بوابة الوفد:
2024-09-23@20:25:33 GMT

الاستعمار الجديد

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

الهجوم «الساحق» ـ في معركة «البيجر» وتوابعها ـ لجيش «الاحتلال الإسرائيلي»، باستهداف كوادر ومقاتلي حزب الله اللبناني، يفوق الخيال العلمي في أفلام «هوليوود»، بل يتجاوز كافة الأساطير والخرافات و«المعجزات» لأفلام «بوليود»!
جريمة وحشية، وقف أمامها العالم مشدوهًا، ليس بسبب عدد الشهداء أو الجرحى، ونوعية العملية ونطاقها الواسع، أو التوقيت المتزامن، وإنما لكونها تمثل منعطفًا حادًّا في شكل الصراع، إيذانًا ببدء حرب واسعة وشاملة، أرادها المأزوم «نتنياهو»!
بعيدًا عن نتائج هذه الجريمة البربرية التي ارتكبها «الصهاينة» بدم بارد، وعواقبها وتبعاتها، سياسيًّا وعسكريًا، إلا أن أكثر ما يستوجب التوقف ويلفت الانتباه، هو تعاظم استخدام التكنولوجيا سلاحًا في الهيمنة والاستحواذ والقتل والإفناء!
ما حصل مؤخرًا في لبنان، يؤكد لنا «عربًا ومسلمين»، وجود فجوة تكنولوجية هائلة، وذلك سبب أدعى أن يكون البحث العلمي والتقني في مقدمة أولوياتنا، وعلى رأس اهتماماتنا وتخطيطنا للمستقبل.

. فإما أن نمتلك أسباب التقدم العلمي والتقنية المتطورة، أو أن يمتلك مصير حاضرنا ومستقبلنا من يمتلكهما!
للأسف، أصبح مصيرنا المحتوم يعتمد بشكل كامل على النُّذُر اليسير من التكنولوجيا المستوردَة، في ظل الحاجة الماسَّة إليها، في كافة مفاصل حياتنا، لتتسع الهوَّة التقنية، بيننا نحن العرب وبين العالم المتطور، الذي سلبَ إرادتنا وبات يُملي علينا ما يريده!
ومع أننا لا نعدو كوننا «مستهلكِين» للتكنولوجيا «المسموح بها فقط»، وهي أقل بكثير مما هو موجود لدى صُنَّاعها، ما يجعلنا نشعر بالخيبة على تخلفنا وعجزنا، حين نتباهى بـ«قدراتنا الإلكترونية» و«خدماتنا المتطورة»، فيما نحن بائسون عاجزون في واقع الحال، تحت «الاستعمار الإلكتروني».. لا نملك من «أمرنا الإلكتروني» شيئًا!
نتصور أنه مع الصراعات البشرية وسُنَّة التدافع «باختلاف صورها وأشكالها»، التي لا ولم ولن تنتهي، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فإن من يمتلك التكنولوجيا وأدواتها، هو الأقرب لامتلاك القرار والسيطرة والتحكم، حيث لم يعد الاستعمار الجديد بأدواته التقليدية، كما كان في السابق، وإنما أصبح تقنيًّا وتكنولوجيًّا.
بكل أسف، حتى الآن لم تتمكن أي دولة عربية أو إسلامية، من نقل أحدث التكنولوجيا إليها، أو إقامة صناعة تقوم على الابتكار، رغم الثراء الفاحش الذي تتمتع به بلداننا، سواء أكانت بشرية أم ثروات طبيعية، وبالتالي أصبحنا نعيش عصر «التصحر التكنولوجي»، رغم وجود آلاف الكفاءات الفردية والاستثمارات المالية الضخمة في الخارج؟
أخيرًا.. ما نلاحظه أن استثماراتنا العربية أصبحت لا تتعدى مراكز التسوق التجارية العصرية، والتجمعات السكنية الفخمة، ومدن الملاهي الترفيهية، وأحيانًا بعض الصناعات الصغيرة المكملة، أو مصانع التجميع، التي لا ترقى إلى صناعة استراتيجية وحيوية، في ظل تقلص كبير لميزانيات البحث العلمي!
فصل الخطاب:
يقول طه حسين: «التاريخ سخيف، لا خير فيه إن كان يُعيد نفسه، لأن ذلك يدل على أنه لم يستطع للناس وعظًا ولا إصلاحًا».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل نتنياهو محمود زاهر

إقرأ أيضاً:

تنسيق القبول بكليات جامعة الأزهر للقسم العلمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مقالات مشابهة

  • عاجل - الجيش اللبناني: إسرائيل تعتمد على التكنولوجيا والطيران وتفادي المواجهة البرية في لبنان
  • بعد اصابته.. أول ظهور لصلاح عبد الله في عيد ميلاد مصطفى قمر
  • حزب المؤتمر يحذر من مثلث تدمير الشعوب: التكنولوجيا أصبحت سلاح ذو حدين
  • تنسيق القبول بكليات جامعة الأزهر للقسم العلمي
  • تحويل التكنولوجيا إلى قوة فتاكة تطلق عصر الحروب الجديدة
  • ما هي وحدة الرضوان التي هجّرت المستوطنين وأرعبت الكيان؟
  • هشام عبد الخالق: مصر الوحيدة التي تمتلك صناعة سينما حقيقية في الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: 91% من الأدوية التي يتم استهلاكها في مصر تُصنع محليا
  • ما هي وحدة الرضوان في حزب الله التي هجّرت مستوطني الشمال؟