موقع 24:
2024-09-19@13:25:43 GMT

منع حرب أخرى في أفريقيا!

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

منع حرب أخرى في أفريقيا!

سألني صديق في مطلع عام 2022، والحشود الروسية على أوكرانيا تتدفق على الحدود: هل تعتقد أن روسيا بصدد حرب هناك؟.

أجبته حينها بأنني لا أعتقد أن حرباً سوف تنشب، آخذاً بالمعطيات الدولية، وظناً منّي أن السيد فلاديمير بوتين لديه من الخبرة ما يمنعه من فعل ذلك العمل؟ لم يكن ظني صحيحاً ونشبت الحرب في 24 فبراير (شباط) من ذلك العام، واليوم بعد عام ونصف من الصراع تُستنزف الأطراف المتحاربة مباشرةً وأيضاً العالم بدرجات مختلفة!
اليوم جاء الدور على القارة الأفريقية، وهي تعاني من كل الشرور الثلاثة: الفقر، وحجم سكان متعظم، وأيضاً الإرهاب، إلى جانب حرب السودان «الأهلية» وحروب أصغر منتشرة في القارة الفقيرة السوداء.


ما إن أُعلن الانقلاب العسكري في النيجر، حتى قرع بعض دول أفريقيا طبول الحرب على ذلك البلد، وهي إن تمَّت فإنها تلحق بالخطأ الفادح في كلٍّ من أوكرانيا والسودان، فالحرب يمكن أن تبدأ، ولكن متى تنتهي؟ لا أحد يعرف، وكم تكلف من الأموال والنفوس؟ أيضاً لا أحد يعرف!
إنْ تم ما تهدِّد به دول «إيكواس»، وهي المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا المكونة من 15 دولة والمنشأة منذ أكثر من خمسين عاماً (أُعلنت في عام 1975) ومجموع سكانها نحو 350 مليون إنسان (ما يقارب حجم سكان الولايات المتحدة) وتتكلم ثماني دول منها الفرنسية، وخمس دول الإنجليزية، ودولنا البرتقالية «بسبب تنوع التاريخ الاستعماري لأي منها». دولتان منها هي مالي وبوركينا فاسو، التي شهدت انقلابات عسكرية بدايةً من العقد الحالي، وهي مجاورة للنيجر «صاحبة آخر الانقلابات العسكرية».
تشتكي الدول ذات الانقلابات من المجموعة الأفريقية، أي الدول الثلاث، من عاملين: الأول فشل التجربة الديمقراطية على الشاكلة الغربية، التي تمت في هذه البلدان، بأن تقدم الحد الأدنى من التنمية في تلك البلاد، والآخر حجم الإرهاب المتصاعد «الإسلاموي» في بلدانها من جماعات «القاعدة» أو «داعش» أو حتى «بوكو حرام»! وأن الجهود المبذولة من الحكومات السابقة لم تكن على مستوى تحدي تلك الجماعات الإرهابية، مع خليط من التذمر من دول الغرب والتي تتحدث كثيراً عن «المبادئ» وفي نفس الوقت بسبب مصالحها تتقاعس عن تنفيذها، وبخاصة النفوذ الفرنسي الذي أصبح واهناً في فاعليته في العقود الأخيرة.
إنْ شُنت حرب على النيجر كما يهدد متخذو القرار في كثير من دول «المجموعة الاقتصادية» فإنه قرار من دون شك أعمى، فلا دولة أو مجتمع حدثت فيه ثورة إلا وحصلت «حقاً أو باطلاً» على تأييد بنسب مختلفة من جمهورها، وإذا شنت الحرب عليها فإن التأييد سوف يتصاعد، كما أنها يمكن أن تكون حرباً مكلفة لكل الأطراف ومستهلكة للموارد القليلة المتوفرة.
ما الخيار إذاً؟ الخيار العقلاني الذي جُرِّب عبر التاريخ، وبخاصة الحديث هو «بناء النموذج المختلف»، فمثلاً لم يسقط الاتحاد السوفياتي لأن حرباً شُنَّت ضده، ولا حتى بسبب ما يقال عن تأثير الحرب الأفغانية التي تورط فيها، وإن كان أحد الأسباب البعيدة... سقط النظام السوفياتي لأن المواطنين في عواصم ذلك الاتحاد وجدوا أمامهم نموذجاً ناجحاً نسبياً في الغرب من حريات نسبية، وحقوق إنسان، وتجمعات مدنية فاعلة وصحافة حرة ومحاكم مستقلة وتداول سلمي للسلطة، ذلك النموذج على عيوبه الثانوية، كان نقطة الجذب للنخب السوفياتية، وهكذا جاءت فكرة «البيريسترويكا» التي كانت بداية النهاية للنظام السوفياتي.
بناء النموذج البديل هو الذي جعل الصين تتبنى «نظام الاشتراكية - الرأسمالية»، أي التعامل مع السوق الحرة واحترام كامل للاستثمار الأجنبي وقوى السوق، والتحول تدريجياً ولو على سبيل المظاهر من القميص الغامق الخشن «قميص ماو تسي تونغ» إلى ربطة العنق الأنيقة لشي جينبينغ! نظر الصينيون إلى جوارهم في هونغ كونغ وتايوان، على أنه التحدي «الذي يتوجب أن يُحتذى» ولو بدرجات مختلفة من الظلال، كما نظرت إلى اليابان وكوريا الجنوبية كمثال للتحدي الاقتصادي وصناعة الرفاهية!
على الدول الأفريقية الغاضبة من الانقلاب في النيجر أن «تبني النموذج الأفضل» ليراه النيجيريون، أما الحرب واستخدام القوة فقد تسبب فشلاً عسكرياً يرتد على تلك الدول بالدمار، وربما باتساع رقعة الانقلابات، فالحرب يديرها جنرالات وبمجرد فشلهم سوف يضعون السبب على متخذ القرار السياسي، ويعودون إلى «احتلال عواصمهم». علينا أن نعترف بأن «النموذج» لم يتحقق بشكل واضح في معظم دول «إيكواس» وعلى رأسها السنغال المتحمسة، حيث نُقل أخيراً زعيم المعارضة فيها إلى المستشفى بسبب إضرابه عن الطعام!
على مقلب آخر، إذا لم يكن النموذج محصناً، قد يُغري الآخرين بالتدخل في آلياته المفتوحة والعبث بها. لقد حاولت روسيا التدخل في كل من الانتخابات الأميركية والفرنسية وحتى الألمانية، كما تدخل النظام السوري في الوقت المناسب له لتخريب النموذج اللبناني، لأن النخبة اللبنانية لم تكن لديها المناعة الذاتية للدفاع عن نموذجها وتحصينه.
النماذج الديمقراطية إن لم تحصّن من أهلها أخلاقياً وسياسياً وقانونياً تصبح قابلة للاختراق السهل. فالنموذج الديمقراطي الناجح مُعدٍ سلماً، والنموذج الشمولي مُعدٍ سلباً.
لمنظمة غرب أفريقيا محكمة عدل خاصة وبرلمان مشترك ولها بنك استثماري مشترك ومنظمة صحة، وعدد من المؤسسات التي أصبحت جزئياً بسبب تقادمها فاعلة، فالتهديد باستخدام القوة ضد النيجر سوف يهدم كل أو بعض تلك المؤسسات وتعود تلك الدول إلى نقطة الصفر. عدا أن التدخل الدولي كلٌّ له لأغراضه الخاصة ومصالحة، كما إعلان مجموعة «فاغنر» الروسية شهيتها للتدخل، فهي تبحث عن فرص في العالم، وبخاصة العالم الثالث، نكايةً في دول الغرب وطريقاً لاستنزاف موارد تلك الدول.
لا يجب أن يُستهان بالمنظمات الإرهابية «الإسلاموية» في تلك المنطقة من أفريقيا فهي إن تمكنت سوف تعم الفوضى في القارة الأفريقية وتُسمّع أيضاً في الجوار، والحرب ستكون فرصتها الذهبية للانتشار، والعرب ليسوا بعيدين عن ذلك الفضاء الملتهب.
آخر الكلام: كل ما تفعله الحروب هي زيادة الفقر والقمع ودفع الناس إلى الهجرة، حتى لو كانت غير شرعية!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة

إقرأ أيضاً:

كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (2من2)

الكتاب: "كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ زنجبار أندلس أفريقيا المفقود، دراسة وثائقية"
الكاتب: صالح محروس محمد محمد
الناشر: مؤسسة الانتشار العربي، الإمارات، 2023م
عدد الصفحات: 208

التوجه الإسرائيلي لأفريقيا:


توجهت إسرائيل مع بداية عام 1957م إلى القارة الإفريقية حين أصبحت الدول المانحة للمساعدات الإفريقية، وتركزت المساعدات على النواحي الفنية، وفي تنجانيقا بدأت مشروعاً زراعياً في موانزا فكانت أولى الخطوات الإسرائيلية؛ لاختراق القارة الإفريقية عبر شركة التنمية الزراعية، الشركة الإسرائيلية الحكومية المهتمة بنظم الري، وتحسين الإنتاج في المنطقة، ومن ثم أسست شركات مشتركة في تنجانيقا وإسرائيل للمساهمة في تعمير الأراضي، واستصلاحها، وبناء القرى والمشروعات الزراعية، وهكذا كان التغلغل الإسرائيلي في تنجانيقا حيث قدمت إسرائيل القروض والمساعدات لها، ما دفع إسرائيل لتقوية نفوذها في تنجانيقا مقاطعة الدول العربية لها، والكسب السياسي والاقتصادي.

لكن حكومة شامتي " حكومة الاستقلال " شديدة العداوة لإسرائيل وكانت لها علاقات روابط قوية مع مصر، فقد كان هناك أثر مصري عميق في زنجبار ليس فقط سياسياً، ولكن ثقافياً ودينياً، وأكد الزنجباريون حق الفلسطينيين في دولتهم، وكانت جريدة موانجزي باللغة العربية، مشروعاً فلسطينياً للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولكن إسرائيل لم تهمل الأثر الكبير لزنجبار في شرق افريقيا كونها نقطة مهمة في محور الدبلوماسية الإسرائيلية في شرق إفريقيا (ص76)

قامت إسرائيل بدور بارز في أحداث يناير عام 1964م، وخططت لها بمساعدة بريطانيا، ونفذ خططها للانقلاب رجل الأعمال اليهودي ميشا فينسيبر الذي قام بتنفيذ مخطط الحكومة الإسرائيلية بحماية عبيد كارومي، ونقله إلى البر حتى لا يقتل لأنه أنسب شخص للقيادة بعد الغزو، كما قدمت الحكومة الإسرائيلية الدعم المالي والأسلحة لأوكيلو الأوغندي ورجله عبر مكتب رجل الأعمال اليهودي ميشا الذي كان صديقا لعبد الله قاسم هانجا الذي سافر إلى الجزائر وأقنع أحمد بن بيلا رئيس الجزائر أنذاك لتزويده بالأسلحة، التي وصلت عبر سفينة ليلة تنفيذ الإنقلاب. (ص77)

تطرق الكاتب في الباب الثالث لأحداث يناير الأسود في زنجبار عام 1964م بكثير من التفاصيل عبر الوثائق، وما أسفرت عنه الوثائق من ضحايا ولاجئين عرب ضاقت بهم السبل، ظهرت في السنوات الأخيرة من الاحتلال البريطاني لسلطنة زنجبار؛ أنها أًصبحت هدفاً للنفوذ الشيوعي الصيني في شرق افريقيا، وانتقل العديد من الطلاب الصينيين لزنجبار، فتأثرت إلى حد كبير بالسياسات المعتمدة على المبادئ الاشتراكية، وأكدت بريطانيا علمها بذلك، واعتبرت أن المسألة الشيوعية هي الأخطر في زنجبار، وذلك بمثابة خطر لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي خافت أن تصبح  زنجبار كوبا لإفريقيا. (ص79)

إن الغزو الأجنبي الذي تم في زنجبار  بتاريخ 12/1/1964م، قام به رجل أجنبي، ونفذه أجنبي مع تأييد محلي محدود، فقد كان أوكيلو أوغندي جاء للعمل في بمبا عام 1959م، وانضم إلى الحزب الوطني الزنجباري الذي حصل منه على مبلغ ثلاثين كمساعدة من الحزب الوطني الزنجباري، الذي اعتبره لا قيمة له، في الوقت الذي كان يدعو الحزب الوطني لوحدة الزنجباريين كان هو في الخفاء يدعو إلى وحدة الأفارقة ضد الاستعمار العربي. واتفق مع قيادة الحزب أنه ينوي تكوين قوة ثورية من رجال الاتحاد الأفروشيرازي ضد العرب، وجمع رجالاً من اتحاد عمال زنجبار وبمبا، وكذلك من فدائيي حزب الأفروشيرازي، فأغلبهم من رجال البر، وليس من القوى السياسية الموجودة. (ص94)

في زنجبار قوي أوكيلو علاقته بالشرطة فعرف أماكن السلاح، ومراكز الشرطة في زنجبار ومخازن السلاح، ومتن علاقته بسيف بكري رئيس اتحاد شباب الحزب الأفروشيرازي، وكانت كل الاتحادات التجارية تحت سيطرة رجال البر الذين تحالفوا مع حزب الأفروشيرازي، وعليهم اعتمد، وليس على أفارقة زنجبار  قال:" إن رجال البر أثق بهم أما أفارقة زنجبار فلديهم ولاء قديم وارتباطات مع العرب لذا كان معظم قواته من البر مما جعلنا نسمي ما حدث غزواً أجنبياً"، فتكونت مجموعته الأولى من 27 كينياً، و2 روديسيين، و4 تنجانيقا، وموزمبيقي، 3 أوغندا،2 من مالاوي، 2 من زنجبار فكان نواة الجيش الخاص لأوكيلو من 42 مرتزقاً، عندما بدأ هجومه وصل عددهم نحو 1500رجل معظمهم من الشباب ما بين 20-30 لا يعملون(ص 95).

أدى الغزو الأجنبي لزنجبار عام 1964 إلى تغيير جوهري في من يحكمون جمهورية زنجبار وبمبا، حيث انتهى حكم العمانيين الذي استمر نحو ثلاثة قرون منذ مجيئ اليعاربة لمحاربة البرتغال بعد استنجاد إمارات شرق إفريقيا بهم في الستينيات من القرن السابع عشر الميلاديالحقيقة أن هناك اختلافاً في عدد الذين قتلوا، واحتجزوا، كذلك في أعداد اللاجئين نتيجة الانقلاب الموجه ضد العرب، فتم نهب محلاتهم، وأصبحت كلمة عربي مبرراً لرجال أوكيلو للقتل، والنهب واغتصاب النساء فيقول بترسون: " أثناء الأحداث إن مع نهاية الأسبوع الأول من اندلاع الحرب فر أكثر من 2000عربي من زنجبار إلى المخيمات، وكانت أوضاع المخيمات سيئة للغاية ومرعبة"، فما تعرضوا له إبادة جماعية لكونهم عرب، فقتل حوالي 5000 في أحداث زنجبار أغلبهم من العرب، وشرد من العرب مثلهم. (ص106)

بحسب الكاتب كان العرب يساقون جماعات إلى القتل والاعتقال من قبل رجال أوكيلو، ويقول: "إن عدد القتلى زاد عن عشرين ألف عربي، ويوضح كيف كان رجال أوكيلو يجمعون جثث الموتي في سيارات النقل، ويرمونها في المقابر الجماعية كالقمامة، وأوضح تجاهل وسائل الاعلام، وحقوق الإنسان والأمم المتحدة للمذبحة، يضيف الكاتب" لجأ العديد من الأفراد إلى ممبسة، ثم إلى دار السلام في البر الإفريقي، وكانت حكومة كينيا مستعدة لنقل اللاجئين، ولقد وصل السلطان وحاشيته إلى ممبسه على سفينة السيد خليفة بشكل غير معلن، وكانت الحكومة الكينية سريعة الإدراك أن حضور السيد السلطان ربما يستفز المجموعة العربية هناك"، ومن ثم وافقت الحكومة الكينية على أن تحمل السلطان سفينة إلى لندن بتاريخ 17يناير عام 1964م، وحصل السلطان وأسرته على حق اللجوء السياسي شرط عدم المقاومة وأو العودة إلى زنجبار مدى الحياة. (ص106)

ارتبط الموقف الأمريكي من انقلاب عام 1964م بما عرف الحرب الباردة، ففي عام 1960م حققت الشيوعية نجاحاً في الجزائر، وكوبا، وشمال فيتنام، وأصيبت الولايات المتحدة بالقلق من انتشار الاشتراكية في زنجبار، وسبق وأن حصلت على موافقة بريطانيا في إقامة قاعدة صواريخ أمريكية لوكالة ناسا الأمريكية في زنجبار، واعترفت الولايات المتحدة الامريكية بدولة زنجبار الجديدة بزعامة عبيد كارومي  1964م، كما سارعت إسرائيل بالاعتراف بزنجبار. (ص122)

أدى الغزو الأجنبي لزنجبار عام 1964 إلى تغيير جوهري في من يحكمون جمهورية زنجبار وبمبا، حيث انتهى حكم العمانيين الذي استمر نحو ثلاثة قرون منذ مجيئ اليعاربة لمحاربة البرتغال بعد استنجاد إمارات شرق إفريقيا بهم في الستينيات من القرن السابع عشر الميلادي، ثم أسرة البوسعيد في النصف الأول من القرن الثامن عشر إلى 12/1/1964م، إذ قامت بريطانيا دور في القضاء على هذه الأسرة، ومساعدتها أوكيلو على الانقلاب ومساهمة إسرائيل في القضاء على الحكم العربي في زنجبار حيث قامت بمساعدة المتمردين بالمال والسلاح من أجل القضاء على الدولة التي كانت تسعى لإقامة علاقات مع الرئيس عبد الناصر العدو اللدود لإسرائيل ولتقويض الدولة المصرية. (134ص)

أشاعت بريطانيا الدعاية المغرضة ضد العرب لزرع بذور الحقد، والكراهية ضدهم، وإظهارهم على أنهم تجار رقيق، وصنعوا تماثيل توضح أن العربي يجر الأفريقي بالسلاسل إلى سوق الرقيق بالإضافة إلى أنهم وحدهم ملاك الأراضي، ومزارعي القرنفل والصفـوة، وأن الأفارقة لا يجدون طعاماً ولا فرص عمل.

كما قدمت الحكومة الإسرائيلية الدعم المالي والأسلحة لأوكيلو الأوغندي الأجنبي ورجاله عن طريق مكتب رجل الأعمال اليهودي ميشا فينسيبر،  وحزب نيريري في تنجانيقا بواسطة أوسكار كمبونا السكرتير العام لحزب تنجانيقا القومي، الذي كان صديق شخصي لعبد الله قاسم هانجا(كان على علاقة بإسرائيل عبر السفارة الإسرائيلية في دار السلام)، الذي سافر إلى الجزائر واقنع أحمد بن بلو رئيس الجزائر آنذاك لتزويده بالأسلحة لسبب ظاهري وهو استخدامها تحت قيادة لجنة الحرية التي كان رئيسها، وبالفعل أبحرت سفينة محملة بالأسلحة اسمها ابن خلدون ليلة الانقلاب بالإضافة إلى الأسلحة التي جاءت من إسرائيل إلى السفارة الإسرائيلية في دار السلام.

تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها دراسة وثائقية تتناول أحداث 1964 م في زنجبار متعددة المصادر تعالج التشويه الذي تم لما حدث، وقلب الحقائق خاصة الدراسات الغربية عن الأحداث، كما اعتمد الباحث على ملفين من الأرشيف البريطاني، ووثائق المخابرات الأمريكية عن تلك الأحداث.

يختم الكاتب دراسته بقوله: "هذه صفحة مهمة من صفحات التاريخ العربي الحديث والمعاصر والتخطيط الغربي للقضاء على ما هو عربي وإسلامي ومحاولة القضاء على الدول العربية الواحدة تلو الأخرى. وضرب المناطق الحيوية والغنية في الدول العربية. ومن عجائب القدر أن العرب الذين قادوا الحركة الوطنية وسعوا لاستقلال زنجبار أن يكون جزاؤهم القتل والتشريد ويهجروا من بلادهم التي سعوا إلى تحريرها".

اقرأ أيضا: كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (1من2)

مقالات مشابهة

  • هذه الدول التي وردت أسماؤها في قضية تفجير أجهزة الاتصال في لبنان (خريطة تفاعلية)
  • دليل النموذج المعرفي ومنهج تصميم منظومة قيم الأسرة المسلمة
  • الخارجية : إن الجمهورية العربية السورية، التي عانت على مدى ال ۱۳ سنة الماضية، من حرب كونية هدفت لتدمير دولتها وكسر إرادة شعبها بذريعة ادعاء الغرب الكاذب بحماية الديمقراطية وتعزيزها من خلال ممارساته الإرهابية المماثلة لتلك التي مارسها الصندوق الوطني للديمق
  • ترامب: لا يجب أن يكون لدينا عداوة مع الدول التي تمتلك أسلحة نووية
  • أوبن إيه آي ترفع حدود استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي o1
  • الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس”: الإمارات شريك رائد في مواجهة الأمراض التي تهدد المجتمعات
  • عبدالله بن زايد: النموذج الجديد يراعي أفراد المجتمع ويهتم بتطوير مسيرتهم التعليمية
  • كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (2من2)
  • كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (2 من2)
  • فتح الصندوق لساعة Huawei Watch GT 5 الذكية قبل الإعلان الرسمي