أكد السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنّ الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة ستتناول العديد من الملفات المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والصراعات المستمرة فى العالم، التى تؤثر بشكل كبير على الدول.

وأضاف «بيومى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنّه بالرغم من تلك التحديات الكبيرة، فإنّ مصر تقف على أرض صلبة وهى قادرة على تخطى جميع التحديات وعبور الأزمات التى يمر بها العالم أجمع.

هل هناك ملفات محددة ستكون محور البيان المصرى فى الجمعية العامة؟

- مع انطلاق الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى ظل ظروف دولية وإقليمية معقدة، سيكون لكلمة مصر حضور بارز، حيث يُتوقع أن تتناول عدة ملفات مهمة تشمل القضية الفلسطينية، والتطورات فى أفريقيا، وبعض الملفات الأخرى الدولية، ولكن من المعروف أن الملفات التى يحملها رئيس الدولة أو وزير الخارجية إلى الجمعية العامة تُعد شاملة، وتغطى جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الصلة بالشأن المصرى.

هل سيكون ملف القضية الفلسطينية على رأس أولويات الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة؟

- بالطبع، ستطرح مصر مجدداً القضية الفلسطينية، كما فعلت فى الاجتماعات والمؤتمرات السابقة، وأيضاً سيكون هناك حديث عن الصراعات المستمرة، مثل الوضع فى أوكرانيا، ومشاكل بحر الصين الجنوبى، والمشاكل التى تواجهها المنطقة العربية والانقسامات الحالية، ولكن سيكون التركيز الأكبر على القضية الفلسطينية، خاصة فى ظل استمرار عمليات القتل ضد الفلسطينيين على يد إسرائيل، دون أى اعتبار للقوانين الدولية أو قوانين الحرب.

«القاهرة» تتطلع إلى تعزيز دورها فى التنمية والدعوة لتحقيق العدالة فى التجارة الدولية

ماذا عن التحديات العالمية وتأثيرها؟

- فى ظل التحديات التى تواجهها مصر بسبب الصراعات العالمية، فإنها تسعى دائماً إلى تعزيز دورها فى التنمية الاقتصادية والدعوة لتحقيق قدر أكبر من العدالة فى التجارة الدولية، فعلى الرغم من أن أفريقيا هى أفقر قارات العالم، فإنها لا تحصل على دعم لتحقيق التنمية المستدامة، بما فى ذلك مصر التى تحتاج إلى دعم أكبر، فجدير بالذكر أن المساعدات الأمريكية لمصر تشكل نسبة ضئيلة للغاية من الناتج المحلى الإجمالى، إذ مقابل كل دولار تحصل عليه مصر كمساعدة، تُنفق مائة دولار على الواردات من الولايات المتحدة، مما يؤكد الحاجة إلى تحقيق توازن أكبر فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

هل ستكون الصراعات العالمية محوراً مهماً داخل الجمعية العامة؟

- الوضع الدولى يشهد حالة من التوتر الشديد على خلفية الحرب المستمرة فى أوكرانيا، التى تهدد باندلاع صراع أوسع نطاقاً، ولكن رغم التصعيدات المتكررة يبدو أن هناك انضباطاً متبادلاً بين الولايات المتحدة وروسيا لتجنب وقوع أى مواجهة مباشرة عن طريق الخطأ، ويُذكر أن هناك معاهدة بين البلدين تمنع نشوب الحرب عن غير قصد، تقتضى إبلاغ أى طرف بتحركات قواته الكبيرة مسبقاً لتفادى سوء الفهم.

ماذا عن الأوضاع فى المنطقة وأفريقيا؟

- الوضع العربى لا يختلف كثيراً من حيث التعقيد، فسوريا لا تزال تعانى من وجود أربعة جيوش أجنبية على أراضيها، والعراق يشهد انقساماً طائفياً وسياسياً حاداً، فيما يمر السودان بحالة من الانقسام الداخلى قد تفضى إلى تفتيت الدولة، أما ليبيا، فلا تزال الأوضاع هناك غير مستقرة على الإطلاق، ما يشكل تهديداً لأمن المنطقة، وأما عن اليمن، فيستمر الصراع الذى يهدد سلامة الملاحة فى البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب، مع توتر أمنى يطال قناة السويس أيضاً.

وفى الصومال، تشهد البلاد انقساماً وتوتراً بعد أن أبرمت إحدى المناطق هناك معاهدة مع إثيوبيا، ما يضيف مزيداً من الاضطرابات إلى المنطقة، وتظل القضية الفلسطينية فى قلب التوترات الإقليمية، حيث يستمر العدوان الإسرائيلى على غزة وقتل المدنيين بوحشية، فى ظل صمت دولى مخجل، ورغم محاولات المجتمع الدولى، بما فيه الأمم المتحدة، لاتخاذ موقف حاسم، فإن الدعم الأمريكى والأوروبى غير المشروط لإسرائيل يعرقل أى خطوات جادة نحو السلام، ولكن وسط كل هذه التحديات، تقف مصر على أرض صلبة لا تتزعزع من هذه الحروب وهى قادرة على تخطى جميع التحديات وعبور الأزمات التى يمر بها العالم أجمع.

وأما عن الدور المصرى فهو دور رئيسى ضمن جهود السلام بالمنطقة، خاصة فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، إلا أن الصعوبة تكمن فى موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية، حيث إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يُواجه تهديدات قضائية قد تؤدى به إلى السجن مدى الحياة، مما يجعله يتمسك بشدة بمواقفه المتطرفة لعدم وقف العدوان واستمرار الحرب على أمل أن يؤجل هذه القضايا.

الحرب الأوكرانية

تتأثر مصر بالوضع الناتج عن الحرب الروسية - الأوكرانية، خاصة مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب، كما تسعى مصر لتعزيز دورها فى الساحة الدولية، من خلال المشاركة فى جهود الوساطة ومحاولة إيجاد حلول سلمية للصراعات الإقليمية والدولية، ومن المتوقع أن يحمل الرئيس السيسى إلى الجمعية العامة رسالة واضحة حول ضرورة تعزيز التعاون الدولى، وتحقيق العدالة فى توزيع الموارد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدورة الـ79 للأمم المتحدة نيويورك حرب غزة القضیة الفلسطینیة الجمعیة العامة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية بمعرض الكتاب: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية

 

استضافت "القاعة الرئيسية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ معالي الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث حاوره الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق.

استهل عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، الندوة بالترحيب؛ بوزير الخارجية، قائلًا: "حوارنا اليوم سهل وممتع، لأننا أمام شخصية دبلوماسية متميزة، ورجل معروف بجهده الكبير الذي قد يكون على حساب صحته، لكنه يؤدي واجبه الوطني بإخلاص"؛ وأضاف: "حرصنا على جمع أسئلة الجمهور التي تدور حول القضايا الأكثر إلحاحًا، مثل غزة، العلاقات المصرية- الأمريكية، قضية المياه، والقرن الإفريقي، لنناقشها اليوم بشفافية ووضوح".

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حضور وزير الخارجية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، رغم عودته من مَهمة دبلوماسية رسمية في بيروت؛ بالأمس، يعكس قناعته العميقة بأهمية التواصل مع الرأي العام.

وقال الدكتور بدر عبد العاطي: "نؤمن بأن السياسة الخارجية تبدأ من الداخل، وهي امتداد للسياسة الداخلية، كما أنه يدرك أهمية الشراكة بين صانع القرار والمجتمع، لأن السياسة ليست قرارات تُتخذ في الغرف المغلقة، بل تتشكل عبر التفاعل مع المواطنين"؛ وتابع: "القضية الفلسطينية اليوم هي الشغل الشاغل للجميع، خاصة بعد زلزال 7 أكتوبر، الذي لا تزال توابعه تهز المنطقة يوميًا؛ لكن مثلما يسبب الزلزال دمارًا، فإنه في بعض الأحيان يشق الأرض لتُنبت من جديد".

فيما أكد الدكتور بدر عبد العاطي، أن رئيس الجمهورية هو من يصنع السياسة الخارجية؛ بالتنسيق مع المؤسسات المعنية؛ وشدد عبد العاطي على أن القضية الفلسطينية تظل محور الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن مصر تدعم منذ عقود حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967م؛ وعاصمتها القدس الشرقية؛ وأوضح أن ما حدث في 7 أكتوبر بمثابة زلزال سياسي وأمني، وأن مصر منذ اليوم الأول عملت على احتواء تداعياته؛ وتقليل الخسائر الإنسانية.
وأضاف: "بدون حل القضية الفلسطينية، لن يكون هناك استقرارًا أو سلامًا دائمًا في المنطقة، حتى لو تم حل جميع النزاعات الأخرى"، لافتًا إلى أن مصر أدت دورًا رئيسيًا في التوصل إلى الاتفاق الحالي؛ بالتعاون مع قطر؛ والولايات المتحدة.

وفيما يخص الدعم الإنساني، أكد الوزير؛ أن مصر وفرت 70% من المساعدات التي دخلت إلى غزة، بينما قدم المجتمع الدولي 30% فقط، مشددًا على أهمية التنسيق الدولي لإغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار؛ وتحدث عبد العاطي؛ عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها شراكة استراتيجية ممتدة لأكثر من أربعة عقود؛ رغم بعض التباينات في وجهات النظر؛ وأضاف: "هذه العلاقة ليست قائمة على الأفراد، بل على المؤسسات والمصالح المشتركة، وقد أثبتت قدرتها على تجاوز الخلافات"؛ وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ تلقى اليوم؛ اتصالًا؛ من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ما يعكس عمق هذه العلاقات؛ وتداخل الملفات المشتركة، مثل القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والأمن المائي.

وفيما يخص الأزمة السودانية، أوضح الوزير؛ أن مصر تعمل على عدة مسارات تشمل إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤسس لنظام ديمقراطي يضم جميع الأطراف؛ وأكد أن مصر لا تنحاز إلى أي طرف، بل تدعم استقرار الدولة الوطنية.
وبالنسبة للقرن الإفريقي، شدد عبد العاطي؛ على أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، لكنها تدعم "الصومال" في محاربة الإرهاب؛ وتحافظ على وحدة أراضيه، مشيرًا إلى أن أي تحرك دولي في المنطقة يجب أن يتم بموافقة مجلس السلم والأمن الإفريقي؛ ومجلس الأمن الدولي.

كما أكد وزير الخارجية؛ أن الأمن المائي يمثل قضية وجودية لمصر، مشددًا على أنه لا توجد أي مشكلات مع دول حوض النيل الجنوبي. كما أشار إلى أن مصر تعمل على تنفيذ مشاريع تنموية في إفريقيا، وتدعم القطاع الخاص المصري للاستثمار في القارة.

وحول العلاقات مع تركيا، أكد الوزير؛ أن هناك تفاعل إيجابي مستمر بين البلدين، حيث تم تحقيق تقدم في الملفات الثنائية والإقليمية؛ وأوضح أن التجارة الثنائية؛ وصلت إلى 15 مليار دولار، وهناك مشاورات مستمرة حول قضايا مثل الوضع في ليبيا؛ والقضية الفلسطينية.

وفي ختام حديثه، وجه عبد العاطي؛ رسالة إلى الشباب، قائلًا: "مصر دولة عظيمة بمواردها وشبابها، والتحديات الكبيرة تعني فرصًا أكبر للنمو والتطور"؛ كما دعاهم إلى التفاؤل؛ والعمل على تطوير أنفسهم؛ والاستفادة من الفرص المتاحة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمهن المتخصصة.

واختتم الوزير؛ حديثه؛ قائلًا: "المنافسة شرسة، لكن أنتم أكثر حظًا من الأجيال السابقة؛ فمن يعمل بجد سيجد الفرص، والدولة تحتاج إلى الجميع، سواء في المجالات الفنية أو العلمية أو التكنولوجية".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة.. وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية
  • وزير الخارجية بمعرض الكتاب: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: نتنياهو أنهك الشعب الإسرائيلي والجيش طوال الحرب
  • وزير الخارجية: بدون حل القضية الفلسطينية لا سلام ولا استقرار في المنطقة
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تبذل جهودا كبيرة لإنجاح الاتفاق بمراحله
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: عودة الفلسطينيين لأراضيهم رغم تدميرها يؤكد رفض مخطط التهجير
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر حائط الصد الأول أمام مخططات التهجير وحل الدولتين الحل
  • مدبولي: هناك تطابق في الرؤى مع العراق بشأن آليات مواجهة التحديات بالمنطقة
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: دبلوماسية الرئيس عززت مكانة مصر ودعمت قضية فلسطين دوليا