سواليف:
2025-05-01@04:38:12 GMT

رسالة موجعة من الكاتب الزعبي النزيل في سجن ماركا

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

#سواليف

#رسالة موجعة من الكاتب #حمد_حسن_الزعبي النزيل في #سجن_ماركا

عشرون عاما من عملي في الصحافة ، كتبت خلالها أكثر من 5 آلاف مقال في جريدة الرأي والصحف العربية ، رسمت الابتسامة على وجوه الأردنيين ، تناولت تفاصيلهم الصغيرة ، ورصدت حياة الريف بعين فاحصة، أنزلت دمعة الحنين في الغربة للأم والوطن ، رثيت شهداء الأردن وشهداء الكرامة، راشد الزيود ومعاذ الكساسبة ، وسائد المعايطة وغيرهم.

بكيت بحرقة على تراب #الوطن في كل محنة ، وها هو يُزج بي في #السجن ، مرتديا أفرهولا أزرق، جنبا إلى جنب مع المغتصب ، وهاتكي العرض و #تجار_المخدرات والقتل العمد.

مقالات ذات صلة عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية 2024/09/23

متيقن أن القضاء سينصفني عما قريب ، أما #الوطن فلم يظلمني يوما.

#أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سجن ماركا الوطن السجن تجار المخدرات الوطن

إقرأ أيضاً:

بلاغ البرهان رقم صفر: ضد اللساتك وضد الذاكرة

رأيتُ في ما يرى النائم، أن عبد الفتاح البرهان زارني.
جاءني كما يأتي البلاء:
بصمتٍ عسكري، وملامح لا تحمل أي معنى خارج البلاغ رقم واحد،
وكان معه فكي جبريل مختبئاً بالخارج، يحمل في جيب جلابيته فارق بارود الطلقة الأولى.

كنت في المطبخ حينها، أقف على حافة الصباح،
أعدّ قهوتي بهدوء المساكين الذين لم يتيقنوا بعد إن كانت هذه البلاد حيّة أم في غيبوبة.
النار وادعة، ورائحة القهوة تتصاعد بخشوع،
لكن حضوره — كما فعل في الخرائط — أفسد التوقيت.

فارت القهوة، سالت،
تدفقت على نار الموقد كما تتدفق الدماء حين يُقرر الجنرال أن:
“المرحلة تتطلب الحسم”.

لم أُمسك بالكنكة،
بل أمسكت لساني،
ثم أفلتُّه.
فانسكب منه سُباب ثقيل:

دين العسكر…

كنت أقرب إلى صلاة على روح ما تبقّى من هذا الوطن، ولكن دخوله أفسد اللحظة.



قال لي، بصوتٍ يشبه نشرة إخبار كاذبة تتخللها خُطب ياسر العطا ومحمد الجزولي:
“البلاد لا تنهض بحرق اللساتك.”
قلت له وأنا أمسح القهوة من على البلاط:
“ولا تنهض بالبندقية يا جنرال الغفلة، وهي مصوّبة إلى القلب.”

ابتسم ابتسامة من لا يعرف معنى القلب،
ابتسم كما يبتسم القاتل حين يُطلب منه أحد أن يعتذر.
وغاب.

غيّر فكي جبريل من مكانه تحت الشجرة،
لأن شبكة إرسال الهاتف كانت ضعيفة وهو يتحدث ويراقبنا.

فجأة، اختفى الاثنان، ولاح شبح سناء حمد ثم تبخّر،
لكن الريح التي خلّفها كانت نتنة بما يكفي لإصابة الهواء بالغثيان.

تنفست الصعداء،
دخلت الريح النتنة رئتي، فأصابتني بالغثيان أيضًا…



خرجت أسقي الزرع في الحوش الخلفي، وأُخلص رئتي من الرائحة، فعاد البرهان.
كان يمشي كما تمشي الذاكرة حين تفقد الطريق والبوصلة.

لم يقل شيئًا في البداية،
فقد كانت النبتات أكثر لباقة منه.

ثم قال بصوت نَكِرة:
“دخان اللساتك يشوّه صورة الدولة.”
قلت:
“الدولة؟
هي التي شوّهت صورة البلاد يا سيدي،
ونحن فقط نرفع المرآة.”

سكت.
ثم سألني:
“أين الوطن إذن؟”

قلت:
“الوطن احترق…
حين ظننتم أن اللساتك جريمة، وأن الرصاصة حُكم.”

ثم اقترب مني هامسًا — كأنما لا يريد للتاريخ أن يسمع —
وقال بشيء من الحنين:
“أنا فقط… كنت أحاول أن أحقق حلم والدي.
فقد قال لي ذات يوم:
يا ولدي، سيكون لك شأن عظيم في البلد.”

نظرت إليه طويلاً.
كانت عيناه ترتجفان بحنينٍ مستعار،
كما لو أنه يحلم بالحكم ويخافه في آن يحكم.

فقلت:
لكن الحلم الذي ورثته،
صار كابوسًا عامًا لكل من مرّوا تحت خُطاه.



كان البرهان، في تلك الزيارة،
أشبه بـ تقرير أمني فقد صفحته الأولى،
لا يعرف لماذا أتى، ولا كيف يخرج.

قلت له، وأنا أروي جذور الشجر:
“الذين أشعلوا الإطارات،
لم يريدوا أن يحرقوا البلاد،
بل أرادوا أن يُنيروا ما أطفأته البنادق.”

توقف، نظر إلى الماء يسيل على التراب،
ثم قال بصوت متردد:
“لكننا خرجنا ببلادنا من الظلام.”

ضحكت،
لا على النكتة،
بل على الرجل الذي ظن أن الرصاصة ضوء،
وأن من أشعل شمعةً على الأسفلت،
هو السبب في هذا الظلام .



اختفى، لكنني وجدت أثر حذائه العسكري على البلاط.
لم يكن وحلاً،
بل كان شيئًا أثقل:
بصمة من ركام،
أو بقايا خيانةٍ عابرة.

غسلت الأرض،
أعدت غلي القهوة،
وتأكدت أن الوطن — رغم كل شيء —
لا يزال يعرف الفرق
بين دخان اللساتك،
ودخان البندقية.

لكن البرهان لا يعرف.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • بعد التعادل المثير أمام إنتر.. برشلونة يتلقى ضربة موجعة أخرى
  • ضربات موجعة للانتقالي في أبين وسط تصاعد الرفض الشعبي
  • وفاة الكاتب الرياضي محمد الشنيفي
  • وهل أنت من رجال البنادق؟
  • بلاغ البرهان رقم صفر: ضد اللساتك وضد الذاكرة
  • الكاتب واليسناريست أحمد فوزي صالح: مسلسل ظلم المصطبة مكتوب من 7 سنوات
  • عندما يرسم الكاتب
  • ما الذي كان ينوي النائب عوني الزعبي الحديث عنه ومنعه الصفدي؟
  • ماركا: مستقبل أنشيلوتي مدرب ريال مدريد سيُحسم خلال ساعات قليلة
  • ضربة موجعة للأهلي قبل قمة الهلال الآسيوية