تمتاز بقدرتها على نسج حكايات مشوقة تتراوح بين الرومانسية والتاريخية والاجتماعية، تتميز شخصياتها بالعمق والواقعية، إذ تستطيع أن تلفت انتباه القارئ وتجعله يعيش معها الأحداث وكأنها واقع.

الجوائز الأدبية تلعب دوراً حيوياً فى تطوير المشهد الثقافى العربى

كما تتميز الروائية رشا عدلى بأسلوبها السلس الذى يجعل القراءة ممتعة، جُل أفكارها مستوحاة من التاريخ، وصلت أعمالها إلى قوائم العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، فضلاً عن حصول روايتها الأخيرة «أنت تشرق.

. أنت تضىء» على جائزة «كتارا».

وعن مشروعها الأدبى وأعمالها الإبداعية، كان لنا معها هذا الحوار.

فى روايتك الأولى «صخب الصمت» تناولتِ الصراعات والمعاناة التى واجهها الشعب المصرى خلال فترة الحرب العالمية الثانية.. كيف استطعتِ الجمع بين صراعات متعددة فى خيط روائى متماسك؟

- منذ مدة طويلة وأنا مهتمة بأدب الحروب حتى قبل ممارستى الكتابة، والحرب العالمية الثانية كان تأثيرها على العالم كله كبيراً وأحدثت تغييرات كبيرة، والمثير للدهشة أن دولة مثل مصر لم تكن شريكة بشكل فعلى فى الحرب ولكنها تأثرت بها كثيراً، فى هذه الرواية تناولت عدة أفكار ورؤى مختلفة وطبيعة الحياة السياسية والاجتماعية فى القاهرة والإسكندرية فى ذلك الوقت.

بدأتِ مع العمل الثانى «الحياة ليست دائماً وردية» الاتجاه إلى الروايات التاريخية المرتبطة فى معظمها بالفن التشكيلى.. أكان هناك تخطيط مسبق لهذا الاتجاه أم أن هذه الرواية كانت بداية تخصصك فى هذا النوع؟

- رواية «الحياة ليست دائماً وردية» كانت نقطة الانطلاق الحقيقية باتجاه مشروعى فى الكتابة، الذى يستمد من واقع تجربتى فى الدراسة وهوايتى ومحبتى للأدب والتاريخ، بالتأكيد لم يكن الأمر تخطيطاً مسبقاً ولكن فى النهاية نحن نكتب ما نحب وما نشعر به، وفى المقام الأول ما نستطيع أن نعبر عنه ومن خلاله.

فى رواية «الوشم» إشارة واضحة إلى الإجرام الصهيونى فى الأراضى المحتلة.. هل كنتِ تقرئين المستقبل، أم أنها دراسة جيدة للشخصية اليهودية؟

- ليس هناك من داعٍ لقراءة المستقبل، فما يحدث الآن هو ما حدث فى الماضى، العدوان والإجرام الإسرائيلى لم يتوقف منذ حرب 1948، فى هذه الرواية ألقيت الضوء على نقاط مهمة فى التركيب الاجتماعى للمجتمع المصرى خلال مرحلة مهمة فى تاريخ مصر، الخيط الأساسى فى الرواية الذى كنت مهتمة بإظهاره أن ما تعرَّض له اليهود فى «الهولوكست» على يد هتلر هو نفسه ما يتعرَّض له الفلسطينيون على يد الصهاينة، وذلك من خلال بطلة العمل اليهودية من أسرة مصرية، وتعيش فى فرنسا، لكنها تعود إلى مصر هرباً من «الهولوكست»، وكونها محامية تحاول أن تثبت بشاعة ما ارتكبه الألمان مع اليهود، لكنها تكتشف أن ما حدث فى «الهولوكست» لا يقل بشاعة عما يحدث مع الفلسطينيين على أيدى الصهاينة، فبديلاً عن مناصرة أهلها نجدها تتخذ رأياً مختلفاً تماماً.

شهدت رواية «نساء حائرات» عودتك إلى الرواية الواقعية لرصد ما يواجه المرأة من تغيرات كثيرة.. أهناك جوانب أخرى تصلح لإلقاء الضوء عليها فى حال كتابة جزء ثانٍ من الرواية؟

- بالتأكيد فى كل رواية كتبتها بعد «نساء حائرات»، كان هناك نموذج أو أكثر للمرأة ألقيت الضوء عليها، وذلك من خلال طرح حياة المرأة العربية من خلال عدة أوجه، وإثارة قضايا مهمة تخصها، لذلك فى اعتقادى لا أحتاج لكتابة جزء ثانٍ منها منفصل بذاته، لأنها متكررة فى كل أعمالى.

ألقيتِ الضوء على سقوط غرناطة من خلال «شواطئ الرحيل» مع الانتقال بيسر وسلاسة بين حقبتين مختلفتين تماماً فى عودة قوية إلى الكتابة التاريخية.. هل جاءت الرواية بمثابة صرخة وتحذير من إعادة التاريخ؟

- رواية «شواطئ الرحيل» واحدة من الأعمال المهمة فى مسيرتى الروائية، كنت دائماً مهتمة بالقراءة عن الأندلس والبحث فى تاريخها، وبالأخص عن تاريخ سقوط غرناطة والأسباب التى أدت لذلك، محاكم التفتيش وما تعرَّض له المسلمون من وحشية وتعذيب.

ولكن فى الأساس عندما قررت كتابة هذه الرواية، كنت أنوى تقديم هذا الموضوع بشكل مختلف عن طريقة تناوله المعتادة، من خلال «خالد» الشاب الذى يسكن غرناطة وتعرَّض للطرد منها هو وأسرته، و«إياد» الذى اغتالت القوات الأمريكية أسرته أثناء العدوان الأمريكى على العراق، وهناك خط يجمع بينهما بالتأكيد، ربما كان كل منهما امتداداً للآخر.

وفى «شواطئ الرحيل» أيضاً، أحببت تقديم الحياة الاجتماعية فى غرناطة فى ذلك الوقت، لأن هذا الجانب لم تتداوله الكتب بشكل جيد، فحاولت إلقاء الضوء على عاداتهم وتقاليدهم، والطريقة التى يحتفلون بها ويحزنون بها، مطبخهم وأهم وجباتهم، هذه الطقوس كانت دائماً غائبة فى الكتابة عنهم، فالجميع كان يشغله الجانب السياسى أكثر.

حصدت النسخة الإنجليزية من «شغف» جائزة «بانيبال» العالمية.. ماذا يعنى هذا الفوز للروائية رشا عدلى؟

- قبل حصولها على «بانيبال» وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر، وأعتقد أنه من هنا كانت نقطة انطلاقها، وربما انطلاقى معها، تُرجمت بعدها لعدة لغات، ولاقت نجاحاً وانتشاراً كبيراً، وأعتقد أن حصول الرواية على هذه الجائزة كان بمثابة تأكيد على استحقاقها، وأتاح لها الفرصة للانتشار عالمياً، فهى موجودة فى جميع مكتبات العالم، وتحقق مبيعات جيدة، ووصولها بعدها للقائمة الطويلة لجائزة دبلن أكد ذلك، وكانت فرصة جيدة جداً.

فى روايتك «على مشارف الليل» جمعتِ بين البعد التاريخى والبعد الأدبى بطريقة مبتكرة.. برأيك كيف يمكن للأدب أن يلعب دوراً فى تشكيل الوعى التاريخى؟

- التاريخ دائماً قابل للمرونة والتفكير فيه من عدة رؤى مختلفة، من خلال البحث فيما ترتب عليه من أحداث فى أوقات لاحقة، بمعنى أنه ليس علينا اعتناق أفكار أحادية، بل يجب أن نبحث ونقرأ ونؤمن فى النهاية بما نقتنع ونشعر به، فكما تعرف هناك دائماً أفكار موجهة لأغراض معينة، تنمحى معها الحقيقة وتُزيَّف. ولطالما كنت مهتمة ومولعة بشخصية محمد على حتى تخطى ما قرأته عنه الخمسين كتاباً وبحثاً، والكثير من الوثائق والمراجع العربية والأجنبية، لذلك عندما شرعت فى كتابة رواية تاريخية عن شخصية سياسية قيادية مهمة مثل محمد على باشا، قررت أن تأتى بشكل مغاير ومعاكس لما نعرفه عنه.

وكنت أملك ما يمكننى أن أقدمه للقراءة، الأمر ليس أننى أحب هذه الشخصية فأُظهرها بشكل جميل ولائق، أبداً، هذا كان أبعد ما يكون عن تفكيرى عندما تناولت كتابة رواية «آخر أيام الباشا»، جميع ما كتبته فى الرواية عن الباشا كان من خلاصة قراءات وأبحاث ومراجع عنه، من أهم وأفضل المؤرخين والباحثين فى الشأن السياسى والاجتماعى.

لذلك أعتقد أن الأدب قادر على أن يفعل الكثير من الأشياء فى حال تمكُّن الكاتب من الإمساك بأدواته بمهارة وحرفية، والكتابة التاريخية بالذات تحتاج حنكة ودقة أكثر بكثير حتى يستطيع الكاتب أن يصل بفكرته للقارئ، حقيقى الكاتب لا يملك عصا سحرية، لكنه يستطيع من خلال قلمه أن يفعل الكثير، تأثيرك على قارئ واحد بعد قراءته روايتك بأن تجعله يبحث ويقرأ ويغير اعتقاداته الراسخة عن شخصية معينة أو حدث معين، هذا تحديداً منتهى كل شىء.

لاحظنا فى «يوميات الأميرة فاطمة» خيطاً زمنياً متماسكاً يربط الماضى بالحاضر.. أهذا دليل على أن الطبيعة البشرية تتسم بالثبات عبر الزمن؟

- ربما هذا صحيح فى بعض الأحيان، ويمكنك الإيمان بذلك عندما تتسع وتتوسع قراءاتك فى التاريخ بالذات، فالتساؤل حول مقولة «هل التاريخ يعيد نفسه» لم يأتِ من فراغ أبداً، وفى النهاية ما الذى يجعل الأحداث تتكرر بهذا الشكل النمطى سوى الطبيعة البشرية؟!

شهدت «قطار الليل إلى تل أبيب» عودة مرة أخرى إلى اليهود.. هل يمكن اعتبارها ضمن مشروع أدبى أوسع فى هذا الاتجاه؟

- ليس مشروعاً قائماً بذاته، لكنه يدخل ضمن مشروعى فى الكتابة بشكل عام، والذى بدأته منذ عام 2011، فأنا أتناول فى أعمالى ما لم يستطع التاريخ تقديمه بشكل جيد، أو ما تغافل عنه أو سقط سهواً منه، أو وجد مثلاً أنه لا يستحق ذكره ولكنه مع الوقت ازداد وظهرت أهميته، سواء عن شخصيات أو أحداث.

وفى «قطار الليل إلى تل أبيب» تناولت قصة القطار الليلى الذى كان يخرج من مدينة القنطرة ليصل إلى تل أبيب، واستخدمه بعض اليهود كوسيلة للهرب من مصر إلى فلسطين، بطل العمل هو عزرا كوهين عضو فى جمعية «إخوان صهيون» أول جمعية صهيونية فى الشرق.

وتوضح الرواية كيفية تأسيس هذه الجمعية، والوسائل التى استخدمها اليهود لتجنيد الأعضاء. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تتناول وتقدم وثائق «الچنيزا» وهى وثائق يهودية مهمة جداً، اعتاد اليهود دفنها فى مقابرهم، وبعد خروجهم من مصر والعثور عليها وُجد أنها تكشف عن الكثير من الأشياء، مثل طبيعة الشخصية اليهودية، العلاقة بين اليهود والمصريين، مخططات سياسية، عادات وطقوس، وهكذا.

«وجوه الفيوم» عمل فنى مهم ومميز وسعدت بكتابة رواية جيدة عنه

كيف تحولت الأماكن والأشياء فى رواية «أنت تشرق.. أنت تضىء» إلى شخصيات حية تسهم فى سرد الحكاية وتكشف عن أسرار الماضى؟

- رواية «أنت تشرق.. أنت تضىء» تتناول موضوعاً مهماً جداً، وهو «وجوه الفيوم» أو مومياوات الفيوم، التى تعد أول «بورتريه» رُسم بخصائص الفن، وهذا كان فى القرن الأول الميلادى، الرواية بها جانب تاريخى وفنى أيضاً، الأماكن فيها لعبت دوراً مهماً جداً «الإسكندرية - الفيوم»، حيث وُجدت هذه الوجوه وعُثر عليها، وروما حيث يتم البحث عنها فى مختبرات الفن.

التنقل بين الأماكن ووصف المدن القديمة فى ذلك الوقت، والحياة والطقوس والأحداث التى كان يعيشها الشعب المصرى تحت الاحتلال الرومانى، أضفت على العمل أهمية كبيرة، وخاصة الوصف والتفاصيل، فيجب فى الكتابة عن حقبة زمنية قديمة أن نقدم للقارئ كل ما يخصها ويتصل بها، حتى لا ينفصل عن الأحداث، ويكون بإمكانه العيش داخل هذه الحقبة، الأمر كما لو أنك ركبت آلة الزمن.

بعد الفوز بجائزة «كتارا» للرواية العربية عن «أنت تشرق.. أنت تضىء».. هل حصل العمل على ما يستحقه من إشادة؟

- «أنت تشرق.. أنت تضىء» نالت ما تستحقه من نجاح وحفاوة، سواء من النقاد أو جمهور القراء من مختلف أنحاء الوطن العربى، قبل حصولها على جائزة «كتارا»، وجاء تتويجها بالجائزة بمثابة تأكيد على استحقاقها هذه الحفاوة، وهذا بالطبع أسعدنى جداً، فالجائزة الحقيقية -كما نعلم- هى النجاح الجمهورى للعمل، وبالتأكيد جائزة كتارا واحدة من الجوائز العربية المهمة، والحصول عليها فخر لكل كاتب.

من وجهة نظرك.. ما الذى تضيفه جائزة القلم الذهبى التى أُعلن إطلاقها مؤخراً؟

- أى جائزة عربية مخصصة للأدب العربى هى ارتقاء للثقافة والأدب، خاصة عندما تكون نزيهة وتُمنح لما يستحقها، لذلك أرى جائزة القلم الذهبى فرصة جيدة جداً لخلق واكتشاف أقلام عربية متميزة تستحق الحفاوة بها.

هناك مشروع لم يحدد لتحويل رواية «على مشارف الليل» إلى مسلسل تركى

هل نشاهد عملاً درامياً أو سينمائياً من أعمال الروائية رشا عدلى قريباً؟

- هناك مشروع لم يحدد بعد لتحويل رواية «على مشارف الليل» التى تدور حول الأميرة فاطمة شاه أوغلو، إلى مسلسل تركى، وأتمنى ذلك حقاً.

مرت ثلاث سنوات على آخر إصدار روائى لكِ.. فهل هناك عمل جديد قريباً؟

- نعم هناك إصدار جديد ومختلف لى، أتمنى أن يعجب القراء.

«الغموض» ودوره فى تشجيع القارئ

فى الأساس هناك الكثير من الغموض الذى يغلف هذه الوجوه، حتى بعد الدراسات المستمرة التى لم تتوقف منذ عام 2013 حتى الآن فى المختبرات التابعة لمتحف فى أمريكا، الذى عكف فيه عدد من أهم خبراء العالم فى المجالات المختلفة، على الكشف عن هذه الوجوه، وربما ما جعلنى أكتب الرواية، وهو أحد الأشياء المهمة التى لم يجد أحد لها تفسيراً أو مبرراً معقولاً حتى الآن، هو أعمار أصحاب هذه الوجوه، التى كانت تُرسم للشخص بعد موته لتوضع على تابوت الدفن، فقد وُجد أن متوسط أعمارهم يتراوح بين 20 و40 عاماً.

وبالطبع هذا عمر يافع جداً، وكانت التفسيرات التى تخص ذلك ساذجة وغير مقنعة، منها مثلاً أنه كان هناك وباء فى ذلك الوقت أو مرض مُعدٍ أو ربما كان ذلك هو المتوسط الطبيعى لعمر الفرد عند الوفاة وقتها، ومن خلال هذه الفكرة انطلقت لكتابة هذه الرواية، من خلال مجموعة تضم عدداً من الأشخاص، بالكشف عن «مومياواتهم» عن طريق نوع مخصص من الأشعة، وُجد أن هناك مرضاً ما أصابهم، وهناك شبهة قتل وراء الموضوع، وجوه الفيوم عمل فنى مهم ومميز، وبالتأكيد سعدت أنى وُفِّقت فى كتابة رواية جيدة عنه، تتناول الكثير من الأفكار المهمة والمتنوعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جائزة كتارا کتابة روایة هذه الروایة فى الکتابة هذه الوجوه الکثیر من من خلال

إقرأ أيضاً:

مخيلة الخندريس . . رواية غير

كلام الناس

نورالدين مدني

noradin@msn.com

*لاأخفي إعجابي بروايات عبد العزيز بركة ساكن المثيرة للجدل، فهو يتمتع بإسلوب خاص في كتابة الرواية، يغوص في أعماق النفس البشرية - الأمارة بالسوء-،ويكتب بلغةالذين يعيشون في قاع المدينة أو على أطرافها، وإن إعتذر عن بعض مفرداتهم الجارحة إلا أنه يوردها كماهي.
*لا أدري لماذا في روايته"مخيلة الخندريس - ومن الذي يخاف عثمان بشرى" قدم المؤلف إقراراً قال فيه أن أحداث هذه الرواية تجري في دولة خيالية، رغم أنه لم يخرج من مجريات بعض ما يجري في قاع المدينة وفي قاع النفس البشرية، حيث تقل الضوابط الدينية والأخلاقية إن لم نقل تنعدم.
*عندما تحدث عن شخوص الرواية، سلوى عبد الله وأمها وعبد البافي الخضر وادريس والفقية المتشرد وغيرهم، قال في الفصل الأخير بعنوان"ذاكرة المؤلف" أن بعض هذه الشخوص من الواقع وبعضها شخصيات متخيلة بحتة أسماها شخصيات "حبرية".
*لن أحدثكم عن مجريات الرواية التي قال مؤلفها أنها ليست رواية بوليسية مثل روايات أجاثا كريستي التي تعلمنا عبر رواياتها وروايات أرسين لوبين وشرلوك هولمز حب القراءة، كما أنها ليست بحثاً أكاديميا حول مادة الميثانول، وإن كانت الرواية بكل تفاصيلها المثيرة كانت تدور حول هذا العالم السفلي الذي تديره عصابات الإتجار بالبشر، الذين يستثمرون في المتشردين ويحولونهم إلى "إسبيرات" بشرية أي قطع غيار إنسانية للبيع!!.
*يستعين عبد العزيز بركة ساكن ببعض الأحداث الحقيقية في حبك روايته، ويذكر في مواقف أخرى أسماء شخصيات حقيقية وأماكن معروفة ليست مقصودة لذاتها، لكنه يحاول عبر كل ذلك السرد الهجين بين الواقع والعالم المتخيل الغوص في قاع المدينة وفي دواخل شخوص روايته الذين يتعاطون الميثانول ومشتقاته أو يتعاملون فيه.
*أوضح لنا المؤلف أن بعض أبطال روايته إنما يعملون في منظمة مجتمع مدني تعمل في مجال حماية الطفولة، وهم الباحثة الإجتماعية سلوى عبد الله وأمها وعبد الباقي الخضر والصحفي احمد باشا وحكمة رابح ذات الخلفية القانونية، وأورد حادثة وفاة 76 متشرداً في يوم من أيام يوليو2011 التي نشرتها صحف الخرطوم حينها، وكيف كانت مغامرتهم البحثية وسط المتشردين أنفسهم.
*في تجربة إنسانية لاتخلو من مغامرة إحتضنت سلوى وأمها ما يمكن أن نطلق عليهم مجازاً أسرة من المتشردين، هم الفقيه المتشرد الذي يدعي أنه زوج الصغيرة نونو وأنجب منها حسكا وجلجل، قادتهم هذه التجربة إلى إكتشاف بعض خيوط الشبكة الإجرامية التي تتاجر في الأعضاء البشرية.
*من الإشارات الإيجابة التي توصلت لها الباحثة الإجتماعية سلوى عبد الله أن الفضل يرجع للمؤسسة الأسرية في التقليل من عدد المتشردين والأطفال خارج الرعابة الوالدية.
*ألم أقل لكم إن "مخيلة الخندريس" لعبد العزيز بركة ساكن، رواية غير.  

مقالات مشابهة

  • أحمد حافظ عن مسلسله «moon night»: كل الأشياء في التجربة كانت مخيفة
  • تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى
  • مخيلة الخندريس . . رواية غير
  • مسؤول إسرائيلي: هناك تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب خلال أسبوع تقريبا
  • مانع: المباراة مع المغرب كانت على طراز عال والأمل موجود
  • ليست الأولى .. زوجة البيج رامي خلعته بعد سنين الحب
  • اليوم.. الغبيري يناقش "وظائف السارد وتكوين الشخصية في الرواية المُخابراتية"
  • متشائم.. سمير فرج: خلال الـ1000 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية كانت تقليدية
  • ممدوح الأطرش المكرم بمهرجان شرم الشيخ: مصر انطلاقتي الحقيقية في الفن
  • منة عدلي القيعي تكشف تفاصيل أغنية الكينج محمد منير الجديدة