تواصل دار الإفتاء المصرية حملتها للتوعيه في شهر ربيع الأول  تحت عنوان "قالوا وقلنا" عن المولد النبوي الشريف، ترد خلالها على كل الأسئلة الجدلية عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

 

دار الإفتاء توضح المراد بالاحتفال بـ مولد النبي الشريف وكيفيته عالم أزهري يطالب صاحب فتوى إباحة سرقة الكهرباء بالاعتذار (فيديو)

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال يتردد كل مولد لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حول: قالوا: اذكر ثلاثة من المذاهب الأربعة احتفلــــــــوا بالمولد النبوي؟

جاءت إجابة دار الإفتاء المصرية، أن تحدثت المذاهب الفقهية الأربعة حول مشروعية الفرح والسرور والمعايدة بكل مناسبة دينية يُقصد بها تذكُّر نعمة الله وشكره عليها، ونحن متفقون على أنه ليس هناك أفضل من نعمة ميلاد النبي وبعثته هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وهي نعمة تستوجب الشكر بلا جدال.

وسنذكر لك طرفًا من أقوال الفقهاء في هذا الصدد على النحو الآتي:

- قال ابن عابدين من الحنفية: (سُمِّيَ الْعِيدُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّ لِلَّهِ -تَعَالَى- فِيهِ عَوَائِدَ الْإِحْسَانِ أَيْ أَنْوَاعَ الْإِحْسَانِ الْعَائِدَةَ عَلَى عِبَادِهِ فِي كُلِّ عَامٍ: مِنْهَا الْفِطْرُ بَعْدَ الْمَنْعِ عَنْ الطَّعَامِ وَصَدَقَةُ الْفِطْرِ وَإِتْمَامُ الْحَجِّ بِطَوَافِ الزِّيَارَةِ وَلُحُومِ الْأَضَاحِيِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلِأَنَّ الْعَادَةَ فِيهِ الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ وَالنَّشَاطُ وَالْحُبُورُ غَالِبًا بِسَبَبِ ذَلِكَ أَوْ تَفَاؤُلًا، وَيُسْتَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمِ مَسَرَّةٍ وَلِذَا قِيلَ:

عِيدٌ وَعِيدٌ صِرْنَ مُجْتَمِعَهْ … وَجْهُ الْحَبِيبِ وَيَوْمُ الْعِيدِ وَالْجُمُعَهْ) ا.هــ. حاشية ابن عابدين [2/ 165]. ومَن أحبُّ إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

- وقال الشيخ خليل المالكي صاحب المختصر: (قال ابن عباد في رسائله الكبرى ما نصه: وأما المولد فالذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين وموسم من مواسمهم، وكل ما يفعل فيه ما يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك من إيقاد الشمع، وإمتاع البصر والسمع، والتزين بلبس فاخر الثياب، وركوب فاره الدواب، أمر مباح لا ينكر على أحد قياسًا على غيره من أوقات الفرح، والحكم بكون هذه الأشياء بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم الشهود، وانقشع فيه ظلام الكفر والجحود، وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان أمر مستثقل تشمئز منه القلوب السليمة، وتدفعه الآراء المستقيمة، ولقد كنت فيما خلا من الزمان خرجت في يوم مولد إلى ساحل البحر فاتفق أن وجدت هناك سيدي الحاج ابن عاشر -رحمه الله- وجماعة من أصحابه وقد أخرج بعضهم طعامًا مختلفًا ليأكلوه هنالك، فلما قدموه لذلك، أرادوا مني مشاركتهم في الأكل، وكنت إذ ذاك صائمًا، فقلت لهم إنني صائم، فنظر إلي سيدي الحاج نظرة منكرة، وقال لي ما معناه: إن هذا اليوم يوم فرح وسرور، يستقبح في مثله الصيام بمنزلة يوم العيد، فتأملت كلامه فوجدته حقًّا، وكأنني كنت نائمًا فأيقظني) مواهب الجليل [2/ 407].

- وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي: (سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب... قد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرًا لله تعالى» فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر بل توسَّع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه. هذا ما يتعلق بأصل عمله وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدَّم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحًا بحيث يتعين للسرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به ومهما كان حرامًا أو مكروهًا فيمنع) تحفة المحتاج [7/ 422].

- ولقد ألَّف الإمام برهان الدِّين أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ مُحمَّدٍ النَّاجِي الحنبلي كتابًا في المولد سمَّاه: "كَنْزُ الرَّاغِبينَ العُفاة في الرَّمْزِ إلى ‌المَوْلدِ المُحَمَّدي والوَفَاة") مختصر الإفادات، لمحمد بن بدر الدين بن بلبان، [ص440].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف المولد النبوي قالوا وقلنا دار الافتاء المصرية صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم المولد النبوی دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح

تلقى الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا عبر فيديو على صفحة دار الإفتاء بموقع "فيسبوك"، جاء فيه: "هل أمرنا الله بحفظ القرآن الكريم كاملاً؟".

وفي رده، أكد عبد السميع أنه لا يوجد نص شرعي يُلزم المسلم بحفظ القرآن الكريم كاملًا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى وجود نصوص كثيرة تحث على أن يكون للإنسان نصيب من القرآن في قلبه، واستشهد بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "المسلم الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب"، وهو ما يعكس أهمية ارتباط المسلم بالقرآن ولو بقدر يسير.

دعاء تحصين المنزل.. من القرآن الكريم والسنة المطهرةكيف تعرف آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم؟.. الإفتاء توضح

كما أشار إلى قول الله تعالى: "وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا"، موضحًا أن القرآن نور وهداية، وأن حفظه لا يُعد فرضًا لكنه من الأمور المستحبة.

في السياق ذاته، أوضح الشيخ عبدالله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن حفظ القرآن ليس فرض عين على المسلم، لكنه يُعد فضيلة كبيرة وتوفيقًا من الله لمن ناله، مشيرًا إلى أن الحفظ يُعد فرض كفاية، فإذا قام به البعض سقط عن الآخرين، إلا أن الاجتهاد في حفظ ما تيسر من القرآن يُستحب لكل مسلم بحسب قدرته.

وختم العجمي بالإشارة إلى أن من يجد صعوبة في الحفظ، يكفيه أن يحفظ القدر الذي تصح به عباداته، ولا إثم عليه في ذلك.

طباعة شارك حفظ القرآن الكريم دار الإفتاء أمين الفتوى

مقالات مشابهة

  • للفوز بالبركة في العمر والمال والولد .. خطيب المسجد النبوي: بهذا العمل
  • خطيب المسجد النبوي يكشف عن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة.. تعرف عليهم
  • خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الانشغال بما لا يعنيكم ليصلح الله شأنكم
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي
  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح
  • موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في مصر.. «حكومة وخاص»
  • هل رفض عريس لمجرد أنه ليس وسيما حرام وتكبر على نعمة الله؟
  • «كام ذي القعدة؟».. التاريخ الهجري اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025