د. لولوة البورشيد

 

 

أصبحت الحرب الدائرة في السودان واحدة من أكثر الصراعات الدامية والمُستمرة في العالم؛ حيث تندلع الصراعات الداخلية بين الحكومة والجماعات المُسلحة على فترات متقاربة، مما يتسبب في دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة.

ويعود أصل الحرب الأهلية في السودان إلى عدة عوامل تاريخية وسياسية واقتصادية تتسبب الحروب الدائرة في السودان في آثار سياسية واقتصادية خطيرة على البلاد، حيث تؤدي إلى تشتت القوى السياسية وتعطيل عملية الحوار والتفاوض لإيجاد حلول سياسية للصراع.

فالحكومة والمعارضة تكونان مشغولتان بالصراع العسكري، مما يجعل من الصعب التركيز على الإصلاحات السياسية وتلبية احتياجات الشعب؛ حيث دمرت الحرب الدائرة في البلاد الكثير من الحياة البريئة والممتلكات وأفقرت الكثير من الناس وأجبرت الكثير منهم على النزوح والهجرة إلى دول أخرى .

أما عن الآثار الاقتصادية، فإن الحرب في السودان تؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة والفقر. حيث تتكبد البلاد خسائر فادحة في البنية التحتية والموارد الطبيعية، مما يضعف الاقتصاد ويجعل من الصعب استقطاب الاستثمارات الأجنبية.

تؤثر الحرب الدائرة في السودان أيضًا على مجالات التعليم والصحة والزراعة؛ حيث تعمل الحكومة على تخصيص ميزانية كبيرة للجيش على حساب القطاعات الأخرى، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الحيوية للمواطنين ويزيد من معدلات الفقر والجوع.

وبالرغم من جهود الوساطة الدولية والجهود الدبلوماسية التي تبذل لحل النزاعات في السودان، إلّا أنَّ الحرب لا تزال مستمرة والأوضاع لا تزال مأساوية في البلاد .

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الحرب في السودان إلى تشريد الملايين من السكان وزيادة حالات النزوح الداخلي، مما يزيد من الأعباء على المجتمع ويؤدي إلى زيادة الجريمة والفوضى.

لذلك.. يجب على الأطراف المتنازعة في السودان التخلص من الصراعات والتوجه نحو الحوار والمصالحة، للحفاظ على وحدة البلاد وتعزيز التنمية السياسية والاقتصادية في المستقبل. كما ينبغي على المجتمع الدولي دعم السودان في هذه الفترة الحرجة وتقديم الدعم اللازم لإحلال السلام والاستقرار في البلاد.

يُعبِّر المجتمع الدولي عن قلقه العميق تجاه الحرب الدائرة في السودان ويدين بشدة العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث خلال هذه الصراعات. يطالب المجتمع الدولي بوقف العنف فورًا والبحث عن حل سلمي للصراعات وتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

منظور القانون الدولي اتجاه الحرب الدائرة في السودان يركز على إدانة الأعمال العدوانية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث خلال النزاع. القوانين الدولية تحظر الاعتداء على سيادة الدولة وتدعو إلى احترام حقوق الإنسان لجميع الأفراد بغض النظر عن الظروف.

والآثار السياسية والاقتصادية للحرب في السودان كارثية على جميع الأصعدة. وتؤدي الصراعات المستمرة إلى تشتت المجتمع وتعطيل العملية السياسية وتحد من التنمية الاقتصادية. تكون الحروب الدائرة سبباً رئيسياً للنزوح السكاني وتدمير البنية التحتية وتعرقل الجهود الإنسانية.

وتمثل حقوق الإنسان منظورًا حيويًا عند التعامل مع الحرب الدائرة في السودان. فالحروب والنزاعات تسبب الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان وتؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني  وبالتالي، يجب أن تتم مراعاة حقوق الإنسان في جميع جوانب النزاع والحرب، بما في ذلك حماية المدنيين، وعدم استهدافهم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وضمان العدالة والمحاسبة لجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان التي قد تحدث خلال النزاع.علاوة على ذلك، يجب أن تتوجه الجهود نحو العمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات والحروب في السودان، تحقق العدالة وتعزز السلام والاستقرار. ويجب أن تلتزم جميع الأطراف المتورطة في النزاع بسياسات وخطط تعزز حماية حقوق الإنسان وتضمن تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.

في النهاية.. يجب على الأطراف المتحاربة في السودان أن يضعوا مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتباراتهم وأن يسعوا جاهدين لإيجاد حلول سياسية للصراع، بما يسهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد ويعيد بناء ما دمرته الحروب والنزاعات الطويلة، والتفاوض بشكل بناء وسلمي لحل القضايا السياسية والاقتصادية التي تقف وراء الصراع.

إنَّ الحرب في السودان لن تجلب سوى المزيد من الدمار والخراب، ويجب وضع نهاية للحرب الدائرة حتى تمثل خطوة هامة نحو بناء مستقبل أفضل للسودان وشعبه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رايتس ووتش: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تهدد حقوق الإنسان عالميا

أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قلقها البالغ إزاء خطة إعادة هيكلة وزارة الخارجية الأميركية التي أعلنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، محذرة من أنها قد تؤدي إلى تقويض العمل المتعلق بحقوق الإنسان والعدالة.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية، مما أضر ببرامج حقوق الإنسان على نطاق واسع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كسور وبقع.. حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسير عبد الله البرغوثي والسعي لقتلهlist 2 of 2العفو الدولية: غزة تشهد إبادة جماعية على الهواء مباشرةend of list

وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في 22 أبريل/نيسان الجاري عن خطة "إعادة تنظيم شاملة"، تهدف إلى مواءمة سياسة الوزارة مع شعار "أميركا أولا" الذي تبناه الرئيس ترامب.

ووفقا للهيكلة الجديدة، تم إلغاء العديد من المكاتب والوظائف العليا المخصصة لحقوق الإنسان.

ووفق المنظمة تثير هذه التغييرات قلقا واسعا بشأن ما إذا كانت حقوق الإنسان ستظل أولوية في السياسة الخارجية الأميركية.

وقالت سارة ياغر، مديرة مكتب واشنطن في هيومن رايتس ووتش "على الرغم من أن أي إدارة أميركية لم تحقق التزاماتها الكاملة تجاه حقوق الإنسان، فإن وزارة الخارجية طالما لعبت دورا حيويا في دمج حقوق الإنسان في السياسة الدبلوماسية الأميركية، ودعم المدافعين عن الحقوق، وتعزيز العدالة لضحايا الجرائم الفظيعة"، وهو ما قالت إنه قد يصبح جزءا من الماضي.

إعلان

وتتضمن إعادة الهيكلة إلغاء عدة مكاتب رئيسية، بما في ذلك "مكتب قضايا المرأة العالمية" و"مكتب العدالة الجنائية العالمية". كما سيتم دمج "مكتب مكافحة الاتجار بالبشر" في مكتب "السكان واللاجئين والهجرة".

وأكدت هيومن رايتس ووتش أن هذه التغييرات تعرّض العمل على قضايا حساسة مثل مكافحة الجرائم الدولية ودعم حقوق النساء واللاجئين لخطر الإهمال.

وأشارت المنظمة إلى أن العديد من أعضاء الكونغرس، الذين سبق أن دعموا هذه البرامج بشدة، يجب أن يضغطوا على الوزير روبيو للتراجع عن هذه القرارات، خاصة أن بعضها سبق أن حظي بدعم حزبي واسع، بما في ذلك من روبيو نفسه خلال فترة عمله في مجلس الشيوخ.

وأعربت المنظمة عن مخاوفها من أن إزالة مكاتب حقوق الإنسان تضاف إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب وأضرت بحقوق الإنسان عالميا، وتضمنت انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفرض عقوبات على مدعي المحكمة الجنائية الدولية، فضلا عما عدته تحولا نحو "سياسات هجرة عنصرية"، وإلغاء المكاتب المخصصة لقضايا الصحة الإنجابية وحقوق الأقليات الجنسية.

وتوقعت المنظمة "تغييرات" في التقرير السنوي لحقوق الإنسان الذي ستصدره وزارة الخارجية في مايو/أيار المقبل، حيث يُتوقع حذف الأقسام الخاصة بحقوق النساء وحرية التعبير والتجمع.

وذكّرت المنظمة بمهاجمة روبيو مكاتب حقوق الإنسان، خلال إطلاق خطة إعادة الهيكلة، حين ادعى أنها أصبحت "منصات لنشطاء يساريين" لتبني أجندات معادية لدول صديقة مثل المجر وبولندا وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • "حقوق الإنسان" تشارك في مؤتمر دولي بإيران
  • رايتس ووتش: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تهدد حقوق الإنسان عالميا
  • العُمانية لحقوق الإنسان تشارك في مؤتمر دولي بطهران
  • أبوالغيط يبحث مع مبعوث الأمم المتحدة للسودان التطورات السياسية والإنسانية
  • اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تعقد جلسة حوارية
  • مفوض حقوق الإنسان يدعو العالم إلى منع وقوع كارثة إنسانية في غزة
  • حقوق الإنسان في البصرة تدعو لإعلان حالة الطوارئ بالمحافظة
  • السودان.. تحديات جسيمة تعرقل عودة الجامعات إلى البلاد
  • الأمم المتحدة تدعو الاحتلال لاحترام حقوق الإنسان في فلسطين
  • عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا