وداعا ابوالحجاج: وزمرة عشاق المستديرة بالفاشر
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
محمد بدوي
نعى ناعي الحرب في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٢١ رحيل الحاج سليمان الشهير بأبو الحجاج لاعب فريق النيل، ثم الشعلة والمريخ بمدينة الفاشر، ابوالحجاج رياضي مميز فإلي جانب كرة القدم إحترف تنس الطاولة وبرع في الشطرنج، توقفت عند رحيله كثيرا له الرحمة,بل ولهم الرحمة جلال محمد ضيف الله لاعب فريق اسود دارفور ثم فريق الشعلة، وعصام الخزين لاعب مريخ السلاطين الذين فقدناهم بفعل القصف بالفاشر، لم ياخذهم الموت وحدهم بل عشاق آخرين لم يلعب بعضهم لأي من الفرق لكن ظل عشقه متقدا للمستديرة منهم عاصم الشهير بعاصم ابولو روح خفيفة ولله مشرقة، ماجد ابراهيم إسحق والفنان الفاضل آدم ” الفاضل مونليزا” الرياضي المطبوع والعلم بالفاشر من جيل المصممين الذين درسوا بمصر وغادرنا (بمصر) بعد لجأ إليها لهم جميعا الف رحمة ونور
بالعودة إلي أبو الحجاج فهو من فئة اللاعبين تجدهم في كل الفرق والمدن، اللاعبين الذين يتميزون بالسرعة، وجودهم يسند الفوز ويحقق الانتصار الراجح اعتمادا على السرعة وقوة التسديد، لا يميلون للمهارة والمراوغة، فهم كما الإسعاف ينجحون في لحظات ما من اقتناص فرصة قد تأتي بعد محاولات عديدة، مثله آخرين بذات المهارة أو مهارة السرعة التي ان سندها الحظ اكثر من المهارة يفلحون في التسديد، التي إن أصابت حارس المرمي أجبرته على أخذ نفس طويل بعد إلتقاط الكرة ، اما إن فلتت فهي تسديدة هدف مؤكد وبلا تسلل ، فهم يجبرون صافرة الحكم على الانطلاق وبدء اللعب مرة أخرى من وسط الميدان، عرفت المدينة عاشقا اخر رحل مبكرا وهو سلام ابراهيم، فمهارة الانطلاق عنده نحو المرمى مسنودة بالسرعة التي تنتظر ابتسام الفرصة التي تخرج تسديدة ناحجة، سبق ابوالحجاج وسلام في تلك الفئة صديق محمد المكي الشهير بونكا، جميعهم فال للمدرب في لحظات يظل الدفع بهم الرهان الاخير على أمل الترجيح أو الفوز هكذا فهم فاكهة مجتمعات عشاق المستديرة بمجتمع الفاشر، فالمستديرة عشق شعبي، جنون الانتصارات، بصمة تفرز المدن من غيرها ، مجتمعات عمدت هواياتها بتفاصيلها، تجدهم في كل المدن مرتبطين بدور الرياضة، الاتحادات ،المياديين، الاخبار اليومية عن مواعيد المباريات، الاندية، اللاعبين، الحكام، الصحف الرياضية، والمطاعم التي يتجمعون فيها مشجعين، لاعبين واداريين فهي ملتقيات لا تقبل سواهم الا بتأشيرة من بوابة المجتمع الرياضي بالمدينة، التي تحتفي بالاعبين القادمين إلى المدن من الموظفين، صغار الضباط، وغيرهم، مشجعين مهوسين باللعبة مواقعهم محجوزة وكراسيهم لا يقترب منها احد فيها تخضع لإمتيازات التي لا تقبل التعدي، فهم حاضرين بقاموس الدفاع عن المكان والنادي والترتيب في الدوري، صافرة انطلاق المباريات الرابعة عصرا، تنطلق في ذات التوقيت مع مراعاة فروق الوقت ، عطبرة، كسلا، كادقلي، والابيض، امدرمان، ودمدني، الفاشر، وابوزيد، القاب المدن تلتصق بفرق الممتاز والدرجة الاولي، الأسود، السلاطين،الرومان، السوكارتا، السكة حديد، عروس الرمال، وغيرها، فقد ظلت اللعبة احدى المساحات الآمنة في ممارسة حق الاختيار الذي سورت القيود السياسية ما دون ذلك، فصار هو الانتماء الديمقراطي المعبر عن إرادة الأشخاص، لذا فحضور التمارين والمباريات تمتد في ذاك الاتجاه الحر المسكون بالشغف ورغبة الانتصار وتشجيع اللعبة السمحة.
لاعبو كرة القدم نجوم في كل الازمنة يحظون بالحب والتقدير حيثما ظهروا، لأنهم يمثلون الارتباط بين الانتماء، والخيارات، والانتصارات، والشغف، يا كابتن عبارة تقف مقام التقدير واللقب المنتمي لقاموس اللعبة، فهم سفراء في المباريات الدولية وجنود في ملاحم المنافسات، يرسمون بالمهارات لوحات الانتصارات، ويتركون المتعة ذاكرة يجترها سجل اللعبة حينما يأتي مقام الحديث عن مباراة محددة أو هدف سدد أو اهدر بسوء الحظ .
حرب أبريل ٢٠٢٣ في وجهها المرتبط بأطراف الحرب فقد السودان عدد من الرياضيين كغيرهم من المدنيين لأسباب مرتبطة مباشرة بالانتهاكات ضد المدنيين، واصلت بعض الفرق المنافسات فبرزت عظمة شعب جنوب السودان الذين وقفوا باستاد جوبا عدة مرات مشجعين، ليبصم الحال بإمتداد الوجدان المشترك كما النيل لا قدرة لسياسات سلطوية ان تقف أمامه لأنه كما أشرت مسنودة بمساحات الاختيار الحر في خضم تشابك القيود التي استهدفت ممارسة الحياة في الشارع العام.
الصور التي اوقفتني كثيرا، ظهور بعض نجوم كرة القدم السودانيين، يعبرون عن انحيازات لاحد أطراف الحرب، في تعارض بين ماهية الرياضة وشعبيتها المنحازة للفعل المدني البعيد عن المشتركات العسكرية ، فرغم وجود فرق تتبع للمؤسسات العسكرية وافرع رياضية لكن لا اختيار منسوبيها اعتمد على المهارات الكروية وليس القدرة على التنشين الماهر، فكم تقف الظاهرة بعيدة حتي عن التماس الحكمة من الضمير الإنساني الذي يجعل من الرياضة كما يتردد جسرا للسلام والمحبة، فقد أصاب مشجعي شعب جنوب السودان، ووحل بعض المنحازين من الاعبين في السودان الى البارود
وداعا ابو الحجاج، فكانك كنت تدرك الرحيل ، فبعد توقف عدت لتمارين Sunday , الخاص بالمدربين وقدامي اللاعبين، الف رحمة ونور تغشاك فرغم سرعتك في العدو لكن تظل روح الموت والرصاصة اسرع وهو مضمار لا منافسة فيه، فنم هانئا فأنت مسور بحب من عرفوك فهو مدخل للطف القدير . الوسوممحمد بدوي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: محمد بدوي
إقرأ أيضاً:
وزارة الاستثمار تستضيف فعاليات المائدة المستديرة المصرية الأنجولية
استضافت وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية فعاليات المائدة المستديرة المصرية الأنجولية وذلك بحضور الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا والذي يزور القاهرة حاليا، حيث ناقشت المائدة المستديرة سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين وإمكانيات تنمية وتطوير علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وعلى كافة الأصعدة لا سيما في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والصناعة والطاقة، والزراعة، والسياحة، كما استهدفت دعم التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
وقد شارك في الفعاليات الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية،
إلى جانب عدد من المسؤولين بدولة أنجولا.
كما شارك عدد من ممثلي القطاع الخاص تضمن المهندس أحمد السويدي رئيس مجلس إدارة شركة السويدي والدكتور أشرف سالمان ممثل مجموعة طلعت مصطفى والدكتور شريف الجبلي رئيس غرفة الصناعات الكيماوية والمهندس خالد نصير رئيس مجموعة الكان القابضة والمهندس أحمد العصار رئيس شركة المقاولون العرب والمهندس حسن علام رئيس شركة حسن علام ورياض أرمانيوس رئيس شركة إيفا فارما.
وقد أعرب، الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجانب المصري، مشيرًا إلى أن السوق الأنجولي مفتوح أمام الاستثمارات الخارجية، لا سيما في مجالات صناعة السيارات الكهربائية ونقل المعلومات، في ظل امتلاك أنجولا لبنية رقمية متطورة تشمل قمرًا صناعيًا وقطاعًا خاصًا نشطًا.
وأكد لورينسو أن الحكومة الأنجولية تعمل على تطوير البنية التحتية في العاصمة والمدن الكبرى، وتسعى لإقامة خطوط مترو جديدة، موضحًا أن هناك فرصًا واعدة في مجالات البناء والتشييد وصيانة المنشآت، مع التزام الدولة بتقديم كافة التسهيلات وتذليل التحديات أمام المستثمرين.
وأشاد الرئيس الأنجولي بالدور المحوري لمصر في دعم التنمية داخل أفريقيا، معربًا عن تقديره للتعاون مع شركة "المقاولون العرب" في عدد من المشروعات.
ودعا الشركات المصرية إلى الاستثمار في قطاعات الزراعة، والسياحة، والتعدين بدولة أنجولا ، مؤكدًا أهمية التكامل الاقتصادي بين دول القارة.
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التحول الرقمي يُعد أحد أهم دعائم استراتيجية الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل من خلال ثلاثة محاور رئيسية تشمل تطوير الخدمات الحكومية الرقمية، وبناء بنية تحتية قوية، وتمكين الكوادر البشرية.
وأضاف أنه تم إطلاق منصة رقمية موحدة تُقدم أكثر من 180 خدمة حكومية، بالإضافة إلى خدمات قنصلية، بما يسهم في تيسير الإجراءات وتعزيز كفاءة الأداء الحكومي.
وأشار الوزير إلى جهود مصر في تطوير البنية التحتية الرقمية، حيث زادت سرعة الإنترنت بأكثر من 15 ضعفًا، موضحاً أن الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بتنمية المهارات الرقمية، من خلال إنشاء مدارس متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كما أعرب طلعت عن ترحيبه باستقبال الطلاب الأنجوليين للدراسة في هذه المدارس، إلى جانب افتتاح مراكز دعم للمبدعين وأصحاب الشركات الناشئة في مختلف المحافظات.
وبدوره استعرض المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الطفرة الكبيرة التي شهدتها الدولة المصرية في تنفيذ مشروعات التنمية العمرانية الشاملة خلال السنوات العشر الماضية، في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي أسهمت في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتلبية الطلب المتزايد على الإسكان، وتعزيز التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن وزارة الإسكان قامت بوضع استراتيجية استجابة لرؤية الدولة ولتحقيق تنمية متوازنة تشمل جميع المناطق، ونجحت في زيادة المعمور من الأرض داخل الدولة المصرية من ٧٪ إلى ١٤٪ ، وهو ما يمثل ضعف المساحة.
وأضاف الشربيني أن تلك الاستراتيجية ارتكزت على ٦ محاور رئيسية، شملت: إطلاق مدن الجيل الرابع الذكية الجديدة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة، كما تم تنفيذ خطط طموحة لتطوير المناطق العشوائية وغير الآمنة، مما أسهم في تحسين ظروف السكن لملايين المواطنين، كما تضمنت استراتيجية الوزارة إطلاق العديد من المشروعات القومية الكبرى، مثل مشروع الإسكان الاجتماعي لتوفير وحدات سكنية لمحدودي الدخل، مع التركيز على تهيئة بنية تحتية متطورة، ولا سيما المشروعات التي يتم تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، هذا بجانب التوسع في المدن القائمة، مدن الجيل الأول والثاني والثالث، وتنفيذ العديد من مشروعات المناطق التراثية وإعادة الإحياء مثل مشروع القاهرة الخديوية ومشروع تطوير موقع التجلي الأعظم، بمدينة سانت كاترين.
ومن جهته أعرب المهندس أحمد السويدي رئيس مجلس إدارة شركة السويدي عن فخره بوجود مجموعة السويدي في أنجولا منذ أكثر من 15 عامًا، حيث تعمل في مجالات الكهرباء والبنية التحتية والمياه والصناعة، مؤكدًا التزام الشركة بدعم خطط التنمية الشاملة في السوق الأنجولي.
ومن جهته أشاد المهندس خالد نصير، رئيس شركة ألكان، بفرص الاستثمار المتاحة في أنجولا، موضحًا أن الشركة تعمل في 22 دولة حول العالم في مجالات الاتصالات والبنية التحتية والرقمنة، إلى جانب الصناعات الثقيلة وتوزيع السيارات والمعدات.
وأكد الدكتور أشرف سلمان، ممثل مجموعة طلعت مصطفى، أن السوق الأنجولي يشهد نموًا في الناتج المحلي الإجمالي، مشيرًا إلى وجود فرص واعدة في قطاعات العقارات والضيافة، مع وجود قطاع مصرفي قوي يساهم في جذب الاستثمارات المصرية.
وأشار المهندس شريف الجبلي، رئيس غرفة صناعة الصناعات الكيماوية، إلى اهتمام الجانب المصري بتوسيع الاستثمارات الزراعية في أنجولا، لافتًا إلى أن مصر من أكبر الدول المنتجة للأسمدة، مما يعزز فرص التعاون الزراعي بين البلدين.
وأعرب المهندس أحمد العصار، رئيس شركة المقاولون العرب، عن اعتزازه بتوسّع نشاط الشركة في أنجولا، مؤكدًا أن المقاولين العرب تعمل حاليًا في أكثر من 38 دولة، وتسعى إلى تنفيذ مشروعات جديدة في قطاعات البنية التحتية والتنمية العمرانية داخل أنجولا.
وأشاد المهندس حسن علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة، بإمكانات السوق الأنجولي، مشيرًا إلى خبرات الشركة في مجالات التشييد والتطوير العقاري والطاقة، ووجودها في 10 دول.
وأكد وزير أشرف الخولي، العضو المنتدب للشركة القابضة للأدوية رغبة الشركة في التعاون مع الجانب الأنجولي في تصنيع وتوفير الأدوية، موضحًا أن الشركة تنتج مختلف أنواع الأدوية بما في ذلك الأدوية البيولوجية.