شبكة انباء العراق:
2025-02-16@12:50:51 GMT

” الإعلام العربي بين التجاهل والتحديات “

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

بقلم : سمير السعد ..

على مدى العقود الماضية، شكّل الإعلام العربي حجر زاوية في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين والصراع المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في هذا الدور الذي كان محوريًا في تعزيز وعي الشارع العربي والتأكيد على الهوية المشتركة. فلماذا أصبح الإعلام العربي أقل فعالية في هذا السياق، وما هي التحديات التي تواجهه؟
شهد الإعلام العربي في العقدين الأخيرين تحولات جذرية؛ من حيث المنصات المستخدمة أو من حيث الرسائل التي يتم تبنيها.

ظهور القنوات الفضائية الخاصة والمنصات الرقمية، بالإضافة إلى التغيرات السياسية والاجتماعية في العديد من الدول، جعلت من هذه المؤسسات الإعلامية تميل نحو القضايا المحلية والاقتصادية بدلاً من القضايا القومية. علاوة على ذلك، تأثرت كثير من وسائل الإعلام بضغط الحكومات، التي سعت إلى تهدئة التوترات مع القوى العالمية، وبالتالي أضعفت تغطية الإعلام لممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
يُتهم بعض الإعلام العربي بالتجاهل المتعمد أو التقليل من حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، سواء في فلسطين أو في لبنان. هذا الإهمال يتضح في غياب التغطية المستمرة والانحياز لمواضيع بعيدة عن تلك التي تتعلق بحقوق الشعوب المضطهدة تحت الاحتلال. بعض القنوات الإعلامية، التي كانت في وقت من الأوقات منبرًا للحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني واللبناني، أصبحت الآن مشغولة بالمواضيع الترفيهية أو السياسية المحلية.
من جهة أخرى، يواجه الإعلاميون أنفسهم ضغوطًا من الجهات الممولة أو الداعمة، التي قد تتبنى سياسات تقربها من القوى العالمية المؤثرة التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل أو بآخر. هذا الضغط أدى إلى تقليص مساحة التعبير عن معاناة الفلسطينيين واللبنانيين، مما انعكس سلبًا على الرأي العام العربي.
على الرغم من التراجع الذي شهدته وسائل الإعلام التقليدية، برز دور الإعلام البديل، بما في ذلك المنصات الرقمية والشبكات الاجتماعية. كثير من الناشطين والصحفيين المستقلين يعتمدون على هذه المنصات لإيصال صوت المظلومين وتوثيق الجرائم المرتكبة. لكن هذا الإعلام البديل لا يزال يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل والمصداقية، إذ غالبًا ما يُنظر إلى تلك المنصات بأنها أقل تأثيرًا مقارنة بالقنوات الفضائية الكبرى.
في ظل هذا الوضع، تظل قضية فلسطين ولبنان بحاجة ماسة إلى دعم إعلامي أكبر وأكثر تأثيرًا. إذ يجب على الإعلام العربي أن يتخطى الحواجز السياسية والاقتصادية التي تقيده ويعيد تموضعه كمنبر للعدالة والحرية، مُدركًا أن دوره لا يقتصر على نقل الأخبار، بل على تشكيل وعي الشعوب وحشد التضامن العربي والدولي ضد جرائم الاحتلال.
مع كل هذه التحديات، يحتاج الإعلام العربي إلى تطوير استراتيجيات جديدة لضمان استمرار دعم القضية الفلسطينية والقضايا اللبنانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. يمكن تلخيص بعض هذه الاستراتيجيات في
أن يتم دعم الإعلام المستقل، سواء كان ذلك من خلال توفير تمويل مستدام أو تدريب الصحفيين على التحقيق الصحفي والتغطية الميدانية المستقلة. الإعلام الذي لا يعتمد على التمويل الموجه سيكون أكثر قدرة على تغطية القضايا بحرية ونزاهة.
استخدام المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي تمثل أداة قوية لنشر الوعي حول قضايا فلسطين ولبنان. يمكن استغلال هذه المنصات لتوثيق الجرائم ونشر القصص الإنسانية التي تكشف عن معاناة الشعوب تحت الاحتلال، خصوصًا في ظل القيود المفروضة على الإعلام التقليدي.
التعاون مع المؤسسات الإعلامية العالمية التي تدعم حقوق الإنسان قد يسهم في نشر الحقيقة وتوضيح واقع الاحتلال الإسرائيلي على نطاق أوسع. هذا التعاون قد يساهم في الوصول إلى الجماهير الدولية ويعزز من الضغط العالمي على إسرائيل.
من المهم أن يلعب الإعلام دورًا في تعزيز وعي الجمهور العربي حول أهمية استمرار دعم القضية الفلسطينية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم برامج وثائقية وتحليلية تعيد التركيز على التاريخ والواقع الحالي للصراع، وتعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه القضية.
وفي الختام إن الإعلام العربي، رغم التحديات التي يواجهها، يبقى قادرًا على لعب دور فعّال في دعم قضايا الأمة إذا ما توافرت له الحرية والاستقلالية. القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية تتطلب من الإعلام العربي أن يعيد ترتيب أولوياته والالتزام بمبادئه الأخلاقية في مواجهة الظلم والاحتلال.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الاحتلال الإسرائیلی الإعلام العربی

إقرأ أيضاً:

4500 إعلامي شكّلوا حضورًا في دوراته الثلاثة السابقة.. “منتدى الإعلام” حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل

المناطق_واس

يعد المنتدى السعودي للإعلام الذي انطلقت نسخته الأولى في عام 2019م، حدثًا إعلاميًا ثقافيًا سنويًا، ينتظره المتخصصون والمهتمون بقطاع الإعلام من داخل المملكة وخارجها, حيث شهده أكثر من 4500 إعلامي سعودي وأجنبي في الأعوام السابقة؛ بهدف تبادل الأفكار وطرح الآراء، التي تسهم في تطوير القطاع، وتستند إستراتيجياته على الأرقام، والمؤشرات، والشغف، والعمل، وتمثل خارطة طريق نحو إعلام المستقبل في السعودية والعالم.

وانطلقت الدورة الأولى من المنتدى في 2 ديسمبر 2019م، تحت عنوان “صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات”، بمشاركة عدد من المهتمين بالإعلام من رؤساء تنفيذيين، ومسؤولين، إلى جانب رؤساء مؤسسات إعلامية، محلية وإقليمية وعالمية.

أخبار قد تهمك وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة البرلماني الألماني يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين والموضوعات ذات الاهتمام المشترك 16 فبراير 2025 - 2:00 صباحًا إصدارات متنوعة عن منطقة جازان تزخر بها أجنحة معرض الكتاب 16 فبراير 2025 - 1:14 صباحًا

وقُدمت في هذه الدورة أكثر من 50 جلسة علمية ولقاء وورشة، حضرها ما يزيد على 1000 إعلامي، ومن ضمن الجلسات التي عُقدت جلسة بعنوان‌” دور الصحافة في قيادة التغيير‌”، و “المحتوى الإعلامي وسلوكيات الجماهير”، إضافةً إلى “مسؤولية الصحافة في‌ ‌الأخبار‌ السريعة في العالم الرقمي”.

أما نسخته الثانية التي انطلقت في 20 فبراير 2023م، فجاءت تحت عنوان: “الإعلام في عالم يتشكل”، وشهدت عقد 60 جلسة وورشة عمل، قُدم فيها ما يزيد على 100 ورقة عمل، تناولت محاور تتعلق بتطوير محتوى الإعلام وصناعة الإعلام، بمشاركة خبراء ومتخصصين محليين ودوليين؛ للنقاش وتبادل التجارب والخبرات في المجال، حضرها أكثر من 1500 أكاديمي وإعلامي، إلى جانب وزراء ومسؤولين محليين ودوليين، للنقاش في جوانب متعددة بقطاع الإعلام، تتناول واقعه ومستقبله، وحقق حضورًا تجاوز 10 آلاف زائر.

وأخيرًا أقيمت الدورة الثالثة من المنتدى السعودي للإعلام خلال الفترة 20-21 فبراير 2024م، تحت عنوان: “الإعلام في عالم يتشكل”، ونظمته هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع هيئة الصحفيين السعوديين، بحضور نحو 2000 إعلامي من المملكة وخارجها، تضمنت الدورة 60 جلسة وورشة تخصصية في الإعلام، قدمها نحو 150 متحدثًا من الوزراء والمسؤولين والخبراء والمختصين المحليين والدوليين، لمناقشة مستجدات العمل الإعلامي في العالم بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي، علاوة على استعراض التجارب المحلية والدولية في الإعلام، وأهمية الإعلام الرقمي والتسويق، وصحافة الموبايل، والتلفزيون والصحافة، وفنون تحرير الأخبار، وواقع الإعلام العربي، والعديد من القضايا المتعلقة بالإعلام.

وخلال الأيام القادمة تنطلق النسخة الرابعة من المنتدى في 19 من شهر فبراير الجاري، بالإضافة إلى معرض مستقبل الإعلام ليواصل الزخم والنجاحات التي حققتها النسخ السابقة، حيث أصبح المنتدى حدثًا استثنائيًا غير مسبوق، يجمع بين الإبداع والتقنية لبناء شراكات إعلامية مثمرة تعزز التنمية المستدامة، وتجمعًا عالميًا يجمع صناع الإعلام وقادته تحت سقف واحد في العاصمة الرياض، كما يترقب رواد الإعلام “جائزة المنتدى السعودي للإعلام” التي تهدف إلى تطوير المحتوى الإعلامي، وتحفيز التنافس وتكريم المبدعين.

يذكر أن النسخة الرابعة من المنتدى السعودي للإعلام لهذا العام 2025م، نُظمت بهدف مواكبة تطورات المشهد الإعلامي وصناعته على كل المستويات محليًّا وعالميًّا، وتضم فعالياتها أكثر من 200 متحدث من أبرز الإعلاميين والخبراء، ونحو 250 شركة عالمية، وأكثر من 80 جلسة وورشة عمل متنوعة، و6 تجارب تفاعلية فريدة، وتتيح فرصًا تمويلية مبتكرة لدعم رواد الأعمال.

مقالات مشابهة

  • الحمض النووي يكشف سر “دموع الدم” التي يذرفها تمثال السيدة العذراء
  • الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
  • الكابينت الإسرائيلي يجتمع “قريبا” لاتخاذ قراره بشأن اتفاق غزة
  • 4500 إعلامي شكّلوا حضورًا في دوراته الثلاثة السابقة.. “منتدى الإعلام” حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل
  • غازي زعيتر: يجب التنبه للمخاطر التي تتعرض لها سوريا من قبل الاحتلال الإسرائيلي
  • صور جوية| تحذيراً للعدو الإسرائيلي والأمريكي.. شاهد حشود مليونية استثنائية في مسيرة “على الوعد مع غزة.. ضد التهجير، ضد كل المؤامرات”
  • “منشآت” تفعّل اليوم العالمي للإذاعة بمشاركة وزارة الإعلام
  • مراقبون : مايحصل في الجنوب ثورة شعبية ضد الاحتلال
  • القضية الفلسطينية بين مخططات التهجير والمقاومة: قراءة في الواقع والتحديات
  • نبيه بري: إذا بقي الاحتلال الإسرائيلي في لبنان فـ”الأيام بيننا”