معارك ضارية في الخرطوم والخارجية السودانية ترهن التفاوض بانسحاب الدعم السريع من منازل المدنيين
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
صعّد الجيش السوداني هجماته على مواقع للدعم السريع بالخرطوم وأم درمان وولاية شمال كردفان، في حين رهنت وزارة الخارجية العودة إلى طاولة المفاوضات بانسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين، بينما أعلنت عدة جهات تدهور الوضع الصحي والإنساني.
وأفادت مصادر عسكرية بالجيش السوداني للجزيرة أن الجيش أطلق قذائف مدفعية، من داخل قيادته، صوب تجمعات الدعم السريع بأحياء بُري والشاطئ والصفاء شرق الخرطوم.
كما قصف الطيران الحربي أهدافا للدعم السريع بضاحية الرياض شرقي الخرطوم ومواقع في أم درمان.
ويوم أمس الجمعة تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على عدة جبهات داخل الخرطوم وخارجها، في حين كشفت مصادر محلية للجزيرة أن اقتتالا قبليا بولاية جنوب دارفور أسفر عن مقتل 120 شخصا خلال يومين.
وذكرت الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بمدينة الأبيض، وسط البلاد، أنها هاجمت ما وصفتهم بمليشيا الدعم السريع على طريق بارا-الأبيض وقتلت 26 من أفرادها.
وفي شأن متعلق بالتطورات السياسية، قالت الخارجية السودانية إن الحديث في الساحة السودانية حاليا ليس عن مفاوضات وإنّما عن إنهاء التمرد، مؤكدة أنّ خروج الدعم السريع من منازل المواطنين شرط أساسي وموقف عام في حال العودة للتفاوض.
وكان الدعم السريع قد رفض أكثر من مرة اتهامه بدخول منازل المواطنين، ويقول إنّ عقدة النزاع تكمن في بقاء قيادة الجيش الراهنة وإنّ القتال لا ينتهي إلاّ بذهابهم.
قصف سابق على أم درمان (رويترز) قتال وأزمةومع استمرار القتال تدهوَر الوضعُ الصحي، حيث حذّرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد أكثر فأكثر من كارثة صحية شاملة حيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديدا كبيرا لغالبية المناطق المكتوية بجحيم النزاع.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد قالت إنّ القتال أدى لخروج 3 أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة، مشيرة إلى أن صراع الجيش والدعم السرع يعيق دخول الكوادر الصحية الأجنبية للبلاد ويعيق انتقالهم بالداخل في حال دخولهم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أدى القتال في السودان إلى أزمة جوع شديدة يعاني منها 20 مليونا و300 ألف شخص، وفقا لبيان من برنامج الأغذية العالمي، أمس.
ويعاني حوالي 6 ملايين و300 ألف شخص، من سكان البلاد البالغ تعدادهم 46 مليون نسمة، من نقص في الغذاء يهدد الحياة، حسبما ذكر إيدي رو ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان.
القتال أدى إلى أزمات إنسانية عديدة في السودان (الجزيرة) صعوبات وأضرارواتسع نطاق الصراع منذ اندلاعه في أبريل/نيسان الماضي، وزادت الصعوبات التي تحول دون توصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة، وفقا لما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي في بث مصور من بورتسودان.
ودعا المسؤول الأممي طرفي الصراع إلى تسهيل توصيل المساعدات.
ونجح برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي، لأول مرة، في توصيل الغذاء إلى إقليم غرب دارفور الذي تضرر بشكل خاص.
ووصف رو الوضع غرب ووسط دارفور بأنه "كارثي" مشيرا إلى أن أغلب الرجال في القرى غرب دارفور لقوا حتفهم أو أصيبوا أو اختفوا، تاركين الأسر تلقى مصيرها.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش -بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان– والدعم السريع -بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"– اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم والفاشر وسط تقدم قوات الجيش
أفادت تقارير اعلامية باندلاع اشتباكات عنيفة -فجر اليوم الخميس- بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بحري بالخرطوم.
وقال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن الاشتباكات تدور حول محيط مجمع عمارات الزرقاء ببحري وسط استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة من الطرفين.
ويسعى الجيش لفك الحصار عن معسكر سلاح الإشارة جنوبي بحري والقيادة العامة وسط الخرطوم.
في غضون ذلك، قال الجيش السوداني إنه قصف بالمدفعية الثقيلة تجمعات لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري انطلاقا من مواقعه في أم درمان.
وقالت مصادر متطابقة إن الجيش السوداني سيطر على مواقع للدعم السريع قرب مصفاة الجَيلي النفطية شمالي مدينة الخرطوم بحري.
وتداول سودانيون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جنودا سودانيين وهم يسيطرون على بوابة بلدة الجيلي، التي تعد المدخل الشمالي لولاية الخرطوم.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان أن سحب دخان أسود غطت -اليوم الخميس- أجزاء واسعة من سماء الخرطوم جراء اشتباكات ضارية في بلدة الجيلي.
والأربعاء، أطلق الجيش هجوما واسعا على مناطق شمالي مدينة بحري، وسيطر على بلدة الجيلي ومناطق الكباشي والسقاي، وفق شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وتواصلت، الخميس، لليوم الثاني اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في بلدة الجيلي شمالي الخرطوم، في محاولة للسيطرة على مصفاة الجيلي للنفط، وسط تصاعد سحب دخان.
وكانت قوات الدعم السريع قالت -في بيان مقتضب مساء أمس الأربعاء- إنها صدت هجوما للجيش على مصفاة الجيلي.
وذكرت مصادر متطابقة -أمس الأربعاء- أن قوات الجيش تقدمت وسط الخرطوم بحري، وتمكنت من السيطرة على أماكن كانت تعرقل تقدمها في المدينة.
وأوضح مصدر عسكري أن هذا التقدم يعزز سيطرة الجيش على مناطق إستراتيجية في العاصمة، مما قد يسهم في تعزيز الأمن واستقرار المنطقة.
ومصفاة الجيلي أكبر محطة لتكرير النفط بالبلاد، وقد أنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمال مدينة بحري شمالي الخرطوم، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نسيان الماضي.
وكان الجيش السوداني بدأ -أمس الأربعاء- هجوما واسعا على مناطق شمالي مدينة بحري، وسيطر على بلدة الجيلي ومنطقتي الكباشي والسقاي، وفق شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وفي تطورات ميدانية أخرى، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمال وشرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت مصادر للجزيرة إن طائرات حربية سودانية قصفت مواقع قوات الدعم السريع باتجاهات مختلفة من مدينة الفاشر.
ويسيطر الجيش والقوات المساندة له على مركز الفاشر بينما تحاصر قوات الدعم السريع المدينة منذ أشهر، ولكن محاولاتها لاقتحامها باءت بالفشل.
والاثنين الماضي، أمهلت الدعم السريع القوات المتحصنة في الفاشر بالخروج منها بحلول ظهر أمس الأربعاء.
وفي وسط السودان، معارك متقطعة تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمحور ولاية الجزيرة وسط السودان، وقالت مصادر-أمس الأربعاء- إن 6 مدنيين قتلوا جراء هجمات الدعم السريع على قرى في محليتي الكاملين والحصاحيصا الواقعتين شمالي مدينة ود مدني.
ويقول ناشطون إن قوات الدعم السريع تهاجم البلدات الواقعة شمالي وشرقي ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم بعد أن سيطر الجيش على ود مدني عاصمة الولاية الأسبوع الماضي.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا عسكريا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص ونزوح 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.