الجزيرة:
2025-02-07@01:14:47 GMT

مدارس لبنان تتحول إلى مراكز إيواء لنازحي الجنوب

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

مدارس لبنان تتحول إلى مراكز إيواء لنازحي الجنوب

بيروت- داخل ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية، التي فتحت أبوابها كأول مدرسة لاستقبال النازحين في صيدا، تجلس الحاجة شما فنش على حافة المدخل، تحمل نظراتها مشاعر التعب والخوف، وقد قدمت من منطقة البستان. وتقول بصوت متهدج "تهجرنا أولاً إلى الكوثرية، ومنذ ساعات الصباح الأولى لم يتوقف القصف العنيف. نزحنا بسرعة، أنا وأولادي وأحفادي، وسط صرخات الأطفال وبكائهم المستمر".

تتابع حديثها وهي تلمس بحزن الملابس القليلة التي جلبتها معها، بينما يجلس أحفادها بجانبها "هذا هو نزوحنا الثاني. جئنا إلى صيدا ونحن نرتجف من الخوف، الأطفال يصرخون، ولم نحمل سوى ما تيسر من حاجياتنا. الآن، نحن هنا أمام المدرسة، جالسين بلا حول ولا قوة، نترقب ما سيحدث".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ أعنف وأوسع هجوم له منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستهدفًا مناطق الجنوب اللبناني حتى حدود صيدا، المدخل الرئيسي للجنوب. وقد أسفر هذا الهجوم عن استشهاد 356 من بينهم 24 طفلا و42 سيدة، وإصابة 1246 بجروح، كحصيلة للعدوان الاسرائيلي المتمادي اليوم على الجنوب والبقاع وبعلبك، منذ صباح اليوم وحتى الساعة، حسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.

وفي ظل هذا التصعيد، شهدت مدينتا بيروت وصيدا موجات نزوح كثيفة من الجنوب، حيث تم تحويل العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للعائلات النازحة، وسارعت البلديات والجمعيات المحلية إلى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية. وفي هذا السياق، تستمر الجهود لتنسيق توزيع النازحين داخل هذه المدارس.

مدراس صيدا فتحت أبوابها لاستقبال النازحين من الجنوب (الجزيرة)  إدارة الكوارث

وعُقد في صيدا اجتماع لوحدة إدارة الكوارث بالتعاون مع وحدة الكوارث بمحافظة لبنان الجنوبية، بهدف استقبال النازحين من مناطق الجنوب وتأمين أماكن للإقامة والإيواء، بالإضافة إلى توفير كافة المستلزمات الضرورية.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال منسق المؤسسات الأهلية ماجد حمدتو في صيدا "نتوقع مزيدًا من التصعيد وارتفاع أعداد النازحين. حتى الآن لا نملك أرقامًا دقيقة، لكننا بدأنا بفتح 4 مدارس في المدينة، ونحن مستعدون لفتح المزيد عند الحاجة".

وبموازاة ذلك، بدأت تظهر في صيدا مبادرات من الأهالي لاستقبال النازحين في منازلهم، وليس فقط بمراكز الإيواء. وفي هذا الإطار، أضاف حمدتو "نعمل على تنظيم هذه المبادرات لاستقبال أكبر عدد ممكن من النازحين".

وأكد أن "صيدا جاهزة بكل منازلها لاستقبال النازحين. كعاصمة للجنوب، لدينا واجبات وسنقدم كل ما نستطيع من مساعدات لتخفيف المعاناة عن أهلنا".

نزوح وصمود

على مقربة من شما فنش، كانت أم أحمد من بلدة معروب، تقول للجزيرة نت بنبرة تحمل بين طياتها التحدي "كثافة الغارات الإسرائيلية أجبرتنا على مغادرة بلدتنا، لكننا لم ولن ننحني لإسرائيل. سنبقى صامدين، وبعزم لا ينكسر، سنعود إلى الجنوب بفخر واعتزاز".

ولا يختلف الوضع كثيرًا في بيروت، حيث بدأت المدارس في العاصمة اللبنانية باستقبال النازحين. وفي المعهد الفني في بئر حسن، تم تجهيز مراكز الإيواء بالمستلزمات الأساسية، مثل الفرش والمياه وغيرها من الضروريات.

وفي حديث للجزيرة نت، أوضح الدكتور رامي نجم عضو لجنة الطوارئ والمسؤول الإعلامي المركزي بحركة أمل "نحن الآن في المرحلة الأولى من استقبال النازحين، وبدأت العائلات تصل تباعًا. نقوم بتوزيعهم على الغرف، وعند اكتمال العدد سنوزع جزءًا منهم داخل المجمع، بينما سيتوجه الباقون إلى المراكز التربوية في بيروت. إجمالاً، تستوعب هذه المراكز مئات العائلات، وسنواصل متابعة الأرقام بشكل مستمر".

وأضاف "إلى جانب تأمين الاحتياجات الأساسية مثل مياه الشرب وأماكن النوم، نتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة لتوفير جميع المستلزمات الضرورية".

تخصيص مراكز الإيواء

أصدر وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي توجيهات إلى المحافظين بضرورة التعاون الفعّال لمواجهة النزوح الكثيف من المناطق الجنوبية.

وتم اتخاذ قرار بفتح عدد من المدارس والمعاهد الرسمية كمراكز إيواء لضمان سلامة المواطنين وأمنهم أهمها في زحلة والبقاع، معهد التعليم والتدريب في حوش الأمراء، ابتدائية قب الياس، مدرسة القرعون الرسمية.

وفي بعلبك الهرمل، تم افتتاح متوسطة دير الأحمر الرسمية، وفي صور مدرسة صور الرسمية، وفي منطقة بيروت وضواحيها مجمع دولة الرئيس نبيه بري في بئر حسن، والمدرسة الفندقية في الدكوانة، وفي طرابلس المعهد الفندقي في الميناء.

بالإضافة إلى ذلك، بدأت العديد من المدارس والمعاهد الرسمية في مناطق جبل لبنان، وخاصة الشوف وعاليه وبعبدا، باستقبال النازحين.

وطلب مولوي من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية كافة مواكبة عمليات النزوح والإيواء، وتقديم المساعدة للبنانيين، والحفاظ على الأمن والنظام، وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لاستقبال النازحین فی صیدا

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء قطر من بيروت: سندعم الإعمار بعد تشكيل الحكومة

قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن، الثلاثاء، إن بلاده ستشارك في إعادة الإعمار في جنوب لبنان الذي تعرض لعدوان إسرائيلي، مؤكدا ضرورة انسحاب تل أبيب من تلك المنطقة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في بيروت، عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل رئيس الوزراء القطري إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ضمن زيارته التي تستمر يوما واحدا.


وفي المؤتمر الصحفي، قال رئيس الوزراء القطري إن زيارته إلى بيروت "هي زيارة دعم للبنان، وقطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان".

وجدد الترحيب بانتخاب عون رئيسا للبنان، لافتا إلى تطلع بلاده "لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني".

ضرورة انسحاب "إسرائيل"
أكد رئيس وزراء قطر التزام بلاده باستمرار دعم الجيش اللبناني، مشددا على "ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 ليستعيد لبنان سيادته".

ويدعو القرار الأممي الصادر في 11 آب/ أغسطس 2006، إلى وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" و"إسرائيل"، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب "إسرائيل" من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل

وأشار المسؤول القطري إلى ضرورة "تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب".

وفي هذا السياق، أعرب عن رفض الدوحة "خروق إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك الأجواء اللبنانية".

وفي الأسبوع الأخير، كثّف الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب، بالتزامن مع تحدّي أهاليها له وإصرارهم على العودة، منذ فجر 26 كانون الثاني/ يناير الماضي الذي كان الموعد المحدد بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لإكمال الجيش انسحابه من الأراضي التي دخلها في الحرب الأخيرة.

وأعلن البيت الأبيض في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" حتى 18 شباط/ فبراير الجاري، وبدء محادثات بوساطة أمريكية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين بعد 7 تشرين الأول/ فبراير 2023.

من جهته، ثمن الرئيس اللبناني وفق بيان للرئاسة، الدعم القطري للبنان في المجالات كافة، متمنيا "عودة الإخوة القطريين إلى الربوع اللبنانية بين أهلهم وأصدقائهم (بعد توقف العدوان الإسرائيلي)".

وقال إنه يأمل أن تستأنف مجموعة "توتال إنيرجيز" قريبا التنقيب عن النفط والغاز.

وكانت شركة قطر للطاقة انضمت في عام 2023 إلى "توتال إنيرجيز" الفرنسية و"إيني" الإيطالية، في اتحاد ثلاثي للتنقيب عن النفط والغاز في منطقتين بحريتين قبالة الساحل اللبناني.

ولاحقا التقى المسؤول القطري رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والمستجدات السياسية والميدانية، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان قطر، وفق بيان لبري.

وتوجه بري بالشكر لدولة قطر "لوقوفها الدائم والداعم للبنان في كافة الحقب وعلى مختلف المستويات إنسانياً وإنمائيا".



وأطلع بري رئيس الوزراء القطري على أجواء الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701، مؤكدا أنه سوف يزوده بتوثيق مفصل عن كافة الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية اليومية لبنود الاتفاق.

كما التقى رئيس الوزراء القطري كلا من رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

ووفق بيان صادر عن مكتب سلام، أعرب الأخير عن تقديره لـ"استعداد الدوحة لمساندة لبنان في هذه المرحلة".

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: الدولة تدرك أن التعليم الفني قاطرة التنمية في مصر
  • سفير مصر في بيروت يقدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية اللبنانية
  • تفجير قوي في الجنوب.. هذا ما فعله العدو
  • الإمارات.. فتح باب التسجيل في المدارس الحكومية للعام 2025– 2026
  • رئيس وزراء قطر من بيروت: سندعم الإعمار بعد تشكيل الحكومة
  • قطر تدعم الإعمار بعد الحكومة وموفدا ترامب إلى بيروت يستعجلان التشكيل
  • لجنة لحصر غير المسددين لمصروفات المدارس الرسمية للغات بقنا
  • رئيس الوزراء القطري يصل بيروت لبحث العلاقات الثنائية مع الرئيس اللبناني
  • مدارس القرآن معاقل للعلم وصانعة للأجيال
  • رئيس وزراء قطر في بيروت اليوم والخميس موفدة ترامب