رسائل هاتفية لاثارة الهلع والنزوح بين المدنيين
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
ما أن شنّت اسرائيل صباح اليوم غارات كثيفة على جنوب لبنان وتلقى سكان رسائل هاتفية تطالبهم بإخلاء منازلهم، حتى سادت حالة من الهلع. حزم المئات أمتعتهم ونزحوا على عجل بينما ضاقت مستشفيات المنطقة بعشرات الضحايا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي شنّه غارات على أكثر من "300 هدف" لحزب الله، ما تسبب باستشهاد أكثر من 270 شخصا وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء التصعيد بين الطرفين قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
في مستشفى النجدة الشعبية في مدينة النبطية في جنوب لبنان، يصف الطبيب جمال بدران ما جرى بأنه "كارثة ومجزرة"، مضيفا "بين الغارة والغارة، تشن غارة، حتى أنهم قصفونا خلال انتشالنا جرحى" في بلدة دير الزهراني.ويقول بتأثر بعدما نجا منزله من غارة استهدفت محيطه "عدت الآن من المستشفى، هناك شهداء كثر وجرحى كثر".
على بعد أكثر من عشرين كيلومترا، تكرر المشهد ذاته في مستشفى تبنين الحكومي. ويقول موظف، امتنع عن كشف هويته، "يتدفق الجرحى بشكل متتال، الوضع صعب للغاية".
ويضيف "لا يمكنني أن أحدد عدد الإصابات، الجرحى في الخارج، ما زالوا في الشارع".
وتعرضت مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه لسلسلة غارات اسرائيلية كثيفة منذ ساعات الصباح،
وأثارت الغارات هلعا لدى سكان المناطق المستهدفة ومحيطها في جنوب لبنان.
وفي مدينة صيدا التي تعدّ أحد مداخل الجنوب واكتظت الطرق بمئات السيارات وعشرات الحافلات التي أقلت نازحين مع أمتعتهم، بعد اتساع رقعة القصف إلى قرى وبلدات لم يشملها القصف منذ بدء التصعيد بين حزب الله واسرائيل قبل نحو عام.
ويقول النازح السوري محمّد الوليد الذي فرّ مع عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص "هربنا من بلدة الغسانية بعد غارات عدة أرعبت أطفالنا" مضيفا "سنلجأ الآن إلى أي مكان حتى لو نمنا على الرصيف".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية من جهتها عن "زحمة سير خانقة" شهدها الطريق السريع" الذي يربط الجنوب ببيروت.
ووجد الصحافي نذير رضا نفسه عالقا في الزحمة منذ ساعات الصباح بعدما قرر التوجّه من بيروت الى بلدته البابلية، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا من الحدود مع اسرائيل، بهدف إحضار زوجته وأطفاله الثلاثة بعد القصف الكثيف.
ويقول عبر الهاتف "لا أحد توقع تصعيدا إلى هذا الحدّ وبشكل مفاجئ، حتى القرى التي كانت آمنة وإحداها قريتنا البابلية لم تتعرض في الحروب السابقة لقصف" متابعا "لم يستعدّ أحد لذلك".
ويضيف "ذهبت إلى عملي في بيروت وتركت أولادي في القرية باعتبار أنها آمنة أكثر من الضاحية الجنوبية"، ليجد نفسه بعد ساعات مضطراً لأن يعود أدراجه الى الجنوب لاصطحاب عائلته.
ويصف رضا حالة "جنون" على الطريق، مع اكتظاظ الطريق الساحلية بسيارات متجهة الى بيروت، تقل "عائلات مع أولادها، حملوا ما أمكنهم من حاجيات" مضيفا "هذا المشهد، حالة الهلع هذه تحصل لأول مرة منذ حرب 2006" المدمرة التي خاضها حزب الله وإسرائيل مدى 33 يوما.
وشهدت مناطق في جنوب لبنان لم يشملها القصف توافد نازحين بينها مدينة صور. ويقول بلال قشمر، المسؤول في وحدة إدارة الكوراث في المحافظة "توافد مئات النازحين إلى مركز إيواء" مستحدث، بينما لا يزال آخرون "ينتظرون في الشارع".
وصبيحة أمسأيضا، تروي معلمة المدرسة عذراء قانصو من مدينة النبطية كيف أن "القذائف سقطت قرب مناطق سكنية ومكان تجمع مدارس في المنطقة".وتضيف "لو قدم الطلاب إلى مدارسهم، حتى لو لم يصابوا بأذى، لكان وضعهم النفسي عبارة عن فوضى عارمة".
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عباس الحلبي إغلاق المدارس والجامعات الرسمية والخاصة اليوم في أنحاء لبنان.
وبعد وقت قصير من الغارات، تلقى سكان في بيروت ومناطق أخرى بينها جنوب لبنان اتصالات عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها اسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم، وفق الوكالة الوطنية.
وأكد مكتب وزير الاعلام زياد المكاري تلقيه اتصالا تمّت خلاله "تلاوة رسالة مسجلة جاء فيها "نطلب منكم أن تخلوا المبنى لئلا تتعرضوا للقصف".ويقع المكتب في مبنى وزارة الإعلام بمنطقة الحمراء في غرب بيروت.وفي بيان لاحقا، قال المكاري "هذا الأسلوب ليس غريبا على العدو الاسرائيلي الذي يتوسّل كل السبل في حربه النفسية".
وأجلت الاذاعة الرسمية الواقعة في مبنى وزارة الاعلام كذلك موظفيها بعد تلقيها رسالة مماثلة، وكذلك أجلى مبنى تجاري في شارع الحمراء موظفيه بعد رسائل مشابهة.
وأفاد مواطنون لبنانيون عن تلقيهم كذلك رسائل نصية عبر هواتفهم الخلوية، بينهم خالد الذي قال متحفظا عن ذكر اسمه الكامل، "تلقيت رسالة نصية جاء فيها "إذا أنت متواجد في مبنى فيه سلاح لحزب الله ابتعد عن القرية حتى إشعار آخر".
وطلبت مدارس ودور حضانة في بيروت من الأهل الحضور لأخذ أولادهم مبكرا، كما قال أولياء أمر.
ودوّت صفارات سيارات الاسعاف في العاصمة خلال اليوم بعد ليلة طويلة الجمعة إثر غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی جنوب لبنان أکثر من
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء اليونان وموفد قطري في بيروت ..ميقاتي: لاستقرار المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب الرئيس
يفترض أن تتكثف الاتصالات هذا الاسبوع في الملف الرئاسي، باعتباره الاخير قبل دخول البلد في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وسط معطيات تشير الى أن "دول القرار" ابلغت المعنيين بضرورة انجاز هذا الملف في الموعد المحدد في التاسع من كانون الثاني المقبل، وفق الطريقة التي يراها اللبنانيون مناسبة.
وافادت المعلومات أن اتصالات فرنسيةـ سعودية تجري بوتيرة سريعة من أجل تذليل ما تبقى من عقبات تحول دون انجاز الانتخابات الرئاسية .
ومن المقرر أن يزور وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي لبنان اليوم حيث سيلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش العماد جوزيف عون ، كذلك سيجري مشاورات مع عدد من الكتل النيابية، وخصوصاً مع نواب المعارضة، وذلك في إطار المساعي المبذولة لدفع الاستحقاق الرئاسي قدماً.
وتوقعت مصادر سياسية مطلعة أن تتكثف لقاءات قوى المعارضة هذا الاسبوع تمهيدا لتنسيق مسألة الترشيحات والإتفاق على شخصية في هذا الملف، وقالت ان ما من تباين حول الرؤية بشأن هذا الإستحقاق بين هذه القوى وأن التريث في اعلان أي تبنٍ لهذا المرشح أو ذاك يعود إلى حسابات معينة.
وتفيد المعطيات المستقاة من قوى المعارضة بأنّها لا تعوّل كثيراً على جلسة 9 كانون الثاني المقبل لإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية، ورجحت أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق هذه الغاية، مشيرة الى ضرورة أن يتمّ التركيز في النقاشات بين القوى السياسية على برنامج عمل الرئيس والحكومة العتيدة لا على الأسماء، لأنّ هذا البرنامج هو الضمان لتحقيق الإنقاذ السياسي والاقتصادي وليس الأشخاص.
الى ذلك، يقوم رئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس بزيارة رسمية الى لبنان اليوم ولعدة ساعات. وسيصل الى السرايا عند الساعة الاولى الا ثلثا من بعد الظهر حيث تقام له مراسم الاستقبال الرسمية ثم يعقد محادثات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يليها لقاء صحافي مشترك.كما سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد "أن التنفيذ الشامل لتفاهم وقف إطلاق النار ووقف الانتهاكات الإسرائيلية له أمر بالغ الأهمية لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين الى بلداتهم وقراهم، وهذه مسؤولية مباشرة على الدولتين اللتين رعتا هذا التفاهم وهي الولايات المتحدة وفرنسا".
وشدّد على "الحاجة الملحّة لتأمين استقرار المؤسسات الدستورية في لبنان بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وفي المنتدى السياسي السنوي لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والذي عقد مساء أمس الأول في العاصمة الإيطالية روما، قال: إن التزامنا بتطويع أعداد إضافية من عناصر الجيش يتماشى مع مندرجات قرار مجلس الأمن الرقم 1701 ويؤكد التزامنا الثابت بالتنفيذ الكامل لهذا القرار وتعزيز قدرات الجيش".
ولفت الى "ان العدوان الإسرائيلي على لبنان، زاد معاناة شعبنا وأدّى الى خسائر فادحة في الأرواح، كما ألحق أيضا أضرارا جسيمة بالبنى التحتية والاقتصاد والاستقرار الاجتماعي. وأدّى النزوح الجماعي لآلاف اللبنانيين إلى نشوء أزمة إنسانية غير مسبوقة، مما يستدعي اهتماما ودعما فوريين من المجتمع الدولي. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، سيحتاج لبنان إلى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار لدعم عملية إعادة الإعمار".
أضاف: "ان مواجهة هذه التحديات يحتاج دعماً دولياً يتجاوز المساعدات الإنسانية الفورية، وينبغي أن يتحول التركيز نحو الحلول الشاملة المتوسطة والطويلة الأجل التي تعطي الأولوية لإعادة بناء المجتمعات والبنية التحتية المتهالكة في لبنان. وهناك أيضا حاجة ملحّة لتأمين استقرار المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس جديد للبلاد".
وعن الملف السوري، قال رئيس الحكومة: "قبل أيام قليلة، شهدنا تحوّلاً كبيراً في سوريا من المتوقع أن يؤدي إلى إعادة رسم المشهد السياسي فيها للسنوات المقبلة. وما يعنينا بشكل أساسي في هذا الملف هو عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وعلى المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، المساعدة في حل هذه الأزمة من خلال الانخراط في جهود التعافي المبكر في المناطق الآمنة داخل سوريا، وأن تكون علاقاتنا مع سوريا مرتكزة على مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار".
ورأى "إن منطقة الشرق الأوسط، التي عانت طويلا من الصراعات وعدم الاستقرار، تشهد مؤشرات واعدة للتحوّل نحو الاستقرار على المدى الطويل. ولا يمثل هذا التحوّل بصيص أمل فحسب، بل يوفر أيضا فرصة مميزة لتلاقي الإرادات لإرساء الاستقرار والازدهار".
وقال: "من أبرز عوامل التحوّل في الشرق الأوسط، إعطاء العديد من الدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الأولوية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يقوم على مبدأ الدولتين".
وقال: "إن العلاقات الثنائية بين لبنان وإيطاليا متجذّرة في التاريخ وقائمة على الثقافة المشتركة والاحترام المتبادل، مما يجعلها منارة للتعاون والصداقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما تظل إيطاليا واحدة من الشركاء التجاريين المهمين للبنان، حيث تلعب التجارة والاستثمارات الثنائية دوراً مهما في اقتصاد البلدين".
المصدر: لبنان 24