23 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

يتواصل النقاش الحاد في العراق حول مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية لعام 1959، الذي يُعد من أقدم القوانين المدنية في العراق والمنطقة فيما يستقطب الجدل أطرافًا متعددة بل ان المشروع المقترح يثير مخاوف متعلقة بالطائفية وحقوق المرأة والطفل، في نفس الوقت، يدافع المؤيدون عنه باعتباره امتدادًا لمبدأ الحرية الدينية المنصوص عليه في الدستور.

وقانون الأحوال الشخصية الحالي (رقم 188 لعام 1959) يركز على ضمان حقوق الأفراد والأسرة في مسائل الزواج والطلاق والنفقة والحضانة والإرث. ومع ذلك، هناك محاولات لتعديله ليعكس، بحسب مؤيديه، نص المادة 41 من الدستور العراقي، التي تمنح الأفراد حرية الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو معتقداتهم.

ويرى المعارضون للتعديل فيه تهديدًا للحقوق المدنية المتراكمة منذ سنوات طويلة، وخاصة ما يتعلق بحقوق المرأة والطفل من ناحية انه يفتح الباب أمام إمكانية تشريع زواج القاصرات وتكريس التفرقة الطائفية في مسائل الأحوال الشخصية.

ويرى المعترضون أن الطريقة التي يُقترح فيها القانون تشكل سابقة خطيرة؛ حيث سيتم التصويت عليه قبل تحديد مواده التفصيلية، وهو أمر غير تقليدي في العملية التشريعية.

وفي جانب المعارضين، توجد منظمات المجتمع المدني، خاصة النسائية منها، التي تقلق من تأثير التعديل على المكتسبات التي حققتها المرأة العراقية في ظل القانون الحالي، .

وأصدرت مجموعة من الناشطات بيانًا  رفضن فيه التعديل، واعتبرنه خطوة نحو “التراجع” .

و يعتقد المؤيدون للتعديل أن هذه المخاوف مبالغ فيها أو غير صحيحة، و أن التعديل لا يهدف إلى سلب حقوق النساء أو الأطفال، بل يستند إلى مبدأ الحريات الدينية، ويتيح للأفراد الاختيار وفق معتقداتهم.

ودخل مجلس القضاء الأعلى على الخط وقال بيان له إن “المواد المقترحة لا تتضمن أي نصوص تتعلق بتزويج القاصرات أو انتهاك حقوق النساء”، مشيرا  إلى أن ما يجري من جدل إعلامي “يختزل” مشروع القانون بطريقة غير دقيقة.

و يرتكز المؤيدون على المادة 41 من دستور 2005، التي تتيح للعراقيين حرية الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب معتقداتهم. ويدافعون عن التعديل باعتباره ضرورة دستورية وشرعية، تراعي التنوع الديني والطائفي في العراق.

وأحد النقاط الأكثر إثارة للجدل تتعلق بكيفية تطبيق القانون، حيث يقترح أن تتم صياغة مدونة فقهية لكل مذهب بعد التصويت على القانون، بالتعاون بين الوقفين الشيعي والسني ومجلس القضاء على ان تخضع لتصديق البرلمان خلال 6 أشهر .

و أعربت السفيرة الأميركية في بغداد عن قلقها إزاء التعديلات المقترحة، وهو ما يزيد من حساسية الملف ، كما اعتبرته جهات عراقية تدخلا في الشأن العراقي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الأحوال الشخصیة

إقرأ أيضاً:

مثل إلغاء الإعدام | الخارجية: رفض توصيات دولية تتعارض مع القانون والدستور

استعرض الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أبرز ما جاء في تقرير مصر الوطني المقدم لآلية المراجعة الدورية الشاملة بمجلس حقوق الإنسان الدولي. 

ما حكم الصلاة وراء إمام فعل أشياء قد تبطلها؟.. أمين الفتوى يجيبالأحد والإثنين.. "واحد من الناس" يحيي ذكرى أم كلثوم بصوت مروة ناجيمصر استضافت 10.7 مليون أجنبي وسط إشادة دولية بجهودها في حقوق الإنسان

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة ، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" عبر قناة صدى البلد، أن المراجعة الدورية شهدت نجاحًا لافتًا بمشاركة 140 دولة، مما يعكس الاهتمام الدولي بالتقدم الذي أحرزته مصر في ملف حقوق الإنسان. 

أوضح الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن التوصيات التي تم استعراضها ساهمت في تعزيز الجهود الوطنية لتحسين الحقوق والحريات، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي هذا الملف أهمية خاصة، حيث وجه بإجراء تعديلات تشريعية على قوانين رئيسية، مثل قانون الإجراءات الجنائية، لضمان تحقيق تقدم ملموس.

أشار الوزير إلى أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تحظى بمتابعة مباشرة من الرئيس السيسي، مما ساهم في إشادة دولية بما حققته مصر، خاصة في تمكين المرأة في مختلف المجالات.

وعن التحديات التي واجهتها مصر، أوضح عبد العاطي أنه تم رفض بعض التوصيات التي تتعارض مع القانون والدستور المصري، مثل إلغاء عقوبة الإعدام، موضحًا أن هناك ضمانات قانونية تكفل حقوق المحكوم عليهم بالإعدام.

كما ألقى الوزير الضوء على الجهود الإنسانية التي بذلتها مصر باستضافة 10.7 مليون ضيف أجنبي من 62 جنسية مختلفة، يتمتعون بكافة الخدمات الأساسية، ويتم معاملتهم على قدم المساواة مع المصريين. 

وأضاف: "نتحدى أن تكون هناك دولة في العالم تعامل ضيوفها بهذا الكرم مثلما تفعل مصر".

مقالات مشابهة

  • قلق أممي بشأن عمليات إعدام خارج القانون في الخرطوم بحري
  • «المصرية لحقوق الإنسان» تعقد فعالية حول حرية التعبير والحريات الدينية في مصر
  • العفو العام: فرصة انتخابية ذهبية للأحزاب السنية في العراق
  • الدبيبة للنائب العام: سندعم مكافحة الفساد والجريمة
  • خبير قانوني يوضح حصانة رؤساء الدول وفق القانون الدولي
  • تعليم الأقصر ينتهي من إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين كرؤوساء لجان ومراقبين أوائل لامتحانات الثانوية العامة
  • نائب:غلق ملف التعديل الوزاري بسبب رفض الأحزاب
  • غرامات ضخمة وعقوبات قاسية لمسئولي حماية البيانات الشخصية في هذه الحالة
  • عقوبات قاسية على نقل أو حفظ البيانات الشخصية الحسّاسة بدون موافقة صاحبها.. وفقا للقانون
  • مثل إلغاء الإعدام | الخارجية: رفض توصيات دولية تتعارض مع القانون والدستور