بدر بن حمد يترأس وفد سلطنة عمان في قمة المستقبل
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
العُمانية: بناءً على التكليف السَّامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه اللهُ ورعاه-؛ ترأس معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية وفد سلطنة عُمان في قمة المستقبل التي عُقدت اليوم بمقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكّد معاليه في كلمة سلطنة عُمان في افتتاح أعمال القمة على التزامها الراسخ بالعمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي باعتباره السبيل لتحقيق الأهداف المشتركة التي تسعى إليها قمة المستقبل، وأن الحوار، والواقعية، والاحترام المتبادل هي المبادئ الأساسية التي تنتهجها سلطنة عُمان في سياستها الخارجية، مشيرًا إلى أنّ هذه القيم هي الأساس الضروري لمعالجة الأزمات العالمية المعقدة والمتشابكة التي يشهدها عالم اليوم.
وأضاف معاليه أنّ التحدّيات التي نواجهها لا يمكن معالجتها بالأساليب التقليدية وحدها؛ بل تتطلب منهجيات ترتكز على مفاهيم التنمية المستدامة؛ لذا يجب علينا أن نعمل بحكمة وبصيرة، ونبدأ في تنفيذ سياسات تضع الأجيال القادمة في محور الاهتمام، وما يهيئ لهم مستقبلًا أفضل وأكثر استدامة.
وأشار معاليه إلى أنّ السلام والأمن الدوليين هما الركيزتان الأساسيتان لاستقرار العالم، مؤكدًا على أهمية الدبلوماسية الوقائية من منظور أنها الأداة الأنجع في منع النزاعات وحلها، داعيًا إلى تعزيز أساليب الحوار والوساطة الدولية وضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لضمان تحقيق العدالة والسلام والاستقرار للجميع.
وذكر معاليه أنّ التكنولوجيا الحديثة والتعاون الرقمي يشكلان عاملًا حاسمًا في التصدي للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها، مشيرًا إلى أن الابتكارات التكنولوجية تفتح أمامنا آفاقًا جديدة؛ فهي لا تساعد فقط في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل الانبعاثات؛ بل تسهم كذلك في تعزيز الطاقة النظيفة، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، وبناء مجتمعات أكثر ازدهارًا واستدامة.
وأكّد معاليه أنّ سلطنة عُمان تولي أهمية كبيرة لدور الشباب؛ فهم القوة المحركة لبناء المستقبل، وأساس التنمية ومحورها، وقد أطلقت العديد من المبادرات وحاضنات الابتكار في مختلف المجالات العلمية والصناعية والثقافية والرياضية؛ هادفة من ذلك إلى تمكين الشباب، وتنمية قدراتهم الإبداعية، وتهيئة بيئة تلبي تطلعاتهم وطموحاتهم وتدفع بهم نحو الإبداع والنمو المستدام.
وأفاد معاليه بأنه إذا اتّضحت الرؤية تحقّق الهدف، إذ إنّ التحدّيات التي نواجهها اليوم تتطلب رؤية طموحة، والتزامًا جماعيًّا قويًّا، وأن نعمل معًا من أجل بناء عالم يسوده الرخاء والازدهار للجميع، مستندين إلى قيم التعاون والشراكة، لتتحقّق أهدافنا التي نصبو إليها، ونترك للأجيال القادمة ما يعينهم على تلمّسِ سبلهم في الحياةِ في سلمٍ واستقرار.
من جانب آخر شارك معالي السيّد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في جلسة حوارية بعنوان «الحلول متعددة الأطراف من أجل غدٍ أفضل»، أشار خلالها إلى أنّ منصات الحوار الشاملة- مثل الأمم المتحدة- تؤدي دورًا محوريًّا في تعزيز تلك القيم.
ودعا معاليه إلى ضرورة الانتباه إلى التحدّيات الراهنة في ظل استمرار الحرب في غزّة، التي تُبرز هشاشة الوضعين الإقليمي والدولي، وأنّ تصاعد العنف ومعاناة المدنيين وفشل جهود السلام تُمثِّل تهديدًا لمبادئ التعددية وسيادة القانون، مؤكدًا أنّ الفشل المستمر في التعلم من الماضي وفهم الحاضر -خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية - يُعرقل جهود تحقيق السلام الدائم.
ولفت معاليه إلى ضرورة التخلص من التفكير بعقلية الحرب الباردة التي تكرس الانقسامات الثنائية وتُبنَى على مفاهيم الألعاب الصفرية، مشيرًا إلى أنّ تعزيز فاعلية المؤسسات الدولية في حل النزاعات يعتمد بشكل كبير على تبنّي تفكير أكثر انفتاحًا وواقعية، يتناسب مع واقع العالم متعدد الأقطاب اليوم.
وأكّد معاليه أنّ القضايا في الشرق الأوسط لن تُحل إلا إذا تمّ فتح قنوات للحوار والتواصل مع كافة الأطراف، بما في ذلك من وصفهم بعض أعضاء المجتمع الدولي بـ«الأعداء».
وأضاف معاليه: إنّ الحل المستدام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال معالجة الجذور الأساسية للنزاع، مشيرًا إلى أنّ الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي منذ إنشاء المشروع الصهيوني قد جعلت المنطقة أقل أمانًا، وأنّ الحل العادل والدائم يجب أن يقوم على أساس مبدأ حل الدولتين.
ودعا معاليه إلى ضرورة إصلاح الأطر التعددية لتعكس الواقع الدولي المتغير، من خلال تمثيل أوسع للأصوات المختلفة وتعزيز التركيز على العدالة والقانون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية، مؤكدًا أنّ سلطنة عُمان ستواصل دعم الجهود التي تعزز التعاون والثقة والتفاهم والعدالة بين الجميع.
وأكّد معاليه على أهمية البدء في تنفيذ سياسات خلّاقة تركز على التنمية المستدامة، مُشيرًا إلى توافق رؤية «عُمان 2040» مع تلك الجهود، واستمرار سلطنة عُمان في دعم الشباب كقوة دافعة لبناء المستقبل.
وتطرّق معاليه إلى الدور المحوري للتكنولوجيا والتعاون الرقمي في التصدي للتحدّيات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أهمية العلم في تحسين كفاءة استخدام الموارد البيئية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مشیر ا إلى أن معالیه إلى معالیه أن
إقرأ أيضاً:
باشر لقاءاته الديبلوماسية في باريس.. رجّي اكد أهمية التعاون الدولي لإعادة النازحين الى وطنهم
باشر وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي زيارته لباريس بسلسلة لقاءات ثنائية صباحية على هامش مشاركته في المؤتمر الوزاري حول "سوريا" الذي تستضيفه فرنسا، فإجتمع بنظيره الفرنسي جان نويل بارو الذي أعرب عن أمله بـ"إنطلاق مرحلة جديدة في لبنان، على أن تقترن بالإصلاحات اللازمة وخصوصا الصعبة منها".
وتباحث الجانبان في "العلاقات الثنائية"، حيث أعرب الوزير رجي عن "تثمين لبنان لدعم فرنسا المستمر له في كل المجالات"، وتطرقا إلى المؤتمر الذي تنوي فرنسا تنظيمه من أجل لبنان، فعرضا لإمكانية تضمين المؤتمر شقا خاصا بتنسيق الدعم الدولي للجيش اللبناني.
واكد وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي في خلال لقائه الوزير رجي، "دعم مصر الكامل للبنان ووضع إمكاناتها ووزنها في خدمته ورغبة مصر بتعافيه"، مشددا على أن مصر "تمرر الرسائل الضرورية لمختلف الأطراف من أجل التنفيذ الكامل للقرار 1701 ولإتفاق وقف إطلاق النار مع إنسحاب إسرائيل التام من جنوب لبنان".
وأبدى الوزير المصري تفاؤله بالمرحلة المقبلة في لبنان بعد إنتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور نواف سلام"، ناقلا "تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس عون ودوره"، مؤكدا "أهمية خطاب قسم الرئيس عون الذي يشكل خارطة طريق للبنان"، معربا عن تطلع بلاده لزيارة الرئيس عون إلى القاهرة.
وأكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي في خلال لقائه الوزير رجي "تمسك قطر بدعم لبنان في مختلف المواضيع السياسية والإقتصادية والإجتماعية، لا سيما في ملف النزوح السوري"، واتفقا على "ضرورة إعادة تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية - القطرية المشتركة".
وجمع لقاء ثنائي بين الوزير رجي ونظيره الاسباني خوسيه مانويل الباريس بوينو José Manuel Albares Bueno، حيث شدد الوزير رجي على "إلتزام لبنان الكامل بتطبيق قرار مجلس الامن 1701 بكامل مندرجاته، وأهمية إنسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي اللبنانية المحتلة".
هذا وبحث الوزير رجي مع نظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني في "كيفية تعزيز العلاقات اللبنانية - البحرينية وآخر التطورات في المنطقة".
وخلال غداء عمل أقامه وزير خارجية فرنسا على شرف رؤساء الوفود المشاركة، شدد الوزير رجي في مداخلته على "أهمية التعاون الدولي لإعادة النازحين السوريين بأمان وكرامة الى وطنهم، من خلال مساعدتهم ماديا للعيش في سوريا وتمويل عملية إعادة بناء قراهم وتأهيلها، والخدمات الصحية والتربوية، وتأمين الخدمات الاساسية للحياة الكريمة، لأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل هذا العبء الذي يهدد وجوده وتنوعه".