أشار الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان، الى أن "العدو صعد اليوم، من عدوانه الوحشي بمئات الغارات الجوية مستهدفاً الأماكن المأهولة في العديد من المناطق اللبنانية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المدنيين، لا سيما الأطفال".
واعتبر أن "هذا الإجرام الموصوف بحق الآمنين، يثبت بالدليل القاطع، أن كيان الاغتصاب الصهيوني، يرتكب عن سابق اجرام، جرائم ضد الإنسانية، وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع، في وقت، لا يحرك هذا العالم ساكناً تجاه هذه الجرائم، لا بل إن حلفاء الكيان الغاصب، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية، يقفون الى جانب العدو ويوفرون له كل أسلحة القتل الفتاكة".


وأكد أنه "بات واضحاً أن العدو الصهيوني الذي يشنّ منذ عام، حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، يتعمّد توسيع هذه الحرب باتجاه لبنان، ظناً منه بأنه يستطيع أن يفرض معادلاته وشروطه، لكن هذا الظن خائب، خصوصا أن المقاومة في لبنان بكل قواها، أعدّت العدة جيدا لمواجهة العدو، ولسنوات طويلة وطويلة جدا".
ولفت الى أنه "على العدو أن يفهم جيداً بأن آلة الإجرام والدمار التي يمتلكها لن تحقق له أهدافه، وأن جرائمه الوحشية لن تمر دون عقاب، وعلى قادة العدو أن يتذكروا جيداً هزائمهم، أمام إصرار المقاومين على السير في خيار مقاومة الاحتلال منذ عملية الويمبي 1982 إلى اليوم".
وأكد ان "لبنان بكل أحراره مقاومة، والمقاومة تمتلك الارادة والتصميم والامكانيات الكافية لالحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني، لكن ما ينتظره اللبنانيون أن يتحرك الضمير الانساني الدولي رفضاً وادانة لجرائم العدو". (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

من يعتقدون بأنَّ المقاومة انتهت بسقوط دمشق بأيدي تتار العصر، وبمقتل عدد من قادتها، وتدمير كبير لبنيتها، فهم بلا شك فقراء في اللغة العربية؛ حيث لا يمتلكون منها سوى مفردات البؤس والفجيعة في التوصيف، وهم بلا شك فقراء في لغة الإعلام ولغة الصورة، والنظرة السطحية للأمور لإخفاء الحقيقة الكاملة، ولسكب الهزيمة في عقل الخصم والمتلقي، وهم بلا شك فقراء في الزاد التاريخي؛ حيث حرموا من التطواف والتجوال في التاريخ للوقوف على العبر والأحداث المشابهة، وهم بلا شك فقراء من الزاد الإيماني وأثره، بمشيئة الله وأثرها، والقوة الإيمانية الهائلة لأبناء فصائل المقاومة وأثرها، وهم بلا شك فقراء في معارف علوم ومسلمات أطوار الحياة ودول الأيام، وهم بلا شك ممن يعتقدون بأن التاريخ توقف وتجمد في بطون الكتب ولم يعد يُصنع، وهم بلا شك من ضحايا السرديات الصهيونية بأنَّ الكيان لا يُهزم وأمريكا قضاء وقدر.

حينما تكون المعطيات لديك خاطئة فمن الطبيعي أن تكون استنتاجاتك خاطئة وقناعاتك هشة ومنحرفة عن الحقيقة، والعكس صحيح، لهذا فنحن نعيش في عصر التزييف العميق، وبسط السطحية ونثر الهشاشة وتمكين التفاهة، تمهيدًا للاحتلالات والسيطرات المقبلة من قبل العدو على العقول والحقول معًا.

الخبرة التراكمية للمقاومة اليوم في مواجهة العدو وصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا وبمرتبة تكافؤ الردع والخسائر والوجع، والعدد النوعي والكمي للمقاومة اليوم بمرتبة فخر للأمة بشقها المقاوم، وبمرتبة رعب وقلق للصهاينة والمتصهينين.

والعقيدة القتالية لفصائل المقاومة، واتساع نطاق ثقافتها العابرة للأجيال والحدود هو ما يُرعب العدو حقيقة ويقض مضاجعه ويقلل من منسوب عمره وزمن احتلاله.

فصائل المقاومة اليوم تجاوزت العقود الأربعة من عمرها، وهو عمر الحكمة والرشد والتكليف بعظائم الأمور، وبالنتيجة فلا قلق عليها من فقد رمز هنا أو قائد هناك، ولا بفقد منشآت أو عتاد أو كوادر، فهذه جميعها من مسلمات الحروب.

تصعيد المقاومة لعملياتها ومواجهاتها للعدو، وتعدد تلك المواجهات ونوعيتها جعل الفخر التراكمي بالانتصارات يتعاظم يوماً بعد يوم؛ بل وجعل حضور المقاومة وثقافتها تزاحم ثقافات التفاهة والترفيه الماجن وتلغيها؛ بل وجعل النظام الرسمي العربي يُعيد حساباته بصمت، ويتيقن بأن المقاومة خياره الأوحد والصريح للبقاء على قيد الحياة، وأن فلسطين هي الخندق الأول للدفاع عن الأمن القومي العربي.

نتائج هكذا حروب ومواجهات مفصلية في التاريخ لا تظهر فوريًا، بل تظهر مؤشراتها أولًا ثم تتبعها النتائج الطبيعية على الأرض، لهذا نقول ونكرر بأن العدو انتصر تكتيكيًا، عبر التدمير والاغتيالات ولغة الصورة السطحية المؤثرة على المتلقي، ولكن المقاومة انتصرت استراتيجيًا عبر توازن الرعب والردع والخسائر، وانتصارات المقاومة ستجعل الكيان يراجع ذاته في كل شيء ويسأل كل فرد في الكيان سؤال بعد ملحمة طوفان الأقصى "كيف وصلنا إلى هنا"!؟ فخسائر كيان دولة لا تقاس بخسائر فصائل، ومنسوب خسائر العدو لا يقاس بسقف المقاومة المفتوح لتلقي الخسائر ثمنًا للكرامة والعزة والشرف والكبرياء. والمنتصر لا يفاوض لوقف إطلاق النَّار وتبادل الأسرى؛ بل يُملي شروطه على الآخر، وهزيمة العدو تأتي عبر خيارين، هزيمة العدو وسحق قدراته القتالية، أو منعه من تحقيق أهدافه من الحرب، والمقاومة حققت جزءًا مهماً من الأول، وكل الجزء الثاني.

قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ، يقرأ المستقبل.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يشن غارات على مدينة طرطوس غربي سوريا
  • اليمن يُدين إيقاف العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • العدو الصهيوني يشن عدواناً على طرطوس
  • المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان
  • التوسع الاحتلالي الصهيوني، إلى اين؟
  • الضفة الغربية بين مطرقة العدو الصهيوني وسندان الصمت الدولي
  • الأردن يدين قرار وقف العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية لغزة
  • عزالدين: المقاومة حاضرة وجاهزة
  • العدو الصهيوني يقرر منع دخول المساعدات الإنسانية لغزة
  • إنا على العهد.. معادلة لا مجرد شعار