تعد القيادة الجامعية الفعالة حجر الأساس فى تطوير التعليم العالى وتحقيق أهدافه الاستراتيجية..و فى ظل التحديات المتزايدة التى تواجه الجامعات أصبح من الضرورى تحديد معايير واضحة للقيادة الناجحة التى تضمن استمرارية التميز الأكاديمى والإداري. وقدأثار تعيين بعض القيادات الجامعية مؤخراً جدلاً واسعاً فى الأوساط الأكاديمية والتعليمية، وانتقد البعض اختيار احد القيادات وارجع الية الاختيار الى التدخل فى عملية الترشيح بدلاً من معايير الكفاءة والخبرة.
وحذر المنتقدون من التداعيات السلبية لهذه الممارسات على جودة التعليم الجامعى وتطوير البحث العلمي، مشيرين إلى أن غياب معايير واضحة وشفافة فى اختيار القيادات الجامعية يضر بسمعة المؤسسات التعليمية ويقوض الثقة فى مخرجاتها.
ودعا البعض إلى ضرورة إعادة النظر فى آليات اختيار القيادات الجامعية، مطالبين بتبنى نظام يعتمد على الكفاءة والإنجازات الأكاديمية والإدارية، بعيداً عن أى تدخلات أو ضغوط خارجية.. ويرى البعض أن عملية الاختيار تمت وفق الأطر القانونية المعمول بها، وأن المعينين يتمتعون بالخبرات اللازمة لإدارة المؤسسات الجامعية.
وأقول درءًا للشبهات إنه يجب أن تتمتع القيادة الجامعية برؤية واضحة ومستقبلية لمؤسسته، وتكون قادرة على مواكبة التغيرات العالمية فى مجال التعليم والبحث العلمي. هذه الرؤية تشكل خارطة طريق لتحقيق الأهداف طويلة المدى وتعزيز مكانة الجامعة محليًا وعالميًا.. وتكون لديها القدرة على إدارة الموارد البشرية والمالية بكفاءة عالية، وهذه من أهم سمات القيادة الناجحة.. وأعتقد أن القيادة الجامعية الناجحة والتى أثبتت كفاءتها فى مواقعها هو من يستطيع التواصل بشكل فعال مع جميع أصحاب المصلحة، بما فى ذلك أعضاء هيئة التدريس، الطلاب، الموظفين، والمجتمع المحلي. ولديه القدرة على الاستماع والتفاعل الإيجابي.
ويجب أن يكون القائد الجامعى قادرًا على التكيف مع المستجدات وقيادة عملية التغيير بفعالية.. وتبنى التقنيات الحديثة وتطوير المناهج الدراسية لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة..وينبغى ان تكون معايير الاختيار بعيدة عن اى اهواء او واسطه او محسوبيه وتكون أساسية لضمان قيادة جامعية ناجحة قادرة على مواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين. وضمان استمرارية التطوير والتميز فى مؤسسات التعليم العالى.
ويبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة هذه القيادات الجديدة على تحقيق التطلعات المرجوة فى تطوير التعليم الجامعى ومواكبة التحديات المستقبلية فى ظل الانتقادات الموجهة لطريقة اختيارهم وخاصة انهم لم يثبتوا أى نجاح فى مجال عملهم.. نأمل أن يخيب ظننا وتثبت هذه القيادات جدارتها بشغل المنصب.. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤسسات التعليم العالي
إقرأ أيضاً:
عمدة إسطنبول يرد على ادعاءات تزوير شهادته الجامعية
أنقرة (زمان التركية) – اتهم عمدة بلدية إسطنبول ومرش المرشح للرئاسة عن حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، خلال زيارة إلى مدينة قيصري السلطات بوضع العراقيل في طريقه منذ 10 سنوات، ورد على اتهامه بتزوير شهادته الجامعية.
وخلال لقائه بأعضاء الحزب في مركز أرجياس الثقافي، أشار إمام أوغلو إلى تحرش السلطات به منذ عام 2014، وأضاف قائلا: “والآن اختلقوا قضية الشهادة الجامعية. العقلية التي تضع نصب عينيها قضية شهادة جامعية تعود لما قبل 35 عاما، ستضع نصب عينيها أيضا ملكية الشعب لستين عاما”.
وذكر إمام أوغلو عمدة إسطنبول للمرة الثانية على التوالي، أن الجُرم الوحيد الذي ارتكبه هو “عدم الخسارة بصناديق الاقتراع”، وأضاف قائلا: “لم يستطيعوا إرضاخنا. هل نحن مستعدون للعمل بكثافة؟ هل نحن مستعدون لقول إن هذا الشعب سيهزمك؟ فلتواجه هذا الشعب بصناديق الاقتراع وبدون شك سنغيّر هذا النظام المتهالك سويا”.
وعقب الكلمة المشار إليها، اجتمع إمام أوغلو برؤساء البلديات بالمدينة، ولاقى إمام أوغلو اهتماما كبيرا من سكان المدينة، حيث تم إهدائه لوحة لمصطفى كمال أتاتورك.
وكانت النيابة العامة في إسطنبول قد أعلنت فتح تحقيق ضد إمام أوغلو بناء على تقارير تفيد بأن “شهادته الجامعية مزورة” وتم استدعاء إمام أوغلو للإدلاء بشهادته.
وجاء في الرسالة التي أرسلها مكتب المدعي العام الرئيسي إلى جامعة إسطنبول، أن كلية جامعة شمال قبرص (UCNC)، التي انتقل إليها أكرم إمام أوغلو، لم يتم الاعتراف بها من قبل مجلس التعليم العالي، وذلك بالإشارة إلى تقرير البحث الصادر عن المجلس بتاريخ 17 فبراير/ شباط 2025، وجاء في الرسالة أنه تقرر أن إجراءات النقل الأفقي لكلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول لم تتم وفق قرارات مجلس التعليم العالي، وطلب إجراء تحقيق إداري بشأن هذه القضية.
ووُجِّهت ادعاءات بوجود “مخالفات” فيما يتعلق بإجراءات النقل لأكرم إمام أوغلو من قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة غيرني الأمريكية (GAU) في قبرص، حيث درس بين عامي 1988 و1990، إلى نفس القسم في جامعة إسطنبول (IU) في عام 1990.
ومن المعروف أن إمام أوغلو، الذي تخرج من قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة إسطنبول التقنية عام 1994، بعد أن انتقل من جامعة جيرنا الأمريكية في قبرص، وأكمل إمام أوغلو لاحقًا درجة الماجستير.
Tags: أكرم إمام أوغلوالشهادة الجامعية لأكرم إمام أوغلوالشهادة الجامعية لعمدة اسطنبولعمدة إسطنبولمحاكمة عمدة إسطنبول