زنقة 20. الرباط

نشرت جريدة “جون أفريك” الفرنسية ضمن عددها الأخير مقالًا مطولا حول المنظومة الصحية المغربية بعنوان “لماذا يحظى النظام الصحي المغربي بجاذبية كبيرة؟”، حيث تناول المقال بالتفصيل التحولات الكبيرة التي شهدها النظام الصحي في المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس.

وقد أشادت الصحيفة من خلال ذات المقال لكاتبه حسن برادي خبير في إدارة الصحة، بالتطورات النوعية التي عرفتها البنية التحتية الصحية، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات الطبية وتوسيع نطاق التغطية الصحية لتشمل جميع المواطنين.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال أن هذه المبادرات تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى جعل المغرب نموذجًا عالميًا في مجال الخدمات الصحية. إذ لم يكتف المغرب بالعمل على معالجة القضايا الصحية الراهنة، بل تبنى سياسات استشرافية تستهدف تعزيز الاستدامة والابتكار في القطاع الصحي، مع التركيز على تلبية احتياجات جميع فئات المجتمع. ولا شك أن هذه الرؤية الطموحة قد وضعت المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال الصحة على المستوى الدولي، مما يعكس قدرة المغرب على التوفيق بين تبني المعايير الصحية العالمية والاستجابة للخصوصيات المحلية.

علاوة على ذلك، أكدت جريدة “جون أفريك” أن الملك محمد السادس جعل من الصحة ركيزة أساسية في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب. وقد عزز هذا التوجه من قدرة المملكة على تحقيق نقلة نوعية في تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين. ولعل هذا النهج الشامل يعكس حرص الملك على إرساء أسس مجتمع متضامن ومزدهر، قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة ومرونة.

إلى جانب ذلك، شددت الصحيفة على دور المغرب في التعامل مع جائحة كوفيد-19، حيث اتبعت المملكة استراتيجية متكاملة وسريعة للتصدي للأزمة. ومن أبرز الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الصدد، كانت الحملة الوطنية للتطعيم المجاني التي ضمنت مناعة شاملة للسكان. وقد ساهمت هذه الإجراءات في تحقيق التزام واسع من المواطنين، مما يعكس فعالية النهج المتبع وحرص المغرب على حماية سيادته الصحية.

وفي إطار الجهود الوطنية، أطلقت المملكة مبادرات إنتاجية تهدف إلى تصنيع المعدات الطبية الأساسية، مثل الكمامات وأجهزة التنفس، إضافة إلى إنشاء صندوق خاص لإدارة الجائحة بفضل تعبئة الشركات والمواطنين.

كما أكدت الصحيفة أن المغرب لم يقتصر على حماية نفسه فقط، بل قدم مساعدات طبية للعديد من الدول الأفريقية، مما عزز مكانته كقائد إقليمي في مجال الصحة والتضامن الدولي.

وعلى صعيد آخر، أشارت جريدة “جون أفريك” إلى أن المغرب يسعى إلى تحقيق تغطية صحية شاملة من خلال مشروع تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك محمد السادس. وتعتبر هذه الخطوة إنجازًا بارزًا في مسيرة تحسين جودة حياة المواطنين، حيث يسعى البرنامج إلى توسيع نطاق التأمين الصحي ليشمل جميع الأفراد، بما في ذلك الفئات الأكثر هشاشة. وتؤكد هذه الجهود على التزام المملكة بتعزيز العدالة الاجتماعية وضمان كرامة ورفاهية الجميع.

وتزامنًا مع هذه التطورات، لا يمكن تجاهل التحولات الكبيرة في البنية التحتية الصحية، حيث أشارت الجريدة الفرنسية إلى البرنامج الطموح الذي يهدف إلى بناء وتحديث مراكز صحية ومستشفيات جديدة في مختلف أنحاء المملكة. ويشمل هذا البرنامج إنشاء مراكز استشفائية جامعية في كل منطقة، مع التركيز على تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتعزيز القدرات الاستشفائية، مما يمثل خطوة نوعية نحو نظام صحي أكثر شمولية وفعالية.

وقد أثنت “جون أفريك” أيضًا على التقدم الذي حققته المملكة في مجال التنسيق الصحي، بفضل نظام المعلوماتي المتكامل الذي يربط بين جميع المستشفيات المغربية. هذا النظام يتيح تبادل البيانات الصحية بشكل سلس وآمن بين المرضى والأطباء وشركات التأمين، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان خدمات طبية أكثر شفافية وكفاءة.

ولم تغفل جريدة “جون أفريك” عن تسليط الضوء على استجابة الملك محمد السادس السريعة عقب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في سبتمبر 2023. فبفضل توجيهات الملك، تم تعبئة جميع الخدمات الحكومية للتدخل الفوري وتقديم المساعدات للمتضررين. وفي أقل من 48 ساعة، تم نشر وحدات طبية متنقلة لتقديم الرعاية العاجلة في المناطق المتضررة، مما يعكس التزام الملك العميق بصحة وأمان شعبه.

وفي ختام المقال، أشادت “جون أفريك” بمبادرة الملك محمد السادس في إنشاء الوحدات الطبية المتنقلة المتصلة بالإنترنت، التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق الريفية والنائية. هذه الوحدات، المزودة بأحدث التقنيات الطبية، تقدم خدمات استشارية مباشرة وتتيح التشاور عن بُعد مع الأخصائيين، مما يجعلها نموذجًا للرعاية الصحية المتقدمة والشاملة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الملک محمد السادس تحسین جودة جون أفریک فی مجال

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يبحث مع الوفد الطبي الأول للجمعية الطبية السورية الألمانية سبل تطوير النظام الصحي

دمشق-سانا

بحث وزير الصحة الدكتور مصعب العلي، خلال لقائه اليوم مع الوفد الطبي الأول للجمعية الطبية السورية الألمانية “سيجما”، سبل تطوير النظام الصحي في سوريا والارتقاء به.

وأوضح الدكتور العلي أن الجمعية الطبية السورية الألمانية أطلقت منذ يومين حملة “نبضنا واحد”، وذلك ضمن نشاطاتها وفعالياتها الأولى في سوريا، حيث باشرت أعمالها وستستمر لنهاية الشهر الجاري، لافتاً إلى أن الحملة تعتبر رمزاً للتضامن والتكافل بين أبناء الوطن الواحد، أي أبناء سوريا الموجودين حالياً خارج سوريا ويقدمون المساعدة للسوريين الموجودين في الداخل.

وثمَّن العلي الجهود التي تبذلها الجمعية ودعمها، متمنياً أن تستمر وأن يكون هناك المزيد من التعاون، مشدداً على أن هذه الحملة ليست حملة طبية أو إجراء طبياً، بل هي رسالة أمل للشعب الموجود في الداخل بأن السوريين الذين في الخارج معه ويدعموه.

بدوره، بيَّن الوفد أن هدفه تقديم خدمات طبية وجراحية مجانية من خلال إجراء عمليات نوعية ودعم الكوادر الطبية المحلية ضمن شراكة مع الاستجابة الطارئة وجمعية DSVS، إضافة إلى توفير المستلزمات الجراحية للقطاع الصحي في سوريا ليكون أكثر فعالية على الأرض.

وأشار الوفد إلى أنه سيتوزع على عدد من المحافظات السورية باختصاصات جراحية متنوعة، وسيقوم بإجراء العمليات الجراحية النوعية في الاختصاصات المختلفة للمرضى غير القادرين على إجرائها على نفقتهم الخاصة.

يُشار إلى أن الجمعية الطبية السورية الألمانية تأسست بعد التحرير، وتهدف بشكل أساسي إلى دعم النظام الصحي في سوريا والمساهمة في تحسين الرعاية الطبية والتعليم الطبي من خلال التعاون مع العديد من الأطباء والكليات والجامعات ذات الصلة، والتنسيق مع الكوادر المهنية العاملة داخل النظام الصحي السوري، إضافة إلى تقوية ودعم المجتمع الطبي السوري في ألمانيا.

مقالات مشابهة

  • العصبة المغربية تكشف عن اختلالات خطيرة في القطاع الصحي بالمغرب
  • النظام الصحي الأفغاني يلفظ أنفاسه الأخيرة مع تقليص المساعدات الأميركية
  • لقجع: المغرب سيقدم نسخةً متميزة من كأس العالم و جلالة الملك يشرف شخصياًُ على الإستعدادات
  • في يومه الثاني مؤتمر “تعافي حمص” يناقش حالة القطاع الصحي في سوريا
  • الوزير العلي: نطمح أن نضاهي الدول المتقدمة في بناء النظام الصحي، فالطبيب السوري في كل مكان يمتلك الخبرة بالأنظمة الصحية العالمية وننسق حالياً مع المنظمات الصحية في المغترب لتقديم أفضل خدمة للمواطن
  • وزير الصحة الدكتور مصعب العلي في كلمة خلال مؤتمر تعافي حمص: نعمل على إعادة بناء النظام الصحي المدمر والمليء بالفساد والمحسوبيات عبر خطوات بدأناها بإعادة تأهيل وترميم ما دمر من المشافي والمراكز الصحية على مستوى البناء والكوادر والأجهزة الطبية ودعم الرعاية
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ 642 مشروعًا لدعم القطاع الصحي في 53 دولة
  • 1.4 مليار دولار..الملك سلمان للإغاثة يدعم القطاع الصحي في 53 دولة
  • مستشفى الملك خالد يُحذر: لا صحة لفوائد كحل الإثمد في تحسين النظر
  • وزير الصحة يبحث مع الوفد الطبي الأول للجمعية الطبية السورية الألمانية سبل تطوير النظام الصحي