عبر الكثير من المسئولين الأوروبيين عن شعورهم بالراحة بعدما حضرت الصين قمة في جدة بالمملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع الماضي، وكان الاجتماع يهدف إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

لم تغير الصين موقفها، ففي حين أن بكين لم تتزحزح عن موقفها المعلن وهو الحياد في الحرب، فإن مجرد وجود الصين في اجتماع تقول روسيا إنها لم تتم دعوتها إليه قد أرسل، كما تزعم بعض المصادر، رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنها ليست مستعدة للانحياز صراحةً للجانب الروسي ضد الغرب الى آخر الطريق، أي أن دعم الصين لروسيا بحدود، وليس شيكا على بياض.

وقال مسئول كبير في الاتحاد الأوروبي لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: "لم نتوقع أبدًا أن تنتقل الصين بالكامل إلى الموقف الغربي، لكن دعم هذا الاجتماع سيكون بمثابة خيبة أمل كبيرة لروسيا".

وتابع: "من وجهة نظرنا، من الواضح أن الصين تنخرط مع الغرب، وتتحدث إلى الأوكرانيين، وتقاوم روسيا، عبر عدم موافقتها في كل تحركاتها". 

وأضاف المسئول: "نحن نرحب بذلك الوجود الصيني"، ورددت مصادر أوروبية متعددة نفس هذا الرأي.

ومع ذلك، في حين أن مشاركة الصين مع المجتمع الدولي قد تكون ضربة لروسيا، إلا أن الحلفاء الغربيين لا يزالون ينظرون إليها بريبة، لأسباب ليس أقلها استمرار العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية بين البلدين.

على الرغم من حضور وفدها في جدة، لم تقلص بكين علاقاتها مع روسيا.

واتصل كبير دبلوماسييها، وزير الخارجية وانج يي ، بنظيره الروسي سيرجي لافروف بعد يوم من اختتام محادثات جدة، مؤكدا "حياد" بكين في الصراع.

وواصل جيشا البلدين تدريبات مشتركة طوال الحرب، بما في ذلك دوريات بحرية قبالة سواحل ألاسكا الأسبوع الماضي. 

ومن المتوقع أيضًا أن يزور بوتين الصين في أكتوبر، وفقًا لوسائل الإعلام الروسية، بعد أن تلقى دعوة من نظيره الصيني شي جين بينج في مارس.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي الاوروبيون الحرب الصين العربية السعودية العلاقات الاقتصادية المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي أوكرانيا قمة السعودية

إقرأ أيضاً:

الصين تعزز حضورها في اليمن وسفيرها يكشف دورها في جهود السلام

لم تمر سوى بضعة أيام على عقد اجتماع بشأن اليمن بين السفيرين الصيني والأمريكي في سفارة بكين بالرياض، حتى أطل السفير الصيني لدى اليمن شاو تشنغ في مقابلة موسعة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، متحدثاً عن بعض القضايا في الأزمة اليمنية ودور بلاده في حلها. 

المقابلة التي نُشرت الأحد ركز فيها السفير الصيني على دور بلاده في التنسيق بين القوى الدولية والإقليمية لدعم الحل السياسي في اليمن وإنهاء الحرب، وعن هجمات المليشيا الحوثية ضد السفن التجارية والحضور الصيني في البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن والبحر العربي.

وكان "نيوزيمن" نشر تحليلاً سياسياً، الأربعاء الماضي، عن إمكانية توسع الدور الصيني في إنهاء الحرب في اليمن في ضوء التقدم الملحوظ في العلاقة بين بكين والرياض، مما يشير إلى دور المملكة في توسيع الشراكة مع الصين نحو الملفات الساخنة في المنطقة، ومنها اليمن، وهو ما أكده السفير الصيني لدى اليمن في هذه المقابلة، حيث وصف الدور السعودي في الأزمة اليمنية بـ"الإيجابي"، وأنه سبق أن التقى بالسفير السعودي لدى اليمن "مرارا وتكرارا" واصفا إياه بالصديق العزيز.

وقال شاو تشينغ، إن بلاده على تواصل مستمر مع القوى الدولية والإقليمية بشأن الأزمة اليمنية، وعلى رأسها السعودية، مؤكداً دعم بكين لخارطة الطريق وللجهود الإيجابية السعودية لتحقيق السلام في اليمن، وأنه يتطلع إلى "تحقيق السلام في الأيام القريبة بما يفيد المنطقة والعالم". وفي تطابق في الموقف الصيني مع السعودية إزاء الأزمة اليمنية، قال السفير تشنغ، إن دعم الصين للحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي ثابت، مطالباً الأطراف اليمنية بالجلوس إلى طاولة الحوار لتوقيع اتفاق سلمي "قريباً". 

ويأتي إجراء هذه المقابلة متزامناً مع انتهاء جولة المفاوضات بشأن الأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي في العاصمة العمانية مسقط، حيث لم يخرج الوفدان المتفاوضان بأي نتائج عملية للإفراج عن أسرى ومعتقلين لدى الطرفين، الأمر الذي يشير إلى رغبة الصين في الظهور كدافع دولي للمفاوضات المتعثرة مع المليشيا الحوثية.

كما كشف السفير الصيني، خلال المقابلة، أن "لدى الصين تواصلاً مع جماعة الحوثيين، وبقية الأطراف اليمنية؛ داعياً إلى التوقف عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر". وقال إن الصين تتمتع بعلاقة تواصل مع الحوثيين والأطراف المعنية الأخرى، وذلك بهدف معرفة النية الحقيقية لها، وبذل جهود مشتركة لتحقيق السلام في اليمن، على حد وصفه. كما تطرق إلى أن الصين تستعد لتعزيز التعاون مع الأحزاب اليمنية المختلفة، مشيراً إلى أن زيارة وفد حزب "التجمع اليمني للإصلاح" إلى بكين مؤخراً جاءت تلبيةً لدعوة حضور مؤتمر مهم في الصين.

وأضاف: "لدينا تواصل مكثف مع المؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي، والأحزاب اليمنية الأخرى. أتمنى من الأحزاب اليمنية أن تبذل جهوداً مشتركة لتحقيق السلام في اليمن، وتفيد الدولة والشعب".

وبشأن أحداث البحر الأحمر، كشف تشنغ أن بلاده تستعد للتنسيق مع الدول الإقليمية لتحقيق السلام في هذه المنطقة بشكل سريع، مبيناً أن القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي لا تشارك في أي مهمات في البحر الأحمر حالياً.

وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن البحرية الصينية الموجودة في خليج عدن وقبالة الصومال استطاعت خلال السنوات الـ15 الماضية، تقديم الحماية لـ7200 سفينة صينية وأجنبية في المنطقة، بمشاركة 35 ألف جندي صيني. ودعا الحوثيين في هذا السياق أن "يتوقفوا عن الاستهدافات العسكرية للسفن التجارية في البحر الأحمر"، مؤكداً رفض بلاده الاستهداف العسكري للسفن التجارية والملاحة في البحر الأحمر، وقال: "علينا أن نضمن أمن البحر الأحمر، ونعبِّر عن موقفنا للحوثي وللأطراف الأخرى. أزمة البحر الأحمر تتواصل منذ نحو نصف عام، وخلقت خسائر كبيرة في دول مختلفة، لذلك ندعو لوقف الاستهداف العسكري للسفن التجارية".

وأضاف: "في الوقت نفسه، فإن الصين تعتقد بأن أزمة البحر الأحمر تتعلق بالصراع في غزة، لذلك ندعو لتحقيق السلام في غزة فوراً، وتقديم مساعدات إنسانية لتجنب انتشار الأزمة في المنطقة".

وفي تعليقه على استهداف جماعة الحوثي إحدى السفن الصينية الفترة الماضية، أكد تشنغ أن الصين تتابع الأوضاع في البحر الأحمر بشكل مستمر، وقال: "كما تعرف سوق السفن الأجنبية معقدة نسبياً، ولا يمكننا أن نميز هذه السفينة تتبع لأي دولة، وعليه ندعو لوقف الاستهداف العسكري للسفن التجارية؛ لتجنب التأثير في سلاسل الإنتاج والتوريد في العالم". وشدد على أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يضمن السلام في البحر الأحمر وفقاً للقانون الدولي... ومن ناحية أخرى علينا أن نحقق السلام في غزة ونتجنب انتشار استهداف المدنيين حول العالم، وأن نحترم السيادة للدول المطلة على البحر الأحمر مثل اليمن، كما ندعو وننبه السفن التجارية لأن ترفع الوعي الأمني".

وأوضح القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن أن بكين "أكبر دولة في العالم من حيث الصناعة، وهي شريك تجاري لنحو 100 دولة"، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار التأمين للبضائع بسبب الهجمات الحوثية على السفن، وأن السفارة الصينية تقوم بتزويد السفن التابعة لشركات صينية بالتنبيهات أثناء مرورها من جنوب إفريقيا.

وعن مستقبل العلاقات الصينية مع اليمن فقد وصفه السفير شاو تشنغ بالمشرق، لافتا إلى إمكانية تعزيز هذه العلاقات عبر مبادرات الحزام والطريق والأمن العالمي والتنمية العالمية والمبادرات الصينية الأخرى. وعن نتائج زيارته الأخيرة لليمن، وهي الثالثة خلال عام واحد، أوضح شاو أنها شملت حضرموت وعدن، حيث حضر مراسم وصول مساعدات طبية صينية، بما فيها أكثر من ألف قطعة طبية و10 سيارات إسعاف.

وأضاف: "وجدت كثيراً من التقدم في المجتمع المحلي، على سبيل المثال سرعة الإنترنت أفضل من قبل، لكن اليمن يواجه مشكلات أخرى مثل توليد الكهرباء، وخلال وجودي في عدن التقيت رئيس الوزراء والوزراء في الحكومة الشرعية، وقمنا بتبادل مكثف بشأن العلاقات الثنائية والأوضاع اليمنية، ونحن ندعم الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي".

وبحسب المسؤول الصيني، فإن التعاون الصيني- اليمني الآن يتمحور حول الطاقة النظيفة بدلاً من الصناعات التقليدية في الماضي، مؤكداً معرفة الصين بأن اليمن يتمتع بموارد طاقة شمسية غنية، وأن الشركات الصينية تتمتع بالقدرة في هذا المجال، ومع تحسّن الأوضاع اليمنية وإحلال السلام، ستبدأ الصين واليمن التعاون في مجال الطاقة الجديدة والنظيفة، والمجالات الأخرى".

وكشف الدبلوماسي الصيني أن بلاده ستقدم 100 ألف فرصة دراسية لدول الجنوب العالمي خلال السنوات الخمس القادمة ومنها اليمن، وأن هذا يأتي ضمن أعمال تعزيز التعاون التجاري مع الدول النامية والتي أعلنها الرئيس الصيني في يونيو الماضي بمناسبة الذكرى ال70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، متوقعاً أن تتجاوز قيمة الواردات الصينية من الدول النامية 8 تريليونات دولار حتى عام 2030.

مقالات مشابهة

  • المبادئ الصينية للتعايش السلمي.. 70 عاما من الجهود المعززة للسلام
  • هل وافق الرئيس عباس فِعلًا على “مُناقشة المُصالحة” عبر مظلّة الصين؟
  • الرئيس الصيني: مستعدون لكتابة فصل جديد من التنمية لمنظمة شنغهاي
  • الرئيس الصيني يدعو لحوار مباشر بين روسيا وأوكرانيا
  • الصين تعزز حضورها في اليمن وسفيرها يكشف دورها في جهود السلام
  • أوروبان يصل الصين لبحث الأزمة الأوكرانية
  • العراق يستأنف تسيير رحلات جوية مباشرة مع الصين بعد توقف لسنوات
  • لماذا تشعر النساء ببرودة مكيف الهواء أكثر من الرجال؟
  • خفر السواحل الفلبيني: سفينة صينية عملاقة ترسو في بحر الصين الجنوبي
  • القاهرة الإخبارية: روسيا مستعدة لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا