كشف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري عن تحول ملحوظ في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه حزب الله في لبنان.

وأشار الدويري خلال فقرة التحليل العسكري- إلى أن القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان حتى الآن أسفر عن مقتل 50 شخصا و300 جريح، مؤكدا وجود سيناريو افتراضي وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدف إلى كسر إرادة حزب الله وإرغامه على وقف الحرب.

وتحدث الخبير العسكري عن تحول في إستراتيجية الاستهداف الإسرائيلية، حيث انتقلت من التركيز على الأودية والجبال والمناطق التي يُعتقد بوجود قوات حزب الله فيها إلى استهداف البلدات والمناطق السكنية في جنوب لبنان، واعتبر هذا التحول محاولة لإجبار الحزب على عدم الاستمرار بالمقاومة.

الحفاظ على الردع

وأوضح الدويري أن المطلب الرئيسي المعلن لإسرائيل في الجنوب اللبناني هو عودة المهجرين الإسرائيليين إلى منازلهم على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

لكنه تساءل عن كيفية ترجمة هذا المطلب عسكريا على الأرض، مشيرا إلى أن تحقيقه يتطلب تطبيق القرار 1701 وانسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، ووقف إطلاق الصواريخ، وفك الارتباط بين ساحات المقاومة.

في المقابل، أكد الدويري أن موقف حزب الله واضح ويتمثل في الحفاظ على معادلة الردع القائمة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستمرار إسناد غزة طالما استمر الحصار والعدوان عليها، وأشار إلى أن هناك فرقا كبيرا بين موقفي الطرفين.

وفيما يتعلق بقدرات حزب الله العسكرية، أشار الدويري إلى أن التقديرات تشير إلى امتلاك الحزب ما بين 100 ألف و200 ألف صاروخ متنوع يتراوح مداها بين 10 كيلومترات و500 كيلومتر، بالإضافة إلى صواريخ باليستية وموجهة ومضادة للطائرات والسفن، وأكد أن حزب الله يمتلك خط إمداد شبه مفتوح، مما يعزز قدراته العسكرية.

ولفت الدويري إلى أن الاحتلال كان يراهن على تراجع القدرة القتالية والأداء الميداني لحزب الله بعد تعرضه لـ3 ضربات موجعة استهدفت منظومات الاتصال واغتيال قيادات بارزة، لكن الواقع أثبت عدم حدوث خلل في أداء الحزب، إذ لا تزال إدارته للمعركة بالمستوى المتوقع.

فرص الحرب الشاملة

وبشأن إمكانية بقاء الحرب في نطاق محدود دون أن تتحول إلى حرب شاملة، أوضح الدويري أن هناك عوامل داخلية وخارجية تحكم ذلك، فمن الناحية الداخلية يجب أن يبقى إيقاع التصعيد منضبطا من قبل الطرفين، مع تجنب حدوث مفاجآت ميدانية كبيرة مثل سقوط صاروخ ثقيل في ضواحي تل أبيب يؤدي إلى سقوط عشرات القتلى الإسرائيليين.

أما العوامل الخارجية فتتمثل في وحدة ساحات المقاومة وحجم الدعم المقدم من الحلفاء، مشيرا إلى الدور المهم الذي تلعبه إيران كقائدة لمحور المقاومة، متسائلا عما إذا كانت ستكتفي بالمساندة في التسليح والتأهيل والتدريب والدعم المعنوي، أم ستنخرط بشكل مباشر في الدفاع عن المقاومة، مما قد يؤدي إلى حرب شاملة.

وتطرق الخبير العسكري إلى مساهمة ساحات المقاومة الأخرى، مثل أنصار الله (الحوثيون) في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، مشيرا إلى أن مشاركتهم لا تزال محدودة مقارنة بما يتعرض له حزب الله، مؤكدا أن الحزب يعتبر رأس حربة المقاومة من حيث القدرة والإمكانيات.

وفي مقارنة بين قدرات حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أوضح الدويري أن هناك فارقا كبيرا بينهما، فبينما تمتلك حماس ما يصل إلى 35 ألف صاروخ ونحو 50 ألف مقاتل يمتلك حزب الله بين 100 و200 ألف صاروخ متنوع، بالإضافة إلى قوة بشرية تقدر بنحو 100 ألف مقاتل، وفقا لتصريحات الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدویری أن حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما سبب عودة عمليات القسام في رفح؟ الدويري يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن عودة عمليات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في رفح جنوبي قطاع غزة أمر طبيعي، مشيرا إلى أن المقاومة لا تزال قادرة على القتال إذا توفرت لها مسافة الصفر.

وكانت القسام أعلنت -في بيان لها- استهداف مقاتليها منزلين كان بداخلهما عدد من جنود الاحتلال بـ4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات، مما أوقع قتلى وجرحى شرق حي التنور في رفح.

وفي الآونة الأخيرة، تواترت عمليات كتائب القسام في رفح، وأسفرت إحدى العمليات عن مقتل 4 عسكريين إسرائيليين بينهم ضابط، وذلك رغم ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه قضى على لواء القسام في المدينة.

وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري- أن رفح لا تزال ضمن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكن إعادة انتشار قوات الاحتلال حرمت المقاومة من القتال في عديد من المناطق، باستثناء حي التنور وتل السلطان.

وأشار الخبير العسكري إلى أنه عندما تتاح للمقاومة فرصة القتال من المسافة صفر، نشاهد أحداثا رئيسية كما جرى مؤخرا من استهداف القسام 3 ناقلات جند إسرائيلية ودبابة، إضافة إلى محاولة السيطرة على آلية عسكرية تركت مفخخة.

وبخصوص تصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن تفكيك كتيبة رفح والقضاء على مجموعة كبيرة من الأنفاق، شكك الدويري في صحة هذه الادعاءات قائلا إنه بوصفه متابعا للأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حتى هذه اللحظة، فإنه لا يتوقف كثيرا أمام تصريحات جيش الاحتلال، لأنها في معظم الحالات لا تنسجم مع الواقع الميداني.

وأضاف أن المقاومة في غزة أعادت بناء قوتها في البعدين البشري والمادي، مستشهدا بأمثلة عديدة على عدم دقة تصريحات الجيش الإسرائيلي، مثل إعلانه المتكرر عن إنهاء العمليات في مناطق مختلفة من القطاع، ثم العودة إليها مرات عدة.

المسافة صفر

وفي ما يتعلق بتطور عمل المقاومة في رفح، أوضح الدويري أن القوات الإسرائيلية أعادت انتشارها بعد إعلانها تفكيك لواء رفح والقضاء على كتيبة تل السلطان، لكنها بقيت في ممر فيلادلفيا وتقوم بعمليات توغل بين فترة وأخرى.

وأضاف أن هذه التوغلات تمنح المقاومة فرصة القتال من مسافة صفر، حيث تكون الأسلحة المضادة المباشرة فعالة في مدى 100 متر.

وعن السيناريوهات التي تعتمدها المقاومة في استهداف المنازل، أوضح الدويري أن الأمر يعتمد على إذا ما كانت قوات الجيش داخل المبنى أو في طريقها إليه.

ففي حالة وجودها في الطريق، تكون هناك عمليات كمائن وحشوات، أما إذا كانت داخل المبنى، فيتم دراسة تموضع قوات العدو وتحديد اتجاهات العمل قبل تنفيذ العملية، حسب الدويري.

وفي سياق متصل، تطرق الدويري إلى الترابط بين جبهات المقاومة، خاصة جبهة حزب الله وغزة، مشيرا إلى أن جبهة لبنان بقيت جبهة مساندة وقدمت الكثير في التعامل مع جيش الاحتلال وخففت الضغط عن غزة.

وفي إشارة إلى نعي القسام للقيادي في حزب الله إبراهيم عقيل، أكد الدويري أن غيابه سيؤثر، ولكن بشكل مرحلي، إذ يفترض وجود بديل أو نائب ربما لا يكون بنفس الخبرة والمحتوى المعرفي لإدارة المعركة، لكن يمكن تدارك الأمر بعد فترة من الوقت.

مقالات مشابهة

  • لماذا لم يطبق حزب الله معادلة الردع تل أبيب مقابل ضاحية بيروت؟ الدويري يجيب ..
  • ‏ما هو صاروخ "فادي" الذي أطلقه حزب الله حزب الله على إسرائيل ؟
  • فصائل عراقية تعلن استهداف هدف حيوي في إسرائيل
  • ما سبب عودة عمليات القسام في رفح؟ الدويري يجيب
  • الدويري يرصد ثغرات وقع فيها حزب الله قبيل استهداف قادة الرضوان
  • «نصر الله» ينفذ تهديده.. استهداف مقر الاستخبارات الإسرائيلية.. الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل ستواجه ردًا ساحقًا من محور المقاومة
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: عمليات استهداف المدنيين تشكل انتهاكا للقوانين الدولية
  • الدويري: إسرائيل تضرب في بيروت وعينها على طهران
  • فضل الله: استهداف المدنيين بعد عجز العدو في ميدان المواجهة العسكرية