تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي، محاضرة تحت عنوان: الاكتشافات الجديدة في شمال سقارة؛ وذلك يوم الأحد، 29 سبتمبر القادم في تمام الواحدة ظهرًا، بقاعة الأوديتوريوم بمدخل مكتبة الإسكندرية الرئيسي.
يُلقي المحاضرة الدكتور نوزومو ك أو اي؛ أستاذ علم المصريات، ومدير معهد دراسة الحضارات القديمة والموارد الثقافية بجامعة كانازاوا في اليابان، ومدير البعثة اليابانية المصرية في شمال سقارة.


 

وجدير بالذكر أن سقارة تعد جزءًا مهمًا من جبانة منف، والتي تبعد عن القاهرة بنحو 40 كم. اتخذت سقارة اسمها غالبًا من المعبود "سُكر" المعبود الخاص بالجبانة. فهي متحف مفتوح يضم معظم آثار التاريخ المصري القديم، فبها مقابر ملوك وكبار موظفي الأسرتين الأولى والثانية (حوالي3040-2686 ق.م)، كما ضمَّت الهرم المدرج أقدم بناء حجري ضخم في التاريخ للملك زوسر (نحو 2686-2667 ق.م)، وبها أهرامات لأهم الملوك في الأسرتين الخامسة (نحو 2494- 2345 ق.م) والسادسة (نحو 2345- 2181ق.م)، حيث هرم الملك ونيس (نحو 2375- 2345 ق.م) أول من نقش غرفة دفنه بنصوص الأهرام. 

ومن أبرز ما تتميز به سقارة: مدفن العجل المقدس أبيس والمسمى بالسرابيوم والذي استمر استخدامه منذ الأسرة الثامنة عشرة حتى العصر البطلمي، حيث كان العجل أبيس بمثابة تمثيل للمعبود بتاح نفسه وهو أحد أهم معبودات منطقة منف، بالإضافة إلى ذلك، تضم سقارة آثارًا قبطية حيث نجد دير الأنبا إرميا جنوب شرق المجموعة الهرمية للملك زوسر والذي ظل مستخدمًا إلى القرن الثامن الميلادي تقريبًا، ولا يمكن إغفال الحديث عن متحف إيمحتب والذي يحوي آثارًا رائعة من مختلف العصور والتي تم اكتشافها في سقارة.
 

وفي هذا السياق يُلقي المتحدث الضوء على الاكتشافات الجديدة؛ بما في ذلك أحدث النتائج التي بدأت تكشف عن تطور المشهد الجنائزي في شمال سقارة على مدار آلاف السنين من عصر الأسرات المبكرة إلى العصر الروماني، وقامت البعثة اليابانية المصرية بالتنقيب داخل سراديب الموتى (كتاكومب) وخارج المنطقة لفهم تطور جبانة هذه المنطقة على مدار آلاف السنين، وعثرت على عدة مقابر من فترات مختلفة؛ مثل عصر الأسرات المبكرة، والدولة الحديثة، والعصر المتأخر، والعصر اليوناني الروماني.


 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التاريخ المصري القديم البعثة اليابانية العصر الروماني العصر البطلمي الاكتشافات الجديدة

إقرأ أيضاً:

بئر لشهيد تعزز صمود سكان حي النصر بشمال غزة

غزة- كان لبئر مجاورة لمنزل أسرة المجدوب في حي النصر شمال مدينة غزة دور في ترجيح قرار مواصلة الصمود في المدينة ورفض النزوح نحو جنوب قطاع غزة.

ناقشت هذه الأسرة المكونة من خمسة أفراد خياراتها في ظل اشتداد أزمة الجوع والعطش على مدينة غزة وشمالي القطاع وتصاعد وتيرة الحرب بهدف دفع من تبقى من السكان في النصف الشمالي من القطاع نحو النزوح إلى نصفه الجنوبي، ويقول ابن الأسرة محمد (29 عاما) "بئر الشهيد هاني الجعفراوي رجحت خيارنا بالبقاء وعززت صمودنا".

"ما كان لنا أن نصمد في منزلنا في حي النصر لولا فضل الله ثم هذه البئر"، ويضيف محمد للجزيرة نت "لا حياة من دون مياه، ووجود هذه البئر بجوارنا سهل علينا التزود باحتياجاتنا للشرب والنظافة الشخصية والاستخدامات المنزلية الأخرى".

والبئر خاصة بالشهيد هاني الجعفراوي، الذي كان مدير دائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة قبل اغتياله في يونيو/حزيران 2024 وهو على رأس عمله في عيادة حي الدرج بمدينة غزة، التي تشبث بالصمود فيها ومواصلة أداء مهمته الإنسانية فيها، ولتعزيز صمود جيرانه في الحي وفّر لهم مياه البئر بالمجان.

الاحتلال دمر غالبية الآبار ومصادر المياه في مدينة غزة وشمال قطاع غزة (الجزيرة) مهام شاقة

استخدم سكان الحي مياه البئر للشرب والنظافة وللزراعة أيضا، يقول محمد "كانت المجاعة تشتد وحتى العطش مع الاستهداف الإسرائيلي للآبار وشبكات المياه والبنية التحتية، ولولا هذه البئر لما استطعنا الصمود ومواجهة الموت ومخططات التهجير".

إعلان

وبحسب بلدية غزة، فإن الحرب دمرت 70% من البنية التحتية في المدينة، ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الـ19 من الشهر الماضي، فإن الغزيين غير قادرين على إجراء عمليات إصلاح وترميم وتوفير الخدمات للسكان، خاصة مع العودة الكبيرة للنازحين إليها، وذلك جراء عرقلة الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة والمواد اللازمة والوقود.

في البداية كان الأمر مرهقا بالنسبة لمحمد وغيره من سكان الحي بنقل المياه يدويا بواسطة غالونات، خاصة لمن يقطنون في بنايات سكنية متعددة الطبقات، ويقول "كنت أرفع المياه مرات عدة يوميا لشقتنا في الطابق الثالث، وبعد ذلك استخدمنا طريقة أقل معاناة برفعها بواسطة الحبال، قبل أن يسهل علينا جيراننا من عائلة الجعفراوي الأمر بتوفير طاقة شمسية لضخ نحو ألف لتر من المياه للمنازل مرتين أسبوعيا".

لم يكن الأمر متعلقا بالمياه فقط، وإنما بالخطر الداهم المحدق بكل متحرك على الأرض في مدينة غزة، فقطع مسافة بعيدة لنقل المياه كان مهمة شاقة وخطرة للغاية، بحسب الشاب العشريني.

حمزة عدوان: لولا هذه البئر لنزحنا مرة ثانية نحو جنوب قطاع غزة (الجزيرة) شهيد يروي الأحياء

يقول حمزة عدوان (18 عاما) إنه لولا هذه البئر لكان مضطرا لقطع كيلومترات سيرا من أجل توفير غالونين من المياه المالحة لاستخدامات منزله.

كان حمزة نازحا مع أسرته في جنوب القطاع وتنقل مرارا قبل أن يعود رفقة والده لشقتهما السكنية في حي النصر، في حين أن والدته وبقية إخوته غادروا القطاع في رحلة علاج لمصر قبيل اجتياح مدينة رفح يوم 6 مايو/أيار 2024.

عرف حمزة من جيرانه عن هذه البئر التي نذرها الشهيد الجعفراوي بالمجان للجيران وسكان الحي، وبالنسبة له فإنه ووالده كانا على وشك النزوح نحو جنوب القطاع ومغادرة غزة مجددا لو استمرت أزمتهما في توفير المياه يوميا من مسافة بعيدة.

إعلان

كان حمزة صديقا للشهيد محمود، الذي سبق والده هاني شهيدا بنيران الاحتلال في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويروي الكثير من المواقف المشرفة لهذه العائلة التي يصفها بـ"التدين والكرم"، ويقول إن لها "فضلا كبيرا بعد الله في عودتنا إلى مدينة غزة مرة ثانية بصمودها وتعزيز صمود الحي والسكان والمساهمة في إفشال مخطط التهجير وإفراغ الشمال".

كان لبئر الشهيد هاني الجعفراوي أثر كبير في تعزيز صمود سكان حي النصر شمال مدينة غزة (الجزيرة) آبار وزراعة

كان قرار أسرة الجعفراوي حاسما بعدم النزوح نحو جنوب القطاع والتمسك بالبقاء في مدينة غزة، ويقول عدنان (35 عاما) نجل الشهيد هاني "استحضرنا النكبة في العام 1948، واستشعرنا خطر النزوح والتهجير، وقلنا إذا كان الموت واقعا لا محالة فليكن في منازلنا هنا في غزة".

وتحت ضغط ما يصفها عدنان بـ"أهوال يوم القيامة" اضطرت الأسرة للنزوح الداخلي مرارا في نطاق مدينة غزة من دون أن تفكر مطلقا في مغادرتها، ويقول "عشنا الموت والمجاعة لحظة بلحظة، ولكن كان قرارنا راسخا بعدم النزوح، وأراد والدي رحمه الله أن يسهم في تعزيز صمود الناس والجيران من خلال توفير المياه لهم".

والدي في الستين من عمره ويعمل مديرا لدائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة منذ 30 عاما، ورغم مرضه المزمن وقد شارف على التقاعد، فإنه أصر على البقاء على رأس عمله، ولم نكن نراه سوى لحظات خاطفة، واغتالته قوات الاحتلال بغارة جوية استهدفته في عيادة الدرج، وكان صائما كما هي عادته بصوم يومي الاثنين والخميس أسبوعيا منذ ثلاثة عقود، وفقا لنجل الشهيد.

يضع عدنان اغتيال والده ضمن مخطط للاحتلال بدا واضحا بالاستهداف الممنهج الهادف لتدمير منظومة العمل الإنساني في شمال القطاع.

كان للشهيد هاني اتصالات يومية مع أسرته، يطمئن خلالها على أحوالهم وأوضاع الجيران، ويقول عدنان "كانت وصيته الدائمة اسعوا في إغاثة الناس وخدمتهم، رغم إدراكه مخاطر العمل الإنساني، حيث كان الاحتلال يستهدف كل من يسعى في تعزيز صمود الناس في غزة".

عدنان الجعفراوي: استخدمنا مياه البئر الخاصة بوالدي الشهيد وزرعنا المتاح من الأراضي بين المنازل في حي النصر لمواجهة المجاعة (الجزيرة)

 

ومن بئر واحدة كان يملكها الشهيد هاني وتخدم نحو 500 أسرة في حي النصر، يقول عدنان إن جيرانا آخرين تشجعوا وفتحوا آبارهم بالمجان لتزويد السكان بالمياه، ورغم أنها ليست عذبة بشكل كاف، فإنه تحت ضغط الحاجة وتوقف محطات التحلية جراء التدمير أو عدم توفر الوقود "كنا نستخدمها للشرب وللنظافة والاستخدامات الأخرى".

إعلان

ومع اشتداد المجاعة في شمالي القطاع، بادر عدنان وآخرون من الجيران إلى زراعة مساحات من الأراضي بأصناف متنوعة من الخضروات، وتوزيعها بالمجان على السكان، في إطار من التكافل وتعزيز الصمود ومقاومة ضغوط النزوح والتهجير.

مقالات مشابهة

  • «التنمية المحلية»: تنفيذ 3 برامج تدريبية متخصصة بمركز سقارة غدا
  • التنمية المحلية: تنفيذ 3 برامج متخصصة بـ سقارة لتأهيل 106 من العاملين بالمحافظات
  • تنمية المهارات الفنية في إعداد العروض التقديمية.. دورة حديثة بمركز سقارة
  • "وداعا للاكتئاب وفن العلاج النفسي" ندوة بمكتبة مصر الجديدة.. غدًا
  • نائلة جبر تشارك بندوة الهجرة غير الشرعية والاستثمار في البشر بمكتبة الإسكندرية
  • «تعليم الإسكندرية»: افتتاح متحف الأحياء الأثري بمدرسة العباسية الثانوية
  • افتتاح معرض أجندة بمكتبة الإسكندرية
  • في دورته الثامنة عشرة.. افتتاح معرض أجندة بمكتبة الإسكندرية
  • افتتاح معرض الفنان عبدالرسول الجبلاوى بمكتبة قــنا
  • بئر لشهيد تعزز صمود سكان حي النصر بشمال غزة