موقع 24:
2025-05-01@14:43:48 GMT

منع حرب أخرى في أفريقيا!

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

منع حرب أخرى في أفريقيا!

سألني صديق في مطلع عام 2022، والحشود الروسية على أوكرانيا تتدفق على الحدود: هل تعتقد أن روسيا بصدد حرب هناك؟.

أجبته حينها بأنني لا أعتقد أن حرباً سوف تنشب، آخذاً بالمعطيات الدولية، وظناً منّي أن السيد فلاديمير بوتين لديه من الخبرة ما يمنعه من فعل ذلك العمل؟ لم يكن ظني صحيحاً ونشبت الحرب في 24 فبراير (شباط) من ذلك العام، واليوم بعد عام ونصف من الصراع تُستنزف الأطراف المتحاربة مباشرةً وأيضاً العالم بدرجات مختلفة!
اليوم جاء الدور على القارة الأفريقية، وهي تعاني من كل الشرور الثلاثة: الفقر، وحجم سكان متعظم، وأيضاً الإرهاب، إلى جانب حرب السودان «الأهلية» وحروب أصغر منتشرة في القارة الفقيرة السوداء.


ما إن أُعلن الانقلاب العسكري في النيجر، حتى قرع بعض دول أفريقيا طبول الحرب على ذلك البلد، وهي إن تمَّت فإنها تلحق بالخطأ الفادح في كلٍّ من أوكرانيا والسودان، فالحرب يمكن أن تبدأ، ولكن متى تنتهي؟ لا أحد يعرف، وكم تكلف من الأموال والنفوس؟ أيضاً لا أحد يعرف!
إنْ تم ما تهدِّد به دول «إيكواس»، وهي المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا المكونة من 15 دولة والمنشأة منذ أكثر من خمسين عاماً (أُعلنت في عام 1975) ومجموع سكانها نحو 350 مليون إنسان (ما يقارب حجم سكان الولايات المتحدة) وتتكلم ثماني دول منها الفرنسية، وخمس دول الإنجليزية، ودولنا البرتقالية «بسبب تنوع التاريخ الاستعماري لأي منها». دولتان منها هي مالي وبوركينا فاسو، التي شهدت انقلابات عسكرية بدايةً من العقد الحالي، وهي مجاورة للنيجر «صاحبة آخر الانقلابات العسكرية».
تشتكي الدول ذات الانقلابات من المجموعة الأفريقية، أي الدول الثلاث، من عاملين: الأول فشل التجربة الديمقراطية على الشاكلة الغربية، التي تمت في هذه البلدان، بأن تقدم الحد الأدنى من التنمية في تلك البلاد، والآخر حجم الإرهاب المتصاعد «الإسلاموي» في بلدانها من جماعات «القاعدة» أو «داعش» أو حتى «بوكو حرام»! وأن الجهود المبذولة من الحكومات السابقة لم تكن على مستوى تحدي تلك الجماعات الإرهابية، مع خليط من التذمر من دول الغرب والتي تتحدث كثيراً عن «المبادئ» وفي نفس الوقت بسبب مصالحها تتقاعس عن تنفيذها، وبخاصة النفوذ الفرنسي الذي أصبح واهناً في فاعليته في العقود الأخيرة.
إنْ شُنت حرب على النيجر كما يهدد متخذو القرار في كثير من دول «المجموعة الاقتصادية» فإنه قرار من دون شك أعمى، فلا دولة أو مجتمع حدثت فيه ثورة إلا وحصلت «حقاً أو باطلاً» على تأييد بنسب مختلفة من جمهورها، وإذا شنت الحرب عليها فإن التأييد سوف يتصاعد، كما أنها يمكن أن تكون حرباً مكلفة لكل الأطراف ومستهلكة للموارد القليلة المتوفرة.
ما الخيار إذاً؟ الخيار العقلاني الذي جُرِّب عبر التاريخ، وبخاصة الحديث هو «بناء النموذج المختلف»، فمثلاً لم يسقط الاتحاد السوفياتي لأن حرباً شُنَّت ضده، ولا حتى بسبب ما يقال عن تأثير الحرب الأفغانية التي تورط فيها، وإن كان أحد الأسباب البعيدة... سقط النظام السوفياتي لأن المواطنين في عواصم ذلك الاتحاد وجدوا أمامهم نموذجاً ناجحاً نسبياً في الغرب من حريات نسبية، وحقوق إنسان، وتجمعات مدنية فاعلة وصحافة حرة ومحاكم مستقلة وتداول سلمي للسلطة، ذلك النموذج على عيوبه الثانوية، كان نقطة الجذب للنخب السوفياتية، وهكذا جاءت فكرة «البيريسترويكا» التي كانت بداية النهاية للنظام السوفياتي.
بناء النموذج البديل هو الذي جعل الصين تتبنى «نظام الاشتراكية - الرأسمالية»، أي التعامل مع السوق الحرة واحترام كامل للاستثمار الأجنبي وقوى السوق، والتحول تدريجياً ولو على سبيل المظاهر من القميص الغامق الخشن «قميص ماو تسي تونغ» إلى ربطة العنق الأنيقة لشي جينبينغ! نظر الصينيون إلى جوارهم في هونغ كونغ وتايوان، على أنه التحدي «الذي يتوجب أن يُحتذى» ولو بدرجات مختلفة من الظلال، كما نظرت إلى اليابان وكوريا الجنوبية كمثال للتحدي الاقتصادي وصناعة الرفاهية!
على الدول الأفريقية الغاضبة من الانقلاب في النيجر أن «تبني النموذج الأفضل» ليراه النيجيريون، أما الحرب واستخدام القوة فقد تسبب فشلاً عسكرياً يرتد على تلك الدول بالدمار، وربما باتساع رقعة الانقلابات، فالحرب يديرها جنرالات وبمجرد فشلهم سوف يضعون السبب على متخذ القرار السياسي، ويعودون إلى «احتلال عواصمهم». علينا أن نعترف بأن «النموذج» لم يتحقق بشكل واضح في معظم دول «إيكواس» وعلى رأسها السنغال المتحمسة، حيث نُقل أخيراً زعيم المعارضة فيها إلى المستشفى بسبب إضرابه عن الطعام!
على مقلب آخر، إذا لم يكن النموذج محصناً، قد يُغري الآخرين بالتدخل في آلياته المفتوحة والعبث بها. لقد حاولت روسيا التدخل في كل من الانتخابات الأميركية والفرنسية وحتى الألمانية، كما تدخل النظام السوري في الوقت المناسب له لتخريب النموذج اللبناني، لأن النخبة اللبنانية لم تكن لديها المناعة الذاتية للدفاع عن نموذجها وتحصينه.
النماذج الديمقراطية إن لم تحصّن من أهلها أخلاقياً وسياسياً وقانونياً تصبح قابلة للاختراق السهل. فالنموذج الديمقراطي الناجح مُعدٍ سلماً، والنموذج الشمولي مُعدٍ سلباً.
لمنظمة غرب أفريقيا محكمة عدل خاصة وبرلمان مشترك ولها بنك استثماري مشترك ومنظمة صحة، وعدد من المؤسسات التي أصبحت جزئياً بسبب تقادمها فاعلة، فالتهديد باستخدام القوة ضد النيجر سوف يهدم كل أو بعض تلك المؤسسات وتعود تلك الدول إلى نقطة الصفر. عدا أن التدخل الدولي كلٌّ له لأغراضه الخاصة ومصالحة، كما إعلان مجموعة «فاغنر» الروسية شهيتها للتدخل، فهي تبحث عن فرص في العالم، وبخاصة العالم الثالث، نكايةً في دول الغرب وطريقاً لاستنزاف موارد تلك الدول.
لا يجب أن يُستهان بالمنظمات الإرهابية «الإسلاموية» في تلك المنطقة من أفريقيا فهي إن تمكنت سوف تعم الفوضى في القارة الأفريقية وتُسمّع أيضاً في الجوار، والحرب ستكون فرصتها الذهبية للانتشار، والعرب ليسوا بعيدين عن ذلك الفضاء الملتهب.
آخر الكلام: كل ما تفعله الحروب هي زيادة الفقر والقمع ودفع الناس إلى الهجرة، حتى لو كانت غير شرعية!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة

إقرأ أيضاً:

إنتر يواجه برشلونة بذكريات نسخة 2010

 

يتطلع إنتر ميلان لاستعادة اتزانه مرة أخرى، حينما يحل ضيفا على برشلونة، غدا الأربعاء، في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.

إنتر يواجه برشلونة بذكريات نسخة 2010

في آخر مرة التقى فيها الفريقان بالمربع الذهبي للبطولة كان عام 2010، خسر برشلونة 1-3 ذهابا في ميلانو، وساهم الأداء الدفاعي القوي لإنتر إيابا بملعب (كامب نو) في تأهله للمباراة النهائية، عقب فوزه 3-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ليشق طريقه نحو التتويج باللقب على حساب بايرن ميونخ، ويحقق ثلاثية تاريخية بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو.

ويأمل إنتر ألا يضطر لخوض رحلة شاقة بعد انقطاع غير مسبوق للتيار الكهربائي أدى لإصابة معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال بالشلل التام أمس الإثنين.

وكان التيار الكهربائي عاد بكامل طاقته لإسبانيا تقريبا صباح اليوم، ومازال من المقرر أن تقلع طائرة إنتر إلى برشلونة في الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي لخوض اللقاء غدا الأربعاء.

ويأمل سيموني إنزاجي، مدرب إنتر، أن يتمكن فريقه من استعادة قوته قبل المباراة المرتقبة، حيث يتوجه الفريق الإيطالي لبرشلونة بعد سلسلة من النتائج السيئة التي تبخرت معها أحلامه في تحقيق الثلاثية هذا الموسم.
ولأول مرة منذ أكثر من 13 عاما، خسر إنتر 3 مباريات متتالية بمختلف المسابقات دون تسجيل أي هدف.

ومنذ تعادله 2-2 مع بايرن ميونخ الألماني بدور الثمانية لدوري الأبطال، خسر إنتر أمام بولونيا وروما بالدوري الإيطالي، وأمام ميلان في كأس إيطاليا، وجميعها بنفس النتيجة 0-1.

وتسببت تلك النتائج المحبطة في تراجع ترتيب إنتر للمركز الثاني بالدوري الإيطالي، بفارق 3 نقاط خلف نابولي، الذي تربع على القمة الآن، مع تبقي 4 مراحل على نهاية البطولة.

كشف إنزاجي: "الهزائم الثلاث مؤلمة، ونحن لسنا معتادين على هذا، يتعين علينا أن نراجع أنفسنا ونحاول استعادة طاقتنا البدنية والذهنية".

ومع ذلك، كان هناك قاسم مشترك بين هذه المباريات الثلاث يتمثل في غياب ماركوس تورام.

وأحرز تورام، الذي غاب عن الملاعب بسبب إصابة في فخذه الأيسر، 17 هدفا وقدم 9 تمريرات حاسمة في جميع المسابقات مع إنتر هذا الموسم.

وفي ظل غياب المهاجم الفرنسي، بدا الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز منهكا وهو يحاول قيادة هجوم إنتر، ولم يكن النمساوي ماركو أرناوتوفيتش، بديل تورام، فعالا.

وبعد عودته للتدريبات مرة أخرى، ربما يتواجد تورام في القائمة الأساسية لإنتر أمام برشلونة.

وشدد إنزاجي: "سوف نذهب إلى برشلونة وسنلعب أمامهم باحترام وليس بخوف".

 

مقالات مشابهة

  • "مدرستنا 3" تقدم اليوم شرحًا تفصيليًا لحل النموذج الاسترشادي لامتحان الفيزياء لطلاب الثانوية العامة
  • مسؤول أمني مغربي يدعو إلى تطبيق النموذج الأوربي في تدبير الأمن داخل الملاعب
  • "مدرستنا 3" تبدأ اليوم في عرض حل النموذج الاسترشادي لمادة الإحصاء لطلاب الثانوية العامة
  • تنبيه للمسافر الإماراتي.. تايلاند تبدأ تطبق نظام بطاقة الوصول الرقمية بديلاً عن النموذج الورقي
  • إنتر يواجه برشلونة بذكريات نسخة 2010
  • "التعليم" تبث حل النموذج الاسترشادي لكيمياء اللغات عبر "مدرستنا 3" الليلة
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب
  • انعقاد المؤتمر الختامي لنموذج محاكاة مجلس الوزراء المصري بجامعة أسيوط
  • ماهر فرغلي : الإخوان ترى النموذج السوري ملهما للعمل المسلح
  • مواسم الفاكهة