البانيا تؤسس نسخة إسلامية عن الفاتيكان”.. دولة “بكتاشية” للصوفيين
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
سبتمبر 23, 2024آخر تحديث: سبتمبر 23, 2024
المستقلة/- تدرس ألبانيا خطةً لإنشاء دولة صغيرة ذات سيادة داخل عاصمتها تيرانا، والتي ستتبع ممارسات العقيدة الدينية البكتاشية، وهي طريقة صوفية تأسست في القرن الثالث عشر في تركيا، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وإذا سارت الخطة على ما يرام، فإن ما يسمى بـ ”الدولة السيادية البكتاشية“ ستصبح أصغر دولة في العالم، وستوازي بذلك ربع مساحة مدينة الفاتيكان فقط.
ستسمح الدولة الجديدة بالمشروبات الكحولية، وستترك للنساء حرية ارتداء ما يرغبن فيه ولن تفرض أية قواعد محددة لنمط الحياة، انعكاساً لممارسات العقيدة البكتاشية.
قال رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما إن الهدف من إنشاء الدولة الجديدة هو الترويج لنسخة متسامحة من الإسلام الذي تفتخر به ألبانيا، مضيفاً في حديثه لصحيفة نيويورك تايمز: ”يجب أن نعتني بهذا الكنز، وهو التسامح الديني”.
تقليد صوفي عريق في ألبانيا
يعود تاريخ البكتاشية إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن الثالث عشر، ومنذ ما يقرب من قرن من الزمن، تركزت تعاليم هذه الطريقة الدينية في العاصمة الألبانية بعد أن منعها مصطفى كمال أتاتورك، الأب المؤسس للجمهورية التركية، من دخول بلاده.
للطريقة البكتاشية تقاليد صوفية عريقة في ألبانيا. وقد اعتنقها الإنكشارية، وهم نخبة جنود الإمبراطورية العثمانية الذين تم تجنيدهم إلى من المناطق المسيحية في البلقان. ولا تجبر العقيدة الصوفية مراعاة أساسيات الإسلام التقليدي.
يكرس البكتاشيون أنفسهم للحكماء المعروفين باسم الدراويش. والدرويش بابا موندي هو الزعيم الروحي الحالي للطريقة البكتاشية. ويعرفه أتباعه بلقبه الرسمي، قداسة الحاج ديدي بابا.
بابا مونديومن المقرر أن يكون بابا موندي زعيم الدولة السيادية للعقيدة البكتاشية، والذي يُشير إلى أن القرارات ستتخذ داخل الدولة الصغيرة بـ ”الحب والعطف“. وفي مقابلة مع قناة يورونيوز في عام 2018، قال: ”أن تكون بكتاشيًا يعني أن تكون إنسانًا. لقد بنينا مجتمعنا على أساس مبادئ السلام والمحبة والاحترام المتبادل”.
ويعمل فريق من الخبراء على وضع تشريع يحدد الوضع السيادي للدولة الجديدة داخل ألبانيا. كما سيتعين على الحزب الاشتراكي الحاكم في راما أن يصادق عليه.
وأعرب بابا موندي عن أمله في أن تعترف الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى بسيادة دولته، قائلاً لصحيفة ”نيويورك تايمز“: ”نحن نستحق دولة“، وأضاف: ”نحن الوحيدون في العالم الذين يمارسون الإسلام الحقيقي، ولا نربط الدين بالسياسة”.
المصدر: يورونيوز
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي
البلاد – جدة
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، وأنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني. وأشار العيسى إلى أن (رُهاب الإسلام) يُعد- وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصاءات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية. جاء ذلك في كلمة للدكتور محمد العيسى، خلال استضافته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك الجمعة؛ ليكون متحدثًا رئيسًا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وعقد العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثات ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتؤكد دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضوريًا”، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وتأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق. وفي كلمته الرئيسة تحدَّث العيسى بإسهاب عن أسباب نشوء “رُهاب الإسلام”، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم؛ إذ يقول الله تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”. وشدَّد على أن “رُهاب الإسلام” ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
وأضاف العيسى:” ولذلك نقول:” لا لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، ولا للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، ولا لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، ولا للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، ولا للإعلام الذي يغذي العنصرية، ولا للمنصات التي تروج للفتنة، ولا للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضًا لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان، ولا للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل لا لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع:” كما نقول أيضًا:” لا” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق، قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل الشيخ العيسى المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤولية أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة عقول الصغار والشباب.