حزب الله وإسرائيل.. هل يجوز الحياد؟!
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
لا يمكنني توجيه اللوم لسوري، أسعدته الضربات الإسرائيلية لحزب الله، على نحو أظهر ضعف الحزب وهوانه، وقلة حيلته، وقد اختفت التهديدات القديمة من خطاب نصر الله عن الرد المزلزل، وتحديد قواعد الاشتباك من خلال وضعه للخطوط الحمر، وإن ضربت إسرائيل عاصمتنا سنضرب تل أبيب!
ولا تثريب على أي سوري، إن اعتبر في المعركة الأخيرة إنه فخار يكسر بعضه بعضا، وقد يكون استجابة لدعوة صالح لو أقسم على الله لأبره، بأن يسلط الظالمين على الظالمين وأن يخرجنا من بينهم سالمين!
فالحزب استخدم سلاحه من قبل لهزيمة الثورة السورية، وكان المدد لبشار الأسد في التخريب والتدمير، والحرق والإبادة، فكيف لمشرد في بلاد الله الواسعة أن ينسى ما جرى له، وأن يتجاوز عن تدمير سوريا للحفاظ على الأسد، وقتل الشعب السوري لهذا السبب، وإجباره على ترك بلده وأهله ومجتمعه؟ وهل بقي بسبب الدعم الإيراني وحضور قوات حزب الله لسوريا، حجر على حجر، ليتخذه السوري وطنا، وقد تهدم الوطن ليبقى الحاكم؟!
الحزب استخدم سلاحه من قبل لهزيمة الثورة السورية، وكان المدد لبشار الأسد في التخريب والتدمير، والحرق والإبادة، فكيف لمشرد في بلاد الله الواسعة أن ينسى ما جرى له، وأن يتجاوز عن تدمير سوريا للحفاظ على الأسد، وقتل الشعب السوري لهذا السبب، وإجباره على ترك بلده وأهله ومجتمعه
ولو تمعنا في الأمر لوقفنا على أننا إزاء إشكالية، فهل كان من المنطق أن يترك حزب الله حليفه في سوريا يسقط، مع المخاطر التي سيتعرض لها الحزب لسقوط هذا الحليف؟
انتهازية حزب الله:
لقد تصرف حزب الله بانتهازية، وفي سبيل مصالحه المرسلة، لم يبال بشعب أو بثورة، ووقف بجانب الديكتاتور الطاغية، وكان حليفا لطغيانه، فهل يلام السوريون إن هم لم يجدوا بأسا في تدميره، ولو كان من يقوم بذلك هو العدو الإسرائيلي، وما دامت الثورة السورية لا تستطيع ذلك، فالمشكلة في قيام ظالم بتصفية ظالم مثله، أليست هذه ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؟!
مع التأكيد على حق الإخوة السوريين، ونصر الله يظهر بهذا الشكل ثم يغيب ليظهر نائبه، ينبغي ألا تدفعنا الشماتة حد أننا لا ننظر إلا من هذه الزاوية، مع تسليمي بأن من يده في الماء مثلي، ليس كمن يده في النار مثلهم!
موقفي من الثورة السورية واضح منذ البداية، فهي امتداد للربيع العربي، وأذكر أنهم في قناة "العالم" الإيرانية كانوا على تواصل معي لمداخلات قبل الثورة المصرية وبعدها، ودُعيت من جانبهم للمشاركة في برنامج قبل الثورة من مكتبهم في بيروت، واستمرت المداخلات الهاتفية، إلى أن كان الحديث عن الثورة السورية، وقلت لمن تواصل معي إنني أرى أنكم ضدها وهذا مفهوم، لكني معها وهذا أيضا ينبغي أن يكون مفهوما، فلن أتماهى معكم في موقفكم، فإن كان الاتصال بي لأنني أمثل "الرأي الآخر" فأنا جاهز، وتعطلت لغة الكلام، وانقطع الاتصال تماما إلى الآن.
حزب الله، لو وضع رأسه وسط الرؤوس، واكتفى بالتنديد والإدانة للجرائم الإسرائيلية في غزة، لما تجرأ عليه العدو الإسرائيلي، ولما كشف ضعفه وهوانه على الناس، ومنذ الأسبوع الأول لعملية طوفان الأقصى أعلن الحزب دخوله على خط النار، وإن كان في رأينا يقوم بنوع من المساندة الضعيفة، لكن من الواضح أن هذا كان بسبب علمه بحاله، وليس لافتقداه الإرادة للمساندة الفعالة
ما علينا، "فأول هام"؛ ينبغي الإقرار بأن ما يصيب حزب الله الآن لم يكن لموقفه في سوريا، والذي بات من الواضح أن هناك توافقا دوليا عليه، فحتى إسرائيل نفسها لم تكن راغبة في تغييره، فأين البديل لحاكم لا يعرف إلا الخطاب الحماسي، وهو عاجز أن يكيد عدوا، أو يسعد صديقا، أو يحرر أرضا، فلا يعرف إلا زخرف القول غرورا؟!
إن حزب الله، لو وضع رأسه وسط الرؤوس، واكتفى بالتنديد والإدانة للجرائم الإسرائيلية في غزة، لما تجرأ عليه العدو الإسرائيلي، ولما كشف ضعفه وهوانه على الناس، ومنذ الأسبوع الأول لعملية طوفان الأقصى أعلن الحزب دخوله على خط النار، وإن كان في رأينا يقوم بنوع من المساندة الضعيفة، لكن من الواضح أن هذا كان بسبب علمه بحاله، وليس لافتقداه الإرادة للمساندة الفعالة!
ومن الواضح أن الجانب الإسرائيلي لم يشأ أن يفتح جبهة أخرى للحرب، لعل حزب الله يتذكر أو يخشى، وهو الذي اخترق منظومة اتصالاته على مدى سنوات، وكان في حالة انكشاف أمامه، فلما ضرب ضربته تبدى ضعف الحزب للناظرين!
إن تدخل الحزب في سوريا كان سببا في إنهاكه، وإضعاف قواته، فكان من السهل اختراقه، وصار ألعوبة للموساد، فيشتري شحنة من أجهزة النداء الآلي المخترقة، ليس من الشركة الأم، ولكن من فرع، فمن المسؤول عن هذه الصفقة؟ وهل هي الخيبة أم العمالة للموساد، الذي لا نعرف حدود اختراقه لحزب الله، لكن حدود ما نعلم أمكن به أن يجعل قدرات الحزب ريشة في مهب الريح؟!
ما اعتبرناه شغبا محدودا من جانب حزب الله، ومناوشات لا قيمة لها، تبين إنها مؤثرة حد استفزاز إسرائيل، فيكون رد فعلها كشفا عن مخطط اختراق الحزب، والاختراق في جوهره يمكن أن يطمئن إسرائيل من ناحية الحزب تماما، وعدم تشكيله خطرا في المستقبل عليها
السنة والشيعة:
فلولا اشتباك الحزب مع إسرائيل لما حدث له ما حدث، ولا بد من التسليم هنا بأمرين:
الأول إن ما اعتبرناه شغبا محدودا من جانب حزب الله، ومناوشات لا قيمة لها، تبين إنها مؤثرة حد استفزاز إسرائيل، فيكون رد فعلها كشفا عن مخطط اختراق الحزب، والاختراق في جوهره يمكن أن يطمئن إسرائيل من ناحية الحزب تماما، وعدم تشكيله خطرا في المستقبل عليها، أو تهديدا جادا لها، لكن من الواضح أن ضرباته أوجعت نتنياهو فكان ما كان!
الأمر الثاني أنه يضع حدا للخطاب الشعبوي الذي يقول إن إيران وحزب الله أدوات غربية، وأن كل ما يحدث أمامنا تمثيل، يستهدف إدخال الغش والتدليس علينا، فالعداء هو للسنّة، مع أن الحليف السني أسقط للغرب الاتحاد السوفييتي وساهم في تفكيكه، لكنها أولوياته، وليس فرضه للحصار على إيران من باب التمثيل على المسرح العائم!
الغرب استغل الشيعة في ضرب السنة، كما استغل السنة في هزيمة الاتحاد السوفييتي، لكن في النهاية لا هم عملاء ولا هؤلاء عملاء، ولكن الأزمة مردها إلى غياب النظرة الاستراتيجية لدى الأطراف كافة.
وليس هذا موضوعنا، ومع تفهمي لسعادة السعداء، إلا أنه لا يجوز لنا السعادة في تدمير حزب الله على يد إسرائيل، لأن انتصارها على أي كائن من كان هو قوة لها في مواجهتنا، فماذا بقي للمقاومة الفلسطينية من حليف.. الرئيس قيس سعيد؟!
"اعدلوا هو أقرب للتقوى"!
x.com/selimazouz1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية سوريا الإيراني حزب الله إيران سوريا إسرائيل حزب الله مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة من الواضح أن حزب الله لکن من
إقرأ أيضاً:
أصوات الثورة السورية.. معارضو الأسد ينتقدون "جرائم الساحل"
دخلت سوريا خلال الأيام الماضية في دوامة التوتر الأمني التي بدأت باشتباكات واجهت فيها الإدارة الجديدة فلول نظام الرئيس السابق بشار الأسد، ولم تنته حتى اللحظة مع تسجيل عشرات الانتهاكات والجرائم بحق أبناء منطقة الساحل ذات الغالبية العلوية.
الأوضاع المعقدة في الساحل السوري جمعت بين حق الإدارة الجديدة في ضبط الأمن والاستقرار ضد أي محاولات من النظام السابق لزعزعته، وبين جرائم ارتكبت بحق المدنيين العزل تحمل في طياتها وفق مراقبين مخاوف انحدار الوضع باتجاه صراع أهلي وطائفي.
ومع توثيق مقتل حوالي 745 مدنيا علويا حتى الآن وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعلو الأصوات المطالبة بوقف الانتهاكات، ولكن أبرزها يعود إلى أشخاص كانوا جزءا أساسيا من الثورة السورية بعد عام 2011.
ياسين الحاج صالح، كاتب وناقد وباحث ومترجم سوري معارض لنظام الأسد، وسجين سياسي سابق عبر على حسابه في منصة "فيسبوك" عن إدانته لما يحصل في الساحل السوري.
وقال صالح: "ندين الجرائم المرتكبة على يد حاكمي اليوم لأنها جرائم وليس لأن مرتكبيها إسلاميون. وهذا مثلما أدنا جرائم الحكم الأسدي بالأمس لأنها جرائم وليس لأن مرتكبيها هم من هم".
وأضاف: "جريمة شاغلي المواقع العامة هي جريمة عامة، أي بحقنا جميعا، وليست مجرد جرائم بحق الضحايا المباشرين".
من جانبها، كتبت المعارضة سمر يزبك في منشور لها: "واحدة من الأشياء التي تجعلني أشعر بالعار، أهلي، تحملوا نتيجة مواقفي السياسية، ووقفوا جانبي بكل شجاعة وكرامة، هم الآن محاصرون ومصيرهم مجهول".
وتابعت: "أنا وغيري من معارضين انتموا بالولادة للطائفة العلوية، نشعر بذنب كبير تجاه أهلنا . الآن أفكر بالسلامة لكل السوريين، كلهم على اختلاف انتمائتهم، عاشت ثورتنا الموؤودة! والموت والقصاص للسفاح الأسد".
بدورها، ذكرت المعارضة لنظام الأسد ريما فليحان: "نداء إلى كل السوريين والسوريات الذين يحبون سوريا، اليوم يجب أن نتضامن جميعا لوقف القتل، اليوم يجب أن نكون جميعا ضد المؤمرات التي تريد زيادة الشرخ في بلدنا بين السوريين وتريد تقطيع أوصال البلاد، أن نكون جميعا ضد استهداف المدنيين".
وتابعت: "نعم لمحاسبة المتورطين بدماء السوريين، لا لاستهداف المدنيين، لا نريد إعادة المقتلة، نحن اليوم أمام اختبار حقيقي، الرحمة للضحايا من المدنيين ومن الأمن العام، والعار لكل القتلة".
معارضة سابقة لنظام الأسد تخسر عائلتها
أعلنت المعارضة العلوية المعروفة لنظام الأسد والمدافعة عن حقوق الإنسان هنادي زحلوط مقتل إخوتها الثلاثة خلال الأحداث الدامية التي شهدتها بلدات الساحل السوري يوم الجمعة.
وقالت زحلوط في منشور على صفحتها في "فيسبوك" إن إخوتها الثلاثة أحمد وعبد المحسن وعلي قتلوا يوم الجمعة مع "عشرات من رجال القرية الذين اقتيدوا من بيوتهم وتم إعدامهم ميدانيا".
وأشارت زحلوط، التي تقيم حاليا في فرنسا، إلى الدور الذي لعبته خلال سنوات الثورة السورية في المطالبة بحقوق الأبرياء الذين قتلوا أيا كانت طائفتهم ومهما كان القاتل.