أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء الجرائم الخطيرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في لبنان، خاصة في مناطق الجنوب والبقاع مع تصعيده هجماته العسكرية بشن غارات مكثفة استهدفت المدنيين والمناطق السكنية وتضمنت أوامر إخلاء في ظروف غير آمنة، ما يستدعى التدخل الدولي العاجل لمنع تكرار ما يجرى من أهوال ومجازر بحق المدنيين في قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهرا.



ودعا الأورومتوسطي في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، المجتمع الدّولي إلى التدخل فورا وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها وجرائمها وحماية المدنيّين في لبنان ومنع التصعيد في المنطقة، منعا لتكرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة مرة أخرى، وفرض العقوبات الفعّالة على إسرائيل، بما في ذلك فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إليها، ووقف كافة أشكال الدعم السياسي والاستخباراتي والاقتصادي المقدمة إليها، ومساءلتها ومحاسبتها على جرائمها المستمرة بحق الشعوب على أراضيهم.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي، أن الجيش الإسرائيلي يتعمّد استهداف المدنيين دون أن يعطيهم الوقت الكافي لإخلاء المناطق التي يتم قصفها أو توفير أي حماية فعّالة لهم من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية، حيث أن القصف يطال مبان مدنية بشكل مباشر وعشوائي، كما يتم القصف بالقرب من مستشفيات ومدارس في هذه المناطق.

وشدد الأورومتوسطي على أنه وبموجب قواعد القانون الدولي الإنساني، يتوجب على الجيش الإسرائيلي اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة قبل كل هجوم عسكري ينفذه، لتجنب إلحاق الأضرار بالسكان المدنيين والأعيان المدنية، وتقليلها إلى أدنى حد ممكن على أقل تقدير. ويشمل ذلك، من جملة أمور أخرى، إعطاء السكان المدنيين تحذيرًا فعليًا ومجديا قبل بدء الهجوم، واعطائهم الوقت الكافي للإخلاء وتمكينهم من اتخاذ تدابير لحماية أنفسهم والانتقال إلى مناطق آمنة، ما لم تسمح الظروف بغير ذلك.

وأكد على أنه وبجميع الأحوال، وبموجب القانون الدولي الإنساني، يبقى المدنيون الذين يختارون عدم الإخلاء أو الذين لا يستطيعون الإخلاء من المنطقة متمتعين بالحماية المقررة لهم بموجب القانون الدولي الإنساني بوصفهم مدنيين، وأن مجرد بقاؤهم في تلك المنطقة لا يسقط عنهم هذه الحماية ولا يعفي إسرائيل من المسؤولية عن ضمان حمايتهم المقررة لهم.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ كل الهجمات الإسرائيلية تشكّل انتهاكات جسيمة لاتفاقيّة جنيف الرابعة، والبروتوكول الإضافي، وللقانون الدولي الإنساني بشكل عام، الذي يلزم الأطراف المتحاربة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين في كل الأوقات، ويعطي حماية خاصّة للفئات المستضعفة كالنساء والأطفال وكبار السن كما وللمسعفين والصحفيين. وهذا ما تؤكّد عليه القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني واتفاقيّة جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين، ولوائح اتفاقيّة لاهاي الرابعة والمادّة 48 من البروتوكول الإضافي الأوّل.

وأعاد المرصد التذكير بأنّ القانون الدولي الإنساني يحظر الهجمات العشوائية التي لا تميّز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، بما في ذلك الهجمات التي لا تستهدف أهدافاً عسكرية محددة أو التي تستخدم وسائل أو أساليب قتال غير قادرة على توجيهها نحو هدف عسكري محدد.

وشن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين، أكثر من 330 غارة في أكثر من 117 بلدة ومدينة استهدفت بشكل مباشر مناطق سكنية مأهولة بالسكان المدنيين جنوب لبنان وفي مناطق متفرقة من البقاع، ممّا أسفر عن مقتل 274، منهم 21 طفلًا شخص، وإصابة أكثر من 1024 جريح، من بينهم نساء وأطفال ومسعفين، حتى ساعات بعد الظهيرة الباكرة. ولا تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة حتى وقت صدور هذا البيان، مع تصاعد موجات القصف على المناطق المدنية.


وكان الجيش الإسرائيلي استهدف بغاراته أكثر من 117 بلدة لبنانية في الجنوب شهدت البعض منها غارات متسلسة ومتكررّة كعيترون، وأنصار، وكفررمان، وحاريص، والصرفند، وغيرها من قرى قضائي صور وصيدا والنبطية، إضافة إلى استهدافه لبلدات أخرى في البقاع، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه بدأ موجة ثالثة من الغارات والعدوان على لبنان.

كما أن المسيرات الإسرائيلية أشعلت الحرائق في الأحراج جنوبي لبنان تزامناً مع غارات الطائرات الحربيّة، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تستخدم منذ بدء الهجمات العسكرية على لبنان في الثامن من تشرين أول/أكتوبر 2023 لحرق الأراضي الزراعية الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرّم دوليًّا لما يسبّبه من إصابات وحروق خطيرة للأشخاص، غالبا ما تصل إلى العظام، وحرائق شديدة يمكنها تُدمّر المباني والممتلكات والمحاصيل والتربة.

ويأتي التصعيد العسكري على لبنان اليوم بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة، 20 أيلول/سبتمبر 2024، أسفرت عن انهيار مبنيين سكنيين ومقتل أكثر من 37 شخصًا، بينهم أطفال، ولا تزال أعمال البحث عن الضحايا تحت الأنقاض مستمرة حتى الآن.

وسبق ذلك، الهجمات الإسرائيلية في لبنان عبر تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء في 17 و18 أيلول/سبتمبر 2024، والتي تم تنفيذها بشكل عشوائي وبطرق محظورة بموجب القانون الدولي، ممّا أسفر عن مقتل 32 شخصاً على الأقل من بينهم طفلين وأفراد من الأطقم الطبيَّة، وإصابة 3,250 آخرين من بينهم دبلوماسي، بمن فيهم مئتا حالة حرجة و500 إصابة خطيرة في العيون والأطراف.

إقرأ أيضا: الاحتلال يوسع عدوانه ويقصف بيروت.. وغموض بشأن "عملية بريّة"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية لبنان بيان لبنان احتلال عدوان بيان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القانون الدولی الإنسانی الجیش الإسرائیلی على لبنان أکثر من

إقرأ أيضاً:

مقتل 100 شخص وإصابة أكثر من 400 آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على جنوبي لبنان

بيروت- أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مقتل 100 شخص وإصابة أكثر من 400 آخرين في تحديث لحصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قرى وبلدات جنوبي لبنان منذ صباح اليوم الاثنين23سبتمبر2024.

وأفادت الوزارة، في بيان، بأن الغارات الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى مئة قتيل وأكثر من 400 جريح، من بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وفق وكالة قنا القطرية.

في غضون ذلك يواصل الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات عنيفة على العديد من القرى والبلدات الجنوبية وكذلك شرق لبنان.

وكثف الكيان الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة من قصفه الجوي والمدفعي العنيف على جنوب لبنان موسعا النطاق الجغرافي لعدوانه، ما أدى إلى وقوع المزيد من القتلى والجرحى وأضرار مادية وسط خشية كبيرة من تفجر الوضع في المنطقة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • 11 منظمة حقوقية تدعو لتحقيق أممي في هجوم إسرائيلي قتل فيه صحفي لبناني
  • حماس تعقّب على العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان
  • حماس: العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان جريمة حرب
  • مقتل 100 شخص وإصابة أكثر من 400 آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على جنوبي لبنان
  • المديرة العامة للمرأة العربية تدعو المجتمع الدولي لوقف العنف على لبنان وفلسطين
  • من ضمنها منظمة إنسان.. 36 منظمة حقوقية تدين التفجيرات الجماعية لأجهزة البيجر في لبنان وتعتبرها انتهاكًا للقانون الدولي
  • السيد علي السيستاني: نطالب ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني
  • دعت المجتمع الدولي للضغط لوقف العدوان.. دول مجلس التعاون تجدد إدانتها بشدة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • ممثل بريطانيا لدى مجلس الأمن: يجب احترام القانون الإنساني الدولي بشكل كامل