الهجوم «الساحق» ـ في معركة «البيجر» وتوابعها ـ لجيش «الاحتلال الإسرائيلي»، باستهداف كوادر ومقاتلي حزب الله اللبناني، يفوق الخيال العلمي في أفلام «هوليوود»، بل يتجاوز كافة الأساطير والخرافات و«المعجزات» لأفلام «بوليود»!
جريمة وحشية، وقف أمامها العالم مشدوهًا، ليس بسبب عدد الشهداء أو الجرحى، ونوعية العملية ونطاقها الواسع، أو التوقيت المتزامن، وإنما لكونها تمثل منعطفًا حادًّا في شكل الصراع، إيذانًا ببدء حرب واسعة وشاملة، أرادها المأزوم «نتنياهو»!
بعيدًا عن نتائج هذه الجريمة البربرية التي ارتكبها «الصهاينة» بدم بارد، وعواقبها وتبعاتها، سياسيًّا وعسكريًا، إلا أن أكثر ما يستوجب التوقف ويلفت الانتباه، هو تعاظم استخدام التكنولوجيا سلاحًا في الهيمنة والاستحواذ والقتل والإفناء!
ما حصل مؤخرًا في لبنان، يؤكد لنا «عربًا ومسلمين»، وجود فجوة تكنولوجية هائلة، وذلك سبب أدعى أن يكون البحث العلمي والتقني في مقدمة أولوياتنا، وعلى رأس اهتماماتنا وتخطيطنا للمستقبل.
للأسف، أصبح مصيرنا المحتوم يعتمد بشكل كامل على النُّذُر اليسير من التكنولوجيا المستوردَة، في ظل الحاجة الماسَّة إليها، في كافة مفاصل حياتنا، لتتسع الهوَّة التقنية، بيننا نحن العرب وبين العالم المتطور، الذي سلبَ إرادتنا وبات يُملي علينا ما يريده!
ومع أننا لا نعدو كوننا «مستهلكِين» للتكنولوجيا «المسموح بها فقط»، وهي أقل بكثير مما هو موجود لدى صُنَّاعها، ما يجعلنا نشعر بالخيبة على تخلفنا وعجزنا، حين نتباهى بـ«قدراتنا الإلكترونية» و«خدماتنا المتطورة»، فيما نحن بائسون عاجزون في واقع الحال، تحت «الاستعمار الإلكتروني».. لا نملك من «أمرنا الإلكتروني» شيئًا!
نتصور أنه مع الصراعات البشرية وسُنَّة التدافع «باختلاف صورها وأشكالها»، التي لا ولم ولن تنتهي، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فإن من يمتلك التكنولوجيا وأدواتها، هو الأقرب لامتلاك القرار والسيطرة والتحكم، حيث لم يعد الاستعمار الجديد بأدواته التقليدية، كما كان في السابق، وإنما أصبح تقنيًّا وتكنولوجيًّا.
بكل أسف، حتى الآن لم تتمكن أي دولة عربية أو إسلامية، من نقل أحدث التكنولوجيا إليها، أو إقامة صناعة تقوم على الابتكار، رغم الثراء الفاحش الذي تتمتع به بلداننا، سواء أكانت بشرية أم ثروات طبيعية، وبالتالي أصبحنا نعيش عصر «التصحر التكنولوجي»، رغم وجود آلاف الكفاءات الفردية والاستثمارات المالية الضخمة في الخارج؟
أخيرًا.. ما نلاحظه أن استثماراتنا العربية أصبحت لا تتعدى مراكز التسوق التجارية العصرية، والتجمعات السكنية الفخمة، ومدن الملاهي الترفيهية، وأحيانًا بعض الصناعات الصغيرة المكملة، أو مصانع التجميع، التي لا ترقى إلى صناعة استراتيجية وحيوية، في ظل تقلص كبير لميزانيات البحث العلمي!
فصل الخطاب:
يقول طه حسين: «التاريخ سخيف، لا خير فيه إن كان يُعيد نفسه، لأن ذلك يدل على أنه لم يستطع للناس وعظًا ولا إصلاحًا».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل نتنياهو محمود زاهر
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يكشف الأهداف الرئيسية للحرب مع حماس وحزب الله
كشف يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، الأهداف الرئيسية للحرب مع "حركة حماس" الفلسطينية في قطاع غزة و"حزب الله" في لبنان.
مصر تنضم للخطاب الموجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل يوآف جالات بعد الإقالة: أمن إسرائيل المهمة الرئيسية في حياتى
وبحسب"روسيا اليوم"، كتب كاتس على حسابه على منصة "إكس"، "سنعمل معا لتحقيق النصر على العدو وتحقيق أهداف الحرب".
وأوضح كاتس أن أهداف الحرب هي عودة جميع الرهائن إنها الهدف الرئيسي وتدمير حماس في قطاع غزة وهزيمة حزب الله في لبنان وردع العدوان الإيراني والعودة الآمنة لسكان الشمال والجنوب إلى منازلهم.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء يوم الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت رسميا، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلا منه، فيما سيحل جدعون ساعر في محل كاتس وزيرا للخارجية.
وانعكست إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على الجمهور الإسرائيلي سلبا، حيث أُطلقت دعوات للنزول إلى الشوارع وعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معتبرين أنه "باع الجيش للحريديم".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق الشوارع المحيطة بمنزل نتنياهو، وإغلاق شارع أيالون في تل أبيب، خوفا من المظاهرات الاحتجاجية.