موقع النيلين:
2024-09-23@16:32:07 GMT

الدعم السريع .. القصة الكاملة

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

*الدعم السريع*
*القصة الكاملة*
*حقائق واحداث*
(1) من (2)
رغم أننى من أنصار ما طرحه الصديق ورفيق الدرب اللواء مازن محمد إسماعيل حول عدم ملائمة الظروف لطرح بعض المواضيع وهذا ما جعلنى أحجب كثير من المعلومات المتعلقة بأحداث أبريل 2019 التى لم يحن الوقت بعد لنثرها ، إلا أن القروبات أصبحت تضج بقضية الدعم السريع وتعقيداتها وتداعياتها ، وقد شجعنى ما كتبه الدكتور الفخيم مزمل ابو القاسم الذى إعتبره مع بقية إخوانه وأخواته من صحفي وصحفيات معركة الكرامة هم الفيلق المتقدم الذى حشد الأمة وثبت الجيش وقادنا إلى النصر البازخ والفتح المبين .

.
قبل الدخول فى تفاصيل هذه القصة التراجيدية هناك بعض الحقائق العسكرية والأمنية الهامة التى ينبغى معرفتها حتى تستبين الحقائق وتتضح الصورة الشاملة بكل كلياتها وأبعادها ومراميها ،، وهى أن كل جيوش الدنيا النظامية حينما تواجه بحرب عصابات من مجموعات متمردة عادة ما تلجأ هذه الجيوش إلى تكوين مجموعات مساندة شبه عسكرية للقتال إلى جانبها واستخدامها فى هجمات سريعة وخفيفة ضد متمردى حرب العصابات الذين تقوم تكتيكاتهم العسكرية على مبدأ أضرب واهرب ، وهى تكتيكات مؤذية ومنهكة للقوات النظامية التى تقاتل وفق الخطط والتكتيكات النظامية .. وحتى كبار الجيوش فى العالم ظلت وما زالت تستخدم هذه التكتيكات فى كل حروبها حينما تواجه بمثل تلك العصابات .. إستخدمها الجيش الأمريكى فى العراق عبر دعمه لمقاتلى قوات ( البشمرقة ، الحشد الشعبى ) ، وقد إستخدمتها أمريكا أيضا فى الصومال بعد هزيمتها الأولى وخروجها على يد قوات محمد فارح عيديد ، إستخدمتها لإفشال تجربة المحاكم الإسلامية التى سيطرت على الحكم فى الصومال بعد الفوضى التى حدثت عقب سقوط حكم محمد سياد برى ، حيث إضطرت أمريكا على تسليح ودعم أمراء الحرب فى الصومال بقيادة محمد فارح عيديد لإفشال وإسقاط تجربة المحاكم الإسلامية والذين نجحوا فى تحقيق ذلك الهدف الأمريكى وتمكنوا فعلا من إسقاط وإفشال تجربة المحاكم الإسلامية ،، والغريب أن محمد فارح عيديد هو نفسه الذى كان قد قاد حربا شرسة ضد التدخل الأجنبى وهزم أمريكا شر هزيمة وسحل جنودها ومرمط سمعتها فى التراب ،، دعمته أمريكا حتى يفهم الناس كيف تفكر الدول الكبرى فى حماية مصالحها (التفكير الإستراتيجى) عبر موازنة المخاطر مستفدين من الفقه الإسلامى الذى يقول (أخف الضررين مصلحة) لأن أمريكا إعتبرت سيطرة المحاكم الإسلامية على الصومال الدولة ذات الموقع الخطير إعتبرته خطرا كبيرا داهما ويعنى مباشرة إمتداد حزام الإسلاميين إلى القرن الإفريقي وخطورة ذلك على حلفاءها ووكلاءها فى المنطقة فنسيت كل ما فعله محمد فارح عيديد بها وبجنودها فعادت وتحالفت معه ودعمته وسلحته لهزيمة الإسلاميين الذين تعتبرهم الخطر الأكبر واقول هذا حتى يفهم الناس والعسكريين الآن أنه ليس هناك خطرا يوازى خطر الدعم السريع حتى يتركوا اللجلجة ويخرجوا من فزاعة الكيزان التى تعطل الإستنفار ، فى أفغانستان وبالتنسيق بين المخابرات الباكستانية والأمريكية والعربية تم تجهيز كل التسهيلات الدعم اللوجستى لتسهيل مرور حركة مجاهدي القاعدة بقيادة بن لادن والظواهرى الى أفغانستان ووجدوا دعما واسعا ومفتوحا بغرض إنهاك وهزيمة الإتحاد السوفيتي ولم يسمع يومها أن اؤلئك المقاتلين إرهابيين أو أن ذلك التمويل والتسهيلات تصب فى دعم الإرهاب ، وبعد إنتصار المقاومة الإسلامية فى أفغانستان وخروج الإتحاد السوفيتي مهزوما وتولى المجاهدين زمام السلطة عادت أمريكا وباكستان وذات مخابرات الدول العربية المتحالفة معهم عادوا مباشرة وعبر ذات التحالف وبذات الفقه (أخف الضررين مصلحة) وقاموا عاجلا بتأسيس وتسليح حركة طالبان للقضاء على حكومة الإسلاميين بقيادة برهان الدين رباني .. ولذلك فإن انشاء المليشيات الصديقة هى تجربة رائجة وراسخة وسط كل جيوش العالم ، وقد مارسها الجيش السودانى فى حرب متمردى جنوب السودان عبر القوات الصديقة النوير (فاولينو ماتيب) ، المندارى (كلمنت وانى) .. عبر نفس هذا التكتيك وبعد إنطلاق تمرد دارفور وقيادته لحرب عصابات مدمرة بدأت بهجمات مباغتة لمطار الفاشر وحرق عدد من الطائرات الجاسمة فى أرض المطار وبعد أن تمددت الحرب وتوسعت فى مساحات واسعة فى دارفور وفق خطة غربية أمريكية قصدوا بها إنهاك الجيش السودانى الذى كان يخوض حربا شرسة فى جنوب السودان ، كما قصدوا بها أيضا تعويق إنطلاق السودان الذى بدأت إرهاصات إنطلاقته الإقتصادية والعسكرية رائجة وراسخة مع قيام حكومة الإنقاذ القوية ،، تم إنشاء قوات حرس الحدود التى بدأت بالشيخ موسى هلال وهو يمثل قيادة الرزيقات المحاميد وقد كان حمدتى وبعض أبناء الماهرية جزءا من تلك القوات حتى العام 2006 ، ثم أنشأت لاحقا قوة صغيرة منفصلة عن الشيخ موسى هلال بقيادة حمدتى وكان معظم أفرادها من الماهرية ومنح رتبة (الصول) وكان حفيا بها لم يكن يفهم الفرق بين الصول والملازم وظل يعمل فى تناغم مع الجيش ، بعد حوالى عام تم تحريضه وإستفزازه من بعض أهله المتعلمين متهكمين من رتبته العسكرية فتمرد حمدتى محتجا على الرتبة والمرتبات ،، عبر جودية ووساطات تمت ترضيته وإسترجاعه ومنح رتبة النقيب وبعدها فى أواخر العام 2009 تمت ترقيته إلى رتبة الرائد وفى تلك الفترة كانت قواته فى حدود (4000) ، ظل فى رتبة الرائد حتى 2012 وظل يتمركز مع عدد من قواته فى نيالا (فى تلك الفترة كنت أنا مدير إدارة أمن جنوب دارفور) .. ظلت هذه القوات تمارس فوضى كبيرة فى المدينة حيث كانت معظم جرائم النهب والسطو والقتل وتجارة المخدرات تمارس بواسطة هذه القوات الأمر الذى أحرج اللواء عبد الفتاح حامد الشيخ قائد الفرقة فى نيالا فى إجتماعات لجنة الأمن وهو عسكرى قح وقائد شرس .. أصدر اللواء عبد الفتاح حامد الشيخ قرارا بمنع حمدتى وقواته من دخول الفرقة وفرض عليهم عملية عزل وتضييق شديد وأوقف التعامل معهم (أعتقد أنه فعل ذلك وفق قرار ذاتى دون مشاورة أحد .. لأنه لاحقا تمت إحالته للمعاش ) بعد قرار قائد الفرقة وقبل إحالته للمعاش وضعنا خطة أمنية عسكرية عبر لجنة الأمن وللأمانة دعمها الوالى حينها عبد الحميد موسى كاشا وهو من أبناء الرزيقات رجل ناصح ومن أفضل الولاة الذين حكموا دارفور ، وضعنا خطة أمنية قمنا عبرها بعمل( كردون) لأحياء الرزيقات فى نيالا وأجرينا عمليات تفتيش واسعة حيث تم ضرب كل أوكار المخالفات (سلاح مخدرات خمور) وتمت محاكمات فورية وقد كان القصد من ذلك إظهار القوة وفرض هيبة الدولة وإرسال رسالة إلى حمدتى وقواته .. بعد أن تسامعت قيادات الفرق العسكرية بولايات دارفور الأخرى ماحدث ضد قوات حمدتى فى نيالا مارست قيادات الفرق الأخرى ضدها نفس التضييق ثم تحول الأمر إلى رأى عام عسكرى واسع معادى لحمدتى وقواته ،، وأصبح الرأى العام العسكرى يتجه نحو حل هذه القوات وتسريحها .. خرجت تقارير من داخل الجيش حذرت بشدة من أن حل هذه القوات سيدفعها إلى التمرد وربما ممارست تفلتات واسعة فى دارفور أو ربما وقعت هذه القوات فريسة لجهات أجنبية أو إستقطابها من قبل حركات دارفور وقد كانت تلك التقارير صائبة ومحقة فى توقعاتها .. ثم طرح خيار تذويبها داخل القوات المسلحة هذا الخيار رفضه الفريق اول ركن مصطفى عثمان عبيد رئيس الأركان بحجة أن معظم هذه القوات لاتنطبق عليها معايير الإنتساب للقوات المسلحة ،، رغم أن هذا القرار فى ظاهره يظهر مدى حزم وحٍرَفية رئيس الأركان إلا أنه كان قرارا خاطئا بإمتياز حيث كانت عملية تذويب هذه القوات داخل الجيش هى أحسن الخيارات المتاحة وهى أقل البدائل ضررا مقارنة بالخيارات الأخرى خاصة إذا نظر إلى هذا القرار فى إطار التفكيك التدريجى لتلك القوات ومن ثم تسريحها مستقبلا وفق خطة متدرجة ، حيث كان ينبغى أن يتم تذويبها أولا ثم تشتيتها ثم تشليعها رويدا رويدا إذا تغلبت الرغبة فى تسريحها والتخلص منها ،، وهذا ما فعلته الحركة الشعبية فى الجنوب مع قوات (فاولينو ماتيب) بعد الإنفصال ، أو تذويبها عبر خيار آخر فى إطار عملية إستيعاب وتحسين عبر عملية إعادة تأهيل ودمج متوسطة المدى (تأهيل أكاديمى وتوجيهى ودينى) خاصة أن أعداد تلك القوات كانت محدودة فى ذلك الوقت ولم تكن كلها سيئة ومعظمهم صغار قابلين للإصلاح ، وهذا ما فعله اسياس أفورقى مع مجموعات الشفتة وهم مجموعات من (المشردين واللقطاء) إستعان بهم فى قتاله لنيل الإستقلال .. بعد أن رفض رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن مصطفي عثمان عبيد خيار التذويب داخل القوات المسلحة وبعد التقارير التى حذرت من خطورة التسريح ، أوعزت تقارير أخرى من داخل القوات المسلحة لوزير الدفاع بعد إقناعه بأن الخيار الأمثل والوحيد والمتاح هو ضم هذه القوات إلى جهاز المخابرات وطبعا لم يقصر وزير الدفاع فى إقناع الرئيس بالفكرة خاصة وأن الإحتقان والرفض بلغ مداه داخل القوات المسلحة تجاه قوات حمدتى ، وكانوا يعتبرون الإدخال إلى الجهاز هو أامن وأسرع خيار ممكن أن تلجأ له القوات المسلحة فى فك إرتباط تلك قوات مع الجيش ولو ظاهريا .. فى 2013 تم نقلى من مدير إدارة أمن جنوب دارفور مديرا للقطاع الغربى الذى يشرف على ولايات دارفور الخمسة ، فى يوليو 2013 تم إستدعاءنا لإجتماع طارئ وعاجل وتم تنويرنا أن ألرئيس وجه مدير عام الجهاز الفريق أول محمد عطا لتهيئة أمرهم لإستيعاب قوات الدعم السريع .. وقد كان هدف الإجتماع إعمال عصف ذهنى حول البدائل والكيفية التى يمكن عبرها إستيعاب قوات حمدتى داخل الجهاز ، لأننى كنت أكثر الحاضرين إلماما بتفاصيل وخلفية الإحتقان الذى سببته قواتةحمدتى داخل القوات المسلحة ، ولأن نشاط هذه القوات يقع داخل إطار حدود مسئولياتى الجغرافية والأمنية كمدير للقطاع الغربى إعترضت بشدة وبينت خلفية دوافع اللجوء لهذا المقترح وخلفية هذه القوات وممارساتها البشعة فى جنوب دارفور وخطورة إداخالها داخل الجهاز .. وأنا أقول هذا ليس إدعاءا لبطولة كما يظن ناس (زعيط ومعيط) فقد إشتهرت بتلك المعارضات ولكن أقول هذا لأن ما قلته وإعتراضى كان ممارسة طبيعية لمعظم ضباط الجهاز يلقون النصح ولا يبالوا ، وأقول هذا حتى يفهم الناس والعسكريين كيف أنهم أضعفوا وفرطوا فى جهاز ناصح وأمين ،، ولكن لأن قيادات القوات النظامية وفق إنضابطهم العسكرى لا يستطيعون رفض قرار أو توجيه صادر من الرئيس خلص الإجتماع بضم قوات حمدتى إلى هيئة العمليات كمجوعة منفصلة تحت إسم الدعم السريع ويتم الإحتفاظ بها داخل الهيئة كمجموعة منفصلة دون تذويبها فى القطاعات وفق خطة متدرجة كانت تهدف لإعادة تأهيلها عسكريا ومعنويا وتوجيهيا وهو الخيار الذى كان ينبغى أن تتبناه القوات المسلحة

.*لواء /عبد الهادي عبد الباسط*
21 سبتمبر 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: داخل القوات المسلحة المحاکم الإسلامیة الدعم السریع هذه القوات وقد کان

إقرأ أيضاً:

تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع يزداد سوءا في الفاشر

في واحدة من "أبشع الحروب في العالم" يدخل الصراع في السودان مراحل متقدمة من المعارك الوحشية حيث يتنافس جنرالان على السيطرة على البلاد.

قصف متواصل على المدن، وغارات تفاقم من أزمة المجاعة في البلاد، والتي طالت الملايين، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

ومن أبرز تلك المدن التي تتعرض للدمار، الفاشر أكبر مدينة في دارفور، حيث فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليها، وهي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل من العام الماضي، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن تفاقم العنف في محيط الفاشر يهدد باشتعال مزيد من الصراعات على أسس قبلية.

ومنذ أبريل عام 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

هيئات صحية أممية أعلنت "المجاعة" في أحد مخيمات النازحين في ضواحي الفاشر، فيما يلجأ بعض سكان المدينة التي يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة إلى تناول علف الحيوانات، بعد أن منعت قوات الدعم السريع والجيش تدفق المساعدات منذ أشهر.

وتفجر الصراع عندما تحولت المنافسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين تقاسما السلطة في وقت سابق بعد قيامهما بانقلاب، إلى حرب مفتوحة.

مجاعة في أحد مخيمات النازحين في الفاشر. أرشيفية

وقال الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من الطرفين خلال محادثات في سويسرا لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أعاق التقدم.

في الفاشر، على مدار الأيام العشرة الماضية، تشن قوات الدعم السريع هجوما شاملا، مطلقة مئات القذائف المدفعية على المناطق المكتظة بالسكان، بينما يرد الجيش السوداني المتحالف مع جماعتين مسلحتين بغارات جوية تستهدف مناطق تمركز قوات الدعم السريع، إضافة لهجمات تنفذ بطائرات مسيرة، ومعارك شرسة تجري في شوارع المدينة.

والأربعاء، قالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي إن "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".

وأضافت أن "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر".

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنه في الفاشر "تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها".

وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال.

وقالت: "قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية".

تعطيل لوصول المساعدات للمحتاجين في السودان . أرشيفية

سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع، يرعب السكان ويقلق الخبراء وحتى الحكومات الغربية ومن بينها واشنطن، من تكرار الفظائع التي لحقت بأهالي دارفور من مقاتلي "الجنجويد" قبل عقدين من الزمان بحسب الصحيفة.

وخلال السنوات 2003 و2008 نفذ مقاتلو الجنجويد "أول إبادة جماعية في السودان" في القرن الحادي والعشرين، حيث قتل ما يقدر بـ 300 ألف شخص.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر، الثلاثاء، من أن الحرب المشتعلة في السودان منذ 17 شهرا "التاريخ يعيد نفسه فيها".

وحث بايدن الجنرالين المتحاربين إلى سحب قواتهما من الفاشر، والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول لمنع الموت الجماعي المحتمل بسبب المجاعة ونقص الرعاية الطبية، والبدء في محادثات لإنهاء الصراع.

وقال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الثلاثاء، إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة، إلا أنهما ينخرطان في معارك طاحنة.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ بدايته في أبريل 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات. ولم يحددا خطوات معينة للتوصل إلى حل سلمي.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، السبت، إن الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، "منزعج بشدة" إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر مضيفا أنه دعا قائدها إلى وقف الهجوم فورا.

وأضاف المتحدث أن غوتيريش حذر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع في أنحاء إقليم دارفور غرب السودان.

أزمة إنسانية في السودان وسط مخاوف من تكرار الإبادة الجماعية في دارفور. أرشيفية

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان "إنه يدعو الفريق أول محمد حمدان دقلو للتصرف بشكل مسؤول وإصدار الأمر بوقف هجوم قوات الدعم السريع على الفور".

وأضاف "من غير المعقول دأب الطرفين المتحاربين على تجاهل دعوات وقف الأعمال القتالية".

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، السبت، إن الصراع سيكون على جدول أعمال الرئيس جو بايدن حينما يجتمع مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين.

ونشب خلاف بين السودان والإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب توجيه الحكومة السودانية الموالية للجيش اتهامات للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع وتقديم الدعم لها.

وقال سوليفان لصحفيين: "نحن قلقون بشأن عدد من الدول والخطوات التي تتخذها لإطالة أمد الصراع بدلا من حله".

وأضاف "هدفنا النهائي هو نقل الصراع بأكمله في السودان إلى مسار آخر بدلا من المسار المأساوي والمروع الذي يمضي فيه حاليا. وأعتقد أن ذلك يتطلب بعض المحادثات الدبلوماسية المكثفة والحساسة في الوقت نفسه مع عدد من الأطراف".

A person walks through flood water, in Port Sudan

وفي قرار تم اعتماده في يونيو طالب مجلس الأمن الدولي بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر بالإضافة إلى وقف القتال في المنطقة فورا. ويبلغ عدد سكان الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور 1.8 مليون نسمة.

ودعا القرار أيضا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين في الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور الشاسع لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وهناك قادة سودانيون مطلوبون لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، بحسب رويترز.

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، إن إحراز تقدم في أزمة السودان مهدد بسبب هجوم جديد لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الفاشر في جنوب غرب البلاد.

وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا، في مطلع سبتمبر، إلى "نشر فوري" لقوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.

مقالات مشابهة

  • ما سر الاهتمام الأميركي والأممي بما يحدث في الفاشر السودانية؟
  • محافظ أسوان يستقبل رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب
  • طائرة مجهولة تهبط في مطار نيالا بجنوب دارفور
  • تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع يزداد سوءا في الفاشر
  • غوتيريش منزعج بشدة من هجوم الدعم السريع على الفاشر
  • «القاهرة الإخبارية»: الأمم المتحدة تدعو الدعم السريع لوقف الهجوم على الفاشر فورا
  • غوتيريش يدعو قائد قوات الدعم السريع لوقف الهجوم على مدينة الفاشر فورا
  • القوات المسلحة تعلن صد هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر
  • كشف تفاصيل طائرة شحن ضخمة لقوات الدعم السريع ورتل من شاحنات النقل