالمية، وهذا على عكس مجموعة السبع التى تحت تأثير الولايات المتحدة، وليس لديه أى دور فى العالم.
ما رأيكم فى دور مصر فى نزاعات الشرق الأوسط؟
-هناك دول عربية سيكون لديها دور كبير على مستوى العالم خلال الفترة المقبلة، ومن هذه الدول مصر التى تملك الكثير من الإمكانيات للقيام بدور محوري، وحل النزاعات الدولية لا يكون بالتمني، ولكن من خلال التعاون مع العديد من الدول، لإيجاد حل لهذه النزاعات، ويدعم الموقف الروسى الموقف المصرى حول النزاعات الحادثة فى الشرق الأوسط، وروسيا تتعاون مع مصر فى مواجهة الإرهاب فى ليبيا الذى لم يعد قادرًا على الاستحواذ على جميع الأراضى الليبية، ونبذل جهودًا كبيرة مع الجانب المصرى لتوحيد الأراضى الليبية من خلال إعداد انتخابات ليبية، لإيجاد برلمان موحد لليبيا.
هل تتفهم موسكو مدى تأثير الحرب فى السودان على مصر؟
-تشعر موسكو بمعاناة الشعب السودانى بسبب الحرب الأهلية فى السودان، وتتفهم موسكو مدى المشاكل التى تنعكس على مصر بسبب هذه الحرب، ونسعى لإيقاف العمليات العسكرية فى ليبيا والسودان فى أسرع وقت ممكن، وموسكو تدخلت لمساندة النظام الشرعى فى سوريا فى ٢٠١٥، فى ظل الدعم الغربى للجماعات الإرهابية متعددة الجنسيات لتغيير النظام السوري، وداعش عندما كانت تُقاتل الجيش السورى فكان هذا على هوى الأمريكان، وبعد قتال داعش لبعض المواطنين الأمريكان صنفت الولايات المتحدة داعش كجماعة إرهابية.
إن معظم الأراضى السورية حتى الآن محتلة من قبل الغرب والولايات المتحدة حتى هذه اللحظة، ويستغل الاحتلال الغربى الموارد السورية لمصالحه الشخصية، متمنيًا تسوية النزاع فى سوريا، ولكن للأسف أمريكا تُعطل أى جهود لتسوية هذا النزاع أو أى مساعدات تقدم لدمشق، وتحدث الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما عن ضرورة أن يترك الرئيس السورى بشار الأسد السلطة، لكن هذا لم يحدث، ويسعدنا أن أوباما "هو الذي ترك السلطة، وبشار الأسد ما زال فى السلطة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الامريكية التعاون المصري الروسي الحرب على قطاع غزة الحرب في السودان السفير الروسي بالقاهرة العلاقات بين روسيا ومصر كورسك الروسية جيورجي بوريسينكو روسيا الاتحادية روسيا وأوكرانيا الحرب على قطاع غزة القوات الأوکرانیة العملیات العسکریة الولایات المتحدة المناطق السکنیة روسیا الاتحادیة خلال الفترة الروسیة فى هذا الأمر فى الحرب من خلال خاصة أن فى عهد رئیس ا التى ت من قبل
إقرأ أيضاً:
تقرير :ترامب في 100 يوم.. عزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا
وارسو"أ.ف.ب": وعد دونالد ترامب بإبرام تسوية تنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا "خلال 24 ساعة"، لكن بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على عودته الى البيت الأبيض، لا يزال النزاع مستعرا وأفق الحل غامضا بعدما أعاد الرئيس الأمريكي فتح قنوات التواصل مع موسكو وأضعف موقف كييف.
لم يفلح ترامب في انتزاع تنازلات أساسية من نظيره فلاديمير بوتين، على رغم إجراء مسؤولين أمريكيين وروس جولات من المباحثات الهادفة الى البحث عن تسوية للحرب التي بدأت الحرب في اوكرانيا مطلع العام 2022.
وفي نقيض لسياسة الدعم غير المقيَّد لكييف التي اعتمدها سلفه جو بايدن، خاض ترامب في تباينات علنية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلغت حد وصفه بـ"الديكتاتور" والدخول في مشادة علنية معه في المكتب البيضوي.
وأثار فكّ ترامب العزلة الغربية التي فرضت على بوتين خلال الأعوام الماضية، حفيظة الأوكرانيين وحلفائهم الغربيين.
وبينما أثار التقارب الأمريكي الروسي غبطة لدى كثيرين في موسكو، تبدو الصورة قاتمة في كييف حيث يرى كثيرون أن السلام المستدام بات أضغاث أحلام.
ويقول تيموفي ميلوفانوف، مدير كلية كييف للاقتصاد، لوكالة فرانس برس "لا شيء يحدث. في واقع الأمر، يسمع الناس صفارات الانذار كل يوم، يرون القنابل، والناس يموتون".
يضيف "يخدع بوتين الجميع فعليا".
وبينما أجرى مسؤولون أمريكيون مباحثات مع نظرائهم الروس خلال الأسابيع الماضية، واصلت موسكو شنّ ضربات بصواريخ بالستية تطال مناطق أوكرانية عدة راح ضحيتها العشرات.
كما تراجعت القوات الأوكرانية بشكل كبير في منطقة كورسك الحدودية في غرب روسيا والتي توغلت فيها خلال صيف 2024، لتفقد بذلك ورقة المساومة الوحيدة عمليا التي كانت في حوزتها.
وتؤكد آنا كليشكينا، وهي مصوّرة تبلغ 29 عاما من سومي الأوكرانية، أنه منذ عودة ترامب الى الحكم في واشنطن "لم تحصل تغييرات الى الآن، بل في الواقع ساءت الأمور في مدينتنا".
وقتل 35 شخصا وأصيب أكثر من 100 في هذه المدينة جراء ضربة روسية بصاروخين بالستيين في 13 أبريل، في هجوم هو من الأكثر حصدا للأرواح منذ أشهر.
وعلى رغم تصريحاته وتواصله المباشر مع بوتين، لم يتمكن ترامب من تحقيق أي تقدم ملموس نحو تسوية في الحرب.
ورفض الرئيس الروسي في مارس مقترحا أمريكيا وافقت عليه أوكرانيا، بهدنة غير مشروطة مدتها 30 يوما. وفي حين وافق طرفا النزاع على وقف استهداف منشآت الطاقة، لم يتم وضع ذلك ضمن اتفاق رسمي، واستمر كل منهما في اتهام الآخر بخرق هذا التعهد.
وأعلن الكرملين الجمعة أن أمر بوتين بهذا الشأن "انتهت صلاحيته".
وعلى الارض، واصلت موسكو تقدمها التدريجي في شرق أوكرانيا، على رغم أن ذلك يتم وفق إيقاع أبطأ مما كان عليه في أواخر 2024. وعلاوة على طرد الجيش الأوكراني بشكل شبه كامل من كورسك، تقدمت قوات موسكو الى أطراف منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا.
ويقول الجندي الأوكراني أولكسندر (22 عاما) وهو يستريح جالسا الى مقعد في مدينة سومي، إن رأيه بترامب لطالما كان "سلبيا... ويبقى كذلك".
ويرى أن الرئيس الأمريكي "ليس رجل سياسة بل فنان استعراضي".
وقامت واشنطن بتعليق مساعداتها العسكرية لأوكرانيا لفترة وجيزة في مارس، في خطوة فاجأت كييف وشكّلت قطيعة مع سياسة الدعم الواسع التي اعتمدتها إدارة بايدن.
وكرر ترامب في تصريحاته مواقف روسية، مثل التلميح الى وجوب إجراء انتخابات رئاسية بسبب انتهاء ولاية زيلينسكي خلال الحرب، وزعمه بأن نسبة تأييد الأخير لدى الأوكرانيين هي 4% فقط.
وبلغ التوتر بين ترامب وزيلينسكي مستوى غير مسبوق في فبراير مع المشادة الكلامية الحادة بينهما أمام الصحافيين ووسائل الإعلام في البيت الأبيض. واتهم الرئيس الأمريكي نظيره بعدم تقدير الولايات المتحدة، وهو موقف أثار صدمة لدى حلفاء بلاده.
وبعد أيام من الضربة الدامية في سومي، كرر ترامب انتقاده لزيلينسكي، مشيرا الى أنه لم يكن يجدر به أن "يبدأ حربا ضد طرف أكبر منك حجما بعشرين مرة"، في إشارة الى الفارق الهائل في المساحة بين روسيا وأوكرانيا.
على رغم ذلك، لم تسلم روسيا من انتقادات ترامب، اذ لم يخف في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية "غضبه" من بوتين، ودعا روسيا الى "التحرك" لإبرام تسوية تضع حدا لهذه الحرب.
لكن النبرة تبقى تصالحية أكثر من ذي قبل، وهو ما يلقى الرضى في روسيا.
واعتبر الكرملين في مارس أن تبدل الموقف الأمريكي يجعل الولايات المتحدة أكثر اتساقا مع وجهة نظره.
تقول أليزا، وهي نادلة في العشرين من عمرها تقيم في بلدة فيريا الروسية، إن التقارب بين موسكو وواشنطن يبعث على الأمل.
وتوضح "ما سمعته في وسائل الإعلام هو أن ثمة مباحثات بين بوتين وترامب وهي ناجحة للغاية... أعتقد أننا سنكون في حال جيدة للغاية نتيجة لذلك"، مشددة على أن "ما نفتقده هو السلام".
لكن مواطنتها إيلينا سولودكايا (37 عاما) تبدو أقل تفاؤلا بقولها "لا ينبغي أن نعلّق آمالنا على السياسيين... ليس على ترامب".