مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تقف على أرض صلبة في مواجهة التحديات الدولية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
أكد السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنّ الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة ستتناول العديد من الملفات المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والصراعات المستمرة فى العالم، التى تؤثر بشكل كبير على الدول.
وأضاف «بيومى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنّه بالرغم من تلك التحديات الكبيرة، فإنّ مصر تقف على أرض صلبة وهى قادرة على تخطى جميع التحديات وعبور الأزمات التى يمر بها العالم أجمع.
هل هناك ملفات محددة ستكون محور البيان المصرى فى الجمعية العامة؟
- مع انطلاق الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى ظل ظروف دولية وإقليمية معقدة، سيكون لكلمة مصر حضور بارز، حيث يُتوقع أن تتناول عدة ملفات مهمة تشمل القضية الفلسطينية، والتطورات فى أفريقيا، وبعض الملفات الأخرى الدولية، ولكن من المعروف أن الملفات التى يحملها رئيس الدولة أو وزير الخارجية إلى الجمعية العامة تُعد شاملة، وتغطى جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الصلة بالشأن المصرى.
هل سيكون ملف القضية الفلسطينية على رأس أولويات الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة؟
- بالطبع، ستطرح مصر مجدداً القضية الفلسطينية، كما فعلت فى الاجتماعات والمؤتمرات السابقة، وأيضاً سيكون هناك حديث عن الصراعات المستمرة، مثل الوضع فى أوكرانيا، ومشاكل بحر الصين الجنوبى، والمشاكل التى تواجهها المنطقة العربية والانقسامات الحالية، ولكن سيكون التركيز الأكبر على القضية الفلسطينية، خاصة فى ظل استمرار عمليات القتل ضد الفلسطينيين على يد إسرائيل، دون أى اعتبار للقوانين الدولية أو قوانين الحرب.
«القاهرة» تتطلع إلى تعزيز دورها فى التنمية والدعوة لتحقيق العدالة فى التجارة الدوليةماذا عن التحديات العالمية وتأثيرها؟
- فى ظل التحديات التى تواجهها مصر بسبب الصراعات العالمية، فإنها تسعى دائماً إلى تعزيز دورها فى التنمية الاقتصادية والدعوة لتحقيق قدر أكبر من العدالة فى التجارة الدولية، فعلى الرغم من أن أفريقيا هى أفقر قارات العالم، فإنها لا تحصل على دعم لتحقيق التنمية المستدامة، بما فى ذلك مصر التى تحتاج إلى دعم أكبر، فجدير بالذكر أن المساعدات الأمريكية لمصر تشكل نسبة ضئيلة للغاية من الناتج المحلى الإجمالى، إذ مقابل كل دولار تحصل عليه مصر كمساعدة، تُنفق مائة دولار على الواردات من الولايات المتحدة، مما يؤكد الحاجة إلى تحقيق توازن أكبر فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
هل ستكون الصراعات العالمية محوراً مهماً داخل الجمعية العامة؟
- الوضع الدولى يشهد حالة من التوتر الشديد على خلفية الحرب المستمرة فى أوكرانيا، التى تهدد باندلاع صراع أوسع نطاقاً، ولكن رغم التصعيدات المتكررة يبدو أن هناك انضباطاً متبادلاً بين الولايات المتحدة وروسيا لتجنب وقوع أى مواجهة مباشرة عن طريق الخطأ، ويُذكر أن هناك معاهدة بين البلدين تمنع نشوب الحرب عن غير قصد، تقتضى إبلاغ أى طرف بتحركات قواته الكبيرة مسبقاً لتفادى سوء الفهم.
ماذا عن الأوضاع فى المنطقة وأفريقيا؟
- الوضع العربى لا يختلف كثيراً من حيث التعقيد، فسوريا لا تزال تعانى من وجود أربعة جيوش أجنبية على أراضيها، والعراق يشهد انقساماً طائفياً وسياسياً حاداً، فيما يمر السودان بحالة من الانقسام الداخلى قد تفضى إلى تفتيت الدولة، أما ليبيا، فلا تزال الأوضاع هناك غير مستقرة على الإطلاق، ما يشكل تهديداً لأمن المنطقة، وأما عن اليمن، فيستمر الصراع الذى يهدد سلامة الملاحة فى البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب، مع توتر أمنى يطال قناة السويس أيضاً.
وفى الصومال، تشهد البلاد انقساماً وتوتراً بعد أن أبرمت إحدى المناطق هناك معاهدة مع إثيوبيا، ما يضيف مزيداً من الاضطرابات إلى المنطقة، وتظل القضية الفلسطينية فى قلب التوترات الإقليمية، حيث يستمر العدوان الإسرائيلى على غزة وقتل المدنيين بوحشية، فى ظل صمت دولى مخجل، ورغم محاولات المجتمع الدولى، بما فيه الأمم المتحدة، لاتخاذ موقف حاسم، فإن الدعم الأمريكى والأوروبى غير المشروط لإسرائيل يعرقل أى خطوات جادة نحو السلام، ولكن وسط كل هذه التحديات، تقف مصر على أرض صلبة لا تتزعزع من هذه الحروب وهى قادرة على تخطى جميع التحديات وعبور الأزمات التى يمر بها العالم أجمع.
وأما عن الدور المصرى فهو دور رئيسى ضمن جهود السلام بالمنطقة، خاصة فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، إلا أن الصعوبة تكمن فى موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية، حيث إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يُواجه تهديدات قضائية قد تؤدى به إلى السجن مدى الحياة، مما يجعله يتمسك بشدة بمواقفه المتطرفة لعدم وقف العدوان واستمرار الحرب على أمل أن يؤجل هذه القضايا.
الحرب الأوكرانيةتتأثر مصر بالوضع الناتج عن الحرب الروسية - الأوكرانية، خاصة مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب، كما تسعى مصر لتعزيز دورها فى الساحة الدولية، من خلال المشاركة فى جهود الوساطة ومحاولة إيجاد حلول سلمية للصراعات الإقليمية والدولية، ومن المتوقع أن يحمل الرئيس السيسى إلى الجمعية العامة رسالة واضحة حول ضرورة تعزيز التعاون الدولى، وتحقيق العدالة فى توزيع الموارد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدورة الـ79 للأمم المتحدة نيويورك حرب غزة القضیة الفلسطینیة الجمعیة العامة
إقرأ أيضاً:
تباث الموقف اليمني.. تجاه القضية الفلسطينية
يمانيون/ كتابات/ محمد صالح حاتم