عيد الرياضي الاغر .. الصحافة الرياضية في محنة !
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
في الوقت الذي نبارك لدخول صحيفة الرياضي عامها ( ) وايقاد شمعتها الجديدة حيث يعمل الزملاء ويثابرون بكل جهد ويقدمون خلاصة الخبرة والتجربة التي حظوا فيها خلال عقود خلت من اجل اخراج عدد جديد يحظى بالمقبولية والمتابعة من قبل القراء في الأوساط الجماهيرية والرياضية والإعلامية في زمن اعلن رسميا عن شبه موت الصحافة الورقية التي غدت منسية إزاء تراكض المسؤولين والمعلنين والداعمين خلف تقنيات الانترنيت وكمها الهائل من منصات ومواقع ووكالات .
لقد ارتفع عدد صحفيي الرياضة العراقية المنتمين للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية ارتفاعا كبيرا مع انه يبدو منسجم مع التغيرات التي طالت البلد منذ 2003 حتى اليوم فضلا عن تغير قواعد العمل والوسائط المستخدمة والمؤسسات المعتمدة والأجواء الديمقراطية وإشاعة الحرية المعبرة .. الا ان الحقوق والواجبات للصحفيين نراها قد تدنت كثيرا جراء ما عانوه خلال سنوات خلت ..
فصحفيوا بغداد على سبيل المثال لم يتمكنوا من استلام قطع الاراض المخصصة لهم من قبل حكومة برغم مرور اكثر من خمسة عشر عام على ذلك التخصيص الذي ناله واستفاد منه زملائنا في المحافظات فيما زال صحفيوا بغداد ينتظرون ويسالون ويجتهدون ويطالبون دون فائدة تذكر برغم أوضاعهم المعاشية الصعبة التي يرمون بها .. لدرجة اصبح فيها اغلب العمل الصحفي مجاني .. لم يصرف فيه راتب باغلب المؤسسات ان لم يكن جميعها سوى تلك المدعومة من قبل الدولة وتعد الصحفيين كموظفين فيها وهذه محنة أخرى يعاني منها الزملاء .
كذلك وبرغم تلاشي الدعم وقلة الاهتمام فان الزملاء ملوا من المطالبة بضرورة شمول الاخوة العاملين في اتحاد الصحافة الرياضية ممن عبروا الخمسين من العمر بقانون الرواد والابطال سيما وانهم شركاء بصناعة الإنجاز وكلهم كلفوا بواجبات وطنية .. لكنهم للأسف وبرغم ما قدموه ومناشداتهم لاغلب المسؤولين ومنذ عشر سنوات دون ذكر يذكر ولا ردة فعل واحد مسؤولة اتجاههم .
كما لا ننسى كانت الاتحادات واللجنة الأولمبية توفد الزملاء مع المنتخبات والوفود الخارجية لمتابعة وتغطية نشاطات الرياضة العراقية المعمول بها منذ سنوات طويلة الا ان قصور واضح لا نعرف أسبابه والمسؤول عنه حتى الان بدا يطرا لدرجة ان اغلب البطولات حتى في الاولمبياد الأخير لم يذهب وفد صريح باسم اتحاد الصحافة الرياضية .. ناهيك عن الاتحادات التي لم تعد تبالي بذلك بل تعد الصحفي عالة عليها ومراقب لشؤونها خلاف ما تعمل عليه اتحادات واندية العالم الرياضي بكل مكان .
غير ذلك الكثير الكثير من الهموم التي يمر بها الصحفي الرياضي .. وجريدة الرياضي خير انموذج ودليل على ذلك .. مع انهم لن يتوانوا بتقديم كل ما عندهم من عطاء وخبرة برفد الجريدة وتغطية النشاطات والفعاليات بهمة وحيادية وموضوعية وعين ناقدة بناءة .. لكن لم يقدم لملاك الصحفية أي ميزة خلال سنوات خلت برغم جهودهم الطوعية في ذلك ..
في عيدكم الاغر زملائي واخوتي واعزائي في صحيفة الرياضي الغراء أتقدم بالمباركة لكم عامة والى العزيز الدكتور علي الهاشمي رئيس التحرير النموذجي والمهني والحيادي والموضوعي في تعاطيه مع الاحداث بعيدا عن التقاطعات والولاءات ..
شكرا لكم ولنقابتنا الموقرة ولاتحادنا العزيز واسرة تحرير جريدتنا وكافة العاملين بالتحية والاكبار سائلا الله ان يمن عليكم وعلينا بحسن الحال والخاتمة ويمكننا من تقديم المزيد لخدمة بلدنا ورياضتنا وصحافتنا والله من وراء القصد وهو ولي الامر .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المجاعة تنهش السودان… «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»
في خلال شهرين، دفنت منى إبراهيم اثنين من أولادها قضيا جوعاً في مخيّم للاجئين في السودان الذي تنهشه حرب أهلية منذ نحو سنتين بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وشهدت هذه الأمّ البالغة 40 عاماً، التي لا حول لها، كيف انطفأت ابنتها رانيا في ربيعها العاشر قبل أن يموت منتصر في شهره الثامن في مخيّم زمزم، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وهي باتت تخشى على حياة ابنتها رشيدة (4 سنوات) التي تعاني من فقر حادّ في الدمّ بلا أيّ رعاية طبّية.
وتتحسّر في تسجيل مصوّر أرسلته عبر «واتسابـ» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمام مأوى بلا سقف قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها «قوّات الدعم السريع» منذ مايو (أيار): «أنا خائفة جداً أن تضيع منّي. نحن متروكون».
وتؤكّد: «ليس هناك طعام ولا دواء ولا أي شيء».
وتروي منى كيف فقدت اثنين من أولادها وهي عاجزة عن مساعدتهما: «ما كان لي سوى أن أضمّهما وهما يحتضران».
وكانت رانيا أوّل من لقي حتفه في المستشفى الوحيد في الفاشر الذي ما زال قيد الخدمة لكنّه يعاني نقصاً شديداً في الطواقم والمعدّات الطبية، في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ثلاثة أيّام من إدخالها بسبب إسهال حادّ. وبعد بضعة أسابيع، لحقها منتصر بعدما انتفخ جسده الصغير بسبب سوء تغذية حادّ.
«هذا كلّ ما لدينا»
أُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الشاسع الذي أنشئ سنة 2004، ويضمّ ما بين 500 ألف ومليون شخص، بالاستناد إلى نظام تصنيف مدعوم من منظمات الأمم المتحدة. وانتشرت في مخيّمين آخرين، وفي بعض أنحاء جبال النوبة في جنوب البلد.
وأنكرت الحكومة الموالية للجيش حدوث مجاعة في البلد، في حين يعاني ملايين الأشخاص نقصاً في التغذية.
في «سلام 56»، إحدى الوحدات الـ48 المكتظّة باللاجئين التي تشكّل مخيّم زمزم، تهزّ أمّهات أطفالهن الذين يعجزون عن المشي من شدّة الإنهاك. وتتشارك عائلات بقايا طبق فول لا طعم له.
وتقرّ راوية علي (35 عاماً)، وهي أمّ لخمسة أطفال: «هذا كلّ ما لدينا». وإلى جانبها دلو فيه ماء عكر من خزّان لمياه الأمطار على بعد ثلاثة كيلومترات، «تشرب منه الحيوانات ونحن أيضاً».
وتعيش في «سلام 56» أكثر من 700 أسرة نزحت من جرّاء الحرب الطاحنة التي تدور منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوّات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».
ويقول المنسّق المشرف على الوحدة آدم محمود عبد الله، إنه لم يتلقّ سوى أربع شحنات من المساعدات الغذائية منذ اندلاع الحرب، تعود آخرها إلى سبتمبر (أيلول) مع نحو عشرة أطنان من الدقيق، و«مذاك، لم يصلنا شيء».
ويعكس البؤس الذي حلّ بزمزم ضراوة هذه الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وهجّرت أكثر من 12 مليون شخص وتسبّبت بـ«أكبر أزمة إنسانية تسجّل على الإطلاق»، بحسب «لجنة الإغاثة الدولية» (آي آر سي).
«قرارات تدمي القلوب»
وعلى مسافة نحو 700 كيلومتر من جنوب شرقي مخيّم زمزم، ليس الوضع أفضل حالاً.
وأمام أحد آخر المطابخ الجماعية قيد العمل في مدينة ديلينغ في جنوب كردفان، تمتدّ طوابير الانتظار إلى ما لا نهاية له، بحسب ما تخبر نازك كابالو التي تدير مجموعة للدفاع عن حقوق النساء.
وفي الصور التي تشاركتها مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، نساء ورجال وأطفال هزلى منتفخو البطون، عظامهم ناتئة، يصعب عليهم الوقوف من شدّة الإنهاك.
وبعد أيام من دون أي لقمة تسدّ الرمق، «ينهار البعض منهم... في حين يتقيّأ البعض الآخر عندما يحصل على بعض الطعام»، بحسب كابالو.
وفي كردفان الجنوب التي كانت فيما مضى منطقة زراعية غنيّة، يقتات بعض المزارعين بذوراً كان يفترض بهم زرعها، أو يغلون أوراق نبات.
وتؤكّد كابالو: «بتنا نلحظ الجوع في مناطق لم تشهد سابقاً مجاعة».
وقد حلّ الجوع بهذا البلد الزاخر بالموارد الطبيعية، حتّى على بعد مئات الكيلومترات من المناطق التي ضربتها المجاعة.
وفي القضارف، على بعد 400 كيلومتر من جنوب شرقي الخرطوم، حيث يعيش أكثر من مليون نازح، تصل عائلات فارة من المعارك الضارية يائسة ومتضوّرة.
وتخبر ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنها رأت «أطفالاً شديدي الضعف، تسيل أنوفهم، ويعانون التهاباً في ملتحمة العين. ويتّخذ الأهل قرارات تدمي القلوب ليحدّدوا أيّاً من أطفالهم تحتّم عليه الموت».
تداعيات طويلة الأمد
في جنوب العاصمة الخرطوم، أخبر عمّال في برنامج الأغذية العالمي أنهم رأوا أشخاصاً «هم جلد على عظم»، يقتاتون عدساً وحبوباً مغلية، بحسب ما نقلت ليني كينزلي، المسؤولة عن التواصل في البرنامج، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وتؤكد المنظمات المعنية بالمساعدات الإنسانية أن الحرب تجعل عملها شبه مستحيل.
وتكشف لوبول: «لا يمكننا بكلّ بساطة أن نحمّل الإعاشات في شاحنة وننقلها إلى المناطق المتأثّرة بالمجاعة. فحواجز العبور وقرارات الرفض وعمليات النهب من جماعات مسلّحة تحرم من هذه المساعدات مَنْ هم في أشدّ الحاجة إليها».
ومن دون تحرّك سريع، قد تعيث المجاعة خراباً في البلد، بحسب منظمات غير حكومية.
وتحذّر لوبول من أن «أشخاصاً يموتون راهناً لكنّ التداعيات الطويلة المدى ستلاحق السودان على مدى أجيال».
ومع حلول الليل في مخيّم زمزم، تتمدّد ابنة منى إبراهيم على الفراش بلا طاقة ومقطوعة النفس. وتقول والدتها: «لا أعلم إلى أي حد يمكننا أن نصبر».
الخرطوم: «الشرق الأوسط»