شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً خطيراً صباح الاثنين، حيث شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع متعددة في لبنان، في خطوة رفعت مستوى التوتر بينه وبين حزب الله إلى احتمال نشوب حرب شاملة.

وتأتي الغارات الإسرائيلية، خاصة على البلدات الجنوبية اللبنانية، بعد يومين من هجوم حزب الله الأعمق منذ الثامن من أكتوبر، حيث استهدف قاعدة "رامات دافيد" الجوية ومجمعاً تابعاً لشركة "رافائيل" للصناعات العسكرية، مستخدماً في هجومه نوعاً جديداً من الصواريخ يطلق عليها "فادي 1" و"فادي 2".

الوضع الميداني يشير إلى أن المواجهة بين الطرفين باتت مفتوحة على كافة السيناريوهات. وبينما تضع إسرائيل معادلة "انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني لإعادة نازحي الشمال إلى مساكنهم بأمان"، يتمسك حزب الله بمعادلة "عدم عودة سكان شمال إسرائيل قبل وقف العمليات العسكرية في غزة".

وتطرح الغارات المكثفة على جنوب لبنان تساؤلات بشأن ما إذا كانت تمهد لاعتماد إسرائيل سياسة "الأرض المحروقة" في إطار تحضيرات محتملة لشن عملية اجتياح بري على البلدات الحدودية اللبنانية.

تغيير ميزان القوى.. نتانياهو يتحدث عن "تنفيذ ما وعد به" وأضاف، اليوم الاثنين، خلال اجتماع تقييم أمني في مقر سلاح الجو الإسرائيلي في كيريا، مع مجموعة من المسؤولين العسكريين: "نحن ندمر آلاف الصواريخ والقذائف الموجهة نحو مدن إسرائيل ومواطنيها". احتمال مطروح

يمثل التصعيد الإسرائيلي الحالي "نقطة مفصلية" في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، وفق ما يقوله الباحث السياسي نضال السبع، لافتاً إلى أن "نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية الخاضعة للرقابة العسكرية، أمس، صور للمنازل المدمرة والسكان المذعورين، بالإضافة إلى صور لجثث، بعد توسيع حزب الله لنطاق استهدافاته أول أمس، رداً على تفجيرات البيجر واللاسلكي واغتيالات قادته، يوحي أن إسرائيل تمهد لشن غارات واسعة النطاق قد تتجاوز جنوب لبنان إلى شماله، لاسيما مع استهدافها للمرة الأولى مناطق جديدة مثل جرود جبيل".

وفيما يتعلق باحتمال اعتماد إسرائيل سياسة "الأرض المحروقة" تمهيداً لاجتياح بري لجنوب لبنان، يرى السبع في حديث لموقع "الحرة" أن "ما يمنع حدوث ذلك حتى الآن هو قدرة حزب الله على استخدام الصواريخ الدقيقة وصواريخ الكورنيت من الجيل الثاني، التي يمكنها إصابة أهداف على مسافات تصل إلى 13 كيلومتراً، فإسرائيل تعمل على إضعاف قدرات حزب الله قبل الاقدام على ذلك".

من جانبه، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن "تكثيف الغارات الجوية قد يشكل تمهيداً لحرب واسعة النطاق"، مستبعداً الهجوم البري على لبنان في الوقت الحالي.

ويوضح جابر في حديث لموقع "الحرة" أن "الجيش الإسرائيلي لا يزال قادراً على تحقيق بعض أهدافه من خلال القصف الجوي والعمليات الأمنية أي الاغتيالات، ما يجعله يتردد في تنفيذ توغل بري، نظراً للمخاطر الكبيرة التي قد تترتب على ذلك".

ويتوقع أن يحدث "تصعيد في القصف الجوي وتكثيف للعمليات السيبرانية والأمنية أي الاغتيالات وكذلك للحرب النفسية" وإذا لم تنجح هذه الوسائل في تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فقد يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى "شن حرب واسعة".

ويضيف جابر أن "حزب الله يتجنب حتى الآن أن يكون الطرف الذي يبادر إلى تلك الحرب"، مؤكداً أن الوضع الحالي في لبنان على حافة الهاوية".

في ذات السياق، أكد المتحدث الآخر باسم الجيش، دانييل هاغاري، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، بدء عمليات قصف "مواقع لحزب الله في لبنان، بعد الكشف عن نوايا لإطلاق النار على إسرائيل"، داعيا السكان إلى "الابتعاد" عن مواقع الحزب.

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التوغل البري في لبنان، قال هاغاري "الجيش سيفعل كل ما يلزم لإعادة الأمن إلى شمالي إسرائيل".

إسرائيل تتحدث عن سيناريوهات "بينها الاجتياح البري" وتشن غارات "مكثفة" على لبنان أكد الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه مستعد لتنفيذ عملية برية في لبنان لو تطلب الأمر ذلك، في وقت ارتفعت فيه حدة التصعيد على جانبي الحدود مع حزب الله. مرحلة صعبة

وصل عدد القتلى في الغارات الاسرائيلية على البلدات والقرى الجنوبية منذ صباح اليوم إلى 274 قتيلاً وأكثر من 700 جريح بحسب وزارة الصحة اللبنانية. كما طالت أضرار جسيمة المنازل والسيارات والمحال التجارية في بلدات عدة جنوب لبنان.

وبعد أن "كان حزب الله يتوقع خوض حرب إسناد قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع"، تشير التطورات الأخيرة كما يقول السبع إلى أن "إسرائيل نجحت في استدراجه إلى حرب استنزاف طويلة، تكثف خلالها الغارات الجوية على جنوب لبنان، وتستهدف قادته بعمليات اغتيال".

"سياسة تبادل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله باتت واضحة"، بحسب السبع، ويشرح "بعد إعلان أمين عام الحزب حسن نصر الله في خطابه الأخير أن عمليات الحزب ستؤدي إلى تهجير مليون إسرائيلي، يبدو أن الجيش الإسرائيلي يرد بإستراتيجية تهدف لتهجير مليون ونصف مليون لبناني من جنوب لبنان".

ويشير إلى أن "التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، التي تحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أعمال حزب الله، قد تكون مقدمة لاستهداف منشآت حيوية مثل المطار والمرفأ، والدليل تلقي وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري تهديدات بإخلاء مبنى الوزارة".

في سياق متصل، وصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، الاثنين، وربما يحمل معه كما يقول السبع "رسائل تهديد من إسرائيل لإبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية لمسافة تتراوح بين 10 و15 كيلومتراً، وهو مطلب تصر إسرائيل على تحقيقه سواء عبر المفاوضات أو باستخدام القوة العسكرية".

وفي حال فشل مهمة لودريان، يقول السبع "قد تتوسع إسرائيل في ضرباتها وتبدأ بالاجتياح البري، مستغلة انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية، ما يضع لبنان في مرحلة صعبة خلال الأربعين يوماً المقبلة".

يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن في مقطع فيديو نشره مكتبه عن تكثيف الهجمات في لبنان، وقال "ستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جنوب لبنان فی لبنان حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

عون: المجتمع الدولي متجاوب للضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان

جدد الرئيس اللبناني جوزف عون، اليوم الثلاثاء، تمسك بلاده باستكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي يحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، في 27 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.

وقال عون، خلال استقباله وزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس في قصر بعبدا الرئاسي اليوم، إن "إخلال إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية، ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي إلى بلداتهم، ويعيق إعادة إعمار ما دمره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان".

الوكالة الوطنية للإعلام - (*) رئيس الجمهورية استقبل وزيرة الدفاع الإسبانية https://t.co/C2D5Ou9V3r

— National News Agency (@NNALeb) January 21, 2025

 وأعلن الرئيس أنه أجرى " اتصالات عدة لإرغام إسرائيل على الانسحاب، وأنه لقي تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه".

وشكر الرئيس عون الوزيرة الإسبانية، منوها بدور االكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل، وبجهود قائد القوات الدولية الجنرال أرلاندو لازارو، والتنسيق الكامل مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات الدولية.

وبدورها ، أكدت الوزيرة الإسبانية دعم بلادها لدور عون في إعادة نهوض لبنان بعد الظروف الصعبة التي مر بها، لافتة إلى "ضرورة الانسحاب الإسرائيلي في موعده حفاظاً على الاستقرار في الجنوب وعلى ما تحقق في هذا الصدد".

وقالت الوزيرة الإسبانية إن بلادها  ستقف "إلى جانب لبنان والشعب اللبناني ومستمرة في عملها ضمن القوات الدولية".

 

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يطلب تمديد احتلاله مناطق في جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على أسلحة بمزارع شبعا في جنوب لبنان
  • استهداف الدعم السريع للبنى التحتية … المليشا تلجأ لسياسة الأرض المحروقة
  • رابع أيام الهدنة.. قتيل وجرحى برصاص الجيش الإسرائيلي في رفح
  • الجيش الإسرائيلي يفجر 8 منازل في جنوب لبنان
  • هل تبنت الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة باستهداف محطات الطاقة؟
  • الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا كبيرًا على جنوب لبنان
  • عون: المجتمع الدولي متجاوب للضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان
  • الجيش اللبناني يعيد انتشاره في بلدات بالجنوب بعد انسحاب القوات الإسرائيلية