قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب العدل لشؤون تنمية الصعيد، إن قضايا التنمية المستدامة في صدارة أولويات الحكومات والمجتمعات، ومن بين الركائز الكبرى لدعم هذه التنمية يبرز الاستصلاح الزراعي كمحور رئيسي لا غنى عنه.

تحقيق التنمية المستدامة

وأضاف «بدرة»، في بيان صادر اليوم الاثنين، أن تحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتم دون التوجه الشامل نحو بناء نظام زراعي يكون قادرًا على تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية على حد سواء، ويسهم الاستصلاح الزراعي بصورة كبيرة في تحقيق هذا الهدف الحيوي، فهو ليس مجرد عملية زراعة الأراضي غير المستغلة، بل هو نهج شامل يتضمن تحسين التربة، وضمان توفر المياه، وتطبيق التقنيات الزراعية المتقدمة.

تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي

وأوضح أن الاستصلاح الزراعي يعزز من الإنتاج الغذائي المحلي، ما يقلل من الاعتماد على الواردات ويحقق نوعًا من الاكتفاء الذاتي الغذائي، وهذا لا يساهم فقط في الاستقرار الاقتصادي للبلاد، بل يُعزز أيضًا من الأمن الغذائي، وتقليل الحاجة لاستيراد الغذاء يسهم في تقليص الإنفاق الحكومي على الواردات، ويوجه الموارد المالية نحو استثمارات أخرى ضرورية.

كما أكد أن الاستصلاح الزراعي يعد طريقة فعالة لمكافحة التصحر والتغيرات المناخية من خلال زراعة أشجار وغابات صغيرة، ويمكن تحسين جودة الهواء وتقليل انبعاثات الكربون، ما يسهم في تحسين صحة الإنسان والحيوان على حد سواء، وهذا الجانب الحيوي للاستصلاح الزراعي يساهم أيضًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، والذي يعتبر أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على توازن النظم البيئية.

تشجيع الشباب على العودة إلى الريف

كما أن الاستصلاح الزراعي يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل، ويمثل وسيلة فعالة لتشجيع الشباب على العودة إلى الريف والانخراط في الزراعة من خلال توفير فرص عمل جديدة، ويمكن تقليل البطالة وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية والصحراوية، وهذا التوجه يُعزز التنمية الاجتماعية، ويحد من الهجرة من القرى إلى المدن التي تؤدي غالبًا إلى تفاقم المشكلات الحضرية مثل الازدحام والضغط على الخدمات الأساسية.

التغيرات المناخية

ولفت إلى أن التكنولوجيا تلعب دورًا محوريًا في تعزيز فعالية مشروعات الاستصلاح الزراعي، واستخدام التقنيات الحديثة مثل نظم الري الذكية والزراعة الدقيقة باستخدام البيانات والتحليلات يعزز من كفاءة الإنتاج ويقلل من استهلاك الموارد.

وأوضح أن مبادرة الاستصلاح الزراعي في مصر تُعد من أهم الجهود التي تقوم بها الدولة لدعم التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي، وتحاول الحكومة بشكل مستمر توسيع المساحات المزروعة وتحسين نوعية الأراضي لتحويل الصحاري إلى أراض زراعية منتجة، كما تعمل الحكومة المصرية على زيادة رقعة الأراضي الزراعية بشكل متواصل، وذلك من خلال مشاريع قومية كبيرة مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان، ويهدف هذا المشروع إلى توفير فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات في القطاع الزراعي.

تحسين جودة الأراضي

ولفت إلى أنه لتحسين جودة الأراضي وزيادة الإنتاجية تستخدم الحكومة تقنيات حديثة في الري والزراعة، وتقنية الري بالتنقيط تُعد من الأدوات الأساسية التي تُساهم في تحقيق هذا الهدف، كما تُستخدم الأسمدة المحسنة والمبيدات الحيوية لتحقيق زراعة مستدامة وصحية، مؤكدا أن الاستصلاح الزراعي يساهم بشكل كبير في تقليل معدلات البطالة ودعم الاقتصادات المحلية، ويعمل الاستصلاح على توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ما يساعد في تقليل الهجرة من القرى إلى المدن، فضلا عن أن الاستصلاح الزراعي يساعد في تحسين البيئة من خلال زيادة المساحات الخضراء وتقليل تأثيرات التصحر، والزراعة المستدامة تساهم أيضاً في تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء.

استدامة الموارد المائية

وأشار إلى أنه رغم تلك الجهود يواجه قطاع الاستصلاح الزراعي عدة تحديات من أهمها نقص موارد المياه وتقلبات المناخ، وتعمل الحكومة جاهدة على مواجهة هذه التحديات من خلال البحوث العلمية والتأكد من استدامة الموارد المائية، موضحا أن المبادرات الحكومية تكون أكثر فعالية بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، والتفاعل بين الأطراف المختلفة يُسهم في تحقيق أهداف الاستصلاح الزراعي بكفاءة، وهنا يأتي دور رجال الأعمال والمصريين بالخارج في دعم الاقتصاد الذين لا يقل دورهم في هذا الشأن عن شأن المحارب في ساحة المعركة والنظر إلى الاستثمار الزراعي على أنه هدف قومي يساعد علي استقرار البلاد والمساهمة في رخاءه وخلق فرص عمل وتقليل فاتورة الواردات ورفع المنتجات التصديرية لعمل قيمة مضافة للاقتصاد المصري الذي يؤمن مسيرة التنمية المستدامة وتأمين مقدرات وثروات هذا الوطن للأجيال القادمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حزب العدل الاستصلاح الزراعي رؤية مصر 2030 تحقيق التنمية المستدامة التنمیة المستدامة تحسین جودة من خلال فرص عمل

إقرأ أيضاً:

مركز التنمية المستدامة بجامعة أسيوط يطرح برامج تدريبية ويعزز الشراكات المحلية والدولية

في إطار جهود جامعة أسيوط لتعزيز مفاهيم التنمية المستدامة، قدم مركز التنمية المستدامة بالجامعة مقترحًا شاملًا لمحاور الدورات التدريبية التي يعتزم تنفيذها أو المشاركة في تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وتستهدف هذه الدورات تأهيل الكوادر في مختلف المجالات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وأكد رئيس جامعة أسيوط أن المركز يمثل أحد الركائز الأساسية لدعم التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الشراكات مع الجهات المختلفة لتحقيق تأثير إيجابي مستدام. وأضاف أن الجامعة تعمل على إبرام اتفاقيات تعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية المختصة، وذلك لتبادل الخبرات وتطوير البرامج التدريبية التي تسهم في تحسين جودة الحياة ودعم الاقتصاد الأخضر.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار التزام الجامعة بدورها المجتمعي، حيث يسعى المركز إلى تقديم حلول علمية وعملية للتحديات البيئية والاجتماعية، فضلًا عن تدريب الكوادر الشابة على أحدث الممارسات المستدامة في مختلف القطاعات.

وعقد مركز التنمية المستدامة اجتماعه لمتابعة خطة عمله، وذلك تحت إشراف الدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور صالح محمود إسماعيل، مدير المركز، إلى جانب أعضاء المركز.

وخلال الاجتماع، أكد الدكتور محمود عبد العليم أن الجامعة تتبنى رؤية متكاملة تركز على البعد البيئي، بما يعزز دورها في مختلف محاور التنمية، ويحقق تكاملًا بين خطتها التعليمية والبحثية ورؤية مصر 2030. وأضاف أن مركز التنمية المستدامة بالجامعة يقوم بدور حيوي في تعزيز جهود التنمية المستدامة أكاديميًا ومجتمعيًا، من خلال تقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية والمجتمعية، فضلًا عن إطلاق مبادرات هادفة لرفع الوعي البيئي والاقتصادي والاجتماعي بين الطلاب والعاملين بالجامعة.

من جانبه، استعرض الدكتور صالح محمود إسماعيل محاور خطة عمل المركز، والتي تشمل: توثيق الأنشطة الجامعية التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ أو المشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تتماشى مع إمكانيات المركز اللوجستية، وتنظيم ندوات وورش عمل على مدار العام، تتزامن مع المناسبات الرسمية المرتبطة بالتنمية المستدامة، وإطلاق برامج ومبادرات طلابية تهدف إلى دعم قضايا الاستدامة، وتصميم وتنفيذ دورات تدريبية في مجال التنمية المستدامة، سواء داخل الجامعة أو بالشراكة مع جهات أخرى، وإبرام شراكات محلية ودولية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة.

وأكد الحاضرون أهمية تعزيز التعاون بين المركز وكافة الكليات والقطاعات داخل الجامعة، لضمان تحقيق أقصى استفادة من المبادرات المطروحة، ودمج مفاهيم الاستدامة في البرامج التعليمية والبحثية، كما أكد الاجتماع على ضرورة تفعيل الشراكات الدولية، والاستفادة من الخبرات العالمية في تنفيذ مشروعات تخدم البيئة والمجتمع.

يأتي هذا الاجتماع في إطار جهود جامعة أسيوط لتعزيز دورها التنموي، ودعم الممارسات المستدامة التي تواكب التحولات العالمية في مختلف المجالات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر
  • محافظ المنوفية: دعم المستثمرين والتوسع في الإنتاج لتحقيق التنمية المستدامة
  • الزراعة: معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر
  • وزير الري: البحث العلمي أداة مهمة لتحقيق رؤية مصر 2030
  • رئيس جامعة بنها يكرم خريجي الدفعة الأولى لـ مبادرة سفراء التنمية المستدامة
  • رئيس جامعة بنها: حريصون علي تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
  • «الفعاليات الاقتصادية بالدقم» رافد استثماري وأداة فعالة في التنمية المستدامة
  • مركز التنمية المستدامة بجامعة أسيوط يطرح برامج تدريبية ويعزز الشراكات المحلية والدولية
  • الإرشاد الزراعي ينفذ 86 حقلًا إرشاديًا في القليوبية لتعزيز التنمية المستدامة
  • الهطالي: المرأة شريك في التنمية المستدامة