نظّمت مؤسسة هيكل للصحافة العربية، ونقابة الصحفيين، مساء اليوم، حفل توزيع جوائز المؤسسة، وأيضًا تسليم شهادات دورة صحافة البيانات، التي كانت قد عقدتها مع النقابة.

وننشر نص كلمة خالد البلشي نقيب الصحفيين خلال فعّاليات الحفل.

نص الكلمة

عندما قرأت برنامج الحفل وجدت كلمة ترحيبية لنقيب الصحفيين، كان اتفاقنا أن أتكلم عن أكثر من عام من التعاون المباشر بين مؤسسة هيكل للصحافة، ونقابة الصحفيين في مجال تدريب الزملاء، والذي نتشرف اليوم بتخرج إحدى دفعات هذا التعاون.

 

كان السؤال، الذي راودني على الفور هو: هل يجوز لأحد أفراد البيت أن يرحب بأصحابه، قلت لعلهم يقصدون أنه ترحيب بغائب عاد إلى بيته، ترحيب بعودة هيكل ومؤسسته إلى نقابتهم، لكن هل غاب هيكل، وغابت مؤسسته عن الصحافة ودعم الصحفيين، كي أرحب بعودة الأستاذ أو عودة مؤسسته وهل الأمر يتعلق بالموضع والمكان، الذي تشغله المؤسسة، أم يتعلق بقوة الوجود واستمراره؟ وهل يقاس الوجود بتغير المكان، أم مدى التأثير الذي حققه الأستاذ، وحققته المؤسسة.

فليكن ترحيبًا بصاحب البيت، وترحيبًا باستمرار العطاء، وترحيبًا بمؤسسة ما زالت تعطي، وما زالت حاضرة، أرحب بحضور صاحب الحضور الأكبر في تاريخ الصحافة المصرية.

لقد حوّل هيكل الصحافة من وسيلة إعلام وإخبار، وتعليقات سريعة، ومحاورات مع المسئولين، تتم بشروطهم في بعض الأوقات منعًا للإحراج، إلى منتدى ثقافى رفيع المستوى يجمع بين كبار الكتّاب والمثقفين المختلفين في المنطلقات ومنابع المعرفة، كما في أنماط الابداع، مسرحًا، ورواية، وشعرًا، وقصة، ورسمًا ونحتًا وتصويرًا مع مساحة مميزة للمبدعين، فقدم الصورة الكاملة للصحيفة بمهامها التنويرية، وجاءت مؤسستة لتكمل المسار، فتربط الصحفي بعالمه وتطورات عالم الصحافة، وتمكّنه من الدخول إلى العصر، من باب المعرفة من دون أن يخسر اعتزازه بهويته، وتأكيد جدارته بأن يكون شريكًا في إنتاج الحضارة الإنسانية، وليس مجرد شاهد، أو ناقل، أو مترجم، أو من الدعاة للسلطان بطول العمر.

لذا فلتكن كلمتي باسم كل مَن استفادوا بتجربة هيكل، ومؤسسته، باسم كل المكرمين، باسم كل الفائزين، باسم كل مَن تدربوا خلال العام الماضي، باسم صحافة نريد لها أن تتطور ونتعاون من أجل تطويرها، نريد لها أن تتحرر ونتعاون من أجل تحريرها، نريد لها أن تشغل مكانتها مرة أخرى، ونتعاون من أجل استعادة هذه المكانة، نريد لها أن تخطو من جديد على طريق التعبير عن الناس بعد أن غابت لفترات، ونتعاون من أجل أن تستعيد خطوات جديدة، وراسخة على طريق الحرية والمهنية والتعبير عن أصحاب الحق في التعبير عنهم.

أقول اهلًا باستعادة التعاون، وألف أهلًا بأصحاب البيت، أقول أهلًا بحلم ما دام تكرر من أن تشغل المؤسسة مكانها داخل نقابة الصحفيين، وألف أهلًا بمَن بقوا طرفًا رئيسيًا في خدمة هذه المهنة.

أقول أهلًا بكم جميعًا، مستعيرًا كلمات الأستاذ في كلمة تكريمه بنقابة الصحفيين.. أهلًا بكل الزميلات والزملاء الصديقات والأصدقاء، الذين يعلمون أن مواجهة ذلك كله هو مسئولية محركات التحرر واليقظة والهمة، وأولهم هؤلاء الذين يفرض عملهم وواجبهم أن يحملوا مشاعل النور.

أهلًا بكم، وقد وضعني موقفي النقابي أن أنوب عن كل زملائي الغائبين، والحاضرين في أن أتكلم باسمهم عن رجل ما دام لبى نداء النقابة في معاركها المختلفة، معتبرًا أنه نداء قلبه الصادق، فلم يغب أبدًا عن محاولتها المستمرة لحفظ هويتها عن طريق تأكيد حريتها، استفضت العام الماضي في شرح محطات عمري مع الأستاذ ومؤسسته، لكن هذا العام ليس أمامنا إلا التسليم بالحضور الطاغي، والترحيب بكل ما يمثله هذا الحضور في تاريخ هذه المهنة العظيمة، التي نتمنى لها أن تستعيد مكانتها بالحرية، والقدرة علي التعبير الحر عن أصحاب الحق. 

ونحلم اليوم بأن يكون الجميع حاضرًا في هذا المشهد دون غياب اضطراري لسبب من الأسباب، حبسًا أو هجرةً غير طوعية، أو تهمشيًا بسبب الأوضاع المهنية والاقتصادية.

كما نحلم بعودة أكبر لزملاء يشاركوننا هذا الحفل بعد أن ضربوا أعظم المثل في التضحية والفداء من أجل مهنتهم، ووطنهم، هم الزملاء الصحفيون الفلسطينيون، الذين علّمونا كيف تكون مهنتنا حاملًا للواء الحقيقة، وكيف تكون الصحافة لو فُكت قيودها صاحبة المستقبل.

فتحية خالصة لرفاق الدرب المهني الحاضرين، وأساتذة هذا العصر على طريق المهنية والحرية، الذين أعادوا الثقة لنا جميعًا بأن الصحافة بهم وأمثالهم باقية، وستبقى قوية بأبنائها المخلصين، تحية لصحفي فلسطين ولكل أهل فلسطين.

ليس أمامنا وسط الألم إلا أن نحلم بالمستقبل، فمن فضلكم تعالوا نتعاون من أجل فتح أبواب الحرية لهذا المستقبل، من فضلكم كما قال الأستاذ يومًا دعوا المستقبل يمر بأمان، ودعوا المستقبل يبدأ الآن قبل فوات الأوان.

في الختام، سيبقى درس حياة وتجربة الأستاذ، الذي يجب أن نستوعبه جميعًا، نتعلم منه، مهنيته وجديته، واحترامه للصحافة ودورها، ومهما اتفقنا، أو اختلفنا حوله، فلقد كان دائمًا مميزًا في تكوينه المهني، وخبراته، وعلاقاته ورؤاه ونظرته للمستقبل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التعبیر عن على طریق باسم کل

إقرأ أيضاً:

للعام الثامن على التوالي، مؤسسة هيكل تحتفل بتكريم الفائزين بالجائزة التشجيعية للصحافة وبرنامج "دورة هيكل التدريبية"

احتفلت "مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية" بذكرى ميلاد الأستاذ/ محمد حسنين هيكل "الجورنالجي"، والذي يأتي بالتزامن مع احتفالها السنوي لعام 2024، وذلك بتسليم جوائزها التشجيعية للفائزين من العاملين في المجال الصحفي عبر منصاته التقليدية والرقمية للعام الثامن على التوالي.

في هذا العام، فاز صحفيان بجائزة هيكل للصحافة العربية. الفائز الأول هو الصحفي مراد رشدي تقديرًا لتجربته الرائدة في تحقيقه عن المصريين في السودان وتغطيته المستمرة للأحداث منذ العدوان على غزة ومعبر رفح، أما الجائزة الثانية ونظرًا لتعسر تواصل المتقدمين الفلسطينيين من غزة لاستكمال مراحل ترشحهم للجائزة فقد تقرر تخصيص قيمة الجائزة لصندوق دعم الصحفيين الفلسطينيين المقيمين بمصر بنقابة الصحفيين المصرية وذلك تقديرا للتضحيات التي قام بها الصحفيين الفلسطينيين في مزاولة المهنة وسط عدوان غير مسبوق وظروف قاهرة، وذلك من خلال مع نقابة الصحفيين المصرية. وبذلك، يصل إجمالي عدد الفائزين بجوائز مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية إلى 18 فائزًا من الصحفيين الشباب المتميزين منذ انطلاق الجائزة وحتى الآن.

أُقيم الاحتفال هذا العام في مقر نقابة الصحفيين بحضور اعضاء مجلس أمناء المؤسسة وعلى رأسهم السيدة هدايت هيكل، رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، والاستاذ خالد البلشي، نقيب الصحفيين، وأعضاء مجلس النقابة بالإضافة إلى نخبة من قيادات الدولة المصرية، ورموز المجتمع، والصحافة الأجنبية والمحلية.

تُقام الاحتفالية كل عام في ذكرى ميلاد الكاتب الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل بهدف تعزيز وتنمية خبرات العاملين بالمجال الصحفي، بالإضافة إلى مكافأة الشباب المتميزين في أعمالهم الصحفية. وفي فبراير الماضي أعلنت المؤسسة عن فتح باب التقدم للدورة الثامنة لجوائز محمد حسنين هيكل التشجيعية عن عام 2024 للعمل الصحفي على اختلاف منصاته وأنواعه الراسخ منها والحديث، وخصصت المؤسسة جائزتين تشجيعيتين تبلغ قيمة كل جائزة منهما 350 ألف جنيه مصري.

تهدف جائزة هيكل للصحافة العربية إلى تسليط الضوء على دور الصحافة في تشكيل الوعي العام، وتزويد المجتمع بالمعلومات الضرورية وتثقيفه، بالإضافة إلى إشراك الجمهور في الحوار المجتمعي. ويأتي ذلك من منطلق إيمان الأستاذ هيكل بأن الصحافة تمثل ركن أساسي في بناء المجتمعات المتقدمة، وأن حرية الصحافة هي الضمانة الأساسية لحرية الفكر والتعبير.

كما تم تكريم كل من الصحفية الفلسطينية سماح أبو سمرة عن موضوع "شلالات الدماء في غزة"، ومحمد علاء الصحفي بجريدة الشروق عن "موضوع انهيارات العقارات في مصر" ومعتز جمال الدين، صحفي بجريدة التحرير عن موضوع "فقراء ووزراء: طريق العدالة الاجتماعية مغلق بنص القانون"، لفوزهم بجوائز الدورة الثالثة لأفضل الأعمال المنفذة في عام 2024، والتي تُعقد في إطار بروتوكول التعاون الموقّع بين "نقابة الصحفيين" و"مؤسسة هيكل للصحافة العربية" عام 2023، لتنظيم دورات متخصصة للسادة الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، بهدف تطوير مهاراتهم في مجالات التحرير وأشكال الصحافة الرقمية الحديثة، والإدارة الصحفية، وإنتاج وتسويق المحتوى الصحفي الملائم للمنصات الجديدة، مما يساهم في تطوير المهنة لتواكب التغيرات السريعة في عالم يشهد توسعًا غير مسبوق في آفاق المعرفة والتجربة.

والجدير بالذكر أن مركز التدريب بالنقابة قد نفّذ ثلاث دورات تدريبية متقدمة شملت دورتين في صحافة البيانات المتقدمة، ودورة في تغطية النزاعات والحروب في عصر المنصات الرقمية. طُبقت خلالها معايير التدريب الاحترافية المتقدمة في اختيار المدربين والمتدربين ووضع البرامج التدريبية وأساليب ومنهجيات التدريب وتنفيذ المشروعات التدريبية. وقد بلغ عدد الخريجين من تلك الدورات 37 خريجًا. وأعرب السيد خالد البلشي، نقيب الصحفيين في كلمته خلال الاحتفالية عن سعادته، قائلًا: "يظل "الأستاذ" أحد أعمدة مهنة الصحافة، وقد شارَكَت رؤية الأستاذ هيكل وكتاباته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، في اثراء الصحافة المصرية والعربية، حيث كان شاهدًا على أحداث ومحطات مهمة في التاريخ المعاصر لمصر والمنطقة العربية بأسرها."

وقدمت السيدة هدايت هيكل، رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، التهنئة للفائزين بالمسابقة، معبرة عن تقديرها للأداء المتميز لجميع المشاركين. وقالت: "أشعر بالفخر لوجود العديد من الشباب والشابات العرب المتميزين في العمل الصحفي، الذين أثبتوا قدراتهم الاستثنائية من خلال أعمالهم الإبداعية. ونسعى في مؤسسة هيكل كل عام إلى تقديم فرص حقيقية لهؤلاء الشباب للاستفادة من الخبرات العالمية وتعزيز مهاراتهم للنهوض بالصحافة العربية."

وأضافت: "تم تأسيس "مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية" لتعكس رؤية وحرص "الأستاذ" على إثراء ودعم مهنة الصحافة والنهوض بها وتطويرها داخل وخارج البلاد، لتؤدي دورًا مهمًا في تحقيق تواصل بين الأجيال، بالتعاون مع جهات وهيئات اعتبرها من أهم وسائل الارتقاء بمهنة الصحافة التي كان يعشقها "الجورنالجي"."

أسس الاستاذ محمد حسنين هيكل المؤسسة عام 2007 بغرض المساهمة الفعالة في تعزيز وتنمية خبرات العاملين بالمجال الصحفي على اختلاف منابره، وتعريفهم بآخر التطورات في الصحافة العالمية، مع التركيز بشكل خاص على الأجيال الشابة من الصحفيين وتشجيع ورعاية الحوار وتبادل الخبرات بين الصحفيين في مصر والعالم، وكذلك تقديم الدعم الفني لشتى المؤسسات الصحفية الناشئة. وتهدف مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية من خلال هذه الجوائز إلى تكريم الصحفيين والصحفيات بالوطن العربي ممن تميزوا في مجمل أعمالهم الصحفية، على أن تكون هذه الجوائز عونًا لهم على تطوير مهاراتهم وأدواتهم، واستكمال ما تتطلبه تلك المهنة العريقة من وسائل وأدوات لمواكبة كل ما هو جديد في عالم لا يتوقف عن التطور والتجديد.


-انتهى-

مقالات مشابهة

  • البلشي: هيكل نجح في تحويل الصحافة من وسيلة إعلامية وإخبارية إلى منتدى ثقافي
  • في احتفالية الذكرى الـ101 لميلاده.. نقيب الصحفيين: "هيكل" رمز للصحافة العربية
  • مؤسسة هيكل تكرّم الفائزين بجوائز الصحافة لعام 2024: دعم خاص للصحفيين الفلسطينيين
  • نقابة الصحفيين ومؤسسة هيكل تكرّم الصحفيين الفلسطينيين
  • للعام الثامن على التوالي، مؤسسة هيكل تحتفل بتكريم الفائزين بالجائزة التشجيعية للصحافة وبرنامج "دورة هيكل التدريبية"
  • نقيب الصحفيين: هيكل ضرب مثالًا حيًا للصحافة المهنية الحية
  • من حفل توزيع الجوائز.. البلشي: العلاقة بين النقابة ومؤسسة هيكل تعكس وجودًا قويًا في دعم الصحافة
  • كان يوماً للصحافة السودانية
  • عيد ميلاد «الأستاذ».. محطات في حياة محمد حسنين هيكل