تتميز المناهج التعليمية، من المنظور التربوي والنفسي، بالاعتماد على النمط العالمي، ومع ذلك، هناك فرق كبير بين تنمية الطالب على الفكر العالمي وبين تزويده بمعلومات خاطئة وأفكار غريبة تخالف القيم المصرية، وفقًا لما أكده الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي.       

وأوضح «شوقي» في تصريحات لـ«الوطن» أنّ المناهج الحديثة تتناول القضايا الوطنية التي يعاني منها المجتمع، بهدف تنمية قدرة الطالب على التفكير والإبداع والثقة بالنفس وحل مشكلات المجتمع.

تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية

وحول الحملات التوعوية التي أطلقتها «الوطن» لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع وتقوية الروابط الأسرية، نصح «شوقي» باقتباس الأشياء الجيدة فقط من المجتمع الغربي، موضحًا أن المشكلة تكمن في الاستخدام السلبي.

وشدد على أهمية حماية الشباب من الفكر الغربي «المشين» الذي لا يتسق مع الهوية المصرية، من خلال عدة محاور، منها المناهج وندوات التوعية والرحلات التثقيفية والأنشطة وغيرها.

الحوار بين ولي الأمر والطالب يحُارَب الأفكار الغريبة

وأضاف أن الأفكار الغريبة التي تخالف القيم المصرية الغربي غير الصحيح يحُارَب من خلال تنمية قدرة الطالب على النقد، والمواد مثل اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الدينية التي تغرس في الطالب الهوية الوطنية والثقافية، موضحًا أن تعزيز مبدأ النقد لدى الطالب يصنع منه شخصًا قادرًا على التمسك بقيم المجتمع الخاص به وعدم التوافق مع أي مبادئ أخرى.

وأكد أن أفضل الطرق للابتعاد عن الفكر الغربي غير الصحيح هي الحوار الإيجابي بين ولي الأمر والطالب، وإرشاده على الأشياء التي تتعارض مع الدين والثقافة العربية، والاطّلاع على الهاتف الخاص به من حين إلى آخر، والتعود الدائم على استقبال الأسئلة والتعامل معه دون عنف ووضع مكافأة خاصة له من منطلق تحفيزه.

المناهج تأكيد على الهوية الوطنية

وأضاف أن المناهج وتطويرها تهدف إلى التأكيد على الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية للطالب بشكل صريح من خلال عدة مواد وعلى رأسها مادة التاريخ والتربية الدينية والتربية الوطنية، قائلًا: «بخلاف المواد يوجد دور هام للمعلم في غمس حب الوطن في نفس الطالب».

مراقبة أفلام الأطفال

في سياق متصل، قال الدكتور رضا مسعد، رئيس قطاع التعليم الأسبق والخبير التربوي، إنه يجب مراقبة أفلام الكرتون المتاحة للأطفال العرب حالياً والمعدة باللغة العربية بواسطة مخرجين ومعدين عرب، من أجل عدم دس الأفكار الغريبة على المجتمع والأخلاق والهوية المصرية في هذه الأفلام.

وأضاف «مسعد» في تصريحات لـ«الوطن» أنّ المناهج الدراسية لديها أهداف ومخرجات تعلم، هدفها في الأساس، غاية قومية ووطنية لإعداد طالبًا محبًا لبلده.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية الهویة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

سارة النحاس تكتب: الهوية الوطنية المصرية أساس الاستقرار والانتماء الاجتماعي

الهوية الوطنية المصرية تُعتبر حجر الزاوية في بناء المجتمع المصري والحفاظ على تماسكه عبر العصور، وتتجلى هذه الهوية في شعور المصريين بالانتماء والولاء لوطنهم، وتجعل من الفرد جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، ما يُعزز دوره الفاعل في نهضة وتقدم البلاد لتحقيق التنمية المستدامة والمسير نحو تحقيق أهداف الدولة، والهوية الوطنية تجعل المواطن مدركًا للشئون والتحديات الصعبة التي تواجه الدولة، وتحثه على إيجاد حلول لحماية مقدرات البلاد وأمنها القومي، إذ أن هذا الانتماء لا يقتصر على المشاعر وترديد الشعارات فقط، بل يتجسد في المشارك ة السياسية والالتزام بالدستور، بهدف تحقيق الصالح العام واستقرار الدولة.

الدولة بدورها تعزز هذا الارتباط من خلال بناء بيئة عادلة تحترم الحريات الفردية، وتعمل على تهيئة الأجواء للأمن والأمان، وتقوم على التعليم كركيزة أساسية لتنشئة الأجيال القادمة، فالدولة المصرية في السنوات الأخيرة تولي اهتماما كبيرا بملف التعليم والبحث العلمي من خلال إعادة هيكلة المناهج التعليمية وإيجاد حلول فعالة وقوية لمشكلات زيادة الكثافة الطلابية ونقص أعداد المدرسين، والاهتمام أكثر بملف التعليم والتوجه نحو تعلم البرمجة بما يواكب متطلبات العصر ويهدف لخدمة الوطن، وذلك بالتوازي مع برامج تنموية تهدف إلى غرس قيم الانتماء والشراكة المجتمعية، فالوطن للجميع دون استثناء، والمشاركة في النقاشات الوطنية وصياغة الاستراتيجيات العامة واجب وطني، يعزز من المسؤولية الجماعية لتحقيق أمن واستقرار البلاد.

من ناحية أخرى، تلعب الهوية الرقمية دورًا متزايدًا في حياة الأجيال الجديدة، حيث تمثل التكنولوجيا غزوًا للشعوب والأجيال الصاعدة لما لها من تأثير كبير على العقول، حيث يُحاول أن يستغلها البعض لتتفوق على الهوية الوطنية، ما يشكل تهديدًا على الأصالة والانتماء، يقضي الفرد وقتًا طويلًا في العوالم الافتراضية التي تقدم ثقافات مستوردة تُغري البعض بالتخلي عن هويتهم الأصلية، وهذا التأثير الممنهج يساهم في إضعاف القيم الوطنية ويعزز من ثقافة الفردية التي تتجاهل المصالح العامة.

في هذا السياق، تلعب الأسرة دورًا محوريًا في غرس القيم الوطنية، من خلال تعزيز الولاء والانتماء للوطن، وتربية الأبناء على حب الوطن والتضحية من أجله، إذ تعتبر الأسرة أساس التنشئة والفكر الذي يربو عليه الطفل في مراحله الأولى، كما يجب على المؤسسات التربوية والتعليمية أن تتضافر جهودها مع بقية المؤسسات المجتمعية لتعزيز هذه الهوية، وذلك من خلال تناول القضايا المعاصرة والمتغيرات العالمية بالدراسة والتحليل، وتوجيه الشباب نحو القيم النبيلة التي تشكل دعامة الهوية الوطنية.

الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية يتطلب وعيًا جماعيًا وجهودًا متواصلة لتربية الأجيال القادمة على قيم الانتماء، مع تعزيز القدرة على التكيف وفهم الثقافات الأخرى دون التخلي عن القيم الوطنية.

مقالات مشابهة

  • النائب أيمن محسب: الدولة تتبنى مشروعًا وطنيًا للحفاظ على الهوية المصرية
  • وكيل وزارة الشباب بالمنيا: تعزيز الهوية الوطنية عبر أنشطة وفعاليات متنوعة
  • أستاذ تاريخ يطالب بتخصيص «يوم وطني لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية»
  • «التعليم»: مناهج جديدة لتعميق الهوية المصرية لدى الطلاب تضامنا مع حملة «الوطن»
  • «القومي لحقوق الإنسان»: يجب توعية الشباب بأهمية الهوية الوطنية
  • أكاديمي يوضح دور التعليم الجامعي في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب
  • سارة النحاس تكتب: الهوية الوطنية المصرية أساس الاستقرار والانتماء الاجتماعي
  • سولاف درويش تكتب: الهوية الوطنية المصرية بين التحديات وجهود الدولة
  • «الوطنية لحقوق الإنسان»: الحفاظ على الهوية الدينية يبدأ من الخطاب المعتدل