الجانب المظلم للحب.. 24 يستطلع قصص الغرام المؤلمة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
يخوض الناس شتى أنواع التجارب في بحثهم عن الحب، ويرتبط المفهوم بالحاجة البشرية للقرب والتواصل والحصول على الدعم والاهتمام وغيرها الكثير، وتظهر صورة الحب في الأدب والفن والموسيقى رومانسية غالباً، وممزوجة بشيء من الألم.
وتتحطم آمال الكثيرين في الحب، حين يرون الجانب المظلم له، وهو الذي يحمل الألم كسم في العسل أحياناً.
استطلع 24 قصص وتجارب بعض ممن عاشوا أو مازالوا يعيشون قصة حب، ووجدوا الجانب المظلم لها، ويقدم خبراء رأيهم في المسألة.
"القرب مؤلم والبعد كذلك"تقول (م. ع)، (29 عاماً)، والتي فضلت إخفاء اسمها، أنها تعيش قصة حب منذ نحو 7 سنوات، وتحكي عما بدا في أول العلاقة كـ"أسعد ما شعرت به في الحياة": "كنت أختبر مشاعر لم أعرفها من قبل، وحظيت باهتمام لا يمكن وصفه، أعتقد اليوم بعدما كبرت، أني كنت حين تعرفت على هذا الرجل أفتقد للاهتمام من أهلي والمحيطين بي، ولم أشهر أني مميزة إلا حين قابلته".
وتضيف: "أحببته وأعتقد أنه أحبني بشكل ما، لكن بعد نحو عامين انفصلنا، وحينها شعرت بقلبي يتمزق، وتدمرت حياتي، حيث لم أعد أستطيع قادرة على العمل أو النوم، وحتى الأكل، فقد كثيراً من وزني، وأصبحت أرى كل شيء أسود، لا شيء يمكن أن يشعرني بالفرح أو الرضا، حتى عاد لي بعدها بنحو عام، بعد أن اعتدت قليلاً على وضعي النفسي السيء".
واستمرت هذه العلاقة لسبع سنوات، انفصل فيها الثنائي مرات عدة وعادا مرة أخرى، إذ يتشاجران في معظم الأوقات، وما زالا حتى الآن على هذه الحال، وتقول: "ما كان أسعد شيء في الحياة تحول للعنة، فمثلاً لا أشعر اليوم أني بخير ونحن لسنا معاً، وكذلك لا أشعر أني بخير ونحن معاً، القرب مؤلم والبعد مؤلم، أعتقد أن هذا جانب مظلم للحب، فكثيراً ما يصبح ورطة، وتعتاد الأمر غير أنك لا تعتاده فعلاً".
يروى براء مازن (24 عاماً) قصته لـ24 قائلاً: "تعرفت على فتاة في غاية الجمال والمرح، وكنا على وشك الارتباط، حتى بدأت ألاحظ تغييراً في شخصيتها مع الوقت، فكلما مر الوقت ظهرت شخصيتها الحقيقية، إذ كانت انفعالية للغاية وبالغة الحساسية والغيرة، وتتحول لعصبية هستيرية عند الخلاف، فقررت قطع العلاقة وفسخ الخطبة، حينها فوجئت بتهديدها بالانتحار، وحين تجاهلتها قامت بمحاولة، وابتلعت أقراص أدوية كثيرة ونقلت للمستشفى وأنقذوها، فشعرت أني سأتحمل الذنب وعشت أسوأ فترة في حياتي محاولاً التخفيف عنها، واضطررت للبقاء شهوراً لإقناعها بضرورة الانفصال، وولد الأمر بالنسبة لي خوفاً من الارتباط، وحتى التعارف، وأصبحت أقلق من أي شخص يبدو عليه أي مشكلة نفسية، وهو أمر جعل حياتي غاية في الصعوبة، إذ يعاني أغلب الناس من شيء كهذا".
الخيانة.. حب وكراهيةوبالنسبة لوسام خليل، (34 عاماً)، كانت قصته بدورها ذات منحى درامي، فيقول: "ببساطة تعرضت للخيانة، كلمة واحدة اختصرت كل البشاعة، لم أستطع فهم الأمر، إذ لم تجد خطيبتي سوى صديقي لتفعل هذا معه، ولم أفهم لما أرادت الزواج، وهي من أصرت عليه، إن كانت ستخونني حتى قبل أن نتزوج، وفي الواقع الأمر الغريب أني شعرت أني أحببتها حقاً، بعد هذا الموقف، وبالطبع انفصلنا وقطعت علاقتي بصديقي، لكني لم أكن أعرف أني أحب تلك المرأة سوى بعد مرور الوقت، إذ بقيت أشعر بغضب كبير، ما لبث أن تحول لمرارة، ولم أعترف في البداية، قلت للجميع إنها وصديقي مجرد حثالة، وإني نادم على معرفتهما، لم أكن يوماَ شخصاً ضعيفاً، وحين اكتشفت الأمر كنت سأرتكب فعلاً عنيفاً، لكني تمالكت نفسي، غير أن أفظع شعور هو عدم تمكني من نسيانها، وحين أقنعتني والدتي بالتقدم لامرأة أخرى، فوجئت بأني أقارنها بها، مع أني أكرهها في نفس الوقت، ويستحيل أن أعود لها، الجانب المظلم في علاقتي السابقة هذه أني أصبت بحالة جنون، لم أعد أعرف كيف أفكر، أعتقد أن العلاقات العاطفية أمر خطر".
أشياء تفقدها على الطريقغير أن البعض ورغم استقرارهم في علاقة من الشخص الذي أرادوا أن يكونوا معهم، يجدون أنهم لا يفلتون من ألم بدورهم.
وتروي نائلة عبد الكريم (43 عاماً)، ما حدث في قصتها: "بعد أن تزوجت أدركت أنني كنت مخطئة في اعتبار الحب أهم شيء في الحياة، إذ لم يعد لدي وقت لأفعل أي شيء يخصني، وشعرت بالاختناق، حيث إن سعيك للحب يعني أن تضحي بكثير من الأشياء، وفي أحيان تكتشف أن ما ضحيت به قد يدمر مستقبلك".
وتضيف: "كنت أمام خيار أن أخسر الرجل الذي أحب، أو أضحي بعملي وبعض صديقاتي وكثير من أوجه أسلوب حياتي، في البداية كنت سعيدة، لكني مع الوقت راكمت حزناً عميقاً".
وبعيداً عن الاستقرار عاش البعض في قصة حبهم توترات مستمرة تصاعدت لحد مقلق للغاية، فتقول (ت.خ)، التي فضلت إخفاء هويتها: "أحببت رجلاً بشدة، وكان رائعاً في البداية وكريماً وذكياً ولطيفاً، لكنه تحول لوحش مجنون حين بدأ يشك بتصرفاتي، ومع أني لم أفعل شيئاً اتهمني دائماً بالخيانة، وكان يقيم الدنيا ولا يقعدها إذ هاتفني زميل أو قريب لي، وفي أحد الأيام وصل به الأمر لضربي بشدة في نوبة غضب، وصعقت حينها، لم أتخيل أن يحدث هذا لي، خرجت بالعلاقة بكدمات وجروح، وتأذت كرامتي وحالتي النفسية بشكل كبير، لكن ما آلمني حقاً هو أنني أحببته".
الخطأ.. رجالوتقول سارة مراد (41 عاماً): "أعتقد أن الجانب المظلم في الحب، هو ما يحدث حين تختار خطأ، عانيت مراراً من ألم الفراق، في كل مرة أحببت فيها أحدهم وتركني، شعرت بالتخلي وبأني ربما لست جميلة أو مثيرة للاهتمام مثل غيري من البنات، ممن تزوجن وعشن بسعادة، وبعد خيبات أمل كثيرة استسلمت لفكرة أني لن أصبح سعيدة أبداً، وأن حظي سيء ولن تكون لي عائلة أبداً، مع مرور الزمن أشعر أني فشلت في كل شيء، حتى أني لم أعد شغوفة بعملي ولا أي من هواياتي السابقة، أعتقد أن السبب هو أن اختياراتي خطأ، وربما بالفعل حظي سيء جداً، لكني أفكر أحياناً، أن الرجال الذين أذوني هم السبب في جعلي إنسانية سلبية، إذ تسببوا لي في ألم وضياع وقت كبيرين، ولهذا أصبحت ما أنا عليه اليوم، أتخيل لو أني وجدت شخصاً جيداً ومحترماً يحبني، لكانت حياتي أفضل بكثير".
أضرار طويلة الأمد
تقول أستاذة علم النفس، حياة العربي، إن حالات عدة من المرضى الذين تقابلهم ممن أوصلهم الحب لاعتلال نفسي أو صدمة نفسية، وفي أحيان أكثر يكون الحال بالعكس، أي أن أوضاعهم النفسية وحالاتهم التي لم تشفى أو تشخص حتى، هي ما تسبب في أنهم وصلوا للجانب المظلم للحب.
وتقول العربي: "بعض الصدمات النفسية التي يواجهها الناس جراء العلاقات العاطفية المؤلمة تسبب ضرراً طويل الأمد، وكثيراً ما تكون الأزمات النفسية أو العلل التي لم تحل بعد، هي ما يودي بهؤلاء لأنماط علاقات سلبية ومسيئة وخطرة في أحيان كثيرة".
وترجع العربي أسباب تعرض أشخاص للجانب المظلم للحب، إلى التوقعات العالية، أو غير العقلانية في علاقاتهم، إلى جانب عدم إبداء عين فاحصة بعيداً عن الإعجاب العرضي، والتغاضي عن تفاصيل وعلامات تحذيرية كثيرة لمجرد عيش علاقة رومانسية أو البحث عن شريك، وتشدد العربي على أن الأزمات وعقد الطفولة العالقة سبب رئيسي وراء انتهاء البعض إلى علاقات فاشلة بشكل أو بآخر.
وتقول العربي: "على سبيل المثال، وجدت الدراسات أن الإناث اللواتي كن في طفولتهن يفتقدن لعلاقة جيدة وصحية مع الأب تحديداً، يملن في الغالب لاختيار رجال مسيئين أو عنيفيين، وتختبر معظمهن أعراض الاكتئاب، وتزداد حالتهن سوءاً مع الوقت".
وتضيف العربي: "إن افتقاد الكثيرين للاهتمام والعطف في الصغر، والتنمية النفسية الصحية، يخلق مشكلات كبيرة في الكبر، خاصة في مجالي العاطفة والعمل، إن مصير حياة الشخص بالكامل يتأثر بعمق بالأزمات والصدمات التي لم تحل منذ الصغر".
ويقول أستاذ علم الاجتماع، ناصر جهاد، من جهته: "في الثقافات القديمة كان ينظر للحب كمصدر بلاء وألم، وكمعطل عن الارتقاء بالروح وأداء ما يفترض من واجبات، في عصورنا الحديثة أصبح الحب يصور كشيء لا مثيل لروعته، وكهدف سامي، ربما تراجعت الصورة بشيء بسيط مع التطور العلمي ونمو سوق العافية وأسلوب الحياة، حيث يأخذ الناس في اعتبار الحياة الصحية والعمل الناجح والأناقة والتأمل وما شابه، كأولويات، غير أن الحب مازال هاجس كثيرين، والخط رفيع بين اختباره وعيش تجربة جميلة وبناءة، وبين تعكير صفو الحياة وتنغيصها أو أكثر بكثير".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية منوعات صحة الجانب المظلم أعتقد أن غیر أن
إقرأ أيضاً:
فيروز الأم.. عاطفة استثنائية تظهر الجانب الإنساني الخفي من أيقونة الفن
لم تكتف المطربة اللبنانية فيروز -التي أسرت الملايين بصوتها الذي يمس الروح- بإبداعها الفني، بل جسدت من خلال أمومتها مع ابنها هلي جانبا إنسانيا عميقا لشخصيتها.
اليوم، تحتفل جارة القمر بعامها الـ90، في حين تظل علاقتها بابنها الأصغر مصدر إلهام للكثيرين، إذ أثّرت تلك العلاقة في حياتها وفنها، ومنحته القوة، لتصبح تجربتها مصدر إلهام للملايين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إحالة عمرو دياب إلى محكمة الجنح في واقعة صفع شاب بحفل زفافlist 2 of 2وفاة المغني ليام باين إثر سقوطه من الطابق الثالث بالأرجنتينend of listفي عام 2022 أزاحت ريما الرحباني الستار عن الجانب الإنساني الذي حرصت فيروز على إبقائه بعيدا عن الأضواء لأكثر من 60 عاما حين نشرت صورة نادرة جمعت المطربة اللبنانية بابنها الأصغر "هلي" -وهو من أصحاب الهمم- في لحظة عائلية مؤثرة.
ظهرت الصورة خلال إحياء ذكرى عاصي الرحباني في إحدى الكنائس، إذ ظهر هلي جالسا على كرسي متحرك ممسكا بيد والدته، في حين كان شقيقه الأكبر الموسيقي زياد الرحباني حاضرا أيضا، لتوثق هذه الصورة أول ظهور علني يجمع أفراد العائلة معا.
أظهرت الصورة جانبا استثنائيا من أمومة جارة القمر، والذي بدأ في أواخر خمسينيات القرن الماضي عندما أصيب طفلها هلي بمرض السحايا عام 1958 وهو لم يتجاوز حينها 3 سنوات.
مسيرة فيروز الغنائية والمسرحية الممتدة والطويلة لم تعطلها عن تكريس الكثير من الوقت لرعاية هلي (رويترز)تسبب المرض في إعاقة صحية وحركية استدعت رعاية دائمة، إذ أخبر الأطباء فيروز آنذاك أن طفلها لن يعيش أكثر من 8 سنوات، لكن هلي خالف التوقعات وتجاوز الستين من عمره، وظلت فيروز تكرس حياتها للعناية به حتى بعدما بلغت الـ80، مواصلة دورها الأمومي الذي اختارته بمحض إرادتها عندما رفضت إيداعه في مصحة متخصصة، مصرة على أن تتحمل مسؤولية رعايته بنفسها.
لم يمنعها تقدم العمر من مواصلة هذه المهمة النبيلة، إذ تهتم بأدق تفاصيل حياته اليومية، ترافقه في زياراته الطبية، وتشرف على نظامه الغذائي بما يلائم حالته الصحية، وتساعده في العناية الشخصية مثل الاستحمام وتبديل الملابس.
وتقدم فيروز نموذجا استثنائيا للأم التي لم تتخل عن واجباتها رغم التحديات، لتخلق لابنها بيئة مليئة بالحب والرعاية.
مسيرة ممتدة يسبقها نبل الأمومةمسيرة فيروز الغنائية والمسرحية الممتدة والطويلة لم تعطلها عن تكريس الكثير من الوقت لرعاية هلي، ولم يقف جدول أعمالها المزدحم عن أمومتها التي وضعتها في المقام الأول.
وهو ما كشف عنه المؤرخ الموسيقي السوري سامي المبيض في منشور له على فيسبوك حين كشف عن اعتذار فيروز عن إحياء حفلة في معرض دمشق الدولي والغناء على خشبة مسرحه.
وقال المبيض إن المجلات كتبت وقتها أن السبب هو إصابة طفلها بمرض السحايا، ورغم ذلك ثارت، وبحسب وصفه ثارت إذاعة دمشق وثارت معها دمشق في المساء، وغضب الفيروزيون السوريون من غياب نجمتهم المفضلة، وقال "تجمهروا أمام شباك بيع التذاكر رافضين التعويض المادي، مطالبين بحضور فيروز"، وتابع أن اعتذار فيروز عن الحفل كان لسبب مقنع ونبيل.
"سلملي عليه"ولدت فيروز في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، واسمها الحقيقي نهاد حداد، وتميزت بأسلوبها الموسيقي المميز والعاطفي، إذ غنت للوطن والحياة والحب والأمل.
لكن هناك قصة متداولة أن فيروز كانت دائما ما تغني مقاطع كتبتها بنفسها لهلي قام بعدها زياد الرحباني باستكمالها وتلحينها لتصبح "سلملي عليه"، والتي صدرت ضمن ألبوم غنائي "مش كاين هيك تكون" عام 1999، فألّفت فيروز كلمات الأغنية في البداية بطريقة ارتجالية لم تلتزم خلالها بالقافية والوزن.
إرث فيروز الفني لا ينفصل عن إرثها الإنساني، فعلاقتها بهلي تضيف بعدا إنسانيا إلى جارة القمر، وتجعل منها نموذجا للأم التي لم تفقد بوصلة الحب والحنان رغم مشاغلها ومسؤولياتها وكونها واحدة من أهم المطربات في الوطن العربي بالقرن الـ20.