ندوة الموسوعة العمانية للناشئة تسعى لتعزيز الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
انطلقت اليوم أعمال ندوة "فرص الاستثمار في الموسوعة العمانية للناشئة" التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بدائرة الموسوعة العمانية تحت رعاية سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، وحضور عدد كبير من الخبراء التربويين والإعلاميين، والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي بقاعة الراية في فندق انتر سيتي.
وألقت فاطمة بنت خليفة الحوسنية مديرة دائرة الموسوعة العمانية بالوزارة كلمة أشارت فيها إلى أن الموسوعة العمانية للناشئة تعد أول مشروع ثقافي ينبثق من الموسوعة العمانية الأم، كأحد أهم المشاريع الثقافية التي أصدرتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب لعام ٢٠٢٤، حيث أضاف إصدار الموسوعة إلى الساحة العلمية منجزا علميا مهما وفريدا يوثق كل ما يخص سلطنة عمان مرورا بتاريخها العريق وثقافتها المتميزة ومورثها الحضاري الأصيل. وأوضحت بأن الموسوعة احتوت على معلومات تمتاز بالدقة والموضوعية، وصيغت بلغة علمية سليمة ورصينة وواضحة حتى تتناسب مع لغة الخطاب الموجه للفئات المستهدفة، كما شكلت في قوالب فنية تشد وتجذب الناشئة لقراءتها وتصفحها. وأضافت بأن الموسوعة العمانية للناشئة ركزت على تعزيز الهوية الثقافية لتنشئة جيل يعتز بعمانيته ويفتخر بوطنيته.
وتضمن برنامج الندوة جلستان حواريتان على مدار يومين، وفي اليوم الأول تمت مناقشة الجانب الثقافي والإعلامي، في الجلسة التي أدارها الإعلامي محمد العلوي.
وأوضح الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي أستاذ الاتصال الجماهيري المساعد، في ورقته "دور وسائل الاتصال في تعزيز الوعي بالثقافة المحلية والمقومات الوطنية والكنوز المعرفية في الموسوعة العمانية للناشئة" أن وسائل الاتصال بكل أشكالها، قديما وحديثها تلعب دورا مهما في الحفاظ على الموروث الثقافي المادي والمعنوي، والتعريف بالحضارات وما تزخر به البيئة من مقومات. وقد أوجد كل عصر الوسائل المناسبة له للقيام بهذا الدور اعتبارا من الرسومات والنقوش والكتابة المسمارية والشعر ومرورا بوسائل الاتصال التقليدية ثم وسائل الاتصال الحديثة. وتطرق إلى تحليل دور وسائل الاتصال في تعزيز الوعي بثقافة المجتمعات وتراثها المادي والمعنوي، والمقومات المختلفة التي تمتلكها وإلى الكشف عن أفضل الوسائل والطرق الاتصالية المعاصرة للتعريف بالموسوعة العمانية للناشئة وما تضمنته من كنوز معرفية، مسلطا الضوء على نظريات الاتصال المرتبطة بعملية التأثير والتغيير مركزة على مبادئ نظرية التسويق الاجتماعي، وعلى تحليل عينة متاحة من الدراسات وتجارب الدول في توظيف وسائل الاتصال لتعزيز وعي المجتمع بالتراث والثقافة ونقلها للأجيال والترويج لها. مؤكدا على ضرورة الاستفادة القصوى من وسائل الاتصال الحديثة، واستخدام المؤثرين، وشبكات التواصل، والمواقع الإلكترونية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى الناشئة والشباب، خاصة وأنهم يتعرضون لها ويستخدمونها بكثرة وأن معظم التجارب الحديثة لجأت إليها. كما أكد على ضرورة إشراك المجتمع في العملية الاتصالية وصناعة المحتوى الإعلامي، وامتثالا للمحاذير المرتبطة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة خاصة على المستوى الفردي، دعا إلى تبني خطة اتصالية واضحة على مستوى الأفراد والمؤسسة الرسمية في توظيف وسائل الاتصال الحديث في الشأن الثقافي والموروث المادي والمعنوي وإبراز المقومات التي تزخر بها السلطنة.
أما المحور الثاني في الجانب التربوي ناقشت الباحثة الدكتورة فاطمة بنت راشد العليانية، "مستوى تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في الموسوعة العمانية للناشئة في سلطنة عمان وتوظيفها في عملية التعليم"، حيث سلطت الضوء على مستوى تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في الموسوعة العمانية للناشئة في سلطنة عمان وتوظيفها في عملية التعليم خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2023/ 2024م، مبينة أن إعداد قائمة مهارات القرن الحادي والعشرين التي يجب تضمينها في الموسوعة العمانية للناشئة، واستخدام بطاقة تحليل المحتوى، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر مهارات القرن الحادي والعشرين توافرا في الموسوعة على التوالي هي: مهارة الحياة والعمل، تليها مهارة التعليم والابتكار ثم مهارة الثقافة المعلوماتية والإعلامية والتقنية، مؤكدة على ضرورة تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في الموسوعات العمانية القادمة وخاصة تلك التي تعنى بالناشئة، وأهمية تواصل وزارة الثقافة والرياضة والشباب مع المعنين والقائمين على المناهج العمانية لتضمين المعارف المتضمنة في الموسوعة ودمجها في المناهج الدراسية، والتأكيد على نشر ثقافة الموسوعة العمانية للناشئة بين طلبة المدارس بطرق ابتكارية لا تخلو من التكنولوجية الرقمية، وتوفير نسخة إلكترونية من الموسوعة العمانية للناشئة، تمكن المعلمين والمعلمات من تداولها مع طلبتهم، عبر الفصول الافتراضية وغيرها من وسائل التواصل تحقيقا لمهارة التواصل والتعاون، والتعاون بين المسؤولين عن الموسوعة العمانية للناشئة ووزارة التربية والتعليم لإعداد حملات توعوية تعريفية بالموسوعة مثل: البرامج التلفزيونية والإذاعية بهدف التعريف بالموسوعة في المجالين الثقافي والتربوي ويقدمها طلبة المدارس؛ لتعزيز الهوية والمواطنة الرقمية لديهم، وإعداد دليل استرشادي يشتغل عليه مجموعة من الخبراء التربويين والمعلمين والمعلمات يتضمن مهارات القرن الحادي والعشرين المتضمنة في الموسوعة العمانية للناشئة وآلية الاستفادة منها في تدريس المواد على اختلاف.
أما الورقة الأخيرة للجلسة ناقشت "توظيف الحكايات الشعبية المتضمنة في الموسوعة العمانية للناشئة.. في مادة اللغة العربية لطلاب الصف الرابع الأساسي"، قدمها الدكتور سالم بن عبد الله البلوشي، الذي أشار إلى أن مصادر فلسفة التعليم في سلطنة عمان تعتمد على أن المجتمع العماني مجتمع مسلم يستمد عقيدته وفكره وتصوره من الدين الإسلامي، وأنه مجتمع صاحب حضارة عريقة، ومن هذه كلها وغيرها من المصادر التي نصت عليها فلسفة التعليم يستمد هويته. مشيرا إلى أن الحكايات الشعبية يمكن أن تعين المتعلم على ترسيخ بعض جوانب الهوية والانتماء لهذا الوطن جاءت فكرة كتابة هذا البحث، وقد كانت هذه الحكايات من الوسائل التعليمية لتوجيه الأطفال إلى الأعمال الحسنة وتحذيرهم من الأعمال السيئة، أو لتربيتهم على الشجاعة والرجولة وحب الوالدين والأخوين إلى غير ذلك من القيم والعادات الصحيحة. كذلك كانت وسيلة لتعليم البنات كيف يصبحن نساء مربيات قادرات على تنشئة أبنائهن.مبينا أن كل أمة من الأمم حكاياتها التي تستقيم مع تفكيرها وقيمها ومبادئها، وما الحكايات الشعبية العمانية بمعزل عن ذلك فقد احتوت الموسوعة العمانية للناشئة على عدد قليل جدا منها، وهي موجودة في ذاكرة العمانيين ولا يزال المجال متسعا لجمعها وحفظها وتبويبها.وأشار البلوشي إلى أن الهدف من الحكايات المضمنة في الموسوعة العمانية للناشئة هو بيان ما تضمنته هذه الحكايات من قيم وما يبرز فيها من أبجديات الهوية العمانية، فضلا عن دراسة مدى إمكانية توظيف بعض هذه الحكايات في مناهج اللغة العربية في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي، لأنها تكشف عن بعض ملامح الهوية الثقافية التي يجب أن يتحلى بها الناشئة، وقد أكدت الدراسات أن توظيف القصة والحكاية يشجع المتعلمين على التعلم ومحاولة إدراك المعنى.
وصاحب الندوة معرضا للصور الواردة في الموسوعة العمانية للناشئة، وتتناول عددا من السمات الخاصة بالمجتمع العماني، وصور تعليمية مستمدة من البيئة العمانية، للحيوانات، والطبيعة والإنسان المحلي بكامل عاداته وتقاليده.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مهارات القرن الحادی والعشرین وسائل الاتصال سلطنة عمان إلى أن
إقرأ أيضاً:
لتعزيز الإنتماء والشعور بالهوية الثقافية.. ندوة لطلاب مدارس الشرقية بمنطقة تل بسطا
قالت الدكتورة رشا حسن، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، إن الهيئة قامت بالتنسيق مع الإدارة العامة للأثار المصرية بالمحافظة وإدارة الوعى الأثري بالمنطقة الأثرية بتل بسطا بالإشتراك مع مديرية التربية والتعليم؛ لتنظيم ندوة لطلبة مدرسة القومية الإبتدائية بمدينة الزقازيق، عن تاريخ محافظة الشرقية، والأهمية الدينية والثقافية والتاريخية، وأهم أعلام ومشاهير المحافظة.
وبدأت الندوة بعرض الأهمية التاريخية لمحافظة الشرقية في عصر الفراعنة، حيث كانت تل بسطا عاصمة لمصر في عهد الأسرة (22)، ومنطقة صان الحجر التي كانت عاصمة لمصر في عهد الأسرتين (21 ،23) باسم تانيس، وهي غنية بالآثار الفرعونية اليونانية والرومانية، كما حظيت الشرقية بزيارة العائلة المقدسة لها، وأستقرت فترة في المنطقة الأثرية بتل بسطا، وذلك بحضور 50 طالب من طلبة المدرسة.
وقد أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن المحافظة تهتم بتنظيم فعاليات لرفع الوعي الأثري والسياحي لدى طلبة المدارس، وذلك لتعزيز الإنتماء والشعور بالهوية الثقافية، والتعريف بالحضارة المصرية العريقة، وتعميق وعى الطلبة بأهمية صناعة السياحة وأدبيات التعامل مع السائحين، وكذلك تعرفيهم بعظمة أجدادهم وتراثهم وآثارهم.