وول ستريت جورنال: الحرب الإلكترونية تخيف شركات الطيران ومسؤولي السلامة الجوية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن مئات الرحلات الجوية اليومية حول العالم تتعرض لانتحال نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، وهو خطر يشكل مخاطر جديدة على الطيارين والركاب.
وسردت الصحيفة في تقرير طويل لعدد من مراسليها حالات الانتحال للنظام المذكور، مثل أن تكذب معدات قمرة القيادة، وأوردت حادثة وقعت لطائرة بوينغ 777 في مارس/آذار الماضي فوق باكستان، إذ صرخ جهاز التنبيه بكلمة "اسحب" وهو على ارتفاع 32000 قدم.
وأوضح التقرير أن مثل هذا التحذير ينبع من نوع من الحرب الإلكترونية التي يواجهها مئات الطيارين المدنيين كل يوم.
إشارات الجيوش تتغلغل للطائرات التجاريةوقالت إن هذا الانتحال يوضح كيف أن الإشارات المزيفة التي تستخدمها الجيوش لدرء الطائرات بدون طيار، والصواريخ تتغلغل أيضا في أعداد متزايدة من الطائرات التجارية، بما في ذلك الرحلات الدولية لشركات الطيران الأميركية.
ونسب التقرير إلى طيارين ومسؤولي صناعة الطيران والهيئات التنظيمية قولهم إن إشارات نظام (جي بي إس) المخادعة تنتشر خارج مناطق الصراع النشطة بالقرب من أوكرانيا والشرق الأوسط، مما يربك أنظمة الملاحة والسلامة في قمرة القيادة، ويتطلب انتباه الطيارين في الطائرات التجارية التي تحمل الركاب والبضائع.
وقال طيارون وخبراء في الطيران إن الهجمات بدأت تؤثر على عدد كبير من الرحلات التجارية قبل نحو عام، فقد ارتفع عدد الرحلات الجوية المتأثرة يوميا من بضع عشرات في فبراير/شباط إلى أكثر من 1100 في أغسطس/آب الماضيين، وفقا لتحليلات من "سكاي داتا سيرفيسز" وجامعة زيورخ للعلوم التطبيقية.
ويعني الاعتماد الكبير للطائرات الحديثة على نظام (جي بي إس) أن البيانات المزيفة يمكن أن تتالي من خلال أنظمة قمرة القيادة، مما يخلق اختلالات تستمر لبضع دقائق أو رحلة كاملة، وأبلغ الطيارون عن إعادة ضبط الساعات إلى أوقات سابقة، وتحذيرات كاذبة ومسارات طيران خاطئة، وفقا لتقارير مجهولة المصدر تمت مشاركتها مع المجموعات الحكومية والصناعية.
لا مخاطر كبيرةوقال مسؤولو سلامة الطيران إن الانتحال عطل بعض الرحلات الجوية، لكنه لم يشكّل مخاطر كبيرة على السلامة، وفي حين يتم تدريب الطيارين على كيفية استخدام أنظمة الملاحة بخلاف (جي بي إس) كنسخة احتياطية، فإن إدارة إشارات (جي بي إس) الوهمية وتنبيهات المخاطر تشتت انتباه الطيارين إذا حدثت مشكلة أكثر خطورة.
وأشار التقرير إلى أن شركات الطيران تشارك صانعي الطائرات والموردين ومنظمي السلامة الجوية لتطوير حلول قصيرة الأجل وإصلاحات طويلة الأجل، ولن يتم إصدار معايير المعدات المصممة لتقوية الطائرات المدنية ضد الانتحال حتى العام المقبل على أقرب تقدير، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
في هذه الأثناء، يحصل الطيارون على إحاطات تمهيدية حول كيفية تحديد الانتحال المحتمل والاستجابة، والتي قد تتضمن في بعض الأحيان إيقاف تشغيل ميزات معينة أو تجاهل أوامر "سحب" خاطئة!" من نظام أمان يُنبئ بتقليل الأعطال بشكل حاد.
تأتي من أجهزة الحرب الإلكترونيةوقال الباحثون إن حجم إشارات نظام تحديد المواقع المزيفة قد ارتفع خلال الأشهر الستة الماضية. وقال أستاذ هندسة الطيران في جامعة تكساس بأوستن في الولايات المتحدة تود همفريز إن معظم هجمات الانتحال تأتي من أجهزة إرسال الحرب الإلكترونية القوية في روسيا وأوكرانيا وإسرائيل، ويمكن للأجهزة المحمولة باليد أن تنتحل أيضا إشارة هجوم على نظام (جي بي إس) في منطقة أصغر.
وقال همفريز نقلا عن تقارير الطيارين "هؤلاء الطيارون يقومون بواجب مزدوج في قمرة القيادة". وقال إن الصناعة والمنظمين يجب أن يسرعوا العمل على تقوية الطائرات ضد الانتحال قبل أن يتعرض المرء لحادث. وأضاف "هذا أمر محرج لصناعة الطيران وشركات الطيران وإدارة الطيران الفدرالية الأميركية".
وتسببت مجموعة متنوعة من الهجمات عبر مناطق مختلفة في مجموعة من المشاكل، وفقا لتقارير مجهولة المصدر جمعتها "أوبس غروب"، وهي منظمة سلامة الطيران التي تضم الطيارين والموظفين الآخرين بشركات الطيران.
وكادت إشارة "جي بي إس" مخادعة في سبتمبر/أيلول 2023 أن ترسل طائرة امبراير خاصة إلى إيران دون تصريح، وهو توجيه خاطئ كان من الممكن أن يقود الطائرة إلى المجال الجوي المعادي.
لا وجود لها بأميركاوقالت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية إنها لا تعلم بأي أحداث انتحال في الولايات المتحدة، على الرغم من أن مسؤولي الصناعة والحكومة قالوا إن هناك تقارير متفرقة في السنوات الأخيرة عن انتحال محتمل أو أنواع أخرى من تداخل نظام (جي بي إس) يمكن أن يسبب اضطرابات مماثلة.
وقال فلوريان غيليرميت، المدير التنفيذي لوكالة سلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي، إن انتحال نظام تحديد المواقع العالمي قد عطل العمليات في أوروبا لكنه لم يعرض الرحلات الجوية للخطر، واضطر الطيارون إلى التحول إلى المطارات التي لم يكونوا يعتزمون الهبوط فيها، وفي وقت سابق من هذا العام أوقفت شركة طيران عملياتها مؤقتا إلى مطار في إستونيا لم يكن مجهزا بنظام ملاحة أرضية كنسخة احتياطية لنظام تحديد المواقع العالمي.
وقال غيليرميت في يونيو/حزيران "الخطر يتزايد من حيث عدد الحوادث".
ويدرس مسؤولو الصناعة والحكومة كيفية معالجة المخاطر المباشرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات نظام تحدید المواقع الحرب الإلکترونیة الرحلات الجویة قمرة القیادة جی بی إس
إقرأ أيضاً:
وزير الطيران يشهد توقيع مذكرات تفاهم مع شركات بريطانية لتطوير المطارات
عقد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، والوفد المرافق له خلال زيارته الرسمية إلى المملكه المتحده، سلسلة من الاجتماعات الهامة مع مسؤولي كبرى الشركات البريطانية والعالمية العاملة في مجالات تطوير البنية التحتية للمطارات، والاستدامة والصيانة والدعم الفنى وذلك بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والشراكات الاستراتيجية في هذه المجالات الحيوية.
واجتمع سامح الحفني وزير الطيران مع Bardelmann Veronique نائب رئيس شركة Safran UK ، وMark Symonds نائب الرئيس لتطوير أعمال شركات الطيران حيث تناول اللقاء سبل مساهمة الشركه في تطوير وتحسين مستوى خدمات مقاعد رجال الأعمال والدرجة السياحية لطائرات مصر للطيران وتحديث المقاعد والأنظمة الترفيهية.
كما التقى وزير الطيران المدني بـClayton Redhead، مدير منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة Dunlop Aircraft Tyres، وMichael Barsout، المديرة التنفيذية للشركة في مصر، وهي إحدى الشركات الرائدة في تصنيع وتجديد إطارات الطائرات التجارية، وتم خلال الإجتماع مناقشة اقتراح توقيع مذكرة تفاهم مع شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية، بهدف تعزيز التعاون في مجال تصنيع وتجديد إطارات الطائرات،
وفي إطار تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، التقى الدكتور سامح الحفني بـSerkan Kaftan، المدير التنفيذي لشركة TAV Airports القابضة، وShadi Ahmed، نائب الشريك الإداري بشركة Assubur Consult، التابعة لمجموعة Aéroports de Paris (ADP) الفرنسية، والتي تدير 26 مطارًا دوليًا حول العالم.
خلال الاجتماع، تم بحث أوجه التعاون مع وزارة الطيران المدني والشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية في إدارة وتشغيل المطارات المصرية، بما يتماشى مع رؤية الدولة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تطوير المطارات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين.
وعقد الدكتور سامح الحفني اجتماعًا مع مدير تطوير الأعمال بشركة Lagan Aviation & Infrastructure، حيث تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون في تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية، وهناجر صيانه الطائرات بما يتماشى مع المعايير الدولية.
في مقر السفارة المصرية بالعاصمة البريطانية وبحضور السفير شريف كامل سفير جمهورية مصر العربية لدى بريطانيا، شهد وزير الطيران المدنى ، توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين أهم و أكبر الشركات البريطانية والشركه القابضة للمطارات والملاحة الجوية، برئاسة المهندس أيمن عرب، وشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية، برئاسة المهندس إبراهيم فتحي، بهدف تعزيز مجالات التعاون بين الجانبين المصرى والبريطاني .
شملت مذكرات التفاهم مجالات البنية التحتية، وخدمات الصيانة، والدعم الفني للطائرات وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالنقل الجوي، وذلك في إطار رفع مستوى الخدمات داخل المطارات المصرية وعلى متن الطائرات وتطوير الـكفاءة التشغيليه وتحسين جوده الخدمات المقدمه للمسافرين.
الطيران تستهدف تعزيز التعاون مع كبرى الشركات العالميةأكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، أن الوزارة تعمل على تعزيز التعاون مع كبرى الشركات العالمية لتطوير البنية التحتية للمطارات المصرية، وتحقيق الاستدامة البيئية في قطاع الطيران، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
مشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطاراتوأوضح وزير الطيران المدني أن مشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات تعد من الأولويات الاستراتيجية للوزارة، والتى تأتى تماشيا مع توجهات الدوله المصريه . مؤكدا أن الوزارة مستمرة في تنفيذ خطط التطوير لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي للطيران المدنى ، كما أن التعاون مع الشركاء الدوليين سيساعد في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.