سياسيون: وقف سباق التسلح وملف السودان على رأس جدول أعمال الدورة الـ79 للأمم المتحدة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
أكد سياسيون أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستتناول مجموعة واسعة من القضايا التى تمثل اهتمام الدول الأعضاء، ومن بينها «نزع السلاح»، والملف السودانى، ودعوات لجعل العالم خالياً من أسلحة الدمار الشامل ووقف سباق التسلح، ومناقشة الأزمة السودانية، خاصة فى ظل التدهور المستمر للوضع المأساوى والمعقد للغاية.
«الشيمي»: السودان حالة واضحة من حالات الحرب بالوكالةوقال الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمى، أستاذ العلوم السياسية، إنّ الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة تتناول مجموعة واسعة من القضايا التى تمثل اهتمام الدول الأعضاء، وكل دولة تلقى كلمتها لعرض القضايا الأساسية التى تتعلق بسياساتها الخارجية، ولكن هناك أيضاً الكثير من القضايا التى تتقاطع بين الدول مثل قضايا التنمية، نزع السلاح، ونشر الأمن والسلام الدوليين، بالإضافة إلى حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضاف «الشيمى» لـ«الوطن» أنّ قضية نزع السلاح دائماً ما تكون محوراً رئيسياً فى الاجتماعات الدولية، خاصةً منذ تأسيس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فالتصعيد الأخير الذى يشهده المجتمع الدولى، بما فى ذلك حرب غزة، وتوترات بحر الصين الجنوبى، والموقف تجاه تايوان، يزيد من أهمية النقاش حول نزع السلاح بما يهدف إلى ضبط التصعيد وإدارة الأزمات الدولية والإقليمية.
وعن ملف السودان، أكد أستاذ العلوم السياسية أن وضع السودان من أسوأ الأوضاع الإنسانية والسياسية فى الوقت الحالى، فهناك أزمة معقدة بسبب نزاع بين الأطراف المختلفة، والوضع الصحى فى تدهور مستمر، فالسودان يمثل حالة واضحة من حالات الحرب بالوكالة فى المنطقة، حيث تتداخل مصالح قوى إقليمية ودولية، ومن المتوقع أن تتم مناقشة هذا الملف فى الجمعية العامة.
وأشار إلى أن الوضع فى السودان معقد للغاية، فهناك عدة قوى دولية تتدخل فى الصراع من خلال تمويل ودعم مختلف الجماعات المسلحة، سواء من خلال الدعم العسكرى أو اللوجيستى أو المالى، وهذه التدخلات تزيد من تصعيد الصراع وتجعل الحلول السلمية بعيدة المنال فى الوقت الراهن، فالمسألة الأساسية هنا تتعلق بقدرة الأطراف المعنية على تخفيف أو وقف مصادر التمويل التى تصل إلى الجماعات المسلحة، فإذا تمكنت الدول من إيقاف هذا الدعم، فقد يؤدى ذلك إلى تهدئة الأوضاع وربما إيجاد حلول سلمية، لكن طالما استمرت المصالح الإقليمية والدولية فى التصادم، سيستمر الصراع فى السودان.
وتابع: «من غير المرجح أن تتمكن الأمم المتحدة من اتخاذ إجراءات حاسمة فى هذا الملف، بسبب نفوذ القوى الكبرى، والمؤسسة الأممية لم تكن فعّالة فى حل العديد من الأزمات منذ تأسيسها، ودورها غالباً يقتصر على الضغط الدبلوماسى والتفاوض دون القدرة على تنفيذ حلول حقيقية، لذا، فإن حل الأزمة السودانية بشكل جذرى يحتاج إلى اتفاق دولى وإقليمى خارج إطار الأمم المتحدة».
وأكد أن الخطوة الأهم هى الوصول إلى توافق بين الأطراف الدولية والإقليمية لوقف تمويل الجماعات المسلحة، إذا توقفت الدول عن تقديم الدعم، فمن الممكن أن يؤدى ذلك إلى تقليل حدة الصراع وتهيئة الظروف لحل سياسى، لكن طالما استمر التمويل والدعم، فإن الصراع سيستمر ولن تكون هناك حلول سلمية قريبة.
«البرديسى»: الدول الفاعلة تفرض مصالحها بما يمنع تطبيق القواعد على الجميعوفى سياق متصل، قال طارق البرديسى، خبير العلاقات الدولية، إن ملف نزع السلاح يتجدد فى كل المحافل الدولية وجلسات الجمعية العمومية، وهناك دائماً دعوات لجعل العالم خالياً من أسلحة الدمار الشامل ووقف سباق التسلح، ولكن فى النهاية، تبقى هذه التصريحات مجرد نوايا لا يدعمها تطبيق فعلى على الأرض، فالمشكلة أن الدول الفاعلة فى المجتمع الدولى هى التى تفرض مصالحها، ما يمنع تطبيق القواعد العامة على الجميع.
وأضاف أن الملف السودانى يرتكز على فكرة وحدة التراب الوطنى السودانى، فمن المفترض أن تؤكد الجمعية العمومية على هذه النقطة، لأن المشكلة الأساسية هى وجود الميليشيات التى تناطح السلطات الشرعية للدولة، ودلل على ذلك بالرؤية المصرية فى هذا الملف، وفى الملفات الإقليمية الأخرى مثل ليبيا وسوريا وغزة، بما يمكن أن يسهم فى نزع فتيل الأزمة، ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن الناحية القانونية تستوجب احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وأن تُحل النزاعات عبر الحوار، لكن فى الواقع، المصالح السياسية والاقتصادية للدول تتغلب على القانون، فهذا هو الفارق بين النظرية والتطبيق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدورة الـ79 للأمم المتحدة نيويورك حرب غزة نزع السلاح
إقرأ أيضاً:
مقتل 16 سودانيا إثر أعمال عنف بجنوب السودان
أعلنت الشرطة في جنوب السودان، اليوم الاثنين، عن مقتل 16 مواطنا سودانيا في 4 ولايات خلال أعمال عنف اندلعت يومي الخميس والجمعة، مما دفع السلطات إلى فرض إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك حظر تجول ليلي، لحماية اللاجئين والمقيمين السودانيين.
وجاءت هذه الأحداث في ظل توترات متصاعدة بسبب تقارير عن مقتل مواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة بالسودان المجاور.
واندلعت أعمال العنف بعد أن تحولت مظاهرة في العاصمة جوبا، احتجاجا على مقتل 29 مواطنا من جنوب السودان في ود مدني بولاية الجزيرة، إلى أعمال شغب ونهب استهدفت محلات تجارية مملوكة لسودانيين. وأطلقت الشرطة النار حينها لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل وإِصابة بعض الأشخاص.
وانتشرت أعمال العنف في مناطق أخرى بالبلاد يوم الجمعة، مما دفع الحكومة إلى فرض حظر تجول ليلي ودعوة الرئيس سلفاكير ميارديت إلى "ضبط النفس". وقال الناطق باسم الشرطة إنه "تم فتح تحقيق في الأعمال الإجرامية وتم توقيف عدد من المشتبه بهم"، دون الإفصاح عن أعدادهم.
حماية اللاجئين والمقيميننقلت السلطات مئات السودانيين إلى أماكن آمنة، بما في ذلك مراكز الشرطة، لحمايتهم من أعمال العنف. وقالت جواري ألامانيكا -وهي لاجئة سودانية لديها 5 أطفال- إنها كانت في حالة من "الخوف والقلق"، لكنها شعرت بالأمان بعد نقلها إلى مركز الشرطة.
إعلانكما قال محمد آدم (لاجئ آخر): إن شقيقه أصيب بجروح خلال أعمال الشغب، وتم نهب محله التجاري، مما تسبب في خسارته لكل ما يملك.
وبدأت السلطات يوم الاثنين بنقل اللاجئين من مراكز الشرطة إلى مخيم غوروم قرب العاصمة جوبا. وعلى الرغم من أن حظر التجول لا يزال ساريا، فإن وكالة الأنباء الفرنسية أفادت بأنه لا يتم الالتزام به بشكل كامل.
وتشهد السودان، الدولة المجاورة لجنوب السودان، حربا دامية منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد تسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص.
ويستضيف جنوب السودان، الذي استقل عن السودان في عام 2011، عددا كبيرا من السودانيين المقيمين واللاجئين، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.