لجريدة عمان:
2025-01-08@23:39:48 GMT

مؤشرات ملهمة

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

مؤشرات مهمة أسهمت فـي قفزة سلطنة عمان فـي مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية لعام 2024م إلى المركز 41 عالميًا من أصل 193 دولة، بعد أن كانت تحتل المركز 50 خلال عام 2022م، وذلك فـي تقييم الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية، لتصل بذلك إلى المركز الخامس على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهذا أمر بالغ الأهمية.

هذه المؤشرات التي تم الاعتماد عليها فـي التقييم هي مؤشر الخدمات الإلكترونية الذي تقدمت فـيه سلطنة عُمان إلى المرتبة 48 دوليا بعد أن كانت فـي المرتبة 50 دوليا فـي عام 2022، لتتقدم 12 مركزا، والذي يعتمد على قياس فاعلية البوابة الرسمية للخدمات الحكومية الإلكترونية بعدد من القطاعات. والثاني رأس المال البشري الذي تقدمنا فـيه إلى المركز 55 هذا العام بعد أن كنا فـي المرتبة 69 فـي عام 2022م بتخطي 14 مركزا، والذي يعتمد على الجهود الحكومية فـي دعم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.

والثالث مؤشر البنية الأساسية للاتصالات الذي وصلت فـيه سلطنة عُمان إلى المرتبة 22 فـي عام 2024م، بعد أن كانت فـي المرتبة 48 خلال عام 2022م، ويعد أحد أكبر مسارات التقدم بواقع 26 مركزا، ويعتمد فـي التقييم على انتشار إنترنت النطاق العريض وانتشار الهواتف المحمولة والإنترنت الثابت.

هذا التقدم مهم جدا لعدة اعتبارات، أولها أنه يترجم التحول الرقمي الذي جاء فـي رؤية «عُمان 2040» والذي يستهدف دعم الاقتصاد الرقمي من 2% فـي عام 2021م، إلى 10% عام 2040، ضمن توجه تعزيز تقنية المعلومات والاتصالات فـي الاقتصاد الرقمي، لرفع الإنتاجية والخدمات فـيه عبر البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي 2003م، الذي يهدف إلى بناء اقتصاد أكثر قدرة على مواجهة متطلبات المستقبل ويسهم فـي الناتج المحلي من خلال الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض 2014م.

ثانيا، يدعم تطلعات إنشاء البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي الذي جاء ضمن هيكلة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بهدف تبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة وتوطينها والانطلاق بها عبر برامج متعددة. وأهمية التقنية وتطورها والمنافسة فـي ميدانها الدولي تعد معركة العصر حيث التحول من الحالة التقليدية إلى الحكومة الإلكترونية وتعزيز هذه الجهود فـي تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي، لأن هذه المسارات تفتح لنا اليوم بوابة كبيرة على الاقتصاد الرقمي الذي يمكن أن يغني عن أي موارد أخرى فـي المستقبل، لما يمثله ذلك من عالم مجهول ما زالت البشرية لم تسبر أغواره بعد مما سيكون له تأثير على حياتنا اليومية وسيتم قياس تقدم الأمم من خلال جودة الخدمات الإلكترونية للحكومات وما تنتجه شعوبها من تقنيات تسهم فـي جعل الحياة أفضل على هذا الكوكب الذي مر بمراحل متعددة حتى وصل إلى هذه الحال مما يختصر لك فـي ثوان الكثير من المتطلبات.

العالم أمام مرحلة استثنائية غير مسبوقه فـي مسألة تبنى تحدي التقنية الحديثة وسوف نرى فـي قادم الأعوام أن تصنيف الدول سيكون بما تملك من إمكانيات فـي البنى الأساسية للتقنية وفـي رأس المال البشري الذي يسير هذه التقنية ويستطيع أن يجعل منها اقتصادا يدر عليها كغيرها من الدول مثل تايوان وهونج كونج وسنغافورة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی عام بعد أن

إقرأ أيضاً:

الجهل المركب والمقدس في العصر الرقمي

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب التمييز بين الحقائق والمعلومات المضللة، وهو ما يبرز ظاهرتين خطيرتين هما الجهل المركب والجهل المقدس. تتشابك هاتان الظاهرتان في تشكيل آراء الناس واتجاهاتهم الفكرية، ما يشكل تحديًا كبيرًا للمجتمعات الحديثة في مسعى لتحقيق تقدم معرفي وتنمية مستدامة. يتطلب فهم هذه الظواهر تحليلًا دقيقًا لمصدرها وأثرها على الأفراد والمجتمعات، وكذلك تحديد الأساليب المناسبة لمواجهتها، سواء على مستوى التعليم أو على مستوى منصات الإعلام الرقمي.

الجهل المركب يتمثل في حالة يعتقد فيها الفرد أنه يمتلك معرفة كاملة عن موضوع ما، بينما هو في الحقيقة يجهل هذا الموضوع بشكل كامل. هذه الحالة من “الجهل بالجهل” تشكل مصدرًا للأخطاء الفكرية واتخاذ القرارات غير السليمة. الأشخاص الذين يعانون من الجهل المركب يثقون بشكل مفرط في آرائهم ويشعرون بالاطمئنان تجاه معرفتهم، حتى إذا كانت هذه المعارف سطحية أو مغلوطة. على الرغم من أنهم قد يبدون واثقين في تصوراتهم، إلا أنهم في الواقع غير قادرين على إدراك ما يجهلونه. في العصر الرقمي، يساهم انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات غير الموثوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الظاهرة، حيث يصبح الأفراد أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للمحتوى المشوه، مما يعزز القناعات الخاطئة. وكما قال الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت: “أنا أفكر إذًا أنا موجود”، مما يعكس أهمية التفكير النقدي واليقظة الفكرية في تجنب الوقوع في فخ الجهل المركب.

الجهل المقدس من جانب آخر، يشير إلى التمسك بمعتقدات أو قيم معينة يتم تبجيلها وتقديسها في سياقات ثقافية أو دينية، حتى إذا كانت هذه المعتقدات خاطئة أو لا تدعمها الأدلة العلمية. يعزز الجهل المقدس من ظاهرة الرفض المطلق لأي محاولة لتحدي أو تعديل هذه المعتقدات، حيث يصبح من غير الممكن مناقشتها أو التقليل من شأنها. هذا النوع من الجهل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية الجماعية أو الدينية، ويُنظر إليه كجزء من التراث الثقافي الذي لا يمكن المساس به، حتى إذا كانت تلك المعتقدات تتناقض مع الحقائق الملموسة أو المعرفية. وقد قال الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط: “العقل هو مصباح الضوء في الظلام”، مما يعكس ضرورة التمسك بالعقلانية في معالجة المعتقدات والممارسات التي قد تتنافى مع المنطق والعلم.

اماً و سائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مركزيًا في تعزيز كلا النوعين من الجهل. فهي لا تقتصر على نشر المعلومات، بل تسهم أيضًا في تشكيل آراء الأفراد بشكل أسرع من أي وقت مضى. منصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام والمجموعات على الواتس اب تعتمد على الخوارزميات التي تسعى إلى تقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات المستخدمين، مما يخلق “فقاعات معرفية” تشجع على تقوية المعتقدات المسبقة. هذا الأمر لا يعزز فقط الجهل المركب، بل يعمق الجهل المقدس عندما يتم نشر معلومات مغلوطة يُنظر إليها على أنها صحيحة فقط لأنها تتوافق مع آراء أو معتقدات معينة. وقد جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيةٌ” (البقرة: 118)، ليُظهر كيف أن البعض يرفضون التفكير النقدي والتعلم المتواصل بسبب إيمانهم بما هو ثابت أو مقدس لديهم.

إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة هارفارد حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تصورات الأفراد أكدت أن منصات التواصل الاجتماعي تُسهم في تعميق الانقسامات بين الأفراد بسبب تعرضهم للمعلومات الموجهة التي تزداد تأكيدًا لرؤاهم الخاصة. وبدلًا من أن تكون منصات التواصل الاجتماعي مكانًا لتبادل المعرفة والتفاعل الفكري، فإنها تصبح بيئة خصبة لنمو المعتقدات المغلوطة والآراء المتطرفة.

لحل هذه الإشكاليات، يُعد التعليم والتوعية من الأدوات الأساسية التي يمكن أن تساهم في الحد من تأثير الجهل المركب والمقدس. من الضروري تضمين المهارات الرقمية والتفكير النقدي في المناهج الدراسية، بحيث يتم تدريب الأفراد على كيفية التحقق من مصادر المعلومات، وفحص الأخبار قبل تصديقها أو نشرها. على مستوى الأفراد، يجب أن يُشجع الناس على التفكير بشكل نقدي، وعدم الانغماس في “فقاعات المعرفة” التي تقتصر على وجهات نظرهم فقط. وكما ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم: “من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين
، فإن الفقه في الدين والعلم لا يأتي إلا من خلال التفكر والتعلم المستمر.

من جهة أخرى، يُعد الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في هذه المعادلة مهمًا للغاية. فبدلًا من أن تكون وسائل الإعلام عاملاً مسهلاً لنشر الوعي والمعرفة، أصبحت جزءًا من المشكلة عندما تساهم في نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة. لذا، فإن مسؤولية منصات مثل فيسبوك وتويتر يجب أن تتجاوز تقديم المعلومات إلى تعزيز الثقافة الرقمية السليمة، والعمل على تقديم محتوى موثوق والتأكد من صحة المعلومات المتداولة.

من خلال تعزيز التفكير النقدي في المدارس والجامعات، وتفعيل الحوار المفتوح في المجتمعات الافتراضية حول القيم والمعتقدات، يمكننا الحد من تأثير الجهل المركب والمقدس. كما ينبغي العمل على تحفيز الأفراد على قبول التغيير والانفتاح على الأفكار الجديدة، خاصة في بيئة تحكمها التقنية والمعلوماتية.
يعد التصدي للجهل المركب والجهل المقدس مسؤولية جماعية تتطلب التعاون بين الأفراد والمؤسسات التعليمية والإعلامية. من خلال التعليم الجاد والتوعية الرقمية، يمكننا بناء مجتمعات قادرة على التعامل مع المعلومات بشكل نقدي وواقعي، مما يعزز من قدرتنا على التطور والنمو في ظل تحديات العصر الرقمي.

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • ليلى علوي: جائزة ساويرس الثقافية ملهمة للأجيال والمبدعين
  • «نافس» يسطر قصص نجاح إماراتية ملهمة في القطاع الخاص
  • نافس يسطر قصص نجاح إماراتية ملهمة في القطاع الخاص
  • قصة كفاح ملهمة من ظلام البصر إلى نور الإبداع
  • "نافس" يسطر قصص نجاح إماراتية ملهمة في القطاع الخاص
  • تآكل الدماغ مصطلح أكسفورد الذي يكشف تأثير العصر الرقمي في عقولنا
  • وزير التراث العماني: مصر تمتلك تجربة ملهمة بالقطاع السياحي
  • مجلس الوزراء العراقي يعلن قرارات هامة في مجالات الأمن والطاقة والتعليم والتحول الرقمي
  • مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع مع تقدم أسهم شركات الرقائق الإلكترونية
  • الجهل المركب والمقدس في العصر الرقمي