لا يمكن وضع العدوان الإسرائيلي على لبنان في إطار الرد على هجمات حزب الله منذ السابع من أكتوبر الماضي فقط، ولكن فهم هذا العدوان يتطلب قراءته ضمن الاستراتيجية الصهيونية الشاملة في المنطقة.

إن فهم العدوان ضمن الاستراتيجية الصهيونية الشاملة أمر ضروري لاستيعاب طبيعة الصراع في المنطقة، كما أنه يعفينا من الجدل في التفصيلات الصغيرة التي تملأ سطح النقاشات في الساحة العربية، كما تملأ الفقاعات سطح المياه الراكدة، مثل النقاش حول مسؤولية حزب الله عن جر لبنان إلى الحرب، أو حول الاحتفاء بجرائم الاحتلال في لبنان والشماتة بضحاياها، وغيرها من المعارك "غير الثقافية" التي تهرب من العمق وتطفو على "سطح" مسألة العدوان وأسبابه الحقيقية.



الجدار الحديدي الصهيوني

وضع مؤسس "الصهيونية التعديلية" (Revisionist Zionism) اليمينية المتطرفة زئيف جابوتنسكي، نظرية "الجدار الحديدي" للتعامل مع الفلسطينيين والعرب عموما أثناء فترة الاستيطان التي سبقت النكبة وإنشاء دولة الاحتلال. تقوم هذه النظرية على أن الفلسطينيين والعرب لا يمكن أن يقبلوا الاستيطان الصهيوني في فلسطين طواعية، ولذلك فإن من النفاق محاولة التوصل معهم إلى تسوية بهذا الخصوص، وأن ما يجب فعله بدلا من ذلك إقامة "جدار حديدي" بين اليهود والعرب، والمقصود بهذا الجدار هو "القوة العسكرية" التي سترتطم به رؤوس العرب ويضطرون بعد ذلك لقبول أي تسوية مع الصهاينة بسبب عدم قدرتهم على مواجهة "الجدار الحديدي".

طبيعة وحجم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تؤكد أن الهدف الحقيقي له يتجاوز الأهداف التكتيكية المعلنة مثل القضاء على حماس والإفراج عن الأسرى في غزة، وإنما هو هدف استراتيجي وامتداد لهدف الحركة الصهيونية التعديلية سابقا والليكود لاحقا بإعادة فرض "الجدار الحديدي" على الفلسطينيين، بعد أن كسر -إذا لم نقل انهدم- في السابع من أكتوبر
كان رموز "الصهيونية التعديلية" وراء تأسيس حزب الليكود الذي وصل إلى الحكم في دولة الاحتلال عام 1977، وقاد منذ ذلك الوقت معظم حكومات الاحتلال، ويرأسه منذ منتصف التسعينيات بنيامين نتنياهو الذي كان والده مستشارا لدى "جابوتنسكي".

وبحسب المؤرخ اليهودي العراق "آفي شاليم"، فإن السياسيين الإسرائيليين وقعوا في "غرام" الجزء الأول من النظرية، وهو "بناء الجدار الحديدي" ولكنهم تنازلوا عن الجزء الثاني وهو عقد تسويات مع العرب. نلاحظ هذا النهج في سياسات نتنياهو المعلنة منذ سنوات، حيث بنى سمعته السياسية على أنه قادر على تحقيق التطبيع مع الدول العربية والتعاون معها دون تسوية مع الفلسطينيين "بفضل" القوة الإسرائيلية الخشنة و"الناعمة".

7 أكتوبر.. خرق الجدار الحديدي

في عز قدرة الاحتلال على فرض "جداره الحديدي" على الدول العربية، وبعد سنوات قليلة من تسارع الهرولة العربية الرسمية نحو التطبيع المجاني مع نتنياهو عبر اتفاقيات "أبراهام"، جاءت عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، لتهدم الجدار الحديدي. لقد رأى صانع القرار الإسرائيلي أن هذه العملية هي كسر للمعادلة التي استطاع أن يفرضها منذ عقود، والتي قامت على عدة عناصر: أولها هو اكتفاء فصائل المقاومة في غزة بتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع والامتناع عن استخدام أسلحتها ضد الاحتلال خوفا من جدار ردعه الحديدي، وثانيها هو استمرار السلطة الفلسطينية بالاستجداء لأي تسوية مع استمرارها بالتنسيق مع الاحتلال وإعلانها المسبق رفضها للمقاومة، وثالثها هو رضوخ حزب الله وتمسكه باللعب ضمن قواعد اشتباك فرضها الاحتلال عبر "جداره الحديدي" منذ حرب تموز/ يوليو 2006، ورابعها هو اضطرار عدد أكبر من الدول العربية للتطبيع مع هذا الغول الذي استطاع فرض قوته وردعه على الجميع.

إن طبيعة وحجم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تؤكد أن الهدف الحقيقي له يتجاوز الأهداف التكتيكية المعلنة مثل القضاء على حماس والإفراج عن الأسرى في غزة، وإنما هو هدف استراتيجي وامتداد لهدف الحركة الصهيونية التعديلية سابقا والليكود لاحقا بإعادة فرض "الجدار الحديدي" على الفلسطينيين، بعد أن كسر -إذا لم نقل انهدم- في السابع من أكتوبر. إن المطلوب إسرائيليا من العدوان على غزة هو إجبار الفلسطيني -أي فلسطيني وليس حركة حماس- على الخضوع التام للسياسية الصهيونية، وعدم الجرأة على مجرد التفكير بمقاومة هذه السياسات، والقبول بما يقدمه الاحتلال من فتات يحقق أهدافه بالهدوء واستمرار الاستيطان والسيادة على الأرض والإنسان الفلسطيني.

لبنان ضمن الاستراتيجية الصهيونية الشاملة

منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، أصدر قادة وسياسيو وإعلاميو الاحتلال تهديدات ضد حزب الله. كانت التهديدات في البداية تتركز على ضرورة امتناع الحزب عن المشاركة في الحرب لإسناد غزة، ثم تحولت تدريجيا لوضع مطلب جديد على الطاولة وهو منع قوات الحزب من التواجد شمال نهر الليطاني، قبل أن يبدأ التلويح بتحويل لبنان إلى "غزة ثانية".

توقيت توسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان يرتبط فقط بتقدير جيش الاحتلال أنه قد أنهى أو أوشك على إنهاء المهمة في غزة، ولذلك فإن لديه القدرة العسكرية للتوجه إلى لبنان والتفرغ له كما استفرد في غزة لمدة عام تقريبا، ولذلك فإن الهجوم على لبنان بهذا المعنى كان حتميا، بغض النظر عن طبيعة سلوك الحزب
إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وتغيير مضامينها مع الوقت، يؤكد أن الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي هو تأكيد فرض "الجدار الحديدي" على لبنان باعتباره البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي لا يزال يحاول خرق هذا الجدار. من هنا يمكن فهم سر توقيت توسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان ابتداء من جريمة "البيجر" الإرهابية وما تلاها من عمليات في الضاحية الجنوبية وكافة الأراضي اللبنانية، بالرغم من أن حزب الله لم يوسع ضرباته والتزم تقريبا "بقواعد الاشتباك" حتى بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر في شهر تموز/ يوليو الماضي.

إن توقيت توسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان يرتبط فقط بتقدير جيش الاحتلال أنه قد أنهى أو أوشك على إنهاء المهمة في غزة، ولذلك فإن لديه القدرة العسكرية للتوجه إلى لبنان والتفرغ له كما استفرد في غزة لمدة عام تقريبا، ولذلك فإن الهجوم على لبنان بهذا المعنى كان حتميا، بغض النظر عن طبيعة سلوك الحزب تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، لأن المقصود هو إنهاء قوة الحزب وقدرته "الكامنة" على مواجهة جدار الصهيونية الحديدي، وليس الرد على مساهمته في دعم المقاومة في غزة.

إذا أدركنا معنى العدوان على لبنان ضمن هذه الاستراتيجية الصهيونية الشاملة، فإن هذا يجب أن يعفينا من النقاشات السطحية التي ذكرناها في مقدمة المقال، لأن الاحتلال إذا استطاع أن يفرض جداره الحديدي على لبنان وغزة، فسيكون كل عربي مهددا، ولن يختلف في ذلك من كان معاديا للاحتلال أو ساعيا للتطبيع معه، ومن كان غاضبا من العدوان على لبنان وحزب الله أو مبتهجا به.

إذا حقق الاحتلال أهدافه الاستراتيجية في غزة ولبنان، عليك أن تتلفت حولك أيها العربي، فقد تجد "إسرائيل" في غرفة نومك!

x.com/ferasabuhelal

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي لبنان حزب الله غزة لبنان إسرائيل غزة حزب الله تصعيد مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی على لبنان فی السابع من أکتوبر الجدار الحدیدی العدوان على حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يكسر قواعد الاشتباك.. هل يشعل فادي الحرب الشاملة؟

فجر الأحد دوت صافرات الإنذار في عدة مدن محتلة أهمها حيفا وصولا للجولان المحتل، إيذانا بهجوم واسع النطاق شنه حزب الله اللبناني واستهدف بحسب بيانه قاعدة جوية للاحتلال ومواقع في الجليل الأعلى ضمن أربع موجات من القصف بعشرات الصواريخ.

ومنذ الأسبوع الماضي، دخل الاحتلال في حالة تأهب قصوى بانتظار رد الحزب على خرق قواعد الاشتباك بعملية تفجير أجهزة الاتصال ثم غارة الجمعة التي استهدفت قادة وحدة الرضوان القوة الأبرز لدى حزب الله.

ومع التحذيرات الدولية المتوالية من اندلاع حرب شاملة يرسم رد حزب الله إطارا جديدا للمعركة ويفتح الباب أمام خيارات عديدة تقدرها مجريات الأحداث خلال الساعات أو الأيام القادمة.



اتساع دائرة النار
مثل هجوم الأحد تصعيدا من قبل حزب الله لهجماته الصاروخية على الشمال المحتل والجولان السوري المحتل بإطلاق عشرات الصواريخ في أربع موجات خلال ساعات حيث استهدف بعضها قاعدة رامات ديفيد الجوية.

#عااااااااجــــــــــل
إعلام_العدو
الانفجار داخل ميناء حيفا اصاب سفينة
ايضا تم استدعاء الفريق الطبي pic.twitter.com/Eccvr5LaTU — هدهد سباء (@lsyrlsyr849260) September 21, 2024

وأعلن حزب الله تنفيذه ردا أوليا على تفجيرات أجهزة الاتصال يومي الثلاثاء والأربعاء الأسبوع الماضي في لبنان.

كما قال الحزب في بيانين متعاقبين، إن "المقاومة استهدفت قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ من طراز فادي 1 وفادي 2، مرتين خلال ساعات ردا على اعتداءات الاحتلال الأخيرة في لبنان".

وأضاف في بيان ثالث، "قامت المقاومة الإسلامية بِقصف مُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا".

في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "دفاعته الجوية رصدت إطلاق 10 قذائف صاروخية من لبنان باتجاه الشمال، وتم اعتراض معظمها".

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا إثر سقوط صواريخ في بلدة كريات بيالك شمال الأراضي المحتلة.

كما قررت الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي توسيع نطاق الطوارئ، لتشمل كل المناطق من حيفا إلى حدود لبنان، بعد الضربة الصاروخية الأخيرة لحزب الله.

وذكرت  القناة 14 الإسرائيلية، إن مدى رشقة صواريخ حزب الله يجعل مئات آلاف السكان في نطاق الاستهداف.

وانقطعت بانقطاع الكهرباء في منطقة العفولة في فلسطين المحتلة، كما اندلعت حرائق في منطقة الناصرة، كما انتشرت مشاهد لهروب المستوطنين إلى الملاجئ عقب الرشقة الصاروخية التي أطلقت من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة.

???? متداول.. لحظة هروب المستوطنين للملاجئ بعد الرشقة الصاروخية التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه مستوطنات شمال فلسطين المحتلة#الاحتلال_الإسرائيلي #حزب_الله pic.twitter.com/EDnJH0s9yc — ساحات - عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) September 21, 2024

ويقول الكاتب والباحث السياسي محمد الخفاجي، إن "ما جرى فجر الأحد هو باكورة رد حزب الله على عمليات الاغتيال الأخيرة، خصوصا أن الضربة وصلت حيفا وما بعد حيفا تحقيقا لتهديدات حسن نصر الله السابقة".

وأضاف في حديث لـ "عربي21"،  أن هذا رغم بعد مداه إلى أنه رد تقليدي، لذا فإن حزب الله لا بد له من رد نوعي على ما تكبده ما خسائر ثقيلة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن المقاومة اللبنانية عندما أدخلت حيفا في نطاق الاستهداف فإن ذلك يعني أن هدف نتنياهو بإعادة مهجري الشمال قد فشل بل عليه، أن يتسعد لموجة نزوح جديدة".

كما بين الخفاجي، أن نطاق الرد ممكن أن يتسع ليشمل ساحات المحور في العراق واليمن خصوصا بعد تصريحات قيس الخزعلي زعيم حركة العصائب بأنه يدعم الحزب بكل ما يستطيع.

فادي 1 و2
في بيان حزب الله ذكر أنه استخدم صواريخ فادي1 وفادي2 في قصف القاعدة الجوية شرق حيفا.

وذكرت وسائل إعلام مقربة من حزب الله، أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم هي من نوع خيبر M220 بمدى 80 كلم، و M302 ويصل مداه إلى 105 كلم، وقد دخلت إلى العمل لأول مرة خلال الحرب.

وأطلق حزب الله اسم "فادي" على الصاروخ على اسم "فادي حسن الطويل" الذي اغتاله الاحتلال عام 1987 وهو شقيق وسام حسن الطويل القيادي البارز في الحزب والذي نعاه في كانون الأول/ يناير الماضي.

واضافت نقلا عن مصادر ميدانية، أن "الصواريخ التي أطلقت هي من إحدى منشآت عماد التي هي بالعشرات ولا تتأثر بكل غارات الاحتلال".

ويعد "خيبر-1"، صاروخ مدفعي غير موجه، جرى تطويره وتصنيعه في سوريا، وتذكر التقارير أنه يعتمد بشكل كبير على نظام Wei Shi1 الصيني.

ويصل مدى صاروخ "خيبر-1" إلى 100 كيلومتر، ويحمل حمولة تصل إلى 150 كجم. وتعتبر صواريخ خيبر مجهزة عادة برؤوس حربية كبيرة مضادة للأفراد. 

ويصل طول الصاروخ لـ 6.3 م، وقطر جسمه 0.302 م، ووزن الإطلاق حوالي 750 كجم. ويتميز قاذف الصاروخ بطبقتين تتكون كل منهما من ثلاثة أنابيب إطلاق؟

وأطلق "خيبر -1" لأول مرة من حزب الله في 28 تموز/ يوليو 2006.




وحول الضربة الإسرائيلية يقول الخفاجي، إن استهداف قادة وحدة الرضوان ليس ضمن سقف المعركة خصوصا أنها تعتبر القوات الخاصة لحزب الله حيث أسست على يد أقوى شخصية عسكرية وأمنية بتاريخ الحزب وهو عماد مغنية الذي وصفه سليماني بأنه ثاني أكبر خسارة بعد وفاة الخميني.

وأشار إلى أن الضربة كانت مفاجئة وغير مسبوقة وتعتبر الأكبر في تاريخ الحزب، إلا أن الحاضنة الشعبية للمقاومة في لبنان، سبق وأن دخلت معارك دامية لذا فإن الهجمات ليس بالأمر المثير للذعر على عكس دولة الاحتلال.

قاعدة رامات دافيد
تعتبر قاعدة رامات دافيد الجوية التي استهدفتها صواريخ حزب الله من أهم القواعد التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وهي التي سبق أن نشر حزب الله مشاهد تفصيلية لها في فيديو مسيرات الهدهد منذ أشهر.

قاعدة جوية لا تستطيع حماية أجوائها

قاعدة رامات ديفيد الجوية في شمال فلسطين المحتلة رصدها الهدهد بكل تفاصيلها، وسلّم المعلومات الاستخباراتية بنجاح لحزب الله تحضيراً لاستهدافها وتدميرها عندما يحين الوقت المناسب.

الإعلام العبري تحدث في الأيام الأخيرة عن استهداف حزب الله مستوطنات… pic.twitter.com/8grQ0OiTRu — Tamer | تامر (@tamerqdh) July 24, 2024

وتعد القاعدة التي أنشأتها بريطانيا عام 1942 شمالي فلسطين إبان عهد الانتداب، من أهم القواعد العسكرية للاحتلال، لا سيما أنها الأكبر في المنطقة الشمالية وواحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في الأراضي المحتلة، كما تتميز بموقع إستراتيجي بالقرب من خطوط المواجهة الإسرائيلية مع لبنان وسوريا والضفة الغربية.

وشاركت القاعدة في جميع حروب دولة الاحتلال وبالعديد من العمليات والأنشطة العسكرية والحربية، بما في ذلك حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973 والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحرب تموز 2006 وكل الحروب على غزة.

وتقع القاعدة رامات ديفيد الجوية في سهل مرج بن عامر أو ما يسمى "سهل زرعين" وسط شمال إسرائيل في مثلث جغرافي بين جنوب شرق حيفا وجنين وطبريا وبالقرب من الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948.

وتتضمن القاعدة منظومة دفاع جوية متطورة، على رأسها منظومة الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت إم آي إم-104" التي صنعتها دولة الاحتلال محليا تحت اسم "ياهولوم"، وهي ذات قدرات عالية إلى متوسطة وذات فعالية في إسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية.



نذر الحرب الشاملة
وبالنظر إلى رد حزب الله غير المألوف لا يبدو أن الأوضاع قد تذهب للتهدئة خصوصا أن نتنياهو كان واضحا بعزمه على اتساع الحرب وتصعيده المفاجئ في لبنان.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، عن مصادر أمنية قولها، إن "إسرائيل مستعدة للمضي قدما حتى النهاية، ولا خيار آخر لإعادة السكان في الشمال".

وأضافت، أن "إسرائيل وحزب الله يقتربان من حافة الحرب، والمؤسسة الأمنية تستعد لرد قوي"، مبينة أن "هناك إغلاقا كاملا لمنطقة شواطئ بحيرة طبريا بسبب التطورات الأمنية".

من جانبه، قال موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، إن حزب الله أطلق صواريخ متوسطة المدى نحو مناطق جنوب حيفا، موسعا بشكل أكبر من نطاق هجماته.

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن من الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة بسهولة لتؤدي إلى حرب شاملة.

وقبيل الهجوم طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من مواطنيها مغادرة لبنان فورا ما دامت هناك رحلات تجارية.

وحذرت الوزارة في بيان من أنه إذا تطورت الأمور نحو الأسوأ في لبنان، فلن تكون هناك رحلات جوية تجارية.

بدوره لا يرى الخفاجي، أن المنطقة ذاهبة لحرب شاملة، عازيا ذلك، إلى عدم رغبة حزب الله في الجبهة المفتوحة وهو قد اختار حرب الاستنزاف بدلا من المواجهة الشاملة، لا سيما أن حروب الاستنزاف يكون أثرها على الحزب أقل من المعركة الشاملة، وعلى النقيض فهي تقلق الاحتلال بشكل أكبر وتهدد السكان والعسكريين على حد سواء.

وبين في حديثه لـ "عربي21"، أن "دولة مثل الكيان لن تقدر على دفع تكاليف حرب استنزاف طويلة مع أي من ساحات محور المقاومة، لذا تطمح لضربة تبدأ بعملية جراحية كما جرى الأسبوع الماضي ثم حرب خاطفة في الجنوب، وهذا لن يحصل".

وأوضح الخفاجي، أنه "إذا أٍراد نتنياهو الحرب الشاملة فعليه جلب الولايات المتحدة التي تسعى بكل جهدها للتهدئة خصوصا قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 356
  • العدوان الإسرائيلي على لبنان متواصل: 325 شهيداً وأكثر من 1000 جريح
  • الصفدي: العدوان الإسرائيلي على لبنان سببه العجز الدولي عن وقف عدوانها على غزة
  • الصحة اللبنانية: 274 شهيداً و1024 جريحاً جراء العدوان الإسرائيلي منذ صباح اليوم
  • حماس: العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان جريمة حرب
  • الجيش الإسرائيلي: سنهاجم أسلحة حزب الله الاستراتيجية في منطقة البقاع وعلى المدنيين هناك الإخلاء
  • خبير اقتصادي: الاستراتيجية الوطنية للتمويل تعزز جهود التنمية الشاملة
  • حزب الله يكسر قواعد الاشتباك.. هل يشعل فادي الحرب الشاملة؟
  • خبراء: زيارة رئيس الدولة للولايات المتحدة محطة تاريخية ترسخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة