الجزيرة:
2025-05-01@14:44:22 GMT

رصد شعاع نفاث يتجاوز طوله 140 ضعف مجرة بحجم درب التبانة

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

رصد شعاع نفاث يتجاوز طوله 140 ضعف مجرة بحجم درب التبانة

اكتشف مجموعة من علماء الفلك شعاعين هائلين من الطاقة انبعثا بسبب نشاط ثقب أسود فائق الكتلة في مجرة بعيدة، محطمين الرقم القياسي لأطول النفاثات المرصودة حتى الآن، إذ يمتد طول الشعاعين حوالي 140 ضعف قطر مجرة درب التبانة.

يقع الثقب الأسود المرصود على بعد نحو 7.5 مليارات سنة ضوئية من الأرض، وبما أن الضوء يستغرق وقتا للسفر بسرعة هي القصوى في الكون، فإن ما تم رصده يمثل مشهدا من الماضي السحيق عندما كان عمر الكون أقل من نصف عمره الحالي، المقدر بنحو 13 مليار سنة، وفقا لبعض الشواهد الفلكية التي يستند إليها الفلكيون.

وحوش مظلمة

تحتوي الثقوب السوداء على كتلة هائلة ضمن نطاق مكاني ضيق، مما يجعلها أجراما سماوية ذات كثافة هائلة جدا، بقوة جذب شديدة إلى درجة أن الضوء نفسه لا يستطيع الهروب إذا وقع داخلها، تحديدا في منطقة تُعرف بـ"أفق الحدث".

معظم المجرات تحتوي على ثقوب سوداء عملاقة بالمركز (ناسا)

وتحتوي معظم المجرات العملاقة، بما في ذلك مجرتنا درب التبانة، على ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكزها، وتطلق بعض هذه الثقوب السوداء طاقة هائلة تُعرف بـ"النفث الفلكي"، وهي تدفقات من المادة المتأينة تنطلق من مراكز بعض المجرات النشطة والنجوم الزائفة على شكل شعاعين يمتدان على طول محور الدوران. هذه النفاثات لا تنطلق من الثقب الأسود نفسه، ولكن بسبب التزاحم الشديد للمادة حوله، والتي تتجهز للسقوط فيه.

ويصل طول هذه النفاثات إلى آلاف وملايين السنين الضوئية، وينتج ذلك من عملية ابتلاع الثقوب السوداء للنجوم الضخمة، وتكشف الدراسة، المنشورة في دورية "نيتشر" أن طول الشعاع النفاث المكتشف يبلغ حوالي 23 مليون سنة ضوئية، وتم رصده بواسطة تلسكوب الراديو (LOFAR).

النفاثات بين المجرات

تتكون النفاثات شديدة الحرارة من جسيمات دون ذرية، مثل الإلكترونات والبوزيترونات، إلى جانب مجالات مغناطيسية، وتتحرك الجسيمات بسرعة تقارب سرعة الضوء نتيجة للنشاط الشديد المحيط بالثقب الأسود، كما يطلق الفلكيون على هذه النفاثات اسم "بورفيريون"، نسبة إلى أسطورة يونانية قديمة كانت تتميّز بضخامتها.

وأوضح عالم الفيزياء الفلكية مارتن هاردكاسل، المشارك في الدراسة، في بيان صحفي نشرته جامعة هيرتفوردشير البريطانية التي أعلنت عن الكشف، أن هذه النفاثات تتشكل عندما تسقط مادة ممغنطة في ثقب أسود دوّار، وللحفاظ على طول الشعاع الهائل، يجب أن يستمر الثقب الأسود بابتلاع مادة بمعدل يساوي كتلة شمسية واحدة سنويا.

لا تمكن رؤية النفاثات مثل "البورفيريون" بالعين المجردة، إذ إنها تتطور مع مرور الزمن، وما يجعل هذه النفاثات مميزة هو أنها تحتاج إلى نشاط مستمر مزدحم حول الثقب الأسود العملاق لمدة تقارب المليار عام لكي تتشكل، كما تمتد معظم النفاثات إلى ما يتجاوز مجرتها المضيفة، مطلقة طاقة تعادل طاقة تريليونات النجوم بكتلة الشمس.

كما يمكن لهذه النفاثات نقل الطاقة والجسيمات والمجالات المغناطيسية إلى الفراغ الكوني الموجود بين المجرات، وتؤثر هذه الظاهرة على تسخين الغاز في الفضاء بين النجوم، مما يحد من تكوّن نجوم جديدة، نظرا إلى أن الأمر يتطلب سحبا غازية باردة بدلا من أن تكون ساخنة، كما لا توجد أي أدلة على أن الثقب الأسود الواقع في مجرتنا درب التبانة المعروف باسم "الرامي أ*" يُطلق أيا من النفاثات في الوقت الحالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الثقب الأسود درب التبانة

إقرأ أيضاً:

ابتكار طريقةً لتوليد الكهرباء من النباتات الحية

في عالم يسعى جاهدا لإيجاد بدائل طاقة مستدامة، يبرز إنجاز جديد من قلب أفريقيا، فقد ابتكر فيتال نزاكا ، العالم الكونغولي، طريقةً لتوليد الكهرباء من النباتات الحية، مُقدمًا بذلك نهجًا ثوريًا للطاقة النظيفة والمتجددة، ولا يقتصر ابتكاره على وضع أفريقيا كوجهة رائدة في مجال الموارد فحسب، بل كقائدٍ عالميٍّ في مجال التكنولوجيا الخضراء .

يستغل نظام نزاكا التيارات الكهربائية الحيوية الطبيعية الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي، ملتقطًا هذه الطاقة دون الإضرار بالنباتات.

وصرح نزاكا لوسائل الإعلام الأفريقية: “لسنا مضطرين لتدمير الطبيعة للاستفادة منها. فالطاقة التي نحتاجها موجودة بالفعل حولنا”.

الطاقة الكهروضوئية الحيوية

الطاقة النباتية ، التي تُعرف أحيانًا باسم الطاقة الكهروضوئية الحيوية، مجالٌ رائدٌ ظلّ حتى الآن نظريًا إلى حدٍّ كبير.

ييمثل عمل نزاكا أحدَ أوائل التطبيقات العملية في القارة الأفريقية، مع إمكاناتٍ هائلة، لا سيما في المناطق الريفية، حيث يعد توسيع شبكات الكهرباء الوطنية مكلفًا وغير عملي في كثير من الأحيان، يُمكن للطاقة الحيوية المُستمدة من النباتات توفير طاقة لامركزية، وبأسعارٍ معقولة، ومستدامة.

في عصرٍ لا يزال فيه ما يقرب من 600 مليون أفريقي يفتقرون إلى الكهرباء، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، قد تحدث ابتكاراتٌ مثل ابتكار نزاكا نقلةً نوعيةً، وتداعياتها هائلة: إذ يُمكن للقرى الصغيرة تشغيل الإضاءة، وأدوات الاتصال، وحتى مضخات المياه، باستخدام النظم البيئية الحية المحيطة بها فقط.

يندرج إنجاز نزاكا في إطار حركة أوسع نطاقًا في أفريقيا والجنوب العالمي، حيث تزدهر حلول شعبية وصديقة للبيئة بسرعة. وقد احتفت منصات علمية وإعلامية بعمل نزاكا، واصفةً إياه بأنه “رمز للإبداع الأفريقي الذي يلبي احتياجات المستقبل”، ويصفه المعلقون في جميع أنحاء القارة بأنه ” ثورة طاقة هادئة “.


الحلول في التربة تحت أقدامنا

في الوقت نفسه، تشهد مناطق أخرى حركات شعبية مماثلة. ففي الأمازون، يستخدم شباب السكان الأصليين الألواح الشمسية وتكنولوجيا الأقمار الصناعية لتوفير استقلالية الطاقة للمجتمعات المعزولة، مُظهرين كيف يُمكن للمعرفة المحلية والعلوم الحديثة أن تُحقق نتائج ملموسة.

تقول ماريا إيزابيل سلفادور من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “استقلالية الطاقة لا تقتصر على الطاقة فحسب، بل تشمل أيضًا الكرامة وتقرير المصير والبقاء”.

يظل نزاكا متواضعًا. قال: “هذه مجرد البداية. لطالما عاشت أفريقيا قريبة من الأرض، والآن، يمكننا أن نظهر للعالم أن العيش بالقرب من الأرض قادر على بناء المستقبل”.

مع تسابق المجتمع العالمي نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية، يرسل ابتكار فيتال نزاكا في مجال الطاقة القائمة على النباتات رسالة قوية: إن الحلول لمشاكلنا الأكثر إلحاحًا قد تكون متجذرة بالفعل – حرفيًا – في التربة تحت أقدامنا.

طباعة شارك النباتات الحية عملية التمثيل الضوئي مجال الموارد

مقالات مشابهة

  • هيئة مستشفى الثورة بالحديدة تحتفي بأطباء العناية المركزة: عطاءٌ يتجاوز التقدير ويكرّس ثقافة الإخلاص
  • سلطان العويس.. 100 عام على ولادة شعاع ثقافي عربي
  • هل تعترف واشنطن بجزيرة القرم بأنها أرض روسية؟
  • مرصد جيمس ويب ينشر صورا لآلاف المجرات في لقطة واحدة
  • مي عمر تستعرض رشاقتها بملابس رياضية| شاهد
  • صور يتجاوز عبري بثنائية النجاشي والمحيجري
  • تركيا.. خط الفقر يتجاوز 26 ألف ليرة
  • النيادي: الشباب طاقة محركة في المسيرة التنموية
  • ابتكار طريقةً لتوليد الكهرباء من النباتات الحية
  • نجوم العراق.. الكرمة يتجاوز النجف بثلاثية ونوروز يقلب الطاولة على الحدود