نداء جنيّات البحر الذي تسير وراءه ألمانيا
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تقع ولاية تورينغن في وسط شرق ألمانيا، ويعيش بها ما يزيد عن مليوني نسمة. تؤوي الولاية، بحسب مكتب الإحصاء التابع لسلطاتها، 2.7% فقط من إجمالي اللاجئين في كل ألمانيا. يشكل الأوكرانيون زهاء 60% من المجموع. وبصورة عامة فإن أقل من 10% من سكان الولاية من ذوي أصول أجنبية، ثلثهم على الأقل من دول شرق أوروبا. بينما يشكل اللاجئون السوريون حوالي واحدًا في المائة فقط من مجموع السكان في الولاية ذات الـ 16 ألف كيلو متر مربّع.
كانت الولاية جزءًا من ألمانيا الشرقية في السابق. بعد ما يزيد عن ثلث قرن من دمقرطة مواطنيها، والعمل الدؤوب على إلحاق شرق ألمانيا بالمناخ الديمقراطي الليبرالي، فإن الولاية الشرقية تبدي ميلًا متزايدًا إلى الظواهر الراديكالية غير الديمقراطية، وتدير ظهرها للأسس الأخلاقية للديمقراطية وفي مقدمتها التنوع والتسامح.
الانتخابات المحلية التي أجريت مؤخرًا في تورينغن من أجل انتخاب برلمان الولاية المكون من 88 مقعدًا أعطت الأحزاب الراديكالية، أقصى اليمين وأقصى اليسار، 59 مقعدًا (67%). في حين عجز حزبان من الائتلاف الثلاثي الذي يحكم ألمانيا – الخضر والديمقراطيون الليبراليون – عن اجتياز العتبة البرلمانية.
أما حزب مستشار ألمانيا الراهن فحلّ في ذيل القائمة بعدد 6 مقاعد. في ولاية ساكسونيا المجاورة، بضعف عدد سكان تورينغن، تجاوزت حصة الأحزاب المتطرفة نسبة الخمسين بالمائة، ونحوًا من هذا تعطي استطلاعات الرأي للراديكاليين في ولاية براندنبورغ المحيطة ببرلين.
ثمة خط ملحوظ لا يزال يقسم ألمانيا إلى ضفتين شرقية وغربية، تحديدًا فيما يخص الموقف من الديمقراطية الليبرالية، كما الموقف من فكرتَي أوروبا والناتو. تبدو تفضيلات الألمان شرقًا ذاهبة في اتجاه ديمقراطية غير ليبرالية، أو ما بات يعرف في العلوم السياسية بالديمقراطية الهجينة، وهي خليط من السلطوية والمؤسسات التمثيلية.
تجد هذه التفضيلات الراديكالية في مسألة الهوية زوّادتها، فالحديث يدور حول ما يسميه تيو سارازين، في كتابه ألمانيا على سكّة مائلة، بالتداعي الثقافي. في بلد ينتمي ربع سكانه إلى أصول أجنبية، كما تقول البيانات الرسمية، يختار الراديكاليون عرقًا واحدًا، أو ثقافة واحدة لشيطنتها وتحميلها كل الأعباء.
فالسوريون الذين يشكلون أقل من 1% من إجمالي سكان ولاية تورينغن باتوا تهديدًا وجوديًا للأخلاق والثقافة المسيحية في الولاية. وبرغم تأكيدات وزارة الداخلية على أن 23 من حاصل 28 اعتداء على الكُنس اليهودية في ألمانيا قام بها المتطرفون اليمينيون واليساريون، وأحيلت النسبة المتبقية إلى مجهولين، فإن الحقائق سيجري تزييفها داخل حديث عام عن معاداة السامية المستوردة، أو القادمة من الشرق الأقصى.
ستعطي اللغة المعوّمة انطباعًا زائفًا عن حقيقة أولئك الذين يهاجمون المؤسسات الدينية اليهودية. كانت معاداة السامية واحدة من الأسس الأخلاقية التي استند إليها اليمين الراديكالي في خطابه المعادي للمسلمين. سبق لتوني موريسون، الكاتبة الأميركية ذائعة الصيت، أن لاحظت كيف أن الفاشية تشق طريقها من خلال شيطنة فئة ما من السكان وعزلها، ثم تحميلها تبعات كل ما يجري في البلاد.
في العام 1938 نشرت كاتدرائية تورينغن كُتيبًا صغيرًا يحوي ما يزيد عن مائة اقتباس من كتاب "عن اليهود وأكاذيبهم" للمصلح الألماني الأشهر مارتن لوثر، وهو سفر ضخم من حوالي 60 ألف كلمة أصدره الرجل قبل وفاته بثلاثة أعوام.
يعتبر كتاب لوثر أخطر، وأفحش وثيقة معادية لليهودية في التاريخ. فهم القادمون من "عش الشيطان" الذين ينبغي أن يُضربوا وتراق دماؤهم في الشوارع والحقول. وفي العام 2017 احتفلت ألمانيا بمرور خمسمائة عام على الإصلاح اللوثري، فقام الراديكاليون في ولاية تورينغن وما حولها من ولايات الشرق بتوزيع ملصقات تحمل صور مارتن لوثر وعبارات تقول: "على العهد ماضون".
فُهمت تلك الإشارة في سياقها التاريخي بوصفها تهديدًا مبطّنًا لليهود. الأمر الذي استدعى أن تصدر 42 مؤسسة ثقافية واجتماعية يهودية- ألمانية بيانًا مشتركًا حمل عنوان: "البديل لألمانيا ليس هو بديلًا لليهود". ثمة جذور تاريخية واجتماعية عميقة هي ما يمنح السياسة في شرقها الألماني شكلها الراهن. كعادة الفاشيات فإنها تفلت من حقيقتها إلى ما يسميه ترامب بالحقائق البديلة. وهكذا يبدأ تاريخ العنف مع وصول أول لاجئ إلى البلاد.
يتعقد إيقاع السياسة في ألمانيا تحت مناخ عام من الصدمات المتلاحقة منذ العام 2020، كما يرصدها مارتن ديبيس في كتابه: "ديمقراطية تحت الصدمة". في العام 2020، أيضًا في ولاية تورينغن، وجدت الأحزاب السياسية نفسها مضطرة، وفقًا للنتائج، لاختيار يساري راديكالي رئيسًا لحكومة الولاية. انضم البديل من أجل ألمانيا، اليميني الراديكالي، إلى الإجماع السياسي في مشهد غير مسبوق من تطبيع الراديكالية داخل بنية الحياة السياسية الألمانية، أو ما يطلق عليه مارتن ديبيس بالأزمة السياسية الأخطر منذ انهيار جدار برلين.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الراديكاليين، من اليمين واليسار، سيحصدون ما يقارب نصف مقاعد برلمان ولاية براندنبورع المحيطة ببرلين في الانتخابات التي ستجري هذا الشهر. ولاية شرقية ثالثة، وتأرجحٌ جديد للسياسة الألمانية. يتساءل الألمان عمّا يجري في شرق البلاد. إذ كشفت الدراسة التي أجرتها مؤسسة فريدريش – إيبرت، 2023، أن نسبة عدم الرضا النسبي والمطلق عن الديمقراطية بلغت 67% في شرق ألمانيا. حاول المؤرخ المعروف كوفالشوك تفكيك المعضلة إلى عناصرها الأولية من خلال العودة إلى حقبة الحرب الباردة لمعرفة التخيلات، والتهيؤات، التي تشكّلت لدى مجتمع شرق ألمانيا عن ديمقراطية الغرب.
في كتابه "صدمة الحريّة" يجادل كوفالشوك بالقول إن أحلام الرفاه في "الغرب الذهبي" كانت الدافع الأبرز خلف ثورة الحرية، 1989/1990، التي أنجزها مواطنو الشرق الألماني. بشكل عام فإن فكرتي الحرية والديمقراطية، يؤكد كوفالشوك، تظهران قدرًا من الحقائق الزائفة، أو الوعود الخادعة. يقف كوفالشوك، في محاولته لفهم ما يجري، على ما وقف عليه ناقدو الديمقراطية في العقدين الماضيين حين لاحظوا أن أحد أهم أسباب الاستياء الشعبي من الديمقراطية هو ذلك المزيج الضار من البروباغندا السياسية والحقائق الاقتصادية. فالساسة يوزّعون الوعود بالمساواة، والاقتصاد يوزّع اللامساواة.
يظل محتملًا على الدوام أن تجلب الديمقراطية معها عوامل فنائها، وفي النماذج الأفضل عدم استقرارها. لم يكن هتلر مصادفة سياسية، فقد جيء به ليضع حدًّا لديمقراطية من فرط رحابتها باتت عاجزة وظيفيًّا. خلال وقت قصير، من أسابيع، عجز ثلاثة من كبار الساسة الألمان عن تشكيل حكومة؛ بسبب التشظي السياسي تحت سقف البرلمان.
رأت النخبة في هتلر، حلًّا مؤقتًا ليضع حدًّا للفوضى السياسية "ثم سندفعه إلى الزاوية ونجعله يولول"، كما سمع الرئيس الألماني فون هيندينبورغ من مستشاريه. أنهى هتلر ديمقراطية فايمر، وقاد البلاد إلى هاويتها السحيقة. نحوًا من ذلك فعل ملك إيطاليا، أكتوبر/تشرين الأول 1922، مع موسوليني الذي لم يحصل حزبه سوى على 6% من مقاعد البرلمان. بسبب العطالة التي أنتجتها الديمقراطية الراديكالية قررت النخبة الحاكمة استعارة رجل من "بلطجية السياسة" لإخماد فوضى البرلمان، فذهب بالبلاد كلها إلى سوء المصير.
أطيح بديمقراطيات عديدة في القرن الماضي عسكريًا، أما القرن الجديد فبات يشهد انهيارًا للديمقراطيات من داخلها. فقد انزلقت أكثر من 30 ديمقراطية ناشئة إلى الوراء في الأعوام الماضية، وفقًا لفريدام- هاوس. ارتكبت البروباغندا الديمقراطية خطأ قاتلًا حين ربطت بين الحرية والرفاه.
الفرضية القائلة بأن الحرية السياسية هي الطريق المؤكد إلى دولة الرفاه تدحضها الحقائق القاسية، فقد قال 50 في المائة من الأميركان إنهم يكابدون من أجل لقمة عيشهم. في حين تدلنا بيانات أخرى على أن الصين "الأوتوقراطية" قد نجحت في الانتقال بنصف مليار نسمة من الفقر إلى مصاف الطبقة الوسطى خلال ربع قرن من الزمن.
خدع "نداء جنيّات البحر" شعوبًا كثيرة التحقت بما أسماه هنتنغتون "الموجة الثالثة من الديمقراطية". فعندما استسلم أوديسيوس ومن معه، في ملحمة هوميروس الشهيرة، لنداء الجنّيات وذهبوا وراءهن حدث أن أضاعوا الطريق عشرين عامًا. كان متوقعًا أن ينتقل العالم من الموجة الثالثة للديمقراطية إلى الرابعة، غير أن الحديث سرعان ما ذهب إلى صعود الموجة الثالثة من الأوتوقراطية، فضلًا عن انخفاض حاد في ديمقراطية "العالم الحر"، وانحسار الموجة الثالثة.
وضعت أميركا على عاتقها مهمة دمقرطة العالم الثالث، أو الجنوب العالمي، مانحة نفسها لقب قائد العالم الحُر. إلى أن توجّب عليها، مؤخرًا، أن تتدبر شأنها الديمقراطي الداخلي الآخذ في التصدّع. فالقوة التي تتواجد على 95 % من بحار العالم، وتفرض عقوبات اقتصادية على ستين دولة، بحسب تقرير مثير لواشنطن بوست، من غير المُحتمل أن تكون سياستها الخارجية صادرة عن قوة ديمقراطية أخلاقية.
في لائحته الداخلية، 2016، كما في برنامجه الانتخابي 2024 يطالب البديل الألماني، الراديكالي، بطرد القوات الأميركية من أراضي ألمانيا، لأن "اهتمامات أميركا ومصالحها تتناقض بالمطلق مع المصالح الألمانية" وفقًا لكلمات أليس فايدل، زعيمة الحزب. يهدد الصعود اليميني كل ما استقر عليه الغرب منذ الحرب الثانية، من ذلك الديمقراطية نفسها، وتلك الفكرة الغامضة عن واحدية العالم الحُر وتماسكه.
ثمة أزمة عديدة الطبقات في مراكز الديمقراطية، ويعلم دارسو التاريخ أن ظاهرتَي موسوليني وهتلر برزتا من داخل الديمقراطية وليس من خارجها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الموجة الثالثة شرق ألمانیا فی ولایة
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية تتحدث المهمة الأولى لترامب التي ستغضب الحوثيين
رجحت صحيفة أمريكية أن تكون إحدى المهام الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولته إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وتخفيف الضغوط التضخمية في أميركا، هي إنهاء سيطرة الحوثيين على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الانتكاسة الحاسمة" التي تلحق بوكيل إيران في اليمن قد ترسل رسالة مهمة في ردع أعداء أميركا.
وسارع المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، إلى نفي التقارير التي وردت الأسبوع الماضي والتي تفيد بأن "الجماعة الإرهابية" المتمركزة في اليمن تعتزم رفع الحصار الذي فرضته منذ عام على البحر الأحمر بسبب انتخاب ترامب. ولتأكيد هذا البيان المسلح، أطلق الحوثيون يوم الأحد صاروخًا باليستيًا على وسط إسرائيل، وأعلنوا عن إصابة هدف عسكري استراتيجي.
وبحسب صحيفة The New York sun، يزعم الحوثيون أنهم يقاتلون إسرائيل نيابة عن حماس، فقد عطلوا أيضًا 12٪ من التجارة العالمية بمهاجمة السفن في البحر الأحمر. حيث "لم يحدث مثل هذا النطاق من الهجمات، باستخدام أنظمة الأسلحة على السفن المدنية، منذ الحرب العالمية الثانية"، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن لجنة تابعة للأمم المتحدة، والذي سلط الضوء على تسليح إيران وتدريب الحوثيين.
ويقول بيل روجيو، رئيس تحرير مجلة "لونغ وور جورنال" التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: "لا أستطيع أن أرى ترامب يقبل إغلاق البحر الأحمر وكل التكاليف المترتبة على ذلك. وإذا كان يريد خفض الأسعار، فيجب حل هذه المشكلة".
لقد نفذ الرئيس بايدن ضربات جوية ضد منشآت عسكرية حوثية في اليمن، بما في ذلك خلال مطلع الأسبوع الجاري في عملية مشتركة مع البريطانيين. كما قامت البحرية الأمريكية وقوات بحرية أخرى بمرافقة السفن في البحر الأحمر، كما ضربت إسرائيل مرتين ميناء الحديدة في اليمن، حيث يتلقى الحوثيون الكثير من شحنات الأسلحة.
وبرغم ذلك تشير الصحيفة إلى أن الحوثيين لا يتراجعون. فبدعم من الحرس الثوري الإسلامي، يبدو أنهم عازمون على تحديد أي السفن التجارية سوف يُسمح لها بالإبحار في البحر الأحمر. وتساءل التقرير بالقول "هل يمكن تجربة استراتيجيات جديدة؟
من ناحية أخرى، رفضت أميركا إغراق سفينة التجسس الإيرانية "إم في بهشاد" ، التي كانت تبحر منذ أشهر في منطقة البحر الأحمر، وتشرف على استهداف السفن الحوثية. ويشير السيد روجيو إلى أن هناك تكتيكًا آخر لم يتم تجربته بعد، وهو استهداف أفراد الحوثيين، بما في ذلك كبار القادة والمتعاونين معهم من الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
ولكن من ناحية أخرى، تعترض المملكة العربية السعودية، التي سرعان ما أصبحت محورية في استراتيجية أميركا في الشرق الأوسط، على العمل العسكري عبر حدودها، كما تقول إنبال نيسيم لوفتون، وهي مراقب لليمن في منتدى القدس للتفكير الإقليمي، للصحيفة . وقالت الصحيفة بأن الرياض ،بعد فشلها في هزيمة الحوثيين في الحرب التي بدأت في عام 2015، أصبحت حذرة من هجمات الحوثيين على منشآتها للطاقة، وتخشى تجددها.
ومثله كمثل بايدن، يشير ترامب إلى حرصه على تهدئة الشرق الأوسط، ويعتبر الرياض لاعباً رئيسياً في تحقيق هذا الهدف. وفي الوقت نفسه، تعارض الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تتمتع بنفوذ حاسم على الحوثيين، التقارب الإقليمي الذي يركز على السعوديين.
ويقول السيد روجيو إنه إذا كان ترامب "يريد الانسحاب من بعض هذه الأمور، فسوف يتعين عليه الانخراط"، مضيفًا أن صد العدوان الحوثي سيكون بداية جيدة. ويضيف: "من الواضح أن الأمر ليس بهذه البساطة، لكنه أمر يمكن القيام به، ولا يتعين عليك حقًا إرسال قوات على الأرض لإصلاح هذه المشكلة".
وفي تقريرها المكون من 537 صفحة والمقدم إلى مجلس الأمن، كتبت لجنة الأمم المتحدة المكونة من مسؤولين عسكريين واستخباراتيين واقتصاديين وغيرهم من عدة بلدان الأسبوع الماضي: "إن مدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة إلى الحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".
وبحسب الصحيفة فإنه وبمساعدة إيران وحزب الله، أصبحت الميليشيا السابقة التي كانت تقاتل منافسين محليين في واحدة من أفقر دول العالم جيشًا هائلاً. ويقدر عدد قوات الحوثيين، بما في ذلك الأطفال المجندين، بنحو 350 ألفًا الآن، ارتفاعًا من 220 ألفًا في عام 2022 و30 ألفًا في عام 2015، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
وأضاف تقرير اللجنة أن "حجم وطبيعة ومدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".
وأشار التقرير إلى أنه مع تدهور حزب الله وحماس ، فإن الحوثيين ــ الذين تم تعيينهم في الأصل لمحاربة الرياض ــ أصبحوا على وشك أن يصبحوا الجيش بالوكالة الأول للملالي، الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر بمصالح أميركا.
وشددت الصحيفة بأن ترامب يستطيع أن يمنع التعقيدات العسكرية المستقبلية من خلال التعامل مع الحوثيين الآن. وحذرت من أنه إذا سُمح للجماعة بالتمدد أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى إنهاء أي أمل في السلام ــ ومعاقبة الاقتصاد الأميركي في الوقت نفسه.