جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@17:34:46 GMT

ملف تشغيل الباحثين

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

ملف تشغيل الباحثين

 

 

خالد بن سعد الشنفري

التوجيهات السامية السارّة خلال اجتماع مجلس الوزراء بقصر المعمورة العامر في ولاية صلالة الأسبوع الماضي، حملت في طياتها هذه المرة إشارات كثيرة تعتبر على رأس أولويات واهتمامات المواطن، وعكست بشرى لدى قطاعات عريضة منهم وفي جوانب كثيرة مُهمة يصبون لتحقيقها، ويأتي ذلك بعد أن حقق برنامج خطة التوازن المالي (2021- 2024) المرجو منه.

وقد أشاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بالنتائج التي كانت مرجوة من ذلك، وتحققت، ويأمل المواطن- الذي تحمّل الجزء الأكبر من نجاح برنامج التوازن المالي- حصول انفراجات في كثير من هذه الجوانب التي شملتها خطة البرنامج.

نتطرق هنا لأهم المواضيع التي طرحت ألا وهو ملف تشغيل الباحثين عن عمل، الذي أكد مجلس الوزراء أنَّه يُعد من أهم وأولى الأولويات الوطنية. والتوجيهات السامية في هذا السياق بتخصيص مبلغ 50 مليون ريال إضافية لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين في القطاع الخاص إضافة إلى نسبة 1.2% من قيمة فواتير مشتريات الوحدات الحكومية ومشتريات كل من قطاعات النفط والغاز وشركات جهاز الاستثمار، ما هي إلّا مؤشرات لما سيأتي بعدها تباعًا وعمّا قريب بإذن الله تعالى.

لقد أصبح ملف تشغيل الباحثين مُثقلًا بما يزيد عن 100 ألف باحث عن عمل، بعد تراكمه لسنوات، ومعظم هؤلاء من خريجي الجامعات والكليات المختلفة من أصحاب التخصصات المختلفة، الذين أُنفقت عليهم المليارات في مراحل تعليمهم المختلفة، وبذلك يجب النظر إليها ليس من مجرد خلق فرص عمل مؤقتة لهم؛ بل باعتبارهم ثروة بشرية يجب الاستفاده منها وتسخير كل السبل لذلك، بإنفاق المزيد من الأموال وتبنِّي خطط مماثلة لخطة التوازن المالي.

إن مقولة "الإنسان هو أساس التنمية" أثبتت جدواها بجلاء من خلال تجربتنا الوطنية، وتكفي نظرة سريعة إلى التراجع الكبير في أعداد الوافدين الذين كانوا يشغلون معظم الوظائف الحكومية (وتحويلاتهم للخارج بالملايين شهريًا)، وفي كافة إدارتنا الحكومية في فترات السبعينيات والثمانينيات وردحًا من تسعينيات القرن الماضي؛ حيث لم يكن قد توفرت لدينا مخرجات تعليمية كافية من أبنائنا لشغل هذا الفراغ، ونُجزمُ هنا بأن مخرجات الاستثمار التعليمي الآن قد آتت أُكلها، ويجب علينا السعي جاهدين لعدم تحول الباحثين إلى طاقات مُهدرة، بل النظر إليها باعتبارها نِعمًا. لقد أصبح أبناؤنا من هذه المخرجات يتولون اليوم زمام الأمور وأجادوا وأبدعوا في شغل أدق وأهم الوظائف ليس في الجهاز الحكومي وأذرعه الاستثمارية؛ بل وفي الشركات الناجحة الكبرى التي أصبحت جميعها تُدار وتشغل بأيدٍ عمانية كُفؤة بكل إبداع وإجادة.

ومن هذا المنطلق وفي ظل النتائج الإيجابية لخطة التوازن المالي، نأمل بدء الإسراع في تخصيص مبلغ مالي في حدود 150 ريالًا، لكل باحث عن عمل؛ فالأب المتقاعد والذي أُثقل كاهله طوال السنوات الماضية، يعِزُ على نفس ابنه- ومنهم من ناهز الثلاثين من العمر- أن يطلب مصاريفه من أبيه، وهذا المبلغ المقترح يُشكل حماية اجتماعية للشباب، على أن نعتبره ضمن منظومة الحماية الاجتماعية المباركة التي توجهنا إليها مؤخرا بشمولية أكثر، خاصة وأن أبناءنا الباحثين في أمسِّ الحاجة إليها من حكومتهم وبلدهم؛ لتحميهم من أمور كثيرة، ولكي لا ينجروا- لا سمح الله- لأيٍ منها، تحت وطأة وضعهم هذا، والتي أصبح الجميع من أُسر ومُجتمع يعي ويُعاني من الكثير منها ومعروفة لنا جميعًا.

من جانب آخر، لقد أصبحت لدينا أذرع استثمارية حكومية كبيرة، واستثماراتها بالمليارات في الخارج والداخل، ونتمنى توجيهها للاستثمار في الداخل في مشاريع تكون طويلة الأمد لا تسعى لمجرد الربح السريع، وتستوعب مع الوقت أعدادًا كبيرة من الباحثين الحاليين والمستقبليين، الذين نغفل أمرهم للأسف اليوم، إذا لم نخطط لاستيعابهم من الآن، في ظل تزايد مخرجات جامعاتنا وكلياتنا التخصصية بمختلف تخصصاتها.

وفَّقنا الله جميعًا لما فيه الخير والسداد لمصلحة الوطن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل تنجح دول الخليج في تحقيق التوازن في علاقاتها الاقتصادية بين الصين والغرب؟

تسعى دول الخليج لتحقيق توازن في علاقاتها مع كل من الصين والغرب؛ حيث تحاول تعزيز خططها الاقتصادية والتكنولوجية عبر شراكات مع الغرب، فيما أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للخليج. ولكن هل تنجح دول الخليج بالفعل في الحفاظ على هذا التوازن؟

بحسب تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" وترجمته "عربي21"، فإن حكام دول الخليج الثرية أمضوا سنة 2024 في القيام بأمرين: أولا وضع بصمتهم على خريطة التكنولوجيا العالمية في محاولة للارتقاء في الترتيب الرقمي، وثانيا المضي قدما في خططهم الطموحة للتنويع الاقتصادي، وقد انطوى ذلك على شراكات مع الغرب والصين، لكن مع اقتراب 2025 تتعرض دول الخليج لضغوط متزايدة لاختيار أحدهما.

واعتبرت المجلة أن دول الخليج تميل نحو الغرب عندما يتعلق الأمر بتعزيز طموحاتها التكنولوجية، فقد استقطبت الإمارات العربية المتحدة، شركة مايكروسوفت كشريك لشركة "جي 42"، وهي شركة محلية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما تنشئ مايكروسوفت حاليًا مركزًا هندسيًا في أبوظبي، وتستثمر في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، إلى جانب شركة بلاك روك، أكبر شركة تدير الأصول في العالم، وصندوق "إم جي إكس"، وهو صندوق إماراتي للتكنولوجيا.

ويصف براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، هذا الأمر بأنه "نموذج جديد للتعاون الجيوسياسي والاقتصادي" بين الشرق الأوسط والغرب، ويشير إلى أنها في المقام الأول "علاقة بين الحكومات، مدعومة من القطاع الخاص".


من جانبها، تعمل المملكة العربية السعودية على إنشاء صندوق للذكاء الاصطناعي بقيمة 40 مليار دولار بالشراكة مع مستثمرين أمريكيين، وتخطط جوجل لإنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في المملكة، حسب التقرير.

وأشارت المجلة إلى أن اعتماد الدول الخليجية على الغرب لم يمنع من أن تصبح الصين أكبر شريك تجاري للخليج؛ حيث تعمل بكين على زيادة استثماراتها في المنطقة بشكل سريع، وقد اتجهت هذه الدول شرقًا فيما يتعلق بالمخططات الوطنية الطموحة لإصلاح اقتصاداتها وقامت ببناء روابط تجارية ومالية أكثر إحكامًا مع الشركات والمستثمرين الصينيين، الذين يقومون بتعزيز البنية التحتية في دول الخليج وجلب التكنولوجيا الصناعية.

وتردّ الشركات الخليجية الغنية بضخ مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا ومشاريع الطاقة في الصين وأماكن أخرى في آسيا، وضمن هذه العملية تفتح الشركات الخليجية أسواقًا جديدة وتجد فرصًا للنمو.

ووفقا للتقرير، فإن المشكلة تكمن في معارضة أمريكا للروابط التكنولوجية مع الصين، وفي هذا الإطار أُجبرت شركة "جي 24" على قطع علاقاتها مع شركة هواوي، عملاق الاتصالات الصيني، قبل إبرام الصفقة مع مايكروسوفت، كما كانت أمريكا مترددة في السماح بتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا إلى الشرق الأوسط، خوفًا من أن ينتهي الأمر بإرسال بعضها إلى الصين.

وفي شباط/ فبراير الماضي، وقعت شركة "دو"، وهي شركة اتصالات إماراتية، اتفاقية مع شركة هواوي لبناء شبكات الجيل الخامس، وقد هددت أمريكا بوقف مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الأطراف التي تستخدم معدات هواوي خوفا من استخدامها في التجسس.

وأضافت المجلة أن دول الخليج ترى رغم ذلك في الصين شريكًا موثوقًا به وجذابًا لتحقيق أهدافها الحالية، فقد ساعدت الصين الإمارات على أن تصبح مركزًا تجاريًا عالميًا؛ حيث أنشأت مستودعات ضخمة وعمليات تجارية وبنى تحتية مفيدة.


كما أن الصين تدعم التحول نحو الطاقة المتجددة في دول الخليج من خلال توريد الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، وقد لعبت الشركات الصينية أيضًا دورًا محوريًا في أنشطة البناء والنقل وغيرها من الأنشطة الصناعية في جميع أنحاء الخليج، كما تعمل الجامعات الصينية على تعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا مع نظيراتها في الخليج.

إلا أن العمل مع أمريكا، وفقا للمجلة، يساعد على تأمين الطموحات التكنولوجية للخليج، والتي تعتبر أساسية في خطط التنويع الاقتصادي والنمو المستقبلي، كما يتطلع حكام الخليج إلى الاستثمار في الفضاء والدفاع والأمن السيبراني كمجالات واعدة في منطقة تزداد توترا.

وأكدت المجلة أن الولايات المتحدة أظهرت في بعض الأحيان أنها شريك يخدم مصالحه فقط؛ حيث خنقت طموحات دول الخليج وشركاتها، وتعاملت مع المنطقة كأداة في جهودها لبناء نفوذ في جنوب العالم، وسيستمر ذلك في عهد دونالد ترامب.

وختمت بأن دول الخليج قد تتطلع إلى دول آسيوية أخرى كبديل للصين إذا زادت الضغوط الغربية، وقد تحوّطت السعودية في رهاناتها حيث تعاونت مع شركات بناء من الهند وكوريا الجنوبية في بعض المشاريع، لكن هذه الشركات تكافح لمنافسة سرعة وكفاءة وقوة التصنيع التي تتمتع بها شركات البناء والهندسة الصينية.

مقالات مشابهة

  • تخفيضات تصل لـ50%.. الغرف التجارية تزف بشرى للمواطنين
  • «الإمارات للتوازن بين الجنسين» يشارك بمنتدى المرأة العالمي في دبي
  • كم تستطيع الوقوف على ساق واحدة؟.. اختبار يكشف أمورا خطيرة عن صحتك
  • 7 أبراج لا تغير وظائفها.. الاستقرار أولوية
  • مصطفى بكري لـ «العربية»: مصر وضعت قانون اللاجئين لاعتبارات الأمن القومي ولجوء أعداد كبيرة إليها «فيديو»
  • ماذا ستفعل إيطاليا حال دخول نتنياهو وغالانت إليها؟
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • هل تنجح دول الخليج في تحقيق التوازن في علاقاتها الاقتصادية بين الصين والغرب؟
  • د.العيسى يلتقي وفداً من الباحثين السياسيين الأمريكيين
  • عبير موسى تواجه عقوبة الإعدام في تونس.. ما التهم الموجه إليها؟