انطلقت اليوم أعمال ندوة "فرص الاستثمار في الموسوعة العمانية للناشئة" التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بدائرة الموسوعة العمانية تحت رعاية سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، وحضور عدد كبير من الخبراء التربويين والإعلاميين، والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي بقاعة الراية في فندق انتر سيتي.

وألقت فاطمة بنت خليفة الحوسنية مديرة دائرة الموسوعة العمانية بالوزارة كلمة أشارت فيها إلى أن الموسوعة العمانية للناشئة تعد أول مشروع ثقافي ينبثق من الموسوعة العمانية الأم، كأحد أهم المشاريع الثقافية التي أصدرتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب لعام ٢٠٢٤، حيث أضاف إصدار الموسوعة إلى الساحة العلمية منجزا علميا مهما وفريدا يوثق كل ما يخص سلطنة عمان مرورا بتاريخها العريق وثقافتها المتميزة ومورثها الحضاري الأصيل. وأوضحت بأن الموسوعة احتوت على معلومات تمتاز بالدقة والموضوعية، وصيغت بلغة علمية سليمة ورصينة وواضحة حتى تتناسب مع لغة الخطاب الموجه للفئات المستهدفة، كما شكلت في قوالب فنية تشد وتجذب الناشئة لقراءتها وتصفحها. وأضافت بأن الموسوعة العمانية للناشئة ركزت على تعزيز الهوية الثقافية لتنشئة جيل يعتز بعمانيته ويفتخر بوطنيته.

وتضمن برنامج الندوة جلستان حواريتان على مدار يومين، وفي اليوم الأول تمت مناقشة الجانب الثقافي والإعلامي، في الجلسة التي أدارها الإعلامي محمد العلوي.

وأوضح الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي أستاذ الاتصال الجماهيري المساعد، في ورقته "دور وسائل الاتصال في تعزيز الوعي بالثقافة المحلية والمقومات الوطنية والكنوز المعرفية في الموسوعة العمانية للناشئة" أن وسائل الاتصال بكل أشكالها، قديما وحديثها تلعب دورا مهما في الحفاظ على الموروث الثقافي المادي والمعنوي، والتعريف بالحضارات وما تزخر به البيئة من مقومات. وقد أوجد كل عصر الوسائل المناسبة له للقيام بهذا الدور اعتبارا من الرسومات والنقوش والكتابة المسمارية والشعر ومرورا بوسائل الاتصال التقليدية ثم وسائل الاتصال الحديثة. وتطرق إلى تحليل دور وسائل الاتصال في تعزيز الوعي بثقافة المجتمعات وتراثها المادي والمعنوي، والمقومات المختلفة التي تمتلكها وإلى الكشف عن أفضل الوسائل والطرق الاتصالية المعاصرة للتعريف بالموسوعة العمانية للناشئة وما تضمنته من كنوز معرفية، مسلطا الضوء على نظريات الاتصال المرتبطة بعملية التأثير والتغيير مركزة على مبادئ نظرية التسويق الاجتماعي، وعلى تحليل عينة متاحة من الدراسات وتجارب الدول في توظيف وسائل الاتصال لتعزيز وعي المجتمع بالتراث والثقافة ونقلها للأجيال والترويج لها. مؤكدا على ضرورة الاستفادة القصوى من وسائل الاتصال الحديثة، واستخدام المؤثرين، وشبكات التواصل، والمواقع الإلكترونية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى الناشئة والشباب، خاصة وأنهم يتعرضون لها ويستخدمونها بكثرة وأن معظم التجارب الحديثة لجأت إليها. كما أكد على ضرورة إشراك المجتمع في العملية الاتصالية وصناعة المحتوى الإعلامي، وامتثالا للمحاذير المرتبطة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة خاصة على المستوى الفردي، دعا إلى تبني خطة اتصالية واضحة على مستوى الأفراد والمؤسسة الرسمية في توظيف وسائل الاتصال الحديث في الشأن الثقافي والموروث المادي والمعنوي وإبراز المقومات التي تزخر بها السلطنة.

أما المحور الثاني في الجانب التربوي ناقشت الباحثة الدكتورة فاطمة بنت راشد العليانية، "مستوى تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في الموسوعة العمانية للناشئة في سلطنة عمان وتوظيفها في عملية التعليم"، حيث سلطت الضوء على مستوى تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في الموسوعة العمانية للناشئة في سلطنة عمان وتوظيفها في عملية التعليم خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2023/ 2024م، مبينة أن إعداد قائمة مهارات القرن الحادي والعشرين التي يجب تضمينها في الموسوعة العمانية للناشئة، واستخدام بطاقة تحليل المحتوى، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر مهارات القرن الحادي والعشرين توافرا في الموسوعة على التوالي هي: مهارة الحياة والعمل، تليها مهارة التعليم والابتكار ثم مهارة الثقافة المعلوماتية والإعلامية والتقنية، مؤكدة على ضرورة تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في الموسوعات العمانية القادمة وخاصة تلك التي تعنى بالناشئة، وأهمية تواصل وزارة الثقافة والرياضة والشباب مع المعنين والقائمين على المناهج العمانية لتضمين المعارف المتضمنة في الموسوعة ودمجها في المناهج الدراسية، والتأكيد على نشر ثقافة الموسوعة العمانية للناشئة بين طلبة المدارس بطرق ابتكارية لا تخلو من التكنولوجية الرقمية، وتوفير نسخة إلكترونية من الموسوعة العمانية للناشئة، تمكن المعلمين والمعلمات من تداولها مع طلبتهم، عبر الفصول الافتراضية وغيرها من وسائل التواصل تحقيقا لمهارة التواصل والتعاون، والتعاون بين المسؤولين عن الموسوعة العمانية للناشئة ووزارة التربية والتعليم لإعداد حملات توعوية تعريفية بالموسوعة مثل: البرامج التلفزيونية والإذاعية بهدف التعريف بالموسوعة في المجالين الثقافي والتربوي ويقدمها طلبة المدارس؛ لتعزيز الهوية والمواطنة الرقمية لديهم، وإعداد دليل استرشادي يشتغل عليه مجموعة من الخبراء التربويين والمعلمين والمعلمات يتضمن مهارات القرن الحادي والعشرين المتضمنة في الموسوعة العمانية للناشئة وآلية الاستفادة منها في تدريس المواد على اختلاف.

أما الورقة الأخيرة للجلسة ناقشت "توظيف الحكايات الشعبية المتضمنة في الموسوعة العمانية للناشئة.. في مادة اللغة العربية لطلاب الصف الرابع الأساسي"، قدمها الدكتور سالم بن عبد الله البلوشي، الذي أشار إلى أن مصادر فلسفة التعليم في سلطنة عمان تعتمد على أن المجتمع العماني مجتمع مسلم يستمد عقيدته وفكره وتصوره من الدين الإسلامي، وأنه مجتمع صاحب حضارة عريقة، ومن هذه كلها وغيرها من المصادر التي نصت عليها فلسفة التعليم يستمد هويته. مشيرا إلى أن الحكايات الشعبية يمكن أن تعين المتعلم على ترسيخ بعض جوانب الهوية والانتماء لهذا الوطن جاءت فكرة كتابة هذا البحث، وقد كانت هذه الحكايات من الوسائل التعليمية لتوجيه الأطفال إلى الأعمال الحسنة وتحذيرهم من الأعمال السيئة، أو لتربيتهم على الشجاعة والرجولة وحب الوالدين والأخوين إلى غير ذلك من القيم والعادات الصحيحة. كذلك كانت وسيلة لتعليم البنات كيف يصبحن نساء مربيات قادرات على تنشئة أبنائهن.مبينا أن كل أمة من الأمم حكاياتها التي تستقيم مع تفكيرها وقيمها ومبادئها، وما الحكايات الشعبية العمانية بمعزل عن ذلك فقد احتوت الموسوعة العمانية للناشئة على عدد قليل جدا منها، وهي موجودة في ذاكرة العمانيين ولا يزال المجال متسعا لجمعها وحفظها وتبويبها.وأشار البلوشي إلى أن الهدف من الحكايات المضمنة في الموسوعة العمانية للناشئة هو بيان ما تضمنته هذه الحكايات من قيم وما يبرز فيها من أبجديات الهوية العمانية، فضلا عن دراسة مدى إمكانية توظيف بعض هذه الحكايات في مناهج اللغة العربية في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي، لأنها تكشف عن بعض ملامح الهوية الثقافية التي يجب أن يتحلى بها الناشئة، وقد أكدت الدراسات أن توظيف القصة والحكاية يشجع المتعلمين على التعلم ومحاولة إدراك المعنى.

وصاحب الندوة معرضا للصور الواردة في الموسوعة العمانية للناشئة، وتتناول عددا من السمات الخاصة بالمجتمع العماني، وصور تعليمية مستمدة من البيئة العمانية، للحيوانات، والطبيعة والإنسان المحلي بكامل عاداته وتقاليده.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مهارات القرن الحادی والعشرین وسائل الاتصال سلطنة عمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة الريادة تنظم ندوة "ابني وعيك" لتعزيز الانتماء الوطني والتصدي لحروب الجيل الرابع

في إطار احتفالات مصر بالذكرى المجيدة لتحرير سيناء، استضافت جامعة الريادة  ندوة تثقيفية مميزة بعنوان "الشباب والأمن القومي المصري" في إطار فعاليات مبادرة "ابني وعيك" التي أطلقتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

تهدف المبادرة إلى غرس قيم الانتماء والاعتزاز بتاريخ الوطن، وتعزيز الوعي الوطني لدى طلاب الجامعة، فضلًا عن توعيتهم بالتحديات الإقليمية والدولية الراهنة، ورفع مستوى الإدراك بقضايا الأمن القومي في أوساط الشباب الجامعي.

تأتي هذه الفعالية تحت رعاية  الدكتور رضا حجازي، رئيس الجامعة، والدكتور يحيى مبروك، رئيس مجلس الأمناء، ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى دمج المفاهيم الوطنية في العملية التعليمية، وبناء وعي شبابي قادر على مجابهة التحديات الفكرية في العصر الرقمي.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور رضا حجازي على أن الوعي الوطني يمثل الحصن الأول لحماية الدولة من محاولات التفكيك وهجمات الجيلين الرابع والخامس، التي تستهدف العقول لا الأجساد، وتعتمد على التضليل والشائعات بدلًا من الأسلحة التقليدية.

وأشار إلى أن الجامعة تضطلع بدور رئيسي في تعزيز الانتماء ونقل المعرفة الصحيحة، من خلال إعداد طلاب قادرين على التفكير النقدي والتحليلي، وتوعيتهم بالتحديات المحيطة. وأضاف: "لم يعد التعليم مجرد بوابة لسوق العمل، بل أصبح أداة استراتيجية لحماية الأمن القومي والفكر المجتمعي".

كما أكد أن ندوة "ابني وعيك" تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والتوعوية التي تتبناها الجامعة، لتكوين جيل من الشباب يمتلك وعيًا سياسيًا وثقافيًا، ويشارك بفعالية في القضايا الوطنية.


من جهته، أوضح الدكتور يحيى مبروك، أن المؤسسات التعليمية تحولت إلى قوة ناعمة تملك التأثير في الرأي العام، وتهيئة أجيال قادرة على قراءة الواقع وتحليل المعلومات والتصدي لحروب الشائعات.

وأضاف أن الندوة تعكس توجه الجامعة نحو تحقيق تكامل بين التعليم والتنمية المجتمعية، من خلال الشراكة مع كيانات وطنية كتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التي وصفها بأنها نموذج ملهم للشباب المؤثر في العمل العام.

وفي كلمته، حذّر النائب الدكتور خالد بدوي، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، من خطورة الحروب المعنوية والمعلوماتية التي تستهدف عقول الشباب، معتبرًا أن المعركة الحقيقية اليوم ليست عسكرية بل معركة وعي وإدراك.

وأكد أن تنمية الوعي الوطني تبدأ من الجامعات، التي يجب أن تفتح منصات دائمة للحوار وتمكين الشباب، ليكونوا جزءًا فاعلًا في بناء الدولة والتصدي لمخططات التشكيك والإحباط.

من جانبها، دعت الدكتورة راجية الفقي، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، إلى فتح حوارات حقيقية مع الشباب داخل الجامعات، بعيدًا عن الخطابات التقليدية، مع إدراج مفاهيم الأمن القومي ومخاطر الحروب غير التقليدية في المناهج الدراسية.

وأكدت أن الفجوة بين الواقع والمحتوى الرقمي المنتشر تتطلب جهدًا مؤسسيًا لتقريب الصورة وتعزيز قدرة الشباب على التمييز بين الحقيقة والتضليل، مشددة على أهمية إشراكهم في الفعاليات الوطنية مثل ندوة "ابني وعيك"، التي تسهم في توسيع إدراكهم وتعزيز انتمائهم الوطني.

أكّد الدكتور محمود ناجي عبد العزيز، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن بناء الوعي مسؤولية جماعية، تقع على عاتق كل مواطن، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة، مشددًا على أن الشباب يمثلون خط الدفاع الأول في حماية الأمن القومي الفكري والمعلوماتي.

جاء ذلك خلال كلمته في ندوة "ابني وعيك.. الشباب والأمن القومي"، التي نظّمتها جامعة الريادة للعلوم والتكنولوجيا، تحت رعاية الدكتور رضا حجازي، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور يحيى مبروك، رئيس مجلس الأمناء، وعدد من الشخصيات العامة والتنفيذية.

وأوضح عبد العزيز أن هناك من يتسرع في تداول معلومات مغلوطة أو أخبار سلبية على منصات التواصل الاجتماعي دون التحقق من مصدرها أو مدى دقتها، ما قد يؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين والمناخ الاقتصادي العام. وأضاف: "معلومة واحدة غير دقيقة قد تهدم جهودًا كبيرة تبذلها الدولة لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل حقيقية".

وأشار إلى أن نشر الشائعات أو الأخبار المفبركة دون وعي أو مسؤولية يمثل خطرًا لا يقل عن التحديات الأمنية، داعيًا الشباب إلى ضرورة التحقق من مصادر الأخبار قبل نشرها، والبحث عن الصورة الكاملة، خاصة في القضايا الاقتصادية التي تمس الأمن القومي مباشرة.

وأكد أن شركته، مصر لإدارة الأصول العقارية، تسهم من خلال عملها في تطوير أصول تاريخية واقتصادية مهمة في مناطق مثل وسط البلد والإسكندرية، في إطار خطة الدولة لتعظيم الاستفادة من أصولها غير المستغلة.

وفي ختام كلمته، دعا عبد العزيز الحضور، لا سيما الشباب، إلى أن يكونوا "سفراء للوعي"، وأن يدركوا أثر كل كلمة أو منشور على استقرار الوطن ومستقبله، مجددًا دعمه لجهود الدولة في التنمية، وحرص القيادة السياسية على تمكين الشباب وإشراكهم في بناء الجمهورية الجديدة.

اختتمت الندوة بعدد من التوصيات العملية التي اتفق عليها المشاركون، أهمها:

1.إدراج مفاهيم الأمن القومي ومخاطر الحروب غير التقليدية ضمن المناهج الجامعية.

 2.  تفعيل منصات حوار دورية داخل الجامعات لربط الطلاب بالشخصيات العامة وصناع القرار.

3. تعزيز التعاون بين الجامعات وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لتنظيم فعاليات مشتركة.

4. إطلاق حملات توعية رقمية تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الشائعات.

أكدت الجامعة، في ختام الفعالية، استمرارها في أداء رسالتها التعليمية والوطنية، المتمثلة في إعداد إنسان مصري واعٍ، يمتلك أدوات المعرفة والتفكير المستقل، ويكون شريكًا فاعلًا في حماية الوطن وصون مقدراته.

مقالات مشابهة

  • ندوة تعريفية بمسابقة ECPC لتعزيز مهارات طلاب جامعة حلوان الأهلية في البرمجة
  • جامعة حلوان الأهلية تُنظم ندوة تعريفية بمسابقة ECPC لتعزيز مهارات البرمجة
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • جامعة حلوان الأهلية تُنظم ندوة تعريفية بمسابقة ECPC لتعزيز مهارات طلابها
  • جامعة الريادة تنظم ندوة "ابني وعيك" لتعزيز الانتماء الوطني والتصدي لحروب الجيل الرابع
  • أهم التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري.. ندوة بجامعة الملك سلمان الدولية
  • الوطنية للانتخابات تنظم ندوة تثقيفية لتعزيز الوعي السياسي
  • الوطنية للانتخابات تنظم ندوة تثقيفية لتعزيز الوعي السياسي للشباب
  • «الوطنية للانتخابات» تنظم ندوة تثقيفية لتعزيز الوعي السياسي للاتحاد العام لشباب العمال
  • البعثة الأممية تنظّم ندوة في بنغازي لتعزيز دعم الأمن والسلم الأهلي