أشياء غريبة تحدث في محاكمة الملياردير الشعيري في تطوان على خلفية قضية تزوير شملت 30 هكتارا
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تحدث أشياء غريبة في محاكمة ملياردير مشهور في تطوان، كان قد حوكم في قضايا التهريب الدولي للمخدرات ونال حكما بالبراءة مثيرا الكثير من الجدل من حوله.
محمد الشعيري، خرج من قضية المخدرات، فوجد ملفا إضافيا ينتظره. مجددًا مثُل الخميس الفائت أمام محكمة الاستئناف بتطوان، للرد على اتهامات تتعلق بقضية عقارية كبيرة.
وفقًا لمصادر مقربة من القضية، منحت المحكمة سابقًا دفاع الملياردير مهلة إضافية لتقديم مخطط طوبوغرافي. هذا المستند يعتبر أساسيًا لتمكين القضاة من مناقشة الوقائع وتوضيح الظروف المحيطة بهذه القضية المعقدة قبل بدء المرافعات وبدء المداولات.
أخفق دفاع الملياردير في هذه المهمة. وهنا ستبدأ وقائع غريبة في الحدوث. في جلسة الخميس، نجح محامي المدعين في إحراج الجميع في المحكمة. فمسألة المخطط الطبوغرافي الذي عجز الشعيري ومحاميه على العثور عليه والإتيان به، باعتباره الدليل الرئيسي الذي جرى اعتماده من لدنه في عملية تحديد الأرض، ستعاني من نكسة إضافية. فالمهندس الذي تستند وثيقة عدلية على مخططه الطبوغرافي ينفي أن يكون قد أصدر أي وثائق تتعلق بهذا الملف. في تصريح أرسله إلى المدعين، يضع هذا المهندس حدا لاستخدام اسمه في وثائق لم يصدرها. والأسوأ، أن صفته التي وُضعت في وثائق ملف الملكية كـ »مهندس محلف » غير حقيقية أيضا. فالرجل مهندس بالفعل، لكنه كما يشدد، ليس محلفا لدى أي محكمة. في جدول المهندسين هناك اسم واحد مشابه لاسم المهندس الذي وُضع في الوثائق التي ارتكبت بها الأفعال المزعومة من لدن الشعيري، وهو اسم المهندس نفسه الذي قدم تصريحه للمدعين. من أين أتى الشعيري إذن بـ »مهندسه »؟ ليس هناك رد.
بدلا عن التأثير المتوقع لهذا الاكتشاف على المحكمة، فإن المدعين وقفوا مشدوهين من موقف النيابة العامة عندما قررت معاملة تصريح المهندس مثلما تُعامل تصريحات المتهمين التي تتغير في المحكمة. فقد طعنت في صدقيته، وطعنت في عرضه على المحكمة. رغم ذلك، فإن القاضي سيفضي قراره إلى إمهال المدعين بعض الوقت لإحضار المهندس إلى المحكمة بهدف الاستماع إلى شهادته المفصلية في هذه القضية، ويتعين عليهم فعل ذلك يوم 31 أكتوبر المقبل. بذلك، أصبح عبء ظهر الشعيري ملقى على كاهل خصومه في تغيير درامي لمسار هذه القضية.
في غمرة هذه الأحداث، كان محامي المتهم يقدم نفس الاعتراضات، وبنفس النبرة في المحكمة. فقد ظهر مصمما على مناقشة القضية بعدما اعتبرها « جاهزة ». هل كانت محاولة لتخطي عقبة هذا المخطط الطبوغرافي؟ هذا ما يعتقده المدعون.
نشير إلى أن محكمة النقض أعادت ملف هذه القضية إلى محكمة الاستئناف بتطوان، من أجل نقاط محددة أبرزها التحقق من هذا المخطط الطبوغرافي الذي يمثل العصا التي يستند عليها الشعيري في محاكمته. من هذه المحكمة نفسها، حصل الشعيري على حكم بالحبس أربع سنوات.
رفض محامي المدعين في السابق، تحمل مسؤولية البحث عن المخطط الطوبوغرافي وتقديمه، مشددًا على أن هذه المهمة تقع على عاتق الدفاع لأن الأدلة المقدمة تأتي من المتهم. وقد أجلت المحكمة عدة جلسات في انتظار تقديم هذا المستند لإجراء تحليل معمق للاتهامات المتعلقة بالاحتيال والنصب ضد رجل الأعمال، الذي يُزعم أنه قام بتعديل الوثائق الرسمية لتوسيع ملكية من 3000 متر مربع إلى 30 هكتارًا. وعلى الرغم من أن الحدود الفعلية للأرض لم تتغير، إلا أن المدعين أصبحوا بدون أي شيء.
ينفي الملياردير بشدة جميع الاتهامات المتعلقة بالتزوير أو الاستيلاء غير القانوني على الممتلكات، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بالتجاوزات المبلغ عنها. في المقابل، يتمسك المدعون باتهاماتهم ويرفضون أي تسوية، مطالبين باستعادة حقوقهم العقارية بالكامل، خاصة في منطقة حيدرة التابعة للجماعة الحضرية بالفنيدق.
المتهم، الذي يمتلك بعضًا من أكبر الممتلكات العقارية في عمالة المضيق-الفنيدق، نفى سابقًا أي تورط خلال الجلسات السابقة، مؤكدًا أنه اشترى هذه الأراضي بشكل قانوني. وأوضح أن عملية الشراء تمت عبر وسطاء وأنه لم يكن حاضرًا خلال عمليات تحديد الحدود أو تعديل القياسات الطوبوغرافية.
علاوة على ذلك، يواجه الملياردير تحقيقات أخرى، حيث تم تسجيل محاضر إضافية من قبل وزارة الداخلية. تتعلق هذه الاتهامات بتجاوزات مزعومة على أراضٍ غابية ونزاعات حول الأراضي الجماعية في منطقة حيدرة. وتواصل السلطات المحلية مراقبة ممتلكاته والتحقق من شرعية المعاملات العقارية في هذه المنطقة التي تشهد صراعات قوية.
كلمات دلالية الشعيري المغرب تطوان عقار قضاء محاكمةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الشعيري المغرب تطوان عقار قضاء محاكمة هذه القضیة
إقرأ أيضاً:
موظفان بالبلدية يتورطان في تزوير ملف إداري لسيدة لتستفيد من سكن إجتماعي
فتحت محكمة الشراقة اليوم، ملفا خطيرا يتعلق بالمتاجرة بسكنات “الزواولة” ذات الصيغة الاجتماعية.
حيث يتم استغلال من ضاق بهم الحال في البحث عن سكن يقييهم من الشارع. من خلال بناء منازل فوضوية في مزارع بعيدا عن الرقابة وايجارها للمحتاجين والباحثين من سكن. وإيهامهم بعدها بالسعي لإحصائهم ضمن قائمة سكان البيوت الفوضوية. لإدراجهم في قائمة المستفيدين من سكن اجتماعي بالتوسط لدى مسؤولي البلدية. بعد إعداد ملف خاص يودع بأثر رجعي في مصالح البلدية مقابل رشاوي.
الملف عالجته محكمة الشراقة اليوم وتورط فيه 3 أشخاص منهما موظفان ببلدية عين البنيان يدعيان “ب.نورالدين” و”ن.سمير”. أحدهما موظف بمصلحة الانتخابات والإحصاء الذين وجهت له تهمة تسليم وثيقة مزورة لشخص. وهو يعلم أنه ليس له الحق فيها والثاني تهمة التزوير واستعمال العمر في محررات إدارية.
كما توبع في الملف سيدة تدعى”ش.نجية” المتهمة كذلك بالتزوير واستعمال المزور في محررات إدارية. وذلك بعدما تبين ضلوع جميع الأطراف في تزوير شهادات إقامة. وشهادات مدرسية ووصل كهرباء ووصل المياه. وإيداعها بملف إداري لطلب سكن اجتماعي لدى مصالح بلدية عين البنيان. وذلك مقابل عمولات تتراوح بين 60 و 70 ألف دج وأخرى بمبالغ تتراوح بين 3 و4 آلاف دج حسب الخدمة.
تفاصيل القضيةوتعود ملابسات القضية لسنة 2019 حيث قدم الوالي المنتدب لبلدية عين البنيان شكوى أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة. للتحقيق في وثائق غير صادرة عن مصالح بلدية عين البنيان. وعليه تم مباشرة التحقيق باستدعاء المعنية صاحبة الملف.
ويتعلق الامر بسيدة تدعى “ش.نجية” التي تم اقصاؤها من قائمة المستفيدين من سكن اجتماعي. هاته الأخيرة التي حضرت أمام المحكمة وسردت الوقائع بأنها كانت تقطن ببلدية سيدي عيسى بولاية المسيلة.
وبعد طلاقها قررت التنقل مع ابنتها الوحيدة للعاصمة والبحث عن فرصة عيش جديدة، ومستقبل افضل. حيث وبعد تنقلها للعاصمة وبالتحديد إلى عين البنيان التقت بالمتهم”ن.سمير”. حيث طلبت منه المساعدة في كراء مسكن.
وعرض عليها بدل ذلك شراء مسكن فوضي من أحدهم وطلب منها تحويل له مبلغ 18 مليون سنتيم لحسابه البريدي. على أن تكون هاته الخطوة سبيل للاستفادة من سكن اجتماعي. من خلال إحصائيات في البرنامج القادم والمتوسط لها لدى مسؤولي البلدية التي تعمل فيها لتسهيل حصولها على سكن في وقت قياسي.
وأكدت المتهمة أنها سلمت لهذا الأخير حكم الطلاق الخاص بها، بالإضافة إلى دفترها العائلي. وتكفل هو باستخراج جميع الوثائق المطلوبة في ملف طلب سكن اجتماعي من شهادة الإقامة. ووصل الماء والكهرباء. والشهادات المدرسية التي تخص ابنتها بعدما تكفل بتحويل ابنتها للدراسة بمدرسة بعين البنيان. وذلك بعدما وافقت وانتقلت إلى المسكن الفوضوية المتفق عليه و كان ذلك سنة 2018.
حيث تنقل المتهم “ن. سمير” إلى منزلها الفوري مرفقا بلجنة من البلدية. وتم احصاؤها مسلما لها وثيقة تثبت الاحصاء مزورة لا تحتوي على اي بيانات تثبت أنها صادرة عن البلدية. ليتم بعد مدة ترجيل جميع جيرانها واقراها من العملية.
المتهم طالبها برشوة بمبلغ يقدر بـ 120 مليون سنتيمغير أن المتهم رجع وطالبها بعدها بمبلغ يقدر ب 120 مليون سنتيم على اساس رشوة لمسؤولين بالبلدية. من أجل إدراجها في قائمة المستفيدين. غير أنها رفضت وتوجهت إلى مصالح الأمن من أجل تقديم شكوى حيث تمت متابعته والمتهم الثاني “ب. نور الدين”. بموجب قانون مكافحة الفساد بتهم تتعلق بإساءة استغلال الوظيفة والحصول على رشوة والتزوير واستعمال المزور.
وذلك بعد كمين تم نصبه للمتهم الاول الذي كانت قد اتفقت معه على تسليمه مبلغ 20 ألف دج كرشوة. فيما تم ضبط وثائقها الشخصية منها شهادة إقامة وتحليل زمرة الدم ومبلغ مالي يقدر ب 18 ألف دج. بمنزل المتهم الثاني لدى تفتيشه. وتمت إدانة المتهمان بالسجن لمدى اربع سنوات.
وأكدت المتهمة أن كل ذلك وقع بعد إقصائها من عملية الترحيل، حيث تم هدم منزلها الفوضوي. مما اضطرها للدعوة إلى مسقط رأسها بسيدي عيسى. لتتفاجا بتوجيه لها بعد سنوات تهمة التزوير واستعمال المزور وجهة الاتهام للمتهمان بتواطؤهما في استمرار استخراج وثائقها الشخصية والشهادات المدرسية الخاصة بانتهاء لتوريطها.
مؤكدة أنه لا علاقة لها بتزوير اي وثيقة وأن المتهمان هموا من اوهماها بأن وثاىقها شرعية بحكم استخراجها من البلدية. وأكدت أن المتهمين. “سمير” هو من قام بتزوير تاريخ إقامتها بعين البنيان من 2019 إلى 2016. حتى تكون لها الاولوية في الحصول على السكن بسبب الاقدمية.
وهي الاتهامات التي نفذها المتهمان خلال المحاكمة نؤكدان أن تاريخ استخراج شهادة الإقامة محل المتابعة والشهادات المدرسية. كانت خلال تواجدها بالسجن لقضاء عقوبتها فر الملف الأول نافين أن يكون لهما يد فيها.
مكتفين بالاعتراف باسكان المعنية في بيت فوضوي بغية تمكينها من سكن اجتماعي لائق.
دفاع المتهمةدفاع المتهمة أكد خلال مرافعته أن المتهمان الموظفان السابقان ببلدية عين البنيان انشروا إدارة موازية لاستخراج الوثائق المزورة. وشيدوا بيوتا فوضوية لاستغلالها في بايهام ضحاياهم من طالبي السكن لبيعها او ايجارها مؤقتا. إلى غاية تسوية وثائقهم الخاصة بالإقامة وإدراجهم مقابل رشاوي في قائمة المستفيدين. من سكنات اجتماعية. وأكد أن موكلته ضحية لهم وأنها رفضت اللجوء،للرشوة وقامت بالشكاية بهم.
من جهته دفاع المتهمان الآخران أكد أن موكله تتم متابعتهم عن وقائع سبق لهم ان أدينوا فيها وتمسك بإفادتهما بالبراءة.
ولاية الجزائر تأسست طرفا مدنياىفي الملف و طالبت بالزام المتهمين بدفع مبلغ 100 مليون سنتيم تعويض عن الضرر.
وعليه وأمام ما تقدم التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة عام حبسا نافذة مع 100 ألف دج غرامة مالية في حق المتهم الاول “ن.سمير”. و3 سنوات حبسا نافذة مع 100 ألف دج غرامة مالية ضد البقية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور