لبنان ٢٤:
2024-10-03@19:50:29 GMT

تلفزيون لبنان تاريخ مجيد فلا تضيّعوه

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

تلفزيون لبنان تاريخ مجيد فلا تضيّعوه


كنت واحدا من بين كثيرين تابعوا عن قرب أوضاع تلفزيون لبنان، قبل وفاة مديره العام المرحوم ابراهيم الخوري، وبعد وفاته. 

المشكلة الرئيسية والأساسية لم تكن ادارية أو مهنية أو نقابية، بل كانت مشكلة سياسية، وذلك نظرا إلى أن المسؤولين في الدولة كانوا يريدون أن يديروا هذا التلفزيون بمنطق المحاصصة، ولكل منهم مصلحة في أن يبقى التلفزيون الرسمي، الذي له وضعية قانونية مختلفة عن المؤسسات العامة النابعة للدولة، من دون ادارة تتولى تسيير أموره بطريقة علمية بعيدًا عن منطق المحاصصة كما في سائر المؤسسات، التي تنهار الواحدة تلو الأخرى، بسبب قصر النظر، وبسبب الخلافات السياسية حتى داخل الفريق الحاكم الواحد.

وبنتيجة هذه الخلافات بقي هذا التلفزيون، الذي يديره موظفون كفؤون ومهنيون لا غبار على كفايتهم، متروكًا من دون ادارة حكيمة ورشيدة، وتم اللجوء إلى أساليب بالية لم تؤدِ سوى إلى تفاقم الأمور نحو الأسوأ.فهذا التلفزيون - الأم، الذي يراد له ان يلقى مصير المؤسسات الأخرى المنهارة، لا يزال يكافح من أجل البقاء، ولو بالحد الأدنى من مقومات الصمود.يوم أخذ وزير الاعلام السابق الصديق غازي العريضي قرارًا بإقفال هذا التلفزيون، كنت من بين معارضي هذا الاقفال، وذلك اعتقادا مني بأن الحل لا يكون بالإقفال. وهذا ما اقتنع به كثيرون يومها، وأعيد العمل فيه، ولكن بعد فوات الاوان. ولم يكن قرار الاقفال صائبًا، ولا حتى إعادة تشغيله بالطريقة التي تمت فيها اعادة التشغيل. 

أما اليوم، وبعد هذا الجدل القائم بين وزير الاعلام زياد المكاري كسلطة وصاية على تلفزيون لبنان والموظفين الممثلين بنقابتهم، فإن ما يُرسم له لا يشي بحلول ناجعة، لأن المشكلة ليست فقط بتأمين رواتب الموظفين، وهو أمر بديهي ويجب أن يكون تلقائيا، بل بطريقة إدارة هذا المرفق المهم والحيوي.فتلفزيون لبنان ليس كسائر المحطات الخاصة، لأنه رمز تمامًا كالليرة اللبنانية، على رغم انهيارها أمام العملات الأخرى. فكما أن الاستغناء عن العملة الوطنية جريمة في حق الوطن كذلك الأمر بالنسبة إلى تلفزيون لبنان.فعلى الذين يتعاطون اليوم بهذا الملف الحساس والدقيق أن يقرأوا جيدًا تاريخ هذا التلفزيون. 

عليهم أن يعودوا إلى أرشيفه، وإلى برامجه، وإلى جيل كامل من الاعلاميين - الأعلام، والى فنانيه ومخرجيه ومهندسي الصوت والاضاءة والديكور، وإلى المصورين، والكتّاب والأدباء الكبار، وبعضهم لا يزالون أحياء يرزقون، وكثير منهم أصبحوا في دنيا الحق. 

عليهم ان يعودوا إلى حلقات "ابو ملحم"، و"ابو سليم"، وإلى برامج نجيب حنكش ورياض شرارة واستديو الفن مع سونيا بيروتي، وإلى الدراما اللبنانية، يوم لم يكن في المنطقة دراما غيرها. عليهم أن يعودوا إلى أرشيف مروان العبد ومروان نجار وانطوان غندور وشكري انيس فاخوري وأحمد العشي ووجيه رضوان، والى كبار الممثلين أمثال فيليب عقيقي وانطوان كرباج وميشال تابت ونبيه أبو الحسن ونهى الخطيب سعادة وليلى كرم وجورج شلهوب والسي فرنيني والياس رزق وعبد المجيد مجذوب وهند ابي اللمع وابراهيم مرعشلي وسعاد كريم ورشيد علامة وفريال كريم ومحمد شامل وشوشو وماجد افيوني واحسان صادق وامال عفيش ووداد جبور ومارسيل مارينا وسمير معلوف وإيلي صنيفر وشرنو وعلياء نمري وليلى حكيم وجوزف نانو ولميا فغالي ومحمود سعيد وشفيق حسن وسمير شمص ونزهة يونس والفيرا يونس وايلي ضاهر وسميرة بارودي ووفاء طربية والشيف أنطوان، وإلى المخرجين سيمون الأسمر والبير كيلو وجان فياض وايلي سعادة وأنطوان ريمي وباسم نصر والفرد بركات وجورج غياض،  والى غيرهم الكثيرين ممن يصعب نسيانهم، وإن لم نذكرهم جميعا. 

عليهم أن يعودوا إلى الزمن الجميل يوم كان اعلاميوه روادًا أمثال عادل مالك وجان خوري وكميل منسى وجمال عباس وعرفات حجازي وجورج قرداحي وايلي صليبي وجاك واكيم ولبيب بطرس وواصف عواضة والياس الزغبي وفؤاد الخرسا وشارلوت وازن الخوري ونعمت عازوري وزافين قيومجيان وسعاد قاروط العشي وغابي لطيف ونجوى قزعون وريموند انجولوبولو ومي منسى ووفاء العود وسمير منصور وجاندراك أبو زيد وجورج فرشخ وكريستيان أوسي وصائب دياب وندى صليبا وجلال عساف ودلال قنديل ووفاء حيدر وجورج صليبي وسعيد الغريب وزاهرة حرب وبيار غانم وعصام عبدالله وانطوان سلامة ، وغيرهم الكثيرون. 

يوم كان تلفزيون لبنان رائدًا في كل شيء لم يكن في لبنان أو في المنطقة ما يجاريه، إعلاميًا وانتاجًا ونصًّا وتمثيلًا واخراجًا وإبداعًا.   

وأن ننسى فلن ننسى شارل رزق وريمون جبارة وجان كلود بولس وفؤاد نعيم وإبراهيم الخوري.  

هؤلاء جميعًا صنعوا مجد تلفزيون لبنان، وغيرهم الكثيرون ممن خانتنا الذاكرة لذكرهم، فلهم ألف تحية وألف اعتذار، ولقوافل "الجنود المجهولين"، الذين لا يزالون حتى تاريخه يجاهدون ويكافحون حتى لا يبقى هذا التلفزيون أثرًا بعد عين.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تلفزیون لبنان

إقرأ أيضاً:

تعرف على تاريخ العمليات العسكرية للاحتلال في الأراضي اللبنانية منذ 1978

أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في لبنان، تشمل التوغل البري، علما أنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها هذا القرار. فعلى مدى نصف قرن، اجتاح جيش الاحتلال لبنان مرارا لقتال المقاومين، بدءا بمنظمة التحرير الفلسطينية وصولا إلى حزب الله اللبناني.

- "عملية الليطاني" في 1978 -

توغلت إسرائيل للمرة الأولى في لبنان بين 14 آذار/مارس 1978 و21 منه، حين اجتاح جيشها قسما من جنوب لبنان.

ونددت الأمم المتحدة بهذا الغزو عبر إصدار مجلس الأمن القرار 425، مطالبا الاحتلال بسحب قواته من الأراضي اللبنانية. لكن هذا الانسحاب لم يترجم في شكل ملموس سوى بعد 22 عاما، في 16 أيار/مايو 2000.

أطلقت إسرائيل على غزوها تسمية "عملية الليطاني"، في إشارة إلى النهر الذي يعبر جنوب لبنان يومها، وتوغل جيشها حتى عمق 40 كليومترا وأجبر مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية على التراجع إلى ما وراء الليطاني، في اتجاه صيدا أو بيروت.



وأدى الاجتياح، بعد انسحاب الجنود الإسرائيليين، إلى احتلال غير مباشر لحوالي 700 كلم مربع من جنوب لبنان بواسطة ميليشيا لبنانية موالية لإسرائيل سيطرت على المنطقة المذكورة.

ونص القرار 425 الذي أصدره مجلس الأمن بإجماع أعضائه في 19 آذار/مارس 1978 على إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) التي لا تزال منتشرة حتى اليوم.

أنتج هذا التدخل العسكري تغييرا ديموغرافيا في العاصمة اللبنانية مع وصول عشرات آلاف النازحين من الجنوب إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تحولت تدريجيا معقلا لحزب الله.

- اجتياح 1982 -

في السادس من حزيران/يونيو 1982، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أوسع نطاقا سميت "سلام الجليل".

حاصر الجنود الإسرائيليون بيروت بهدف طرد منظمة التحرير الفلسطينية ووضع حد لهجمات المقاومين الفلسطينيين على شمال الأراضي المحتلة.

وبين نهاية آب/أغسطس وأوائل أيلول/سبتمبر من ذلك العام، غادر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وأكثر من 11 ألف مقاتل فلسطيني لبنان بإشراف القوة المتعددة الجنسيات التي ضمت وحدات أمريكية وبريطانية وفرنسية وإيطالية.

وناهزت الحصيلة الرسمية اللبنانية للغزو الإسرائيلي 20 ألف شهيد و30 ألف جريح حتى نهاية العام 1982، بينهم ضحايا مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين.

في تلك الآونة، نشأ حزب الله برعاية الحرس الثوري الإيراني، وشكل سهل البقاع ميدانا لتدريب طلائع مقاتليه.

ولم تمض ثلاثة أعوام حتى انتقل التنظيم إلى الحيز العلني في 1985. وشكلت ذراعه العسكرية "المقاومة الإسلامية في لبنان" رأس الحربة في التصدي للجيش الإسرائيلي.

واظب الحزب طوال خمسة عشر عاما على تنفيذ عمليات عسكرية مختلفة استهدفت الجنود الإسرائيليين. خسرت إسرائيل نحو ألف من جنودها، وأجبرت على اتخاذ قرار أحادي في أيار/مايو 2000 بسحب قواتها من جنوب لبنان.

- حرب 2006 -

لم يسدل الانسحاب الإسرائيلي الستار على الصراع بين حزب الله وإسرائيل. وبلغت المواجهات بين الجانبين ذروتها في صيف 2006، إثر قيام التنظيم بأسر جنديين إسرائيليين في المنطقة الحدودية. ردت إسرائيل بهجوم واسع النطاق صمد مقاتلو الحزب في وجهه. وعلى الأثر، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تحقيق "نصر إلهي".

أسفرت هذه الحرب التي استمرت 33 يوما عن استشهاد 1200 لبناني معظمهم مدنيون، وعن مقتل 160 إسرائيليا معظمهم عسكريون. وانتهت بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي نص على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان إلى جانب قوة الأمم المتحدة التي تم تعزيزها عديدا وعتادا.

لكن حزب الله حافظ على وجوده العسكري في الجنوب، وعزز ترسانته الصاروخية، وبات يضم مئة ألف مقاتل، بحسب أمينه العام.

- 2023-2024 جبهة جديدة -

فتح حزب الله جبهة "إسناد" ضد إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود والذي أجبر نحو ستين ألف إسرائيلي على الفرار من الشمال، شن الجيش الإسرائيلي في 23 أيلول/سبتمبر 2024 حملة قصف عنيف ودام على حزب الله، مستهدفا جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية.

وبعد بضعة أيام، سقط عشرات القتلى وآلاف الجرحى بسبب موجة تفجيرات طالت أجهزة اتصال يستخدمها عناصر حزب الله. ونسب التنظيم الهجمات إلى إسرائيل.

تحت شعار وضع حد للقصف المتواصل على شمال أراضيها، تمكنت إسرائيل من تصفية قادة كبار في حزب الله في الأشهر الأخيرة، في مقدمتهم الأمين العام للتنظيم حسن نصر الله الذي استشهد في غارة ضخمة استهدفت ستة مبان في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية.

لكن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بذلك، بل أعلن ليل الاثنين-الثلاثاء الماضي بدء عملية برية لضرب مقاتلي حزب الله في قرى جنوب لبنان رغم الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد. وأكدت إسرائيل أن عمليتها البرية "محدودة ومحددة الأهداف".

منذ منتصف أيلول/سبتمبر، أحصت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد أكثر من ألف شخص، فضلا عن مئات آلاف النازحين الذين فروا من الضربات الإسرائيلية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • إعلام إيراني: اغتيال المستشار بالحرس الثوري “مجيد ديواني” في غارة على دمشق
  • إسرائيلي يعتدي على مراسل تلفزيون تركي.. أنقرة تصف اعتقال الشرطة الإسرائيلية للفريق بـ"الجنون التام"
  • عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة ذكرى انتصارات 6 أكتوبر
  • عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر
  • التلفزيون الإيراني الرسمي: 80% من الصواريخ المطلقة على إسرائيل أصابت أهدافها
  • تعرف على تاريخ العمليات العسكرية للاحتلال في الأراضي اللبنانية منذ 1978
  • من الاحتلال إلى التصعيد.. تاريخ التوغلات الإسرائيلية في لبنان عبر العقود
  • تاريخ الحروب يعلمنا: الغزو البري لجنوب لبنان ليس نُزهة
  • التوغل البري الإسرائيلي في لبنان ليس الأول.. نظرة على تاريخ هذه العمليات
  • الليطاني... نهر يرسم تاريخ الاجتياحات البرّية الإسرائيلية في لبنان