العراق.. دعوات لتسهيل عودة النازحين إلى مسقط رأس صدام
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
بغداد– في خطوة تهدف إلى إنهاء حالة النزوح التي أصابت مناطق متعددة في العراق، دعا الأمين العام لحزب "الجماهير الوطنية" النائب أحمد عبد الله الجبوري، السبت الماضي، إلى إعادة النازحين لمنطقة "العوجة" في محافظة صلاح الدين التي تعتبر مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، والتي شهدت تطورات عديدة بعد سقوط هذا النظام.
وقال الجبوري في بيان "لقد آن الأوان للعمل بشكلٍ جادٍّ وصريح من أجل إعادة النازحين في كل مناطق صلاح الدين وبالأخص أهلنا في منطقة العوجة، ولا سيما أن هناك اتفاقاً سياسياً منذُ تشكيل الحكومة لإنهاء حالة النزوح".
وتأتي هذا الدعوة في ظل تحديات كبيرة تواجه عملية إعادة النازحين، حيث تشير التقارير إلى أن المنطقة كانت مركزاً لعمليات تنظيم "الدولة" مما يزيد من تعقيدات الوضع.
وقد نزح سكان قرية العوجة التي تسكنها عشيرة البو ناصر التي ينتمي إليها فرع البيجات (أبناء عمومة صدام) في يونيو/حزيران 2014 وهي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة، على بعد نحو 13 كيلومتراً جنوب مدينة تكريت.
أما فيما يتعلق بمنطقة جرف الصخر، ففي خريف 2014 تحولت البلدة إلى ساحة معارك بين قوات الأمن العراقية، المدعومة بقوات الحشد الشعبي من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة من جهة أخرى. ومنذ ذلك العام، بدأ سكانها الخروج منها تحت ضغط السلاح حتى خلت تماما منهم بحلول عام 2017، وهو نفس العام الذي أعلن فيه العراق دحر تنظيم الدولة.
ومنذ ذلك الحين، تسيطر فصائل تابعة للحشد الشعبي وأخرى تابعة للمليشيات على منطقة جرف الصخر بشكل شبه كامل، وأطلقوا عليها اسم "جرف النصر" بعدما غادر أهاليها مساكنهم نتيجة العمليات العسكرية.
وتبقى عملية إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية محفوفة بالتحديات، وتتطلب تنسيقاً وتعاوناً وثيقاً بين الجهات التنفيذية والأمنية والسياسية، بالإضافة إلى توفير الأمن والاستقرار اللازمين لضمان عودة النازحين بأمان.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس أنهم يسعون إلى متابعة أوضاع المناطق مثل "جرف الصخر" و"العوجة" وتحليل أسباب عدم عودة النازحين إليها.
وقال عباس في حديث للجزيرة نت "إن هذه الأسباب واضحة لدينا، ونلاحظ أن بعضها يتطلب قرارات من جهات تنفيذية وأمنية أعلى". وأضاف "نحن نطرح هذه القضايا ونتقدم بمقترحاتنا إلى الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المحافظة، بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء ومستشارية الأمن القومي".
وفي خضم هذه الدعوات السياسية أو المواقف الرسمية، تبقى مسألة العودة الآمنة للعوائل إلى مناطقها محل جدل، حيث أكد السياسي المقرب من الحشد الشعبي علي عبد الرزاق أن هذه العودة لن تتحقق إلا من خلال تأمين تلك المناطق وخروج القوات الأميركية من العراق.
ويشير عبد الرزاق في حديث للجزيرة نت إلى أن منطقة "جرف الصخر" كانت مركزاً رئيسياً لعمليات تنظيم الدولة حيث شكلت خط الانطلاق للعمليات الإجرامية في مدن مثل بغداد وكربلاء والنجف، وكذلك قطع الطرق على القوات الأمنية وقتل المدنيين في الشوارع.
وبين أن عودة المدنيين والعوائل التي لم تتعاون مع "تنظيم الدولة" حق مشروع لهم، لكنه يرفض عودة الطبقة التي دعمت وساعدت "تلك الزمر الإرهابية".
وشدد عبد الرزاق على أن "واجبنا تأمين هذه المناطق من محاولة استغلالها مرة ثانية لعودة الإرهاب" مؤكدا أن استقرار العراق وإعادة بناء الدولة بطريقة آمنة لن يتحققا إلا بخروج القوات الأميركية، حيث يرى أنها كانت أول من دعم الإرهاب بالسلاح والمال.
ويضيف أن الحشد الشعبي هو القوة العسكرية التي حررت تلك المناطق من "الزمر الإرهابية" وهي من تعمل على منع عودة "الدولة الإسلامية" مرة أخرى. ويشير إلى أن قضية المناطق التي كانت مراكز نشطة للإرهاب لا يمكن حلها باتفاقيات سياسية، بل يتطلب الأمر إخراج المحتل وتأمين المناطق بما يضمن استئصال بؤر الإرهاب بشكل نهائي.
الحاجة إلى إرادة سياسيةمن جانبه، يرى العضو في حزب "تقدم" محمد العبيدي أنه لا بد من إيجاد حل سريع وجدي لملف عودة النازحين إلى العوجة وجرف الصخر، متحدثا عن ضغوط تمنع ذلك.
وقال العبيدي خلال حديثه للجزيرة نت إن ملف النازحين تشوبه ضغوط سياسية من جهات لا ترغب في إنهاء الملف وعودة العوائل إلى مناطقها. وأضاف "قد تكون هذه الضغوط مرتبطة بالتغيير الديموغرافي أو استخدام تلك الأراضي لأغراض أخرى. هذا يمثل اختبارًا حقيقيًا لإقامة وترسيخ مؤسسات الدولة ومؤسسات بعودة هؤلاء النازحين".
ويعتقد أن الموضوع ليس صعبًا في الوقت الحالي، حيث ينعم العراق تقريبًا بالأمان، وأن التأثير الكبير للتجمعات الإرهابية قد انتهى. لذلك، فإن عودة النازحين تتطلب إرادة سياسية قوية ومنظومة سياسية تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب.
وتابع "نتوقع من الحكومة العراقية أن تتبنى هذا الملف بشكل جدي، وتثبت أنها تحترم المواطن من أي فئة أو منطقة كانت" منوها إلى أن احترام كرامة الإنسان هو الخطوة الأولى في بناء الدولة الصحيحة في أي بقعة بالعالم.
من جانبه، قال عضو تحالف "قوى الدولة الوطنية" عباس غدير إن عودة النازحين إلى مناطق العوجة أو جرف النصر مشكلة سياسية وأمنية.
وأوضح غدير خلال حديثه للجزيرة نت أن البعض يتذرع بالوضع الأمني وعدم استقرار تلك المناطق، بينما ينظر آخرون من جانب سياسي، حيث تعمل بعض الأطراف على استثمار هذا الملف ضمن الحملات الانتخابية.
وشدد على ضرورة الانتهاء من هذا الملف بشكل نهائي وعودة النازحين إلى مناطقهم، على اعتبار أن بقاء هذا الملف معلقاً سيؤثر بشكل مستمر على الاتفاقات السياسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عودة النازحین إلى إعادة النازحین تنظیم الدولة للجزیرة نت جرف الصخر هذا الملف إلى مناطق إلى أن
إقرأ أيضاً:
السوداني: العراق يرفض أي خطط أو دعوات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
أكد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني رفض أي خطط أو دعوات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وبين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات له، أن بلاده واجهت العديد من التحديات الداخلية والخارجية وأن مكافحة الفساد من أبرز التحديات الداخلية، مشيرا إلى أن هناك منهجا جديدا في ملف مكافحة الفساد في العراق.
وقال رئيس الحكومة العراقي في تصريحاته: “الطلب على الكهرباء في العراق أكثر من الإنتاج، ونستورد الغاز من إيران لتوفير الكهرباء وهناك استثناء من العقوبات، ونأمل في التوقف عن استيراد الغاز من إيران في عام 2028”.
وأضاف: “أصبح لدى العراق بيئة جاذبة في مجال الاستثمارات، ونحرص في سياستنا على المصالح المشتركة وعدم التدخل بالشئون الداخلية، وهدفنا هو الابتعاد عن سياسة المحاور وأن نكون نقطة التقاء للجميع”.
وتابع: “لدينا علاقة جيدة مع إيران وعلاقة جيدة مع أمريكا، وهذه ميزة ولدينا علاقات مشتركة مع سوريا، وأوضحنا مصادر قلقنا من التطورات الأخيرة ونحرص بشكل كبير على استقرار سوريا وازدهارها بعد المعاناة الطويلة، كما نؤكد أهمية عدم التدخل في شؤون سوريا بعد عملية التغيير التي حدثت، وننسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين ومستعدون لتقديم الدعم”.
واستطرد: “لدينا علاقات مميزة مع الدول العربية، لا سيما المملكة العربية السعودية، وننسق مع السعودية في مجال الأمن الإقليمي وسوق الطاقة والاستثمارات، وعلاقتنا مع المملكة العربية السعودية في أفضل حالاتها”.
وواصل حديثه قائلا: “عقد القمة العربية المقبلة في بغداد حدث مهم يتزامن مع ظرف عصيب في المنطقة”.
وذكر أن “العلاقة مع الولايات المتحدة مبنية على أساس المصالح المشتركة والعراق حريص على التنوع في علاقاته الاقتصادية، كما اتفقنا مع واشنطن على جدول زمني ينهي مهمة التحالف الدولي بحلول عام 2026، ونتأثر بالعقوبات على إيران لا سيما في مجال استيراد الغاز”.
وختم: “سننهي استيراد الغاز من إيران بحلول العام 2028، وبدأنا بعملية ربط للطاقة مع دول الجوار، لا سيما الأردن كما تعاقدنا على مشاريع ربط للكهرباء مع المملكة العربية السعودية”.