مستشار أممي: الطوارئ المناخية أبرز المخاطر المُهدّدة للعالم خلال العقد المقبل
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
قال الدكتور مصطفى الشربينى، مستشار المناخ بالأمم المتحدة، إنّ قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك هدفها تحقيق التنمية المستدامة والبحث عن سُبل لحل القضايا العالمية ومناقشتها، لافتاً إلى أن هناك دليلاً لا يمكن دحضه على أن درجات الحرارة ارتفعت بما يقرب من نقطة التحول البالغة 1.5 درجة مئوية، وأن النشاط البشرى هو السبب الرئيسى.
وأكد «الشربينى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنّ مصر تسير على الطريق الصحيح فى مواجهة تغيّر المناخ، كما أطلقت الحكومة المصرية مؤخراً الاستراتيجية الوطنية لتغيّر المناخ.. وإلى نص الحوار:
قمة الجمعية العامة تستهدف إعادة تأكيد الالتزامات بأهداف التنمية والميثاق النشط متعدّد الأطرافهل ترى أن اجتماع قادة العالم بالجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن يُحقق نتائج مرجوة؟
- تهدف الجمعية العامة إلى إعادة تأكيد الالتزامات بأهداف التنمية المستدامة وميثاق الأمم المتحدة مع تعزيز التعاون وإرساء الأسس لنظام نشط متعدّد الأطراف، وستُسفر القمة عن ميثاق تفاوضى من أجل المستقبل، كما سيعمل المشاركون على وضع حلول شاملة والتزامات قابلة للتنفيذ، لمكافحة ارتفاع مستوى سطح البحر، وضمان مستقبل قادر على الصمود ومستدام، بما فى ذلك للدول الجزرية الصغيرة والمناطق الساحلية المنخفضة، كما سيتم مناقشة آليات مقاومة مضادات الميكروبات، والإزالة الكاملة للأسلحة النووية حيث يُعد نزع السلاح النووى على الصعيد العالمى هو الأولوية العليا للأمم المتحدة فى مجال نزع السلاح.
هل تأخر العالم فى مواجهة التغيّر المناخى؟
- واجه العالم إنذارات بشأن حالة الطوارئ المناخية، وأصبح التحرّك مطلوباً من جميع الجبهات وفى كل مكان، فى وقت واحد وبأسرع ما يمكن، حيث يعتقد الكثير من الناس أنه لا يمكن فعل أى شىء لوقف تغيّر المناخ، وفى أحدث تقييم للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، هناك دليل لا يمكن دحضه على أن درجات الحرارة ارتفعت بما يقرب من نقطة التحول البالغة 1.5 درجة مئوية، وأن النشاط البشرى هو السبب الرئيسى، وتُشكل حالة الطوارئ المناخية وآثارها أولى المخاطر التى تُهدّد العالم على مدار العقد المقبل، حيث يُمثل الفشل فى التخفيف من آثار تغير المناخ الخطر الأكثر تأثيراً على الحياة على الأرض.
كيف ترى جهود مصر فى مواجهة التغيّر المناخى؟
- مصر تسير على الطريق الصحيح فى مواجهة تغيّر المناخ، حيث نشر صندوق النقد الدولى على موقعه العام الماضى أن مصر تتكيف مع تغيّر المناخ، إذ تتعرّض بشدة لخطر نُدرة المياه والجفاف وارتفاع مستويات سطح البحر، وغير ذلك من التأثيرات السلبية، وبدون التكيّف ستكون الزراعة والسياحة والمجتمعات الساحلية معرّضة للخطر بشكل خاص، ولاقتصاد أكثر مرونة فى مواجهة تغيّر المناخ، أطلقت الحكومة المصرية مؤخراً الاستراتيجية الوطنية لتغيّر المناخ.
وسيلعب القطاع الخاص دوراً رئيسياً فى هذا التحول، كما أصدرت مصر أيضاً أول سند سيادى أخضر فى المنطقة لتمويل مشروعات فى مجال النقل النظيف وإدارة المياه المستدامة، وباعتبارها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، تعمل مصر أيضاً على تنسيق العمل العالمى بشأن التكيّف مع المناخ والتخفيف من آثاره والتمويل، ونجح مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة الذى اكتمل بتكلفة 8.1 مليون دولار أمريكى فى التخلص بشكل آمن من 1090 طناً من المبيدات الحشرية شديدة الخطورة، فضلاً عن 1000 طن من مركبات ثنائى الفينيل متعدّد الكلور من المحولات.
كيف يؤثر ارتفاع منسوب المياه على الدول الجزرية الصغيرة؟
- الدول الجزرية الصغيرة النامية هى من أكثر مناطق الكوكب عرضة لتغيّر المناخ، خاصة ارتفاع مستويات سطح البحر والظواهر المتطرّفة الساحلية، ولعبت الدول دوراً حاسماً فى رفع الطموحات للحفاظ على الاحتباس الحرارى العالمى عند أقل من 1.5 درجة مئوية، وفى دفع المناقشة الصعبة حول الخسائر والأضرار، والحفاظ على الاحتباس الحرارى العالمى عند أقل من 1.5 درجة مئوية يمكن أن يتجنّب ما يقرب من نصف الأضرار غير المخفّفة، اعتماداً على المنطقة.
كيف يتصدى العالم للاحتباس الحرارى؟
- عندما يتعلق الأمر بتغيّر المناخ، لا يوجد حل واحد قادر على إصلاح كل شىء، بل هناك الكثير من الحلول التى يمكنها، مجتمعة، معالجة هذا التحدى على نطاق واسع، مع بناء عالم أكثر أماناً وإنصافاً، أبرزها العمل على خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحرارى قدر الإمكان، وفى أقرب وقت ممكن، ومن خلال الكفاءة والتغيير السلوكى، يمكننا خفض كمية الطاقة التى نحتاج إليها.
هل يجب التكيّف مع التغيّر المناخى؟
- التكيّف يتلخص فى مساعدة أنظمتنا البشرية والطبيعية على الاستعداد لتأثيرات ارتفاع درجة حرارة الكوكب، ويساعد تشجير المناطق الحضرية على حمايتها من الحرارة والفيضانات.
ويساعد استعادة الأراضى الرطبة الساحلية على الحماية من العواصف؛ وزيادة تنوع النظم البيئية على تحمل الحرارة والجفاف، ونمو الشعاب المرجانية الضخمة على تحمل موجات الحر البحرية، وهناك الكثير من الطرق التى يمكننا من خلالها استخدام التكنولوجيا والتغيير السلوكى والطبيعة، للعمل معاً، لجعلنا أكثر قدرة على الصمود فى مواجهة تأثيرات المناخ.
ما مقدار الطاقة المتجدّدة التى نحتاجها لوقف تغير المناخ؟
- إننا بحاجة إلى زيادة الطاقة المتجدّدة، بما لا يقل عن تسعة أضعاف ما هى عليه اليوم، لتحقيق أهداف اتفاق باريس وتجنّب أسوأ آثار تغيّر المناخ، وكل «واط» يمكننا خفضه من خلال الكفاءة أو التحول من الوقود الأحفورى إلى مصادر الطاقة المتجدّدة، مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، هو خطوة فى الاتجاه الصحيح.
مصر والدول المتضرّرةمصر بادرت بإرسال قوافل بحرية وجوية وفرق إغاثة نحو تركيا وسوريا لتقديم التضامن والدعم فى كلتا الدولتين بعد سلسلة الزلازل، ومع بدء الأزمة فى السودان، قامت الدولة المصرية بتسيير عدة قوافل من المساعدات الإغاثية والطبية إلى ميناء بورسودان، كما قامت مصر بدور حيوى أيضاً فى دعم الخدمات الطبية فى انفجار مرفأ بيروت.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدورة الـ79 للأمم المتحدة نيويورك حرب غزة تغی ر المناخ درجة مئویة فى مواجهة التکی ف
إقرأ أيضاً:
" التغيرات المناخية وتأثيرها على التنمية المستدامة " فى منشأة رحمي بالفـيوم
نظمت وزارة الشباب والرياضة، الإدارة المركزية للتعليم المدني-، بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الفيوم، جلسة نقاشية حول " التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها وتأثيرها على التنمية المستدامة " بمركز شباب منشأة رحمي ، تزامنًا مع المشاركة المصرية بمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) في العاصمة الأذربيجانية باكو، والذي يستمر حتى الــ22 من نوفمبر الجاري، ويأتي تأكيدًا لالتزام الدولة المصرية باتفاقياتها الدولية وتبيان جهودها للحد من ظاهرة التغير المناخي الضارة ، وبصفتها جزءا من النسيج العالمي، بالمشاركة في تطوير وتطبيق الحلول المبتكرة لحماية البيئة وضمان استدامتها.
شبكة مترابطةوشهدت الجلسة النقاشية حضور كل من الإعلامي عبد الحكيم اللواج ، مقدم برامج بالتليفزيون المصري ، الإعلامية إيناس عبد العزيز ، المذيعة بالإذاعة المصرية ، حيث تحدثا في بداية الجلسة عن أن تغير المناخ والتنمية المستدامة (شبكة مترابطة ) ، التنمية المستدامة هو مفهوم شامل يشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومن ناحية أخرى، فإن تغير المناخ يخل بالتوازن بين هذه الأبعاد، مما يقوض التقدم نحو الاستدامة.
وتطرقا الي أن مشاركة مصر قي مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ (كوب 29) بمثابة منصة أساسية لمراجعة وتقييم التقدم العالمي في مواجهة تغير المناخ، بالإضافة إلى صياغة سياسات جديدة يمكن أن تساعد في تسريع جهود مكافحة تغير المناخ على مستوى العالم.
وخلال الجلسة والمناقشات تم التأكيد علي أن القيادة السياسية المصرية تولي اهتماما خاصا بقضية التغير المناخي، من خلال التزامها بتعهداتها الدولية، وتهدف رؤية مصر 2030 إلى معالجة تغير المناخ من خلال تنويع الاقتصاد المصري، وتعزيز بناء القدرات، وتحسين استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، وبما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ( الهدف 13 - العمل المناخي ) إلى تقليل تأثير تغير المناخ على التنمية المستدامة من خلال التركيز على جهود التخفيف والتكيف.
واختتمت الجلسة التفاعلية الرد علي تساؤلات المشاركين وكان أبرزها كيف رسمت رؤية مصر 2030 جهود مواجهة تغير المناخ
يُذكر أن المؤتمر يُناقش علي مدار أيام إنعقاده " التمويل المناخي والتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع تغير المناخ والعدالة المناخية والتعاون بين القطاعين العام والخاص وإجراءات لتعزيز الانتقال إلى الطاقة المتجددة وتعزيز آليات المراقبة والمراجعة.
ويناقش أيضا النقل والتكنولوجيا الخضراء وحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية والتقارير والمراجعات التي صدرت في مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ (كوب28).
4 5 6 7 8 76 88 555