يمانيون:
2024-09-23@16:29:14 GMT

معركة ذات “البياجر”

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

معركة ذات “البياجر”

يمانيون/ كتابات/ حمدي دوبلة

.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

استعراض كتاب: “الدين والصراع في السودان”

Review of the book: “Religion and Conflict in Sudan”
Gabriel Warburg غابرييل واربورغ
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة لاستعراض المؤرخ غابرييل واربورغ لكتاب "الدين والصراع في السودان"، الذي حوى أوراقاً قدمت في مايو من عام 1999م لمؤتمر عالمي في جامعة ييل الأمريكية. حرر الكتاب المؤرخان يوسف فضل حسن وريتشارد غريي، وصدر في نيروبي عن دار نشر Paulines Publications Africa عام 2002م. ونُشِرَ هذا الاستعراض عام 2003م بالعدد الثالث من المجلد رقم 39 من مجلة "دراسات الشرق الأوسط Middle Eastern Studies"، في صفحات 213 – 215.
وُلِدَ الكاتب في برلين بألمانيا عام 1927م، وهاجر مع عائلته وعمره سبع سنوات إلى فلسطين وبقي بها حتى عام 1946م حين أكمل دراسته بكلية للزراعة، ثم درس تاريخ الدول الإسلامية في الجامعة العبرية بالقدس (1961 - 1964م) واللغة العربية وآدابها في جامعة لندن، والتي تحصل منها أيضا في عام 1968م على درجة الدكتوراه بأطروحة عن "إدارة الحكم الثنائي بين عامي 1899 - 1916م"، تحت إشراف المؤرخ البريطاني بيتر هولت. ثم عمل بعد ذلك أستاذا في جامعة حيفا حتى تقاعده في عام 1996م. ونشر الرجل الكثير من الكتب والمقالات المحكمة عن السودان ومصر ودول عربية وإسلامية أخرى، منها كتاب بعنوان "الإسلام والقومية والشيوعية في مجتمع تقليدي: حالة السودان"، وكتاب آخر عن "الطوائف الدينية في السودان والسياسة منذ عهد المهدية"، وعدة مقالات عن الإخوان المسلمين وأنصار المهدي والحزب الشيوعي السوداني، وعهد جعفر نميري، وموضوعات متفرقة أخرى.
المترجم
************ ************ ***********
يحتوي هذا الكتاب عن "الدين والصراع في السودان" على فصول كتبها أربعة عشر من الخبراء، كان معظمهم قد أجرى أبحاثاً عن السودان من قبل. وكانوا قد قدموا مساهماتهم تلك في مؤتمر دولي عقد بجامعة ييل الأمريكية في شهر مايو من عام 1999م. وشملت المساهمات التالي: 1/ يوسف فضل حسن: دور الدين في النزاع بين الشمال والجنوب في السودان
2/ ريكس. ش. أوفاهي: إنهم عبيد، ولكنهم ذهبوا أحراراً
3/ محمد إبراهيم خليل: حقوق الإنسان وأسلمة النظام القضائي في السودان
4/ أوكولادا م. تير: خليط من أنظمة القضاء المدني والشريعة والعرف في إطار صراع عرقي: حالة السودان
5/ عبد السلام سيد أحمد: الحرب غير المقدسة: جهاد وصراع في السودان
6/ عزة أنيس: الحدود المتحركة: أشكال المقاومة والتضامن النسوي في السودان الإسلامي
7/ هنود ابيا كادوف: الدين والنزاع في جبال النوبة
8/ ريتشارد غريي: بعض الأفكار حول دور / مشاركات المسيحيين
9/ اسكوبس سيكوات بوغو: تجارب كوكو الدينية في السودان وفي المنفى الأوغندي بين عامي 1900 و1972م
10/ شارون الين هيتشينسون: شظايا روحية من حرب لم تُنْتَهَ
11/ مارك آر. نيكل: التحول للمسيحية عند بور جينق Jieng Bor
12/ بيتر وودوارد: الدين والسياسة في جنوب السودان: البعد الأوغندي
13/ ليليان كريغ هاريس: البحث عن السلام في السودان: العوائق، والتسامح والحوار
(ذكر كاتب الاستعراض في البدء أن 14 من الخبراء قد ساهموا في هذا الكتاب! المترجم)
وذكر محررا الكتاب أن اهتمامها الرئيسي موجه نحو المكونات الدينية والإيدلوجية للصراع في السودان، الذي "يهدد بتدمير البلاد" (ص 13). وكان ذلك الصراع قد اِسْتَمَرَّ (مع بعض الفترات التي ساد فيها السلام) من أغسطس عام 1955م قبيل نيل السودان لاستقلاله في 1/1/1956م، إلا أن جذوره تمتد إلى تاريخ وجغرافية المنطقة التي تقدم فيها الإسلام منذ القرن العاشر الميلادي، على حساب المسيحية. والواقع أن مملكة النوبة المسيحية لم تعد قائمة في منتصف القرن الخامس عشر، وحل محلها المسلمون الذين اعتنقوا الإسلام، الذين أسسوا سلطنات الفونج والفور وتقلي. وكان ما يُعرف اليوم بشمال السودان قد اعتنق الإسلام قبل فترة طويلة من الغزو المصري للسودان في عامي 1820 و1821م، وحتى قبل فترة أطول من بدء النزاع الحالي. وكانت هناك فترة وجيزة من عام 1972 إلى عام 1983، عندما بدا أنه يمكن إيجاد نهاية لذلك النزاع، ولكن "برزت إلى الواجهة في سبتمبر 1983م مسألة دينية عندما أصدر الرئيس نميري مرسوماً بسن الشريعة الإسلامية كقانون للدولة" (ص 23). (المعروف أن الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت قد بدأت تمردها / ثورتها في مايو 1983م. المترجم).
وعلى الرغم من أن الدين ليس هو السبب الوحيد لذلك النزاع المستمر، إلا أنه "أصبح رمزاً للهوية وتقاسم السلطة"، وبهذا فقد تم اختياره كقضية مركزية تناول عرض جوانبها المختلفة هذا الكتاب. ومع ذلك، يذكر ريتشارد غريي، أحد محرري الكتاب، في خاتمة مقاله، أن الأوراق المنشورة فيه تشير إلى أن "العوامل الدينية كانت ذات أهمية ضئيلة في خلق النزاعات ... بيد أنها اُسْتُخْدِمَتْ لإضفاء الشرعية على العنف (ص 195). وعلاوةً على ذلك، ووفقاً لغريي، فإن هذه المقالات "إن أخذناها مجتمعةً... فإنها توضح بشكل حاسم سطحية وصف هذا النزاع بشكل أساسي من حيث أنه حملة صليبية أو جهاد" (ص 195).
وأبان بوضوح اثنان من كتاب فصول هذا المؤلف هما عبد السلام سيد أحمد وهنود ابيا كادوف، في وصفها للمشهد السوداني المعاصر بأن نظام الجبهة الإسلامية القومية الذي استلم السلطة عبر انقلاب عسكري في يونو 1989م كان قد استخدم "الجهاد" لتعبئة مناصريه ليقوموا بحشد الدعم في صراعها من أجل السلطة. إن وجهة نظر الجبهة الإسلامية القومية نفسها بشأن شرعية الجهاد، على الرغم من صراحتها عموماً، غائبة للأسف عن المجموعة، على الرغم من محاولة المؤلفين الحصول على ردها (ص 196)1.
وقد اخترت هنا بعض المقالات التي سبق ذكرها لتوضيح الموضوعات الرئيسية التي أتى على ذكرها محررا الكتاب. وأعد "جبال النوبة" مثالاً جيداً لتوضيح التَشَابُك والارتباك فيما يتعلق نزاعات السودان. وقد أكد هنود ابيا كادوف بأن حقيقة أن النوبة لا يدينون بديانة واحدة لم تكن في يوم من الأيام عامل تفرقة في أي واحدة من مجتمعات النوبة في الأجيال السابقة. غير أنه يرى أن ما حاق بالنوبة من نزاعات يمكن أن تُعزى – على الأقل جزئياً – للإسلام2، إذ أن الإسلام السوداني كان قد أدخل عناصر جديدة للصراعات السياسية في المنطقة. و"الإسلام، وخاصة في السودان، مشبع بالمفاهيم العنصرية للعروبة ويرتبط بها بطبيعته (صفحة 107)". ولم يرفع النوبة السلاح فقط بسبب قوانين الشريعة الإسلامية. ولم تتحول الحرب إلى حرب دينية إلا بعد أن أصرت الحكومة على أن الإسلام هو القضية. ويزعم هنود في الواقع أن هناك: " العديد من الأمثلة توضح كيف تم استغلال الدين لأغراض عنصرية في السودان، (خاصةً) عندما أُعْلِنَ الجهاد في تلك المنطقة، "كانت النية الوشيكة هي تكثيف محاولات تعريب وأسلمة قبائل النوبة الوثنية. وكانت الفكرة هي خلق ما يُسمى بـ "الحزام العربي"، أو دق إسفين بين الشمال المستعرب والشمال الأفريقي". و"مِنْ ثَمَّ فإن هذه السياسة هي سياسة عنصرية الطابع... فالجهاد لا يُقَامُ فقط ضد ما يسمى بالكفار من جبال النوبة والجنوب وحدهم، بل وأيضاً ضد المسلمين النوبة (صفحة 108)." وأصدر بعض العلماء وزعماء الطرق الصوفية بمدينة الأبيض في أبريل من عام 1992م فتوى تحض على الجهاد ضد "الكفار". وجاء في الفتوى ما يفيد بأن المتمردين في جبال النوبة وجنوب السودان يتلقون العون والسند من الصهاينة والمسيحيين. بينما كان كثير ممن يسمون بـ "متمردي النوبة" من المسلمين الذين كانوا يعارضون سياسة حكومة الإسلاميين فيما يتعلق بالجهاد الذي يوجه ضدهم. وعلى الرغم من أن هنود يقر بأن النوبة المسلمين المتشددين أدوا دوراً في إدامة الصراع، فإنه يعتبر أن تعصب الحكومة للإسلام بسبب سياساتها العرقية والعنصرية هو المصدر الرئيسي للصراع. ويمكن الاستشهاد بحالات مماثلة من مناطق ومجموعات عرقية أخرى في السودان مثل الزغاوة في دارفور، أو البجا في جبال البحر الأحمر. وفي تلك الحالات أيضاً اُسْتُخْدِمَتْ فكرة الجهاد من قبل النظام الإسلامي من أجل فرض نسخته من الإسلام المستعرب على السكان المسلمين من غير العرب.
وخلص عبد السلام سيد أحمد في مقاله الذي جاء بعنوان:" الحرب غير المقدسة: جهاد وصراع في السودان إلى أن "الحرب الأهلية التي ظلت دوما مكوناً ثابتاً تقريباً في تاريخ السودان بعد نيله للاستقلال، غدت فجأةً مصدراً لكل الحوادث غير العادية، وأقصر الطرق للجنة، التي هي الجائزة الكبرى للمجاهدين" (ص 92). وكان "إعلان الجهاد" بجنوب كردفان وجنوب السودان في أبريل من عام 1992م في ذهن هذا الكاتب وهو يكتب تلك العبارة. وكان هذا، وفقاً لعبد السلام سيد أحمد هو " السجل الوحيد المعروف لاستدعاء سلطة دينية لإضفاء الشرعية على حرب الحكومة ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان بشعارات دينية". وغدا عام 1992م هو عام الجهاد في كردفان لتحريرها من الكفار المتمردين"، مع إعلان الرئيس عمر البشير "إماماً للمجاهدين" (ص 88). وكان النظام الحاكم قد أنشأ قوة "الدفاع الشعبي" في نوفمبر من عام 1989م كقوة علمانية تحت سيطرة الجيش النظامي، وسُميت لاحقاً بـ "المجاهدين". وكان هدف النظام الرئيسي هو غرس التعاليم الإسلامية، والذي كان مدفوعاً في المقام الأول من قبل الكوادر السياسية للجبهة الإسلامية القومية. وفي الواقع، يخلص عبد السلام سيد أحمد إلى أن "رفع لواء الجهاد كان بمثابة دافع للحكومة لتوسيع صفوف مقاتليها المحتملين والفعليين وتعزيز قوتهم من خلال غرس قيم الاستشهاد والتضحية فيهم" (ص 96).
وكشف بيتر وودوارد في مقاله المعنون "الدين والسياسة في جنوب السودان: البعد الأوغندي" عن تطور مثير للاهتمام فيما سُمي بـ "النزاع الديني" كان هو التحالف بين حكومة السودان الإسلامية وبين "جيش الرب" المسيحي الذي كان يقوده جوزيف كودي في شمال أوغندا. وقد كانت أوغندا جزءاً من الصراع في السودان منذ بدايته في 1955م. وتوسع بيتر وودوارد في ذكر ما قدمته أوغندا لمتمردي جنوب السودان من مساعدات إبان سنوات السبعينيات وحتى عام 1989م. غير أن الأوغنديين من أنصار الجنرال عيدي أمين استغلوا التعاون عبر الحدود أيضاً، حيث وجدوا ملجأً لهم في جنوب السودان بعد إسقاط الجنرال أمين. ومن عجيب المفارقات في هذه الشراكات الغريبة أن "حركة مسيحية تقاوم الإسلام في جنوب السودان تلقت المساعدة من نوبي مسلم، هو عيدي أمين، وأن السودانيين الجنوبيين ساعدوه في السيطرة على مقاليد الحكم في أوغندا" (ص 170). وفي الواقع، كانت للإثنية والحركتين في كل من جنوب السودان وشمال أوغندا (اللتان كانتا تمثلان "الهامش") أهمية أكبر في تفسير تلك العلاقات الخاصة التي نشأت عبر الحدود. وعلى ضوء هذه الخلفيات، من الأسهل أن نفهم طبيعة التحالف بين حركة "جيش الرب" بقيادة جوزيف كوني والحكومة الإسلامية في الخرطوم. ومنحت الحكومة السودانية "جيش الرب" الأسلحة وفرص ووسائل التدريب في جنوب السودان، بينما عمل "جيش الرب" في شمال أوغندا على منع امدادات ومساعدات الحكومة الأوغندية لحركة تحرير السودان. ومن باب "المماهاة أو التماهي" مع تعاليم ديانة رعاته الجدد أضاف جوزيف كوني وصايا مسيحية جديدة منها قتل من يربي الخنازير، وقطع يد من يعملون في يوم الجمعة (ص 175). وسواءً أكان ينبغي النظر إلى هذا الأمر بسخرية أو تهكم، فتلك مسألة أخرى. وقد خلص بيتر وودوارد إلى أن "السياق السياسي يفسر الكثير من التناقض الديني الواضح... فبالنسبة للأطراف المتحاربة، يشكل الدين على أقل تقدير أداةً لإضفاء الشرعية، وإن كان ذلك غالباً ما يتم وفقاً لشروط متنازع عليها.... ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه التحالفات المختلفة ظاهرياً بين الهويات الدينية إلى درجة من السخرية فيما يتصل بجدية الدوافع "الدينية" التي يتبناها أصحاب السلطة" (صفحتي 178 و179).
وها نحن نعود لتأكيد أحد محرري هذا الكتاب (ريتشارد غريي) أن الدين في حد ذاته per se لا يمكن أن يُلَامُ في هذا النزاع. غير أن الدين (يمكن) أن يؤدي دوراً في إطالة أمد الصراع، أو شرعنته، خاصة إن كانت لذلك الصراع جذوراً تمتد بعيداً في التاريخ، وكانت له – منذ البداية - أسباباً مختلطة شملت أسباباً تتعلق بالتنوع العرقي أو الثقافي والإثني. وأقتطف هنا بعض ما ذكره دوغلاس جونسون في مقال له صدر في أبريل من عام 2003م في نشرة جمعية الدراسات السودانية بعنوان "جذور حرب السودان الأهلية" من أن "عدم المساواة بين وسط السودان ومناطقه الطرفية، والوضع الملتبس لسكان تلك المناطق الطرفية، الذين هم ليسوا جزءاً من التراث الإسلامي في وسط السودان .... وقد جعل النظام الإسلامي كل ذلك في حال أسوأ مما كان عليه .... لقد كان ذلك النظام يفرق بين بصورة واضحة بين مواطني السودان؛ فلبعضهم حقوق قانونية كاملة، لا يتمتع بها البعض الآخرون ... ودانت مجموعة من المواطنين بالولاء الشخصي للإمام بحسبانه "قائداً وطنيا"، وضاعف من استغلال المناطق الريفية عبر المصارف الإسلامية الحديثة ومؤسسات التنمية" (ص 20). لذا ليس هناك من عجب إن اشتكى محررا الكتاب (ريتشارد غريي ويوسف فضل حسن)، وهما من الباحثين المجيدين في هذا الموضوع، من تعقيد طبيعة الصراعات التي يسعى الكتاب لمعالجتها، وأن يزعما أن ليس بمقدور الدين وحده أن يحل تلك الصراعات، رغماً عن رضا ورغبة الأطراف المتنازعة في ذلك.
ملاحظات من المترجم
1/ لم يتضح لي المقصود تماماً ما عناه كاتب الاستعراض بتلك الجملة.
2/ لعل المقصود هنا هو "للمسلمين" وليس "للإسلام".

alibadreldin@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • لماذا كل من كان له خلاف مع عبدالرحيم دقلو داخل الميلشيات “ينجغم” !!
  • ميلان يهزم إنتر بثنائية في “ديربي الغضب”
  • استعراض كتاب: “الدين والصراع في السودان”
  • بشرى تردّ على أخبار طلاقها: “حد ليه شوق في حاجة؟”
  • معركة ذات “البياجر»
  • “الهدهد” يرصد والمقاومة تمطر المستوطنات.. حزب الله يدشن معركةَ “الحساب المفتوح”
  • الرافعات تتأهب لبداية أشغال بناء “برج ترامب” بالدارالبيضاء
  • فؤاد من إيطاليا: من يسبّ “المفتي” قلبه أعمى
  • كلمة لقائد الثورة عصر اليوم بذكرى ثورة 21 سبتمبر ومستجدات معركة “طوفان الأقصى”